مصر تدرج في {النشرة الحمراء} 26 متهماً بالإرهاب مرتبطين بقطر

مصر تدرج في {النشرة الحمراء}  26 متهماً بالإرهاب مرتبطين بقطر
TT

مصر تدرج في {النشرة الحمراء} 26 متهماً بالإرهاب مرتبطين بقطر

مصر تدرج في {النشرة الحمراء}  26 متهماً بالإرهاب مرتبطين بقطر

قالت مصادر أمنية مصرية، إن القاهرة بدأت في اتخاذ إجراءات لمطالبة الإنتربول الدولي بإدراج أسماء الـ26 متهما بالإرهاب والمرتبطين بقطر، في النشرة الحمراء، للقبض عليهم وتسليمهم إلى مصر.
ووردت هذه الأسماء ضمن القائمة التي أعلنتها، قبل ثلاثة أيام، كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وتضم 59 فردا و12 كيانا. وأكد اللواء هاني عبد اللطيف، المساعد السابق لوزير الداخلية المصري، لـ«الشرق الأوسط»، أن مخاطبة الإنتربول بهذا الشأن «تربك الإرهابيين وتضيق الخناق عليهم».
ووفقا للمصادر الأمنية فقد جددت السلطات طلبا سابقا للإنتربول بتسليم 400 مطلوب في قضايا تتعلق بالإرهاب. ومن بين هذه الأسماء الأشخاص الـ26 في اللائحة المشتركة التي صدرت من الدول الأربع يوم الخميس الماضي. ومن أبرز أسماء المصريين المطلوبين في اللائحة المشتركة يوسف القرضاوي، لكن عبد المهدي مطاوع، مدير وحدة مكافحة الإرهاب في إدارة الشؤون الاستراتيجية والأمن القومي، بمنتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن القرضاوي يحمل جواز سفر قطريا، و«بالتالي بالنسبة لهم هو مواطن قطري»، ومن الصعب تسليمه إلى مصر.
ويعتقد أن عدة عشرات من قيادات المتطرفين المصريين يقيمون في قطر وتركيا ودول أخرى، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 2013، ويحرضون على العنف ضد السلطات المصرية، وتمويل عمليات إرهابية في الداخل المصري. وقال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الإجراء المصري بمخاطبة الإنتربول الدولي مجددا أمر مهم... «مصر اتبعت ما يمليه عليها القانون الدولي، ومن اخترق الانتهاكات، وهي قطر، عليه أن يجابه النتائج».
ومن بين المطلوبين، هناك من صدرت بحقهم أحكام غيابية في قضايا تحريض على العنف وأعمال إرهابية جرى تنفيذها في مصر في الأعوام الثلاثة الأخيرة. وقال اللواء عبد اللطيف، إن الطلبات التي تقدم للإنتربول الدولي تخرج أولا من مكتب النائب العام، في مصر، ثم تذهب للإنتربول الدولي ليدرس هذه الطلبات، ثم يبدأ التحرك... «كما أن هناك دولا مشتركة في بروتوكول التعاون، ودولا غير مشتركة فيه».
وقال إنه بمجرد وصول النشرة الحمراء للإنتربول الدولي، يبدأ أولا في دراسة الأسماء الواردة فيها، ومناقشتها بالتنسيق مع الدولة صاحبة الطلب، ومن الممكن أن يعمم النشرة كلها على الدول المشتركة في البروتوكول، ومن الممكن أن يقتصر التعميم على بعض الأسماء فقط، إلا أنه أضاف موضحا أن مخاطبة الإنتربول الدولي في حد ذاتها إجراء يمثل ضغطا على المطلوبين في الخارج... «هذا يضيق الخناق عليهم، وبالتأكيد الهدف الأساسي منه هو كشف كل المخططات الإرهابية والدول التي تدعم هذه المخططات».
وأضاف اللواء عبد اللطيف: «نحن دائما نقول إن الإرهاب خلفه مخططات مخابرات دولية. وأعتقد أن هذا أصبح مكشوفا أمام العالم كله، وهو أن مخابرات دولية تصنع الإرهاب وتستخدمه لتحقيق مصالح وأهداف لها».
ومن جانبه، أكد مطاوع أن قطر إذا رضخت لمطالب دول الخليج بشأن إصلاح سياساتها، والتخلي عن دعم الإرهابيين، فإنها ستضطر إلى إخراج الشخصيات المصرية المطلوبة والموجودة على أراضها، إلى خارج البلاد... «سترسلهم إلى دول أخرى، وهذا سيؤدي إلى إضعاف نشاط مثل هذه الشخصيات، وستكون حركتهم أقل من السابق». وتابع موضحا أن الأمر في الوقت الراهن «يعتمد على ما ستقوم به القيادة القطرية، خصوصا أن مُنَظِّر الإخوان، القرضاوي، لديه علاقة قوية بقطر، ويحمل جواز سفر قطريا».


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».