بدأت السلطات الموريتانية في أول أيام رمضان مبادرة توزيع الأسماك في مناطق نائية مع تخفيض ملموس لأسعارها بهدف زيادة استهلاك الأسماك خلال شهر الصيام.
ويواجه تسويق الأسماك مشاكل في موريتانيا تتعلق باتجاه السكان إلى استهلاك اللحوم الحمراء رغم الوفرة الكبيرة للأسماك.
ويبلغ طول شواطئ موريتانيا 780 كيلومترا، وهي من أغنى الدول في العالم بالأسماك.
وأشرف وزير الصيد والاقتصاد البحري الناني ولد أشروقة على عملية توزيع الأسماك، وإرسالها إلى مناطق كثيرة بمحافظات الداخل، حيث عاين مخازن الشركة الوطنية لتوزيع الأسماك.
وقال مدير عام الشركة المختار ولد أحمد ولد بوسيف إن الهدف من العملية ترغيب الموريتانيين في استهلاك الأسماك، وإدخاله في العادات الغذائية خصوصا في المناطق التي لا تستهلكه.
وأشار إلى افتتاح الشركة 53 نقطة توزيع في عموم منطقة نواكشوط، وسيتم قريباً تغطية مختلف عواصم الولايات مع كثير من النقاط الأخرى في المقاطعات، إضافة إلى نقاط البيع المتحركة.
وأضاف أن الشركة توزع يوميا نحو 7 آلاف طن وستتم مضاعفة هذه الكمية خلال شهر رمضان لتسهيل تكاليف الحياة على المواطن خلال الشهر، لافتاً إلى أن الدولة تقدم الأسماك للمواطن بأسعار رمزية تبلغ 50 أوقية للكيلوغرام الواحد (14 سنتاً من الدولار) وهو ما يساوى نسبة 8 في المائة من التكلفة الإجمالية التي تتحملها. وتصدر موريتانيا سنوياً نحو مليوني طن من الأسماك إلى أسواق في أوروبا واليابان وروسيا والصين.
وتتشابه العادات الغذائية لدى المجتمع الموريتاني في رمضان، وتشكل روتيناً شبه ثابت منذ فترة طويلة. ورغم أن بعض الوصفات الوافدة بدأت تتسلل خلال الأعوام الأخيرة إلى المطابخ الموريتانية فإن تأثيرها يبدو طفيفاً، حيث لا يزال التمر أول ثوابت الإفطار امتثالاً للسنة النبوية الشريفة.
وتظل «أطاجين» الوجبة الرئيسة التي لا تخلو مائدة إفطار موريتانية منها وهي عبارة عن طبخة معدة من البطاطس باللحم، كما يمثل «الزريق» المشروب الأساسي وهو عبارة عن خليط من الماء والحليب واللبن الرائب، إضافة إلى «الشوربة» المعدة من الخضراوات أو الطحين. ولا يمكن أن تخلو جلسة الإفطار من الشاي الأخضر الموريتاني المنعنع بأدواره الثلاثة والذي عرف قديماً بأنه لا يصلح دون «3 جيمات» تشير إلى كلمات «الجماعة» و«الجمر» و«الجر» وتعني أن يجمع مجلسه أكبر عدد ممكن الأفراد، وأن يعد على نار هادئة لا تنقص من سخونته، وأن يعمل معده على إطالة فترته. ويدخل كل ذلك في إطار إكرام الجلساء والترفيه عنهم.
ويتميز المجتمع الموريتاني بطبعه أصلاً بقدر كبير من التكافل الاجتماعي يعززه البعد الديني والروابط الأسرية والقبلية القوية، إلا أن هذا التكافل يبدو جلياً في رمضان، حيث يحرص ذوو السعة على إعداد موائد كبيرة ودعوة الجيران المتعففين أو إرسال موائد إليهم، ونتيجة لهذا العامل أساساً فإنه لا توجد موائد إفطار جماعية رسمية.
وفي أغلب المناطق الداخلية البعيدة تتسابق الأسر إلى إعداد وجبات إفطار خاصة بالمساجد وهي عادة قديمة لدى أهل هذه البلاد، حيث ترى أطفال القرية ونساءها يتسابقون إلى المساجد قبيل الغروب، حاملين ذلك النصيب اليومي المفروض من مائدة الإفطار الذي لا تطاله الاتكالية ولا التقاعس.
المتجول في شوارع موريتانيا خلال نهار رمضان يشعر بأن الشارع يصوم فعلاً، فلا توجد المطاعم أو المقاهي مفتوحة ولا المدخنين في الشوارع أو الأماكن العامة.
وفي تقليد سنوي درجت عليه سلطات البلد مع إطلالة الشهر الكريم تقوم هذه السلطات بفتح محلات تجارية تبيع المواد الاستهلاكية بأسعار مدعومة لجعلها في متناول الفقراء، وتشهد هذه المحلات إقبالاً كبيراً، حيث تتشكل أمامها طوابير طويلة من ذوي الدخل المحدود الراغبين في الحصول على المواد الضرورية الأساسية التي توفرها هذه المحلات بأسعار مخفضة.
8:18 دقيقة
موريتانيا تطلق مبادرة «نعم للأسماك لا للحوم»
https://aawsat.com/home/article/937581/%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D9%82-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%C2%AB%D9%86%D8%B9%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%83-%D9%84%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%AD%D9%88%D9%85%C2%BB
موريتانيا تطلق مبادرة «نعم للأسماك لا للحوم»
لتوزيعها في المناطق النائية في رمضان مع تخفيض ملموس لأسعارها
موريتانيا تطلق مبادرة «نعم للأسماك لا للحوم»
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة