لم تمنع قرارات رسمية بحظر السباحة في بحر غزة، لأسباب بيئية تتعلق بتصريف المياه الصحية باتجاه بعض مناطقه، الغزيين من الهرب إلى شاطئ البحر في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة المترافقة مع انقطاع التيار الكهربائي معظم أوقات اليوم.
وبات الساحل البحري للقطاع، الجزء المهم في حياة السكان، خصوصا أنه مفتوح أمام الفقراء والأغنياء على حد سواء، وزيارته غير مكلفة نهائيا.
ويقول إبراهيم رضوان إنه يصطحب يوميا عائلته إلى بحر منطقة السودانية شمال غربي قطاع غزة من أجل الهرب من الحر الشديد ويترافق مع انقطاع الكهرباء. مشيراً في حديثه للشرق الأوسط، إلى أنه لا يجد مكانا يهرب إليه أفضل من البحر خاصة مع انقطاع التيار الكهرباء وعدم قدرته على تحمل أعباء مالية كبيرة للإقامة في منتجعات أو فنادق أو ما شابه. مضيفا: «أزمة الكهرباء تحول حياتنا إلى جحيم، ارتفاع كبير في الحرارة وانعدام أي وسائل للتخفيف يجعلنا نهرب إلى البحر. لا يوجد حل ثان».
وتساعد الإجازة الصيفية للمدارس، أي عدم وجود التزام لدى الأبناء، معظم الغزيين، على قضاء وقت أطول على شواطئ البحر. وقال رضوان: «نجلس في بيوتنا لـ3 ساعات عندما تصلنا الكهرباء، ثم نهرب باقي الوقت نحو البحر». ويمكن مشاهدة عشرات آلاف من الغزيين يرتادون البحر يوميا ويزداد العدد طبعا مع ساعات المساء.
وبحسب أنس عبد العال وهو من أصحاب الاستراحات المنتشرة على طول شاطئ بحر غزة، فإن عائلات كثيرة ترغب في قضاء وقت ممتع على البحر هروبا من الواقع الصعب والسيئ الذي يعيشونه من دون كهرباء ومن دون ماء.
وأوضح عبد العال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هنا لدينا مولدات كهرباء كبيرة ما يشجع العوائل على قضاء وقتها براحة وسعادة كبيرة، بعكس ما يعانونه في منازلهم من شد عصبي وضغط نفسي جراء انقطاع الكهرباء والماء».
وأضاف: «كثير من العائلات لا يستطيعون توفير مولدات أو حتى وقود لمولدات إن وجدت بسبب كثرة انقطاع التيار الكهربائي ولذلك فإنهم يفضلون البحر». ومع اشتداد حرارة الصيف وارتفاعها بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين، وتفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي، بدأ تجار في تشغيل مولدات كهربائية ذات قدرة كبيرة، حيث يتم تمديد خطوط لأصحاب المنازل الذين يرغبون في ذلك مقابل مبالغ مالية يتم احتسابها وفقا لكمية الكهرباء التي يتم استهلاكها، لكن الوضع الاقتصادي الصعب في القطاع لا يسمح للغالبية بالاشتراك في تلك المولدات. ويفضل البعض العمل على مولدات صغيرة وقت الحاجة الملحة فقط.
ويقول كثير من الغزيين الذين تأقلموا مع قلة وصول الكهرباء إنهم لم يستطيعوا التأقلم مع ذلك في ظل الموجة الحارة الشديدة، وإنهم يفضلون المبيت على الشواطئ أو أسطح المنازل من أجل الحصول على بعض الهواء المحرومين منه بفعل قلة الكهرباء.
الغزيون يهربون من انقطاع الكهرباء إلى البحر
الغزيون يهربون من انقطاع الكهرباء إلى البحر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة