كان الكاتب الأميركي الساخر مارك توين يقول بأن أي مكتبة يمكن اعتبارها مكتبة جيدة ما دامت لا تضم كتابا لجين أوستن، حتى لو كانت مكتبة لا تحتوي على أي كتاب. وكتب مرة يقول إن رواياتها تجعله يبغض كل الناس من دون تحفظ. كم كان توين على خطأ.
فما تزال المكتبات الشخصية والعامة تمتلئ بروايات أوستن، التي قلما توقفت دور النشر عن إعادة طباعتها، بالإضافة إلى عشرات المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية المستوحاة منها، وخاصة «الكبرياء والهوى» التي نشرت لأول مرة في 1813، و«العقل والعاطفة»، و«أما» المترجمة كلها إلى العربية. وحسب كثير من الاستطلاعات، ما تزال أوستن من أكثر الكاتبات قراءة عبر العصور، وربما لا تنافسها في ذلك سواها مواطنتها فرجينيا وولف، التي ولدت بعد رحيل أوستن بسبعين سنة، رغم مرور 200 سنة على رحيلها، الذي صادف أمس.
وبهذا المناسبة، أصدر بنك إنجلترا المركزي عملة نقدية، فئة 20 جنيه إسترليني، تضم صورة جين أوستن. لتكون بذلك أول كاتبة في التاريخ البريطاني تحتل صورتها ورقة نقدية وطنية. وسيتم تداول هذه العملة وطنيا ابتداء من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل. وحتى ذلك الحين، ستكون متوفرة في الأماكن، التي ارتبطت بأوستن مثل كاتدرائية ونتيشستر، و«متحف جون أوستن»، الواقع في مدينة» باث»، التي عاشت فيها الروائية فترة من حياتها.
إنه اعتراف رسمي كبير ليس فقط بمكانتها في الأدب البريطاني إلى جانب كتاب مثل وليم شكسبير وصموئيل جونسون وجون ملتون ووليم وردزورث ووليم بليك ووالتر سكوت وتشارلز ديكنز، وعشرات غيرهم، ولكن أيضاً بشعبيتها التي يبدو أنها تكبر مع الزمن. وبالتأكيد، لم تكن جين أوستن تحلم بكل هذه الشهرة الواسعة والتقدير الشعبي والرسمي. ولم تكن تحلم، قبل شيء بأن كتاباتها قد تجتاز اختبار الزمن. بقيت أوستن مقروءة جيلا بعد جيل لأنها نجحت في عكس وتجسيد المشاعر الإنسانية، وخاصة مشاعر المرأة وشروطها الاجتماعية القاهرة في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، هذه الشروط التي ما تزال قائمة بشكل أو بآخر في أكثر من مكان.
ولدت جين أوستن في ستيفنسون، هامبشير، عام 1775، درست في أوكسفورد وردنغ، ولكن أغلب ثقافتها اكتسبتها من التعليم الذاتي. بدأت كتابة الشعر والقصص القصيرة وهي في الحادية عشرة من عمرها قبل أن تتجه لكتابة الرواية عام 1796، ورغم مرضها اللاحق، عام 1816، أنتجت سبع روايات، وروايتين غير مكتملتين، بالإضافة إلى ثلاثة مجلدات من الكتابات المبكرة.
جين أوستن أول كاتبة في التاريخ على ورقة نقدية بريطانية
تكريماً لها بمناسبة مرور 200 سنة على رحيلها
جين أوستن أول كاتبة في التاريخ على ورقة نقدية بريطانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة