صناعة الموضة في إيران.. بين الماضي والحاضر

جدل جديد سببه أسبوعها المقبل في شهر نوفمبر

تزاول العارضات والعارضون هذه المهنة في المجلات ودور الإنتاج وورش الخياطة والعلامات التجارية والعروض المباشرة التي تقام في الحدائق والبيوت الكبيرة
تزاول العارضات والعارضون هذه المهنة في المجلات ودور الإنتاج وورش الخياطة والعلامات التجارية والعروض المباشرة التي تقام في الحدائق والبيوت الكبيرة
TT

صناعة الموضة في إيران.. بين الماضي والحاضر

تزاول العارضات والعارضون هذه المهنة في المجلات ودور الإنتاج وورش الخياطة والعلامات التجارية والعروض المباشرة التي تقام في الحدائق والبيوت الكبيرة
تزاول العارضات والعارضون هذه المهنة في المجلات ودور الإنتاج وورش الخياطة والعلامات التجارية والعروض المباشرة التي تقام في الحدائق والبيوت الكبيرة

منذ سبعين سنة، حملت «زينت جهانشاه» عالم الموضة وتصميم الأزياء للمرة الأولى إلى إيران بعد أن عاشت في باريس وتعرفت على كبار مصممي الأزياء فيها في تلك الفترة.
في الأربعينات نظمت «زينت جهانشاه» أول عرض أزياء في إيران في اجتماع نسوي ومشاركة عارضات هاويات تتراوح أعمارهن بين 18 و25 سنة. وقتها، وجدت العارضات صعوبة في تعلم كيفية المشي والوقوف، غير أن الوضع تغير بعد مرور سبعة عقود على هذا العرض؛ فإيران تفكر في إقامة أسبوع موضة على مستوى عالمي في طهران في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ما يطرح عدة تساؤلات عن المشكلة الرئيسية التي تعانيها صناعة الموضة. الآن تزاول العارضات والعارضون هذه المهنة في المجلات، ودور الإنتاج، وورش الخياطة، والعلامات التجارية، والعروض المباشرة التي تقام في الحدائق، والبيوت الكبيرة. ثم بدأت الحكومة الإيرانية تستخدم مصطلح «العروض الإسلامية للأزياء».
ويمكن تصنيف نشاط عارضي الأزياء في إيران في ثلاثة قطاعات وهي الأعمال التصويرية، وتشمل الأعمال المطبوعة، مثل الكاتالوغات، والصحف وألواح الدعاية والإعلانات. والقطاع الثاني يضم الإعلانات التي يجري عرضها في القنوات التلفزيونية والفضائية، بينما يشمل القطاع الثالث عروض الأزياء المباشرة التي تزاول في بعض المنازل والحدائق بشكل غير رسمي، رغم أنها تخضع للقيود.
وتقدم الكثير من محلات الملابس في إيران حاليا لزبائنها مجلة تضم منتجات شركات إنتاج الملابس أو بعض ورش الخياطة، تظهر فيها عارضات الأزياء سواء بالحجاب الإسلامي الرسمي أو من دونه للدعاية لعلامة تجارية أو لمنتجات ورشة خياطة. هذه الأعمال الدعائية شهدت إقبالا من عارضات يسعين لكسب الشهرة من دون القيام بدورات تدريبية أو حتى امتلاك المعايير الضرورية لممارسة هذه المهنة. وتكسب العارضات مبلغا يتراوح بين 300 إلى 400 دولار مقابل ثلاث إلى أربع ساعات من التصوير، يدفعن منها 150 دولارا للمصور للحصول على صور تساعدهن على التسويق في موقع «فيسبوك».
في المقابل، هناك بعض العارضات والعارضين للأزياء من أصحاب الخبرة والتجربة، قد يصل أجرهم إلى 24 ألف دولار لكل صورة تنشر لهم، ويعود السبب إلى أن عدد الذين يقطنون إيران قليل. وتعد ممارسة هذا النشاط أكثر سهولة بالنسبة للرجال لأنهم إذا نجحوا واشتهروا بأسمائهم الحقيقية لا يواجهون أو يتعرضون لمشكلات مقارنة بزميلاتهم من الإناث، اللاتي يفضلن التكتم على هوياتهن. وقد يضطر بعضهن إلى القول إنهن من أصول تركية أو عربية حتى يتمكن من إرسال صورهن إلى خارج الحدود الإيرانية وبيعها بأسعار مرتفعة. أما إذا أرادت أن تمارس عملها بشكل رسمي في إيران وبجنسيتها الحقيقية، فلا بد لها إما أن تلتزم بالزي الإسلامي أو أن تغادر البلاد. وفيما تتراوح أجور هذه المهنة من لا شيء إلى أكثر من 17 ألف دولار، تسعى الحكومة إلى تقديم مشروع «العروض الإسلامية».
ويتمثل هذا المشروع في إصدار الحكومة بطاقة التأهل للعروض التي تتوافق مواصفاتها مع المعايير التي تحددها الحكومة. يقول مدير مجموعة تنظيم الموضة والأزياء في وزارة الإرشاد الإيرانية حميد قبادي في مارس (آذار) 2014 لوكالة الفنون أونلاين الإيرانية للأنباء: «ستتحول مهنة عرض الأزياء إلى مهنة مشروعة، وسيجري تدشين مؤسسة خاصة بها قريبا لتقوم بالتدريبات الضرورية للعارضات وعارضي الأزياء وفقا للمعايير المحلية وبعض المعايير الدولية».
وبشأن كيفية الإعلان عن اللون الدارج خلال العام قال قبادي: «لا نسعى لإيجاد أطر وإجبار الناس عليها. أصدرت وزارة الإرشاد الرخص القانونية لثلاثين مؤسسة تهتم بالموضة والأزياء لتباشر عملها المستقل في قطاع الموضة. نتوقع أن يصل عدد هذه المؤسسات إلى 200 هي التي ستحدد الموضة واللون الدارج خلال العام».
من جهتها، تمارس نكار، البالغة من العمر 24 سنة، وتتمتع بطول يقدر بـ170 سم، مهنة عارضة الأزياء بشكل غير رسمي، حيث شاركت في عروض الأزياء المباشرة في عدد من البساتين والحدائق المنتشرة بطهران. وتحصل من كل عرض تقدمه على مبلغ يتراوح بين 17 ألف دولار و51 ألف دولار.
ولا تخفي نكار أنها غير متفائلة بتسمية عارضات الأزياء الإسلامية، وتقول بأن الحديث «كثر عنها في السنوات الأخيرة، ويبدو أن فكرتها تلبي رغبات شريحة واحدة من شرائح المجتمع وليس كلها، لأن باقي الشرائح لا ترحب بالخطوط الحمراء الكثيرة التي وضعوها بهذا الشأن». وتتابع: «المجتمع يتكون من شرائح واسعة ومتنوعة، بعضها يتبنى نظرة دينية متشددة وبعضها لا يهتم كثيرا بالتفاصيل الدينية، وبالتالي قد لا ترغب في ارتداء الحجاب وفقا للمعايير الإسلامية التي يجري تحديدها من قبل الفئة الأولى، الأمر الذي سيشجع على بقاء النشاطات غير الرسمية على حالها».
تعترف نكار بأن أحلامها أكبر بكثير من أن تتعاون مع شركات الموضة الإسلامية تقول: «فأنا أريد أن أكون عارضة أزياء عالمية، بينما هذا الأسلوب المحدد لا يحقق لي هذه الأحلام ولست متفائلة بأن يحقق المشروع ككل نجاحا مثل الذي حققته دول مثل تركيا أو ماليزيا».

* العروض الإسلامية تتلقى دعم المؤسسات الإيرانية ومباركة المرجعيات الدينية

* ولكن ماذا يعني مصطلح «الموضة الإسلامية» أو «عروض الأزياء الإسلامية»؟ وكيف تتمكن الحكومة من الانخراط في مجال يتولى القطاع الخاص تنظيمه والاهتمام به في كل أرجاء العالم؟
شريف رضوي، مدير شركة إيرانية تدعى «تطوير الأزياء» تعتزم التعاون مع الحكومة في قطاع الموضة، يقول إن تطوير الأزياء عبارة تستخدمها هذه الشركة بدلا من الموضة، ويستخدم أصحاب الشركة مصطلح «مطوري الأزياء» بدلا من العارضات والعارضين.
وشرح شريف رضوي في حوار مع «الشرق الأوسط» أن هذه الشركة هي أول مؤسسة تنشط في مجال عروض الأزياء الإسلامية بشكل رسمي في الجمهورية الإسلامية خلال السنوات الـ35 الماضية. ويرى شريف أن الموضة الإسلامية تشمل نمطا خاصا من الأزياء والماكياج والتصرف أو الحياة لا تتنافى مع الشريعة والمعتقدات والمعايير الأخلاقية الإسلامية.
وأضاف أن شركته تتمتع بالدعم الحكومي، مشيرا إلى أن القطاع الخاص بدوره يتولى الاهتمام بالموضة وعروض الأزياء، غير أن الحكومة في إيران ستساند القطاع الخاص في حال عدم توليه هذه المسؤولية بمفرده، بسبب المعارضة وسوء الفهم وعدم الوعي السائد حول طبيعة هذا العمل؛ لهذا فإن وزارة الإرشاد هي الجهة القانونية التي تصدر الإذن بانطلاق هذه الفعاليات.
يتحدث رضوي عن مشروع تطبيق «عروض الأزياء الإسلامية» موضحا أن شركة «تطوير الأزياء» ستدشن أول مركز لعروض الأزياء في إيران: «أما بالنسبة لقطاع عروض الأزياء النسائية فقمنا بتقديم مبادرة قابلة للتطبيق في إيران وفي الدول الإسلامية. وتمكنت هذه المبادرة من إقناع الجمهورية الإسلامية بالانخراط في قطاع عروض الأزياء الذي جرى حظره خلال الأعوام الـ53 الماضية».
وتابع رضوي أن الشركة ستقدم دورات تدريبية خاصة بعروض الأزياء للنساء وفقا لأساليب الشركة.
أما «الهدف من هذه الخطوة»، حسبما يقول، «فهو أن نهتم بالفحوى في قطاع الموضة في الإطار الإسلامي، وسنركز اهتمامنا على العروض المباشرة والتقاط الصور والأفلام».
ويقصد رضوي بالتقاط صور العارضات والعارضين للأزياء ما تؤكد عليه وزارة الإرشاد تحت عنوان «المركز المتخصص للمجلات التابعة للموضة». وتقول وزارة الإرشاد إن المركز تولى نشر 12 مجلة لمنتجي الملابس في إيران، بينما تعد باقي المجلات التي جرى توزيعها في الأسواق غير قانونية أو رسمية. وأضاف: «تستخدم مجلات الموضة في المركز صورا للعارضات والعارضين الذين يتمتعون بالمواصفات اللازمة وشاركوا في فترات التدريب».
يذكر أن إيران لم تشهد لحد الآن إقامة عروض أزياء مباشرة سواء للرجال والنساء، بسبب المعارضة الشديدة لها في السابق. وهي الآن تختار العارضين والعارضات حسب المعايير الدولية، إذ يجب أن يبلغ طول الرجال 185 سم ووزنهم 75 كيلوغراما، وأن يكون طول العارضات 175 سم على أقل تقدير، على أن يتراوح الوزن بين 60 إلى 65 كيلوغراما. ويتراوح قياس الجسم بين 36 إلى 40 على أبعد تقدير. ولا شك أن إقامة العروض المباشرة للأزياء بشكل قانوني يشبه الحلم أو الخيال بسبب المعايير والشروط التي تستلزمها.
يقول رضوي: «أقمنا عرض أزياء رجاليا أخيرا ولأول مرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، وتميز باختلافه في الأسلوب عن عروض الأزياء العالمية».
الأسلوب الفريد الذي يتحدث عنه رضوي مقتبس من الأحاديث والروايات الإسلامية حول النساء وطريقة مشيهن من دون أن يتمايلن في الحركة. تتميز هذه الطريقة بالمشي على المنصة دون إصدار صوت الأحذية أو من دون حركات الجسم الخاصة وتركز على النظرة المباشرة إلى الأمام من دون التطلع في عيون الحاضرين في الصالة.
ويقول رضوي إن عددا من الدول الإسلامية اقترحت على إيران أن تقوم بتدريبها مجانا على أسلوب عرض الأزياء الإسلامي. وأكد على أن هذا النمط جرت صياغته من قبل عدد من أساتذة جامعيين.
وردا على سؤال عما إذا كانت إيران تؤيد عروض الأزياء الإسلامية المباشرة التي تقيمها دول مثل تركيا وماليزيا سنويا، قال رضوي: «قد لا نؤيد أجزاء منها، لهذا قمنا بتعديلات بسيطة عليها، مما يمهد لتقديمها في الدول الإسلامية وحتى غير الإسلامية».
وقد لا يريد رضوي أن يضع علامات استفهام على عروض الأزياء التي تقام في الغرب، لهذا يقول: «تطابق عروض الأزياء الغربية ثقافة تلك الدول، لهذا ابتكرنا نمطا محليا يناسبنا ويمكن للدول الإسلامية استخدامه».
يقول شريف رضوي عن إقامة أسبوع الموضة العالمي في طهران في شهر نوفمبر من هذا العام، إن المشكلة الرئيسية التي تعانيها صناعة الموضة وعروض الأزياء في إيران هي «غياب الثقة بهذه المهنة، إذ يعتقد الكثير من الناس أن مهنة عرض الأزياء تشابه نسختها الغربية، ولكننا نسعى لتغيير هذه الصورة النمطية وإظهار عروض الأزياء على أنها مهمة تحمل طابعا اجتماعيا. لقد اقترحنا عنوان (تطوير الأزياء) بدلا من عرض الأزياء على الذين يمارسون هذه المهنة لإعطائها صبغة ثقافية واجتماعية».
ويشرح رضوي الاختلاف بين تسمية «عرض الأزياء» و«تطوير الأزياء» بقوله: «يتلقى العارضون وعارضات الأزياء مجموعة من التدريبات، علما بأننا لا نركز على جمال الوجه والجسد، وهذا بحد ذاته يميز تطوير الأزياء عن عرض الأزياء. وبينما لا تهتم عروض الأزياء بالمعايير الأخلاقية، فإن مهنة تطوير الأزياء تركز على هذا الجانب بشكل كبير؛ فنحن نهدف إلى تغيير نظرة الناس إلى الموضة وعروض الأزياء في المجتمع، بما في ذلك ما تحمله صناعة الموضة وعروض الأزياء من طابع تجاري».
لكي يتحقق الحلم وتصبح هذه العروض حقيقة، كان لا بد من الحصول على تأييد المرجعيات الدينية، لهذا توجه أعضاء الشركة الإيرانية المختصة بالموضة الإسلامية إلى مدينة قم، وحصلوا فعلا على تأييد المرجعيات الدينية للفكرة طالما تقوم بترويج ثقافة ارتداء الأزياء التي تطابق المعايير الإسلامية.



حقائب اليد لهذا الموسم... بين النوستالجيا والتجديد

«مي بولسا» حقائب تدمج الدفء الإسباني بالكلاسيكية البريطانية (مي بولسا)
«مي بولسا» حقائب تدمج الدفء الإسباني بالكلاسيكية البريطانية (مي بولسا)
TT

حقائب اليد لهذا الموسم... بين النوستالجيا والتجديد

«مي بولسا» حقائب تدمج الدفء الإسباني بالكلاسيكية البريطانية (مي بولسا)
«مي بولسا» حقائب تدمج الدفء الإسباني بالكلاسيكية البريطانية (مي بولسا)

إذا كان هناك شيء واحد يمكن أن يجدد إطلالتك، فهو حقيبة اليد. إكسسوار يُثبت منذ تسعينات القرن الماضي قدرته العجيبة على الارتقاء بأي إطلالة مهما كانت بسيطة. منذ ذلك الحين وهو استثمار لا يخيب، على شرط اختياره بمواصفات معينة، تبدأ بمصدر الخامات وطريقة دباغتها إلى التصميم المبتكر، مروراً بجودة الخامة نفسها. فقط عندما تتوافر فيها هذه العناصر، تحافظ على قيمتها وقدرتها على شد الانتباه في الوقت ذاته.

الليدي إليزا وتوأمها الليدي أميليا سبنسر وحقائب للمساء والسهرة من «أسبينال» (أسبينال)

علاقة تجارية أولاً

الجدير بالذكر أنها لم تكتسب روح الاستثمار في التسعينات. فهذه الحقبة كانت المساحة التي بنت عليها سمعتها بوصفها إكسسواراً مهماً. شكّلت بالنسبة لصناع الموضة فرصة ذهبية لإغراء المرأة بشراء في كل موسم بجديد، ومن ثم تحقيق الربح. وسرعان ما أصبحت الترموميتر الذي تقاس به قدرة المصممين وتحدِّد نجاحهم وبقاءهم. كل هذا جعل المنافسة على أشدها بين كبار بيوت الأزياء لابتكار «حقيبة الموسم». وهذا يعني زيادة الضغوطات على المصممين الذين تسابقوا على طرح أشكال وألوان كثيرة منها، حتى إذا خابت واحدة تصيب أخرى. وطبعاً ساهمت المرأة في نشر هذه الثقافة الاستهلاكية بشرائها حقيبة أو أكثر في كل موسم.

بطلة السباحة يسرى مارديني وحقيبة من دار «سالفاتوري فيراغامو» (فيراغامو)

الأمر يختلف حالياً؛ إذ أصيب الجيل الجديد بنوع من التخمة من كثرة التصاميم الموسمية. عقليته وسلوكياته الشرائية أيضاً تختلف عن الجيل السابق. لم تعد منتجات تفقد وهجها بعد أشهر أو سنة تثيره، كما بدأ يبتعد عن كل ما يحمل «لوغو» صارخاً. الأناقة الحقيقية بالنسبة للغالبية هي تلك التي تقوم على الاستدامة والجودة العالية والابتكار، وهذا يعني الاستثمار في حقيبة يمكن أن تبقى معه طويلاً. تصرخ بالرقي من دون صوت أو ضجيج، بفضل شكلها وخاماتها. هذا التوجه كان له تأثير السحر على علامات معينة مثل «لورو بيانا» و«ذي رو» للأختين ماري كايت وآشلي أولسن، وعلامة «أسبينال»، التي تربطها خيوط متينة بالعائلات الأرستقراطية.

في حملتها الأخيرة، استعانت العلامة الإنجليزية بالليدي إليزا وأختها الليدي أميليا سبنسر، ابنتَيْ إيرل تشارلز سبنسر، شقيق الأميرة الراحلة ديانا لتسويق مجموعتها الجديدة. فهما سفيرتان للدار منذ سنوات، وتُجسدان روحها الإنجليزية الراقية. بينما بقيت التصاميم كلاسيكية، تنوعت أحجامها وتلونت بألوان الأحجار الكريمة، وكأنها تقول إنها لا تقل قيمة عنها. تشير الدار إلى أن الأختين ستظهران في كل مناسبات الأعياد بحقائب من هذه المجموعة؛ لأنها وبكل بساطة «تليق بالأميرات والملكات»، وتتنوع في أشكال تغطي كل المناسبات.

الليدي أميليا سبنسر وحقيبة «توت» لمناسبات النهار وأماكن العمل (أسبينال)

العودة إلى القديم

المشكلة المطروحة أن التنافس بين بيوت الأزياء والأسماء الكبيرة على خطف القلوب والوصول إلى الجيوب، خلق تنوعاً يُصيب بالحيرة، لا سيما أن جرعة الابتكار تضاعفت بدليل التصاميم التي طرحتها كل من «جيورجيو أرماني» و«ديور» و«بوتيغا فينيتا» و«سكياباريللي» و«فيراغامو» و«فندي» وغيرها. بعضهم تبنى فكرة أن تكون التصاميم جديدة بكل معنى الكلمة مثل «جيورجيو أرماني»، بينما عاد بعضهم الآخر إلى كلاسيكيات قديمة نجحت في عصرها باعتبارها مضمونة. في الحالتين، تستشعر رغبة محمومة في جعل حقيبة اليد تستعيد نفس النجومية التي حظيت بها في التسعينات وبداية الألفية، حين كان مجرد ظهور واحدة على كتف نجمة أو يد أخرى يجعلها، بين ليلة وضحاها، ظاهرة، تنفد من الأسواق، وتضاف إلى قوائم الانتظار لأشهر طويلة.

لشتاء 2025 شهدت حقيبة Paddington تطوراً دقيقاً مع الحفاظ على جوهرها (كلوي)

لم يكن هذا النجاح محض صدفة أو نتيجة تسويق ذكي، بل كان نابعاً من جاذبية التصميم. أكبر مثال على هذا، حقيبة «بادينغتون» التي تميزت بقفل كبير وجلد ناعم وتفاصيل مستوحاة من عالم الفروسية. حققت لدار «كلوي» نجاحاً منقطع النظير عندما أصدرتها أول مرة في عام 2005، وحلقت بفيبي فيلو، مصممتها آنذاك إلى العالمية. عيبها الوحيد كان وزنها الثقيل، وهو ما صححته «كلوي» هذا الموسم. استعملت معادن أخف وزناً، وجلداً أكثر نعومة ومرونة، وأضافت فتحة بسحاب واحد زاد من عمليتها. كل هذا من دون أن تغير بأساسيات هيكلها... فهو مكمن قوتها.

ولأنه من الصعب جداً ابتكار أشكال جديدة تماماً، فإن العديد من بيوت الأزياء الكبيرة عادت إلى قديمها بترجمات تقتصر على التفاصيل مثل المقابض والمشابك والتطريزات إضافة إلى إدخال مواد جديدة أو تطوير الخامات.

من بين هذا الكم الهائل من الحقائب المطروحة هذا الموسم والمواسم المقبلة، اخترنا التالي:

«لايدي ديور»

«لايدي ديور» النسخة الجديدة مزخرفة بحرفية وكأن قطرات ماء صافية تتدلى منها (ديور)

في كل موسم، يُعاد ابتكار حقيبة «لايدي ديور» بأسلوب يعكس روح الدار وحرفيّتها. وفي مجموعة «ديور كروز» لعام 2026، عادت بحلّة مصغّرة مصنوعة من الجلد الأبيض الناصع، تزينها تفاصيل شفافة وكأنها قطرات ماء صافية تؤكد مهارة حرفيي الدار في تقطيع الجلد، وصياغة المقابض وتثبيت كل جزئية بعناية مدروسة، بما في ذلك الأحرف التي نقش بها اسم «ديور». فهو ليس «لوغو» بقدر ما هو زخرفة تضاف لجمال الحقيبة.

من «جيورجيو أرماني»

دار «جيوجيو أرماني» استعارت تفاصيل من الأزياء في حقائب مفعمة بالأناقة والفخامة (جيورجيو أرماني)

تبرز مجموعة بجلود فاخرة وتفاصيل أنثوية دقيقة، منها الأيقونتان «لابريما» و«لابريما سوفت» إلى جانب تصاميم جديدة، تتميز بآليات إغلاف فريدة مستوحاة من السترات التي برع فيها المصمم الراحل وأصبحت مرادفاً لقدرة الدار على الإبداع. أما حقيبة توت الجديدة فتستحضر أشكالاً أرشيفية تم تجديد الجزء العلوي منها لتصبح أخف وأقرب إلى التصميم المفكك، ما يمنحها عملية وأناقة. فهي تحتوي على كيس داخلي وحزام كتف قابل للتفكيك. وتأتي بجلد العجل المحبب أو السويد. تضم التشكيلة أيضاً حقائب «كلاتش» لتلك المناسبات الخاصة من جلد النابا أو السويد مع تطريزات أنيقة، وحقائب كتف من جلد العجل المحبب أو السويد بشكل شبه منحرف وحواف معدنية.

من «فندي»

طرحت «فندي» نسخاً جديدة من أيقوناتها الناجحة (فندي)

ركّزت دار «فندي» في مجموعتها لربيع وصيف 2026 على إكسسوارات تلعب على نقش Falena (الفراشة) بأسلوب تجريدي، بدءاً من حقائب Baguette التي جاءت مطرّزة بأجنحة الفراشة أو مرصّعة بالترتر، إلى حقائب Peekaboo المصنوعة من صوف الشيرلينغ المجزوز أو بالأنماط الزخرفية المحبوكة. تمتد طبعات الفراشة أيضاً على حقيبة FENDI Spy الناعمة. وحقيبة FENDI Verse الجديدة متعددة الاستخدامات مع أحزمة كتف قابلة للتعديل ومزيّنة بقطع معدنية تحمل شعار FF، فيما تأتي حقيبة Baguette أيضاً بتصميم clutch مع مشبك إغلاق يحمل شعار FF.

إيكارنو من «سان لوران»

حقيبة «إيكارنو» من «سان لوران» أصبحت حقيبة معتمدة من قبل النجمات (سان لوران)

نسخة مصغرة أيضاً طرحتها دار «سان لوران» لخريف وشتاء 2025من تصميمها الشهير «إيكارنو». إضافة إلى حجمها الذي يراعى الموجة السائدة حالياً في عالم الحقائب، يمزج تصميمها الأناقة بالعملية الوظيفية، ما يجعلها مناسبة لكل الأوقات. فحجمها رغم صغره عملي بامتياز بفضل سحاب الإغلاق ونعومة الجلد، تحافظ على رموز الدار وشخصية «إيكارنو» من ناحية جلد العجل الناعم، والخياطة المضلعة ذات الشكل الماسي المسطح، فضلاً عن الألوان المتنوعة ما بين الأسود والرمادي والأخضر والبني الباهت والبرتقالي المطفي وغيرها من الألوان. اختيارها بلون كلاسيكي محايد يجعلها استثماراً بعيد المدى.

«نيو لاغيج» من «سيلين»

حقيبة «نيو لاغيج» من سيلين ربما تكون الأكبر حجماً لتستوفي كل عناصر الأناقة والعملية (سيلين)

يبدو أن «سيلين» Celine أيضاً عادت إلى قديمها لتجدده. رسا الاختيار هذه المرة على حقيبة «نيو لاغيج» NEW LUGGAGE المستوحاة من حقيبة «فانثوم لاغيج» Phantom Luggage التي صممتها مديرتها الإبداعية السابقة، فيبي فيلو، وحققت نجاحاً كبيراً في 2010 بتفاصيل تستحضر حقيبة «ميسترال» التي صُممت أول مرة في عام 1969 على يد سيلين فيبيانا، مؤسسة الدار سيلين.

النسخة الجديدة تتميز بحجم أكبر، ومن جلد الحمل الناعم واللامع، فيما تم تحسين هيكل الحقيبة باستعمال خياطة عكسية مع حواف مخيطة وسحاب. تفاصيل تزيد من نعومتها وخفة وزنها وفي الوقت ذاته من عمليتها. فهي مطروحة بأحجام متنوعة وباستخدامات متعددة. حجمها الصغير يتيح حملها على الكتف أو باليد بعد إزالة الحزام. وبحجمها المتوسط يمكن أن تحمل باليد أو على المرفق، وبحجمها الصغير على الكتف أو بمقبض اليد.

«مي بولسا» Mi Bolsa

رغم خاماتها المترفة مثل جلود العجل الناعم والتماسيح تؤمن «مي بولسا» بأن جمال الحقيبة في بنيتها لا في سعرها (مي بولسا)

تعني بالإسبانية «حقيبتي». عمرها لا يتعدى بضع سنوات، ومع ذلك أكدت أن لها رؤية مبتكرة تجمع الأسلوب الإسباني المنطلق والكلاسيكية البريطانية. تأسست على يد ميكايلا وشقيقها أليكس، اللذين يجمعان خلفيات وتجارب متنوعة. فميكايلا مثلاً كانت تعمل في قطاع المال بلندن، وبعدها في تطوير المنتجعات في كوريا الجنوبية لكن شغفها بالحقائب جعلها تتخلى عن مسيرة مهنية مضمونة لتدخل عالم المنافسة من خلال حقائب حرصت على أن تعكس شخصيتها، وكل ما تعنيه كلمة الفخامة من معانٍ، لكن بأسعار متوسطة. فهي ترى أن الفخامة لا تقاس بالسعر بقدر ما تقاس بتلك العلاقة التي تربطها بصاحبتها. والنتيجة أن العلامة تقدم مجموعة واسعة من التصاميم، تخاطب كل الأوقات والأذواق. لكن يبقى الجلد الناعم والخفة قاسمين مشتركين في كل هذه التصاميم، سواء تلك التي تُحمل باليد أو على الكتف.


تانيا فارس أول لبنانية تفوز بجائزة الموضة البريطانية وجوناثان أندرسون يحقق ثلاثية ذهبية

تانيا فارس خلال تلقي كلمتها بعد حصولها على جائزة تقدير على إسهاماتها في دعم المصممين الناشئين (غيتي)
تانيا فارس خلال تلقي كلمتها بعد حصولها على جائزة تقدير على إسهاماتها في دعم المصممين الناشئين (غيتي)
TT

تانيا فارس أول لبنانية تفوز بجائزة الموضة البريطانية وجوناثان أندرسون يحقق ثلاثية ذهبية

تانيا فارس خلال تلقي كلمتها بعد حصولها على جائزة تقدير على إسهاماتها في دعم المصممين الناشئين (غيتي)
تانيا فارس خلال تلقي كلمتها بعد حصولها على جائزة تقدير على إسهاماتها في دعم المصممين الناشئين (غيتي)

في الوقت الذي كان فيه لبنان يحتفل بزيارة البابا روبرت بريفوست (ليو الـ14) التاريخية، كانت اللبنانية تانيا فارس تكتب التاريخ في مجال الموضة بوصفها أول لبنانية تفوز بجائزة التقدير الخاص (Special Recognition Award) عرفاناً لها بـ15 عاماً من مبادرة BFC Fashion Trust، وتقديراً لدورها في تأسيس هذه المبادرة.

تانيا فارس عبَّرت عن فخرها بكونها أول لبنانية تحصل على الجائزة (غيتي)

بكلمات تُعبّر عن فخرها بهويتها قالت تانيا وهي تتسلم الجائزة، إن لا شيء يضاهي سعادتها سوى فخرها بأصولها اللبنانية وكونها أول لبنانية تحصل عليها.

جدير بالذكر أن حفل جوائز الموضة البريطانية السنوي من أهم فعاليات عالم الموضة، حيث تُقدَّم فيه جوائز لأهم المصممين العالميين والشباب إلى جانب صناع الموضة والمؤثرين من رؤساء تنفيذيين ومصممين ومبدعين في مجالات فنية مختلفة أخرى. كما يحضره أفراد من الحكومة دعماً لصناعة تدر على البلد الملايين وتوظف الآلاف.

عمدة لندن صادق خان يتوسط المصممة روكساندا والنجمة كيت بلانشيت لدى وصولهم الحفل (رويترز - أ.ف.ب)

هذا العام، وفي أول ليلة من ديسمبر (كانون الأول)، وبين زخّات مطر خفيفة تلامس شوارع لندن، ازدانت قاعة رويال ألبرت هول بالبريق: أضواء مشعة ونجوم في فساتين مثيرة، وكأنها بهذا الكم من الأناقة الراقية، تطوي عاماً حافلاً بالإبداع والفن والتغييرات الجريئة.

منذ اللحظة الأولى وحتى قبل بدء الحفل، بدت الأجواء خارج القاعة واعدة. مشاهير من عالمي الفن والموضة تحدّوا الطقس اللندني وتألقوا على السجادة الحمراء. من شارون ستون وكيت بلانشيت وصادق خان، عمدة لندن، وهلمّ جراً من الأسماء الكبيرة، والتي كان عدد لا يستهان منها يأمل في أن يسمع اسمه من بين الفائزين.

أندرسون... ثلاثية ذهبية

من هؤلاء كان الآيرلندي جوناثان أندرسون، المدير الإبداعي الحالي في دار «ديور» والذي فاز بجائزة مصمم العام، محققاً بهذا إنجازاً قياسياً. فهذه المرة الثالثة التي يفوز بها باللقب على التوالي، وإن كان هذا العام يحمل قيمة إضافية بالنسبة له؛ لأنه فاز بالجائزة عن علامته الخاصة «جي دبليو أندرسون» وعن دار «ديور» التي التحق بها مؤخراً وقدم لها أول مجموعة من إبداعه منذ أشهر قليلة.

جوناثان أندرسون بعد تسلمه جائزة مصمم العام للمرة الثالثة على التوالي (غيتي)

وقف أندرسون وسط تصفيق حار، وقال بروح مرحة: «سأكون سريعاً... أعلم أن الجميع يرغب في الاحتفال». ثم عبّر عن شكره لدلفين أرنو، الرئيسة التنفيذية للدار وإلى فريقه قائلاً: «أؤمن بأن التعاون طريق النجاح». إنجاز أندرسون لا يقتصر على تحقيقه الرقم القياسي هنا، بل يمثل لحظة تحول مهمة لدار «ديور» التي من المتوقع أن يضخها بروح جديدة تجمع بين الحداثة والحرفية وبين الماضي والمستقبل.

جوائز تُكرّم الإبداع البريطاني

وفي سياق الجوائز التي تحتفي بالفعل الإبداعي البريطاني، فازت سارة بيرتون بجائزة مصمّمة الأزياء النسائية البريطانية للعام عن عملها في دار «جيفنشي»، التي التحقت بها مؤخراً، مؤكدة استمرار تأثيرها الراسخ في عالم الأزياء النسائية.

وعلى الجانب الآخر، توّجت غريس ويلز بونر بجائزة مصمّم الأزياء الرجالية البريطانية للعام عن علامتها Wales Bonner، بعد عام شهد حضوراً قوياً لها على منصات العرض وفي النقاشات الثقافية المرتبطة بالهوية والموضة، لا سيما بعد دخولها دار «هيرميس» خليفة لفيرونيك نيشانيان التي تولت القسم الرجالي لنحو 37 عاماً.

أما جائزة Vanguard، التي تُمنح للمواهب الواعدة، فكانت من نصيب المصمّمة ديلارا فندك أوغلو، التي واصلت خلال العام الماضي فرض نفسها بوصفها واحدةً من أكثر الأصوات الشابة إثارة للاهتمام في عالم الأزياء التجريبية.

برونييلو كوتشينيلي

شارون ستون وبرونيلو كوتشينلي قبل دخولهما قاعة الحفل (أ.ف.ب)

ومن بين الجوائز المهمة أيضاً في الأمسية، كانت جائزة الإنجاز المُتميز التي ذهبت هذا العام إلى المصمّم الإيطالي برونيلو كوتشينيلي، المعروف ببناء إمبراطورية عالمية للرفاهية الهادئة من مقره في قرية سولوميو الحالمة بوسط إيطاليا. وكان توم فورد هو الفائز بهذه الجائزة في العام الماضي؛ الأمر الذي يؤكد استمرار الاعتراف بالأسماء التي تركت بصمتها على الصناعة بأبعادها الإنسانية والحرفية.

الجانب الإنساني يسرق الأضواء

رغم أن أسماء الفائزين ببعض الجوائز كانت معلنة قبل الحدث، فإن اللحظات التي عاشها الضيوف داخل القاعة لم تفقد تأثيرها.

كانت أنوك ياي، الفائزة بجائزة عارضة العام، من أبرز هذه اللحظات. العارضة السودانية - الأميركية التي تصدرت أغلفة المجلات العالمية مثل «فوغ» فرنسا، وظهرت في حملات سان لوران وفيرساتشي، وقدّمت عطراً من تييري موغلر، اعتلت المسرح وهي تتلقى الجائزة من الفائزة السابقة أليكس كونساني. وقالت ياي بخفة ظل: «قيل لي إن مسيرتي لن تتجاوز ستة أشهر... ويبدو أنها كانت ستة أشهر طويلة، أليس كذلك؟»، ثم تحوّلت عباراتها رسالة تمس القلوب: «إلى كل الفتيات السود الصغيرات اللواتي يشاهدنني الآن... لونكن ليس لعنة. أنتنّ أقوى مما تتخيلن». كلمات جعلت القاعة تصمت في لحظة إجلال، قبل أن تنفجر بالتصفيق.

إبداع يربط الموضة بالثقافة

جائزة المبتكر الثقافي كانت من نصيب ليتل سيمز، الفنانة التي تجمع بين الموسيقى والتمثيل، والتي أهدت جائزتها «لنسختها الصغيرة» التي لم تكن لتتخيل هذا اليوم، لكنها «رأته حتى النهاية».

كما شهد الحفل منح جائزتي تقديراً خاصاً في هذا المجال لكل من دلفين أرنو وBFC Fashion Trust متمثلة في تانيا فارس بمناسبة مرور 15 عاماً على تأسيسه.

وحصلت لولو كينيدي ورافاييل مور على تكريم 25 عاماً من Fashion East، بينما ذهبت جائزة «لحظة باندورا الأسلوبية» للعام إلى سام وولف.

أما جائزة «إيزابيلا بلو للإبداع»، فقد مُنحت لكلٍّ من راي كاواكوبو، وأدريان جوفي، وديكون باودن عن Dover Street Market.

تخللت الحفل أنشطة فنية وترفيهية عدة عربوناً على لقاء الموضة والفنون (رويترز)

وهكذا اختُتمت أمسية جمعت بين الأزياء وعروض حية من الموسيقى والباليه، إضافة إلى القصص الإنسانية، وفي الوقت ذاته كرّست مكانة جوائز الموضة بين أكثر الأحداث تأثيراً في روزنامة الموضة العالمية. ليلة كتبت فيها لندن فصلاً جديداً، وكان بطلاها الأساسيان لبنانيةً وآيرلندياً.


أسبوع الموضة المصري... آمال كبيرة في ترسيخ مكانته بالخريطة العالمية

انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)
انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)
TT

أسبوع الموضة المصري... آمال كبيرة في ترسيخ مكانته بالخريطة العالمية

انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)
انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)

بين افتتاح المتحف المصري الكبير وفضول عالمي متزايد بسوق الموضة وصعود مصممين من أبناء البلد يطمحون لترك بصمتهم على العالم، يأتي أسبوع الموضة المصري ليكون خطوة مهمة في رحلة القاهرة لاستعادة دورها بوصفها عاصمة ثقافية وفنية. سلاحها، العودة إلى الجذور وإلى حكايات ملهمة إلى جانب توظيف خامات طبيعية محلية.

يبدو واضحاً أن معظم المصممين والمبدعين متمسكون بالجذور رغم تطلعهم للعالمية (خاص)

تحت عنوان «التطور» انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري في احتفال يعكس خطوات واثقة بدأت تحققها صناعة الأزياء منذ إطلاق الحدث لأول مرة في عام 2023. في هذه الدورة برزت رغبة محمومة من قبل المصممين المشاركين في توظيف خامات طبيعية كالقماش والقطن. وطبعاً إحياء حرف يدوية تقليدية في مسار يُعبِد الطريق نحو مستقبل مستدام وهوية تصميم مصرية معاصرة.

فتحت الفعاليات أبوابها للجمهور داخل مبنى كونسوليا وبيت بدير في قلب وسط البلد، بعدما أعادت إحياءهما شركة Coterie الشريك الرئيسي لهذا العام.

من علامة «باز القاهرة» تصاميم مستوحاة من التراث بلغة معاصرة (خاص)

كان هناك حرص على أن تُجرى كل فعاليات الحدث في مكان محدد، حتى لا يضطر الحضور إلى التنقل بين الأماكن في زحمة سير القاهرة، وما يمكن أن يترتب عليه من تأخير وضغوط. ثم إن المكان يتوفر فيه كل شيء، بدءاً من فناء أخضر فيه مقهى إلى طوابق مختلفة يحتضن كل واحد منها فعاليات معينة. الطابق الخامس مثلاً خُصص لأعمال أبرز المصممين المصريين عبر معارض ومنصات تفاعلية وورش عمل، فيما خصصت الطوابق العليا، كمسرح لعروض الأزياء وصالونات للماكياج وتصفيف شعر العارضات.

هناك رغبة في العودة إلى الجذور واستعمال خامات طبيعية مستدامة (خاص)

لكن ما ميز أسبوع هذه الدورة أيضاً، تعدد برامج الحوارات، التي شارك فيها أكثر من 30 شخصية محلية ودولية مؤثرة، من ضمنهم الأرشيدوقة كاميلا فون هابسبورغ-لوتيرينغن والمصممة أمينة غالي من عزة فهمي، و كاميلا فراكاسو ديافيريا من White Milano

والباحثة التراثية شهيرة محرز وشرين رفاعي مؤسسة أسبوع الموضة الأردني.

وشاركت ثمانٍ من أبرز مؤسسات تعليم الموضة في مصر إما بعروض أو معارض تبرز أفكاراً مبتكرة لطلاب يدعمهم برنامج GTEX التابع للمركز الدولي للتجارة ومؤسسة دروسوس بعد عملية انتقاء دقيقة لكل واحد منهم.

كانت القاعات تنبض بالنقاشات حول الاستدامة، الملكية الفكرية، تعليم الحرف والتمويل. وفي ورش العمل، قدّم المصمم الأردني ليث معلوف عروضاً تطبيقية على الأقمشة، بينما شرح مشرفون من مبادرة MSNJ كيف أصبح الصبار خيطاً ناعماً يمكن إدخاله في أزياء صديقة للبيئة.

تقول سوزان ثابت، أحد مؤسسي الأسبوع، إن مصر تزخر بالموارد والمواهب، وتاريخ غني في مجال الموضة لا يعرفه كثيرون ويستحق التعريف به وتسليط الضوء عليه بعد أن طاله غبار الزمن.

المصمم بريهان أبو زيد من علامة «باز» (خاص)

من هذه الفكرة أو الرغبة تبدأ قصة أسبوع الموضة في مصر تحت عنوان «التطور».

كانت التصاميم تشبه دفاتر يوميات مفتوحة ترجم فيها الطلاب رؤية لعالم يريدون أن يكونوا جزءاً منه عن استحقاق.

لكن وراء الألوان والقصات والأضواء وتسريحات الشعر الأنيقة، يقف اقتصاد ضخم. فصناعة النسيج مثلاً من أهم ركائز الاقتصاد المصري، وكذلك القطن المصري الذي يعد علامة فارقة في المنتجات العالمية من ناحية جودته وفخامته. تقول سوزان: «هذا تحديداً ما يرتكز عليه أسبوع الموضة ليعيد صياغة هذه الصناعة، ليس فقط عبر تصدير الخامات، بل عبر خلق علامات مصرية قادرة على المنافسة عالمياً وتحمل مفهوم (صنع في مصر)».