اتهامات للحوثيين بمنع الاعتكاف وصلاة التهجّد في مساجد اليمن

وزير الأوقاف لـ«الشرق الأوسط»: الميليشيات تقحم بيوت الله في الصراعات السياسية

الوزير أحمد الزبين
الوزير أحمد الزبين
TT

اتهامات للحوثيين بمنع الاعتكاف وصلاة التهجّد في مساجد اليمن

الوزير أحمد الزبين
الوزير أحمد الزبين

أفادت مصادر مطلعة باليمن بأن الميليشيات الحوثية الانقلابية منعت إقامة صلاة التهجد والاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان في كثير من المساجد الواقعة في المناطق الخاضعة تحت سيطرتها، واعتقلت كثيراً من الشباب المؤدين لصلاة التراويح بحجة انتمائهم لتنظيم داعش، في محاولة منها لفرض أفكارها المذهبية المتطرفة الدخيلة على المجتمع اليمني.
وذكرت المصادر أن الميليشيات اتهمت الذين يرغبون بأداء صلاة التهجد والاعتكاف داخل المسجد بالفكر الداعشي الذي يستوجب الاعتقال، ولم يتوقف مسلسل التطرف المذهبي الذي تمارسه ميليشيات الحوثي عند هذا القدر، بل قامت في أول يوم من العشر الأواخر في شهر رمضان بتقليل صلاة التراويح من 8 ركعات إلى 4. وتابعت المصادر أن الميليشيات اعتمدت استخدام تلفيق تهمة اعتناق فكر «داعش» أو «القاعدة» للمصلين الشباب الملتزمين بأداء صلاة التراويح يومياً في المساجد، كمبرر لخطفهم واعتقالهم، مما جعل كثيراً منهم يترك هذه السنة حفاظاً على حياتهم. واعتلى أئمة حوثيون مسيسون منابر المساجد في اليمن، وباتوا يرددون في خطب الجمعة ما يملى عليهم من قادتهم، في محاولة لتسييس الدين وحقن عقول المصلين بأفكارهم المتطرفة تحت اسم الدين.
من جهته، استنكر وزير الأوقاف والإرشاد في اليمن، الدكتور أحمد الزبين، السياسة التي يمارسها الانقلابيون للتدين والعبادة، وإقحام بيوت الله في الصراعات السياسية، التي بلغت حد الاعتداء وإشهار السلاح في وجه مصلي التراويح في بعض المساجد واختطاف كثير منهم، داعياً إلى النأي بالمساجد عن الصراعات المناطقية والمذهبية والحزبية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن انقلاب الحوثي طال كل شيء ولم يقتصر على مؤسسات الدولة الحاكمة، وإنما طال المؤسسات السياسية والاقتصادية وحتى الدينية. وبين أن الحوثي انتهك حرمة المساجد وتورط في تفجير وتحويل أكثر من 750 مسجداً إلى ثكنات عسكرية ومجالس للقات، كما اعتقل أكثر من 200 عالم وداعية وخطيب جميعهم لا يزالون في سجونه ومعتقلاته غير القانونية، بالإضافة إلى ما حدث من تهجير آلاف اليمنيين إلى خارج اليمن أو إلى المناطق المحررة.
وتابع الوزير الزبين: «في شهر رمضان، شهر التكاتف والتراحم، غيّر الحوثي الفرحة بهذا الشهر إلى غصة لدى اليمنيين الذين تعايشوا منذ أكثر من 1400 سنة على اختلاف التنوع المذهبي، ولم يحدث بينهم خلاف في أي مسجد في اليمن مثل الخلافات التي جاء بها الحوثي، كما لم تتفجر النعرات الطائفية البغيضة إلا منذ أن جاء الانقلاب». وأكد أن تلك الممارسات تعد انتهاكاً للتنوع الديني والمذهبي الذي يتمتع به الشعب اليمني، وأن الميليشيات تتحمل مسؤولية تمزيق ما تبقى من النسيج المجتمعي غير مكترثة بخصوصية الشعب اليمني وتعايشه. وذهب إلى أن الحوثي برر اجتياحه المناطق اليمنية واحتلالها وقتل واعتقال المناوئين له بحجج واهية تزعم وجود تنظيمات تحمل الفكر المتطرف في تلك المناطق.
وشبه الدكتور أحمد الزبين نظام الحوثي بـ«داعش»، مبيناً أن الطريقة والصورة والأسلوب متشابهة بين الجانبين، فكلاهما يستحل دماء الأبرياء بلا أسباب خارج نطاق القانون والدولة، ويستبيح ما ليس لهم وهو ما يجعلهما يطبقان المثل القائل «رمتني بدائها وانسلت».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.