انتشار مقاهي الشباب من الجنسين في كابل

حمل بعض اللاجئين معهم من إيران الفن المعماري والموسيقى والوجبات الغذائية

«كافيه رستوران هنر» الذي يشبه المقاهي المنتشرة في طهران وأصفهان («الشرق الأوسط»)
«كافيه رستوران هنر» الذي يشبه المقاهي المنتشرة في طهران وأصفهان («الشرق الأوسط»)
TT

انتشار مقاهي الشباب من الجنسين في كابل

«كافيه رستوران هنر» الذي يشبه المقاهي المنتشرة في طهران وأصفهان («الشرق الأوسط»)
«كافيه رستوران هنر» الذي يشبه المقاهي المنتشرة في طهران وأصفهان («الشرق الأوسط»)

«مقهى الفن» الذي افتتح أخيرا في غرب العاصمة الأفغانية كابل يختلف عن باقي مقاهي المدينة. زرته لأول مرة مع أصدقائي ووجدته يشبه كثيرا المقهى الواقع في شارع «الثورة» في طهران أو المقاهي المنتشرة في مشهد وأصفهان.
يرتاد المقهى الأصدقاء من الشباب من الجنسين من أجل احتساء الشاي الأخضر، الذي أصبح متداولا في كابل، أو كوب من قهوة الاسبريسو. ولاحظت أن موظفي المقهى، الذي يقدم الطعام أيضا، يتقنون الفارسية كما يتحدث بها الإيرانيون. وتتضمن قائمة الطعام وجبات إيرانية، خصوصا طبق الأرز المطهي على الطريقة الإيرانية، وشوربة الخضار والكباب الإيراني، إلى جانب وجبتين أفغانيتين وصينيتين.
وتشبه نكهات الطعام وكيفية تحضير الطاولة، وتقديم الطعام، في مقهى الفن، نظيراتها الإيرانية. وجرى تزيين النارجيلة والأكواب بنقوش من فترة ناصر الدين القاجاري. ويقول صديقي من كابل، الذي كان جالسا إلى جانبي، بأن هذا المقهى تحول إلى أهم المواقع في العاصمة، حيث يشكل سكان الأحياء الراقية معظم رواد المقهى الذين يستمتعون بتناول الطعام فيه. ويؤكد على أن هذا النوع من اللقاءات التي تجري بين البنات والشباب في المقهى لا يعد أمرا دارجا في معظم مناطق كابل.
وقال لي أحد العاملين في المقهى إنه ترعرع في مدينة أصفهان منذ الرابعة من عمره، وأمضى 17 سنة من عمره في إيران، وقد عاد إلى كابل منذ عدة سنوات. ويضيف أن عائلته ما زالت تقطن بإيران، وهو يرغب بشدة في أن يزورها. وتابع العامل وهو يقدم الشاي والسكر أن «الحصول على تأشيرة الدخول لإيران أمر صعب للغاية، ويمكن القول بأنهم لا يمنحون التأشيرة بتاتا».
وقام شباب مهتمون بالشؤون الفنية بتدشين «مقهى الفن»، معظمهم من العائدين من إيران أخيرا. وذاع صيت المقهى خلال فترة قصيرة من افتتاحه في كابل. ويقطن الهزارة الشيعة الناطقون بالفارسية في غرب كابل حيث إن الكثير منهم عاشوا في إيران لسنوات كثيرة، ولكنهم عادوا إلى كابل. وقد حمل هؤلاء معهم الفن المعماري الإيراني، والموسيقى، والوجبات الغذائية الإيرانية. إن العلاقات الجريئة بين الفتيات والشباب هي أهم ميزة للعائدين من إيران، وهي ما يميز مدينة كابل عن غيرها من المدن في أفغانستان.
ولا تختلف الأزياء، وتسريحة الشعر، وحجاب الفتيات والشباب في غرب كابل كثيرا عن نظرائهم في طهران. وأشار أحد أصدقائي إلى قبعة أحمد شاه مسعود، وقال: «هذه القبعة تستخدم في باكستان، وقام مسعود بارتدائها لدى مكوثه في باكستان، غير أن شعبية مسعود في أفغانستان أدت إلى ترويج هذه القبعة في أنحاء أفغانستان».
وتنتشر مطاعم على غرار المطاعم الإيرانية في غرب كابل، ويزداد عدد هذه المطاعم مع مرور الوقت. قلما تستطيع أن تجد مكانا ترفيهيا للشباب في مدينة تقع فيها أحيانا العمليات الإرهابية، وأمضت ثلاثين سنة وهي ترزح تحت الحرب الأهلية. وتحولت هواية ارتياد المقاهي، واحتساء القهوة، وتناول الطعام في المقاهي، إلى أهم تسلية لدى الشباب في كابل.
شاهدت عددا من الشباب وهم جالسون في زاوية فناء المقهى، ويدخنون النارجيلة، وأحدهم يعزف أحد أغاني المغني الإيراني فرامرز أصلان على الغيتار. توجهت أنا وصديقي إلى أهم محلات بيع الكتب في كابل.
لقد وجدت خلال الطريق إلى المكتبة أن مدينة كابل تشهد عملية إعادة إعمار متسارعة، تنتشر المباني الشاهقة والجميلة في أنحاء المدينة. تمثل العمارات الحديثة رمزا للتغيير في كابل، وتبشر بانتهاء فترة الحرب والأمل لبناء المستقبل. ويقول صديقي إن عدد البنايات الشاهقة خلال العقود الثلاثة السابقة لم يتجاوز أصابع اليد، وقد تعرضت للتدمير في الحروب الأهلية والحروب الخارجية.
ويعد محل عرفان لبيع الكتب مكتبة كبيرة فيها مختلف أنواع الكتب. ويبلغ عدد نسخ الكتب ما يفوق عشر نسخ إلى عشرين لكل كتاب. ويراجع الشباب الكتب المعروضة في أدراج المكتبة. ويمكن القول إن كل الكتب إيرانية. ولاحظت انتشار الكتب الإيرانية في مدينة مزار شريف الواقعة شمال ولاية بلخ.
ويقول البائع في محل عرفان إن الكتب الإيرانية تشكل أهم المصادر الدراسية لطلبة الجامعات، ولهذا تحقق الكتب الجامعية الإيرانية نسبة مبيعات مرتفعة هنا. ويضيف: «لقد دخلت الكتب الباكستانية إلى أسواق كتب أفغانستان خلال السنوات الأخيرة. تقوم باكستان مثلا بطباعة كتاب عن الهندسة وترسله إلى أفغانستان. هم لا يغيرون في فحوى وشكل الكتاب بل يقومون بعملية الطباعة ليساهموا في سوق الكتاب في أفغانستان. يبلغ على سبيل المثال سعر كتاب إيراني 400 روبية، فتقوم باكستان بإعادة طباعة الكتاب وتبيعه بـ100 روبية. لا تتمتع هذه الطبعات بنوعية جيدة. تشكل الكتب الإيرانية نحو 80 في المائة من الكتب الموجودة في كابل».
وأشار بائع آخر للكتب إلى ارتفاع أسعار الكتب، وانخفاض نسبة الكتب الإيرانية وقال: «لقد شهدت أسعار الكتب في إيران ارتفاعا غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى انخفاض نسبة المبيعات. كان يشتري الطالب الأفغاني أربعة كتب، ولكنه يكتفي بشراء كتابين أو ثلاثة كتب في الوقت الحاضر. ولكن زيادة عدد الجامعات والطلبة الجامعيين خلال السنوات الأخيرة أدت إلى انتعاش السوق، وجرى فتح محلات جديدة وكبيرة لبيع الكتب في أنحاء المدينة».

* خدمة «الشرق الأوسط» بالفارسية - «شرق بارسي»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.