{الإيقاد} تدعو لقمة استثنائية لمناقشة تدهور الأوضاع بجنوب السودان

{الإيقاد} تدعو لقمة استثنائية لمناقشة تدهور الأوضاع بجنوب السودان
TT

{الإيقاد} تدعو لقمة استثنائية لمناقشة تدهور الأوضاع بجنوب السودان

{الإيقاد} تدعو لقمة استثنائية لمناقشة تدهور الأوضاع بجنوب السودان

دعا رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين إلى عقد قمة استثنائية، الاثنين المقبل، في العاصمة أديس أبابا لرؤساء الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية لدول شرق أفريقيا (إيقاد)، وذلك لمناقشة سبل إنهاء التدهور المستمر للأوضاع الأمنية والإنسانية في جنوب السودان، وعملية الحوار الوطني.
وذكر بيان من هيئة «الإيقاد» أن قمة استثنائية لرؤساء دول المنظمة الإقليمية ستنعقد في أديس أبابا لمناقشة «الوضع الأمني والإنساني الخطير الذي يواجه دولة جنوب السودان وتدهور الوضع الأمني، وإذا ما تأكد ذلك فإن على قادة الهيئة التحدث بصوت واحد للتخفيف من حدة الأزمة»، وشدد على أن المشاورات التي جرت بين «الإيقاد» والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة أكدت على دور المنطقة في قيادة الجهود لدفع عملية الحوار الوطني لحل الأزمة في هذا البلد.
كما أعرب البيان عن القلق البالغ للدول الأعضاء في «الإيقاد» إزاء الوضع الإنساني، لا سيما مع بدء موسم الأمطار الذي قد يزيد الأوضاع سوءاً.
وناشد البيان أطراف النزاع في جنوب السودان بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتعهدات الرئيس سلفا كير ميارديت في آخر قمة لـ«الإيقاد» في مارس (آذار) الماضي بتنفيذ وقف إطلاق النار من جانب واحد، وقال البيان إن دول «الإيقاد»... «تأمل في التزام الأطراف بتنفيذ اتفاق السلام وإيجاد حلول سلمية»، مشيراً إلى أن اتفاق السلام الموقَّع بين الأطراف المتحاربة رسم خارطة الطريق لتحقيق السلام الدائم، والاستقرار والنظام الديمقراطي في الدولة الوليدة.
وفشلت حكومة جنوب السودان والمعارضة المسلحة بزعامة نائب الرئيس السابق رياك مشار في تنفيذ اتفاق السلام، الموقع بينهما في أغسطس (آب) 2015، وعادت الحرب بينهما بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية بحسب نص الاتفاق الذي أبرم في أبريل (نيسان) 2016، ولكن بعد ثلاثة أشهر اندلعت أعمال العنف مجدداً في جوبا.
ويعول مراقبون على الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت نهاية العام الماضي، ويعتقدون أن الحوار يمكن أن يقود إلى تنفيذ اتفاق السلام، شريطة أن تكون العملية شاملة ومسبوقة بوقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين.
ويرى مراقبون أن «الإيقاد» ستحاول من خلال الاجتماع الذي دعت إليه أن تحث أطراف النزاع على الالتزام بتنفيذ كامل لاتفاق السلام، خصوصاً أن منظمات دولية أكدت أن الصراع انعكس على الوضع في الإقليم، وأدى إلى تدفق أعداد هائلة من اللاجئين إلى دول الجوار.
من جهة أخرى، قال أشون جون، وزير الإعلام في ولاية بوما، إن 18 شخصاً لقوا حتفهم جوعاً في ثلاث مقاطعات خلال الأيام الماضية، وأوضح أنه تلقى تقارير من مفوضي مقاطعات تورين، وموروا وجبل بوما تفيد بوجود نقص في الغذاء، تزامن مع وجود صعوبات في الطرق حالت دون تقديم المساعدات الغذائية، وناشد الوكالات الإنسانية التدخل وتقديم المساعدات للذين يتضورون جوعاً.



الشراكة مع فرنسا تثير جدلاً واسعاً في نيجيريا

الرئيس الفرنسي ماكرون مستقبلاً مع عقيلته نظيره النيجيري تينوبو وعقيلته في باحة قصر الإليزيه 28 نوفمبر (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي ماكرون مستقبلاً مع عقيلته نظيره النيجيري تينوبو وعقيلته في باحة قصر الإليزيه 28 نوفمبر (إ.ب.أ)
TT

الشراكة مع فرنسا تثير جدلاً واسعاً في نيجيريا

الرئيس الفرنسي ماكرون مستقبلاً مع عقيلته نظيره النيجيري تينوبو وعقيلته في باحة قصر الإليزيه 28 نوفمبر (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي ماكرون مستقبلاً مع عقيلته نظيره النيجيري تينوبو وعقيلته في باحة قصر الإليزيه 28 نوفمبر (إ.ب.أ)

في وقت تسحب فرنسا قواتها من مراكز نفوذها التقليدي في الساحل وغرب أفريقيا، وتبحث عن شركاء «غير تقليديين»، يحتدمُ الجدل في نيجيريا حول السماح للفرنسيين بتشييد قاعدة عسكرية في البلد الأفريقي الغني بالنفط والغاز، ويعاني منذ سنوات من تصاعد وتيرة الإرهاب والجريمة المنظمة.

يأتي هذا الجدل في أعقاب زيارة الرئيس النيجيري بولا تينوبو نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى فرنسا، والتي وصفت بأنها «تاريخية»، لكونها أول زيارة يقوم بها رئيس نيجيري إلى فرنسا منذ ربع قرن، ولكن أيضاً لأنها أسست لما سمّاه البلدان «شراكة استراتيجية» جديدة.

وتمثلت الشراكة في اتفاقيات تعاون هيمنت عليها ملفات الطاقة والاستثمار والمعادن، ولكنّ صحفاً محلية في نيجيريا تحدّثت عن اتفاقية تسمحُ للفرنسيين بإقامة قاعدة عسكرية داخل أراضي نيجيريا، وذلك بالتزامن مع انسحاب القوات الفرنسية من دول الساحل، خصوصاً تشاد والنيجر، البلدين المجاورين لنيجيريا.

لا قواعد أجنبية

ومع تصاعد وتيرة الجدل، تدخل الجيش النيجيري ليؤكد أن ما يجري تداوله بخصوص «قاعدة عسكرية» أجنبية فوق أراضي نيجيريا مجرد «شائعات»، نافياً وجود خطط للسماح لأي قوة أجنبية بإقامة قاعدة عسكرية في نيجيريا.

وتولّى قائد الجيش النيجيري، الجنرال كريستوفر موسى، بنفسه مهمة الرد، فأوضح أن «زيارة الرئيس بولا تينوبو الأخيرة إلى فرنسا، وُقِّعت خلالها عدد من الاتفاقيات الثنائية، لم تشمل السماح بإنشاء قواعد عسكرية أجنبية في نيجيريا».

وكان قائد الجيش يتحدّث خلال حفل عسكري بمقر وزارة الدفاع في العاصمة أبوجا، بمناسبة تغيير شعار القوات المسلحة النيجيرية، وقال إنه يوّد استغلال الفرصة لتوضيح ما جرى تداوله حول «قاعدة عسكرية أجنبية» في نيجيريا. وقال: «لقد أوضح الرئيس بشكل لا لبس فيه أن ما تم توقيعه هو اتفاقيات ثنائية تتعلق بالتجارة، والثقافة، والتقاليد، والتعاون، والاقتصاد، ولا وجود لأي شيء يتعلق بقاعدة عسكرية أجنبية».

وأوضح الجنرال موسى أن الرئيس تينوبو «يدرك تماماً عواقب مثل هذا القرار، ويعلم أن من واجبه حماية نيجيريا، ومن ثم، لن يسمح مطلقاً لأي قوة أجنبية بدخول نيجيريا»، ولكن قائد الجيش أكد: «سنستمر في التعاون بشكل ثنائي من خلال التدريب المشترك وإرسال ضباطنا كما هو معتاد، ولكن إنشاء قاعدة عسكرية أجنبية في نيجيريا ليس ضمن خطط الرئيس».

كراهية فرنسا

ورغم تصريحات قائد الجيش، فإن الجدل لم يتوقف؛ حيث عَبَّر «تحالف جماعات الشمال»، وهو هيئة سياسية ناشطة في نيجيريا، عن إدانته قرار السماح للعسكريين الفرنسيين بدخول أراضي نيجيريا، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، حين انتقد بشكل لاذع عقد شراكة مع فرنسا.

وقال التحالف: «إن القرار يتعلق باتفاقية ثنائية جرى توقيعها بين نيجيريا وفرنسا تمنح الأخيرة وصولاً غير مقيد إلى الموارد المعدنية في نيجيريا»، وذلك في إشارة إلى اتفاقية وقعها البلدان للتعاون في مجال المعادن النادرة.

المنسق الوطني لتحالف جماعات الشمال، جميل علي تشارانشي، اتهم الرئيس تينوبو بالسعي نحو «تسليم سيادة نيجيريا إلى فرنسا، والتغطية على ذلك بمبررات مضللة»، ثم وصف ما يقوم به تينوبو بأنه «مناورة دبلوماسية مكشوفة».

الناشط السياسي كان يتحدث بلغة حادة تجاه فرنسا؛ حيث وصفها بأنها «دولة عدوانية؛ تدعم وتمول تفكيك المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)»، قبل أن يحملها مسؤولية «جو الحرب الذي تعيشه منطقة غرب أفريقيا».

وخلُص الناشط السياسي إلى أنه مصدوم من «إمكانية أن تخضع نيجيريا، بتاريخها الفخور بالدفاع عن السيادة الأفريقية، لتأثير أجنبي، نحن نرفض ذلك، وسنعارضه بشدة»، على حد قوله.

شراكة مفيدة

الرئيس النيجيري بولا تينوبو لدى حضوره حفل تنصيب رئيس تشاد في ندامينا 23 مايو (رويترز)

في المقابل، ارتفعت أصوات في نيجيريا تدافع عن تعزيز التعاون والشراكة مع فرنسا، وعدّت الحديث عن «قاعدة عسكرية» محاولة للتشويش على الطموحات الاقتصادية للبلدين.

في هذا السياق، قال المحلل السياسي النيجيري، نيكسون أوكوارا: «إن العالم يتّجه بسرعة نحو نظام متعدد الأقطاب، وإعادة صياغة التحالفات التقليدية، وهذا الواقع الجديد يتطلب من نيجيريا الاصطفاف مع شركاء يقدمون فوائد استراتيجية دون التنازل عن سيادتها».

وأضاف المحلل السياسي أن «فرنسا، رغم تاريخها غير الجيد في أفريقيا، فإنها تمنح لنيجيريا فرصة إعادة التفاوض على العلاقات من موقع قوة؛ حيث تواجه فرنسا معضلة تراجع نفوذها بشكل مطرد في الساحل وغرب أفريقيا».

وشدّد المحلل السياسي على أن نيجيريا يمكنها أن تربح «مزايا اقتصادية كبيرة» من الشراكة مع فرنسا، كما أكّد أنّه «مع تصاعد التحديات الأمنية في منطقة الساحل، يمكن للخبرات والموارد العسكرية الفرنسية أن تكمل جهود نيجيريا لتحقيق الاستقرار في المنطقة».

تعاون عسكري

التعاون العسكري بين فرنسا ونيجيريا عرف صعوداً مهماً عام 2016، حين وقع البلدان اتفاقية للتعاون العسكري والأمني، خصوصاً في مجالات الاستخبارات، والتدريب والإعداد العملياتي.

في الفترة الأخيرة، بدأ الحديث عن رغبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تعزيز هذا التعاون، وهو الذي عمل لستة أشهر في السفارة الفرنسية في أبوجا، حين كان طالباً في المدرسة الوطنية للإدارة. وبوصفها خطوة لتطوير التعاون العسكري بين البلدين، أعلن الجنرال حسن أبو بكر، قائد القوات الجوية النيجيرية، الأسبوع الماضي، أن بلاده تستعد للاستحواذ على 12 طائرة من طراز «ألفاجيت» مستعملة من القوات الجوية الفرنسية، ستتم إعادة تشغيل 6 منها، في حين ستُستخدم الـ6 أخرى مصدراً لقطع الغيار.

ورغم أنه لم تعلن تفاصيل هذه الصفقة، فإن نيجيريا أصبحت خلال السنوات الأخيرة «زبوناً» مهماً للصناعات العسكرية الأوروبية، وسوقاً تتنافس عليها القوى المصنعة للأسلحة، خصوصاً سلاح الجو الذي تراهن عليه نيجيريا لمواجهة خطر الإرهاب في غابات حوض بحيرة تشاد، أقصى شمال شرقي البلاد.