لا توجد كنائس كثيرة في الموقع المثالي، كتلك التي في هيركسهايم آم بيرغ، في ولاية راينلاند بالاتينات، غرب ألمانيا. في برج الكنيسة البالغ عمره ألف سنة جرس يحمل صليباً معقوفاً، وعبارة: «كل شيء من أجل الوطن - أدولف هتلر».
يزن الجرس البرونزي 240 كيلوغراماً، ويقرع كل ربع ساعة. بعد 82 سنة، صار محل الحديث، بعد أن كتبت صحيفة محلية مقالاً عنه.
وكانت سيجريد بيترز، مدرسة الموسيقى المتقاعدة، أول من لفت الانتباه إليه، حين قالت: «يجب إزالة الجرس». لكن العمدة المحلي والقس يختلفان معها، وهناك حالياً نقاش حول كيفية التعامل مع هذه القضية. تقول الخبيرة بيرجيت مولر إن الجرس «نادر»، مضيفة أنّها لا تعرف أي جرس آخر عليه صليب معقوف.
يعرف المؤرخ المحلي إيريك هاس القصة وراء الجرس، الذي يحيط به جرسان أكبر حجماً، من دون أي عبارة تشير إلى هتلر أو النازية.
يقول هاس: «قرع للمرة الأولى في عيد الميلاد عام 1934». كان يسمى جرس الشرطة، وتعود ملكيته إلى المجتمع، وكان من المفترض قرعه في حالات الحريق. وخلال الحرب العالمية الثانية، للتحذير من الغارات الجوية. بعد الحرب، في عام 1951، تم تركيب جرسي الكنيسة الجديدين، وتنسيق دقاتهما مع الجرس الثالث، ولا تزال الأجراس الثلاثة، بما فيها «جرس هتلر»، يتردد صداها حتى يومنا هذا.
لكن بالنسبة لبيترز، التي حدثها عن الجرس مؤرخ تعرفه شخصياً، فمن المزعج أن الجرس لا يزال يستخدم، بينما تاريخه غير معروف للجميع. تقول إنّها «الروح في العمل هناك. لا يمكن رؤية تعميد طفل، بينما يدق أعلاه جرس يحمل عبارة (كل شيء من أجل الوطن)»، وتضيف أنّ كثيراً من الأزواج يختارون الزواج في الكنيسة الخلابة، لكن «لا أحد منهم يعرف شيئاً عن ذلك».
ويؤكد العمدة رونالد بيكر أن الجرس له قيمة تاريخية، ولا بدّ من التعريف بالتاريخ، فيما ينوّه بيكر، وهو مهندس كهربائي (54 سنة)، عن الحقبة النازية (من 1933 حتى 1945): «كان وقتاً مرهقاً ومروعاً لقطاعات مختلفة من السكان. يجب ألا يحدث ذلك مرة أخرى»، لكنه يصر على أنّ الجرس يجب أن يظل كما هو، ويتساءل: «إذا كان هناك شيء يعمل بشكل جيد، فلماذا تغيره؟»، المشكلة ليست سوى في النقش، «وهذا لا تسمعه عندما يدق الجرس». وعن محو النقش، يوضح: «كل تغيير سيجعل الجرس نشازاً». ولكن ماذا عن الكلمات؟ يضيف: «يجب أن يكون لدى بلدنا القليل من الوعي الذاتي».
وبخلاف ذلك، فإن تكلفة الجرس الجديد ستبلغ 50 ألف يورو (56 ألف دولار أميركي)، وفقاً لبيرجيت مولر. وغالبية السكان المحليين يريدون أن يبقى الجرس. ويرى القس هلموت ماينهاردت أنّه «أمر مزعج للجميع أنه تمت إساءة استخدام حتى أجراس كهذه»، ويضيف: «البعض يعرفون ذلك، ولكن لم يكن هناك نقاش حوله حتى ظهرت مقالة الصحيفة».
ويتابع ماينهاردت، رئيس جمعية تاريخ الكنيسة في بالاتينات: «والآن، يجب تنظيم نقاش حول هذا الموضوع»، مضيفاً: «لكن من وجهة نظر الكنيسة، لا أقول إننا لا نستطيع استخدام الجرس مجدداً».
ويؤيد المؤرخ هاس أيضاً ترك الجرس بموقعه «كذكرى»، مع لوحة تعريف خاصة به. وتريد مولر أيضاً الحفاظ على الجرس الذي تم إدراجه ضمن التراث الثقافي، كقطعة تذكارية. وترفض مولر مطالبة بيترز المطلقة بأن يُزال.
«جرس هتلر» يثير الجدل في قرية ألمانية هادئة
يقرع كل ربع ساعة ويسبب إزعاجاً للسكان... ومطالب بإزالته
«جرس هتلر» يثير الجدل في قرية ألمانية هادئة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة