إسهام المرأة السعودية في الحراك التنموي لا يقتصر على الرقعة المحلية فقط، ففي السنوات الأخيرة استطاعت نساء سعوديات تغيير الصورة النمطية عن نظيراتهن عالميا، والنجاح في الصعيدين الأكاديمي والمهني على مستوى دولي، بما يضيف لأرشيف نجاحات النسوة في السعودية اللاتي يعملن في حراك حثيث للوصول إلى نجاحات غير مسبوقة.
دوليا وإداريا، برزت السعودية ثريا عبيد، وهي أول عربية ترأس وكالة تابعة للأمم المتحدة، وذلك عقب توليها منصب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان والأمين العام المساعد للأمم المتحدة. نالت عبيد الكثير من الجوائز والتكريم، أهمها «الوشاح الأكبر لوسام الشمس المشرقة» عام 2011، وهو أعلى وسام في اليابان.
وتمتلئ الذاكرة السعودية بالكثير من أسماء نون النسوة اللاتي تناول الإعلام الغربي تميزهن بانبهار وإعجاب شديد، من ذلك البروفسورة غادة المطيري، العالمة السعودية المتخصصة في الهندسة الكيميائية، التي اكتشفت معدنا يُمكِّن أشعة الضوء من الدخول إلى جسم الإنسان في رقائق تسمى «الفوتون»، بما يسهل معه الدخول إلى الخلايا دون الحاجة إلى عمليات جراحية.
أما العالمة خولة الكريع، في مجال الطب في السعودية، فتحمل شهادات عليا من جامعات مرموقة بالولايات المتحدة الأميركية، فهي تقود فريقا يبشر بالقضاء على مرض السرطان، وفي عام 2007 كانت خولة الكريع أول شخصية عربية تحصل على جائزة هارفارد للتميز العلمي. ونالت جائزة أفضل بحث علمي للأعوام 2004 و2006 و2008 في مستشفى الملك فيصل التخصصي. وعام 2010 قلدها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، وهي أول سعودية تحصل على هذا الوسام.
أيضا الدكتورة حياة سندي، صاحبة مشروع «التشخيص للجميع»، وهو عبارة عن تقنية حديثة تم تطويرها في معمل «جورج وايتسايد» بجامعة هارفارد، لتختزل مختبرات التحليل في جهاز بحجم بصمة اليد مصنوع من الورق، يمكن للشخص العادي أن يستخدمه لإجراء التحليل في أي وقت وقراءة النتيجة مباشرة لتشخيص الحالة المرضية أو عرضها على المختص من دون الحاجة لزيارة المختبر. كما أن سندي أول سعودية تحصل على منحة دراسية من جامعة كمبردج لتحضير أطروحة الدكتوراه في مجال التقنية الحيوية.
يضاف لذلك النجاح العالمي الذي حققته الدكتورة إلهام أبو الجدايل، التي مُنحت براءة اختراع عن «إنتاج خلايا الأرومة من أجل تجديد النسيج البشري» من قبل حكومات في دول كثيرة. وبرز اسمها كباحثة في علم المناعة السريرية، وعلم المناعة التشخيصي، في كلية كنجز في لندن ومستشفى لندن.
كذلك البروفسورة ناجية الزنبقي، أستاذ علم الطفيليات بقسم الأحياء بجامعة الملك عبد العزيز، التي نالت جائزة أفضل امرأة مخترعة في معرض عالمي في تايوان لعام 2016، وحصلت أعمالها الخمسة التي شاركت بها على ثلاث ميداليات ذهبية وفضيتين، كما حصلت أيضاً على ميدالية ذهبية في تايلاند، وشهادة رائدة الاختراع في ماكو الصينية.
أما في عالم المال والأعمال فلا يمكن تجاهل السعودية أفنان الشعيبي، وهي الأمين العام والمدير التنفيذي لغرفة التجارة العربية البريطانية، التي انتخبت لمرتين: الأولى عام 2007 والثانية عام 2013. علما بأن السعودية هي من رشّحها لهذا المنصب. وكانت مجلة «أرابيان بيزنس» اختارتها بين أقوى ثلاثين امرأة سعودية في عام 2014، ونالت كذلك جائزة «دبلوماسي العام» من مجلة الدبلوماسي البريطانية؛ لتكون أول سعودية تمنح هذه الجائزة.
وفي الأسواق الاقتصادية كذلك تحضر الدكتورة ناهد طاهر، وهي التي أسست بنك الاستثمار جلف ون، وهي أيضا الرئيس التنفيذي للبنك الذي مقره في مدينة المنامة في البحرين. ولقد أدرجت مجلة «فايننشال تايمز» طاهر ضمن قائمة أفضل 50 سيدة أعمال في العالم لعام 2009، وهي الوحيدة من بين سيدات أعمال العالم العربي التي تم إدراجها في هذه القائمة.
وتحضر اقتصاديا كذلك السعودية لبنى العليان، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات العليان المالية، التي حصلت على الوسام الملكي السويدي للنجم القطبي من الطبقة الأولى، تقديرا لجهودها في تعزيز العلاقات بين السويد والسعودية، لا سيما من خلال قيادتها الناجحة لعدد من الشركات السويدية بالمملكة مثل أطلس كوبكو وسكانيا.
وعند الحديث عن التمكين الاقتصادي العالمي للمرأة السعودية، تحضر أيضا المهندسة نبيلة التونسي، التي تعمل في شركة أرامكو السعودية، وتشغل حاليا منصب مديرة قطاع الهندسة في مشروع مصفاة رأس تنورة العملاق الذي تبلغ تكلفته 25 مليار دولار. إذ تم اختيارها ضمن قائمة أفضل 25 امرأة ذات أثر فعال في إدارة المشاريع على مستوى العالم لعام 2006 من قبل معهد إدارة المشاريع الأميركي، الذي يضم 200 ألف عضو من جميع أنحاء العالم.
ومنها إلى سيدة الأعمال السعودية نهى اليوسف، التي برز اسمها في الخارج بعد أن نالت جائزة «ستيفي» العالمية الخاصة بالمشاريع الأكثر إبداعية في العالم، عام 2016، من بين 400 سيدة أعمال مرشحة دوليا، مع الإشارة لكون المنافسة شهدت مشاركات مختلفة من 50 دولة حول العالم واستمرت أربعة أشهر.
يضاف لذلك قائمة طويلة لأسماء فتيات سعوديات مبتعثات تميزن في الخارج، وتفوقن في المحافل الأكاديمية الدولية، من ذلك المهندسة لبنى الأنصاري، المبتعثة للدراسة في الولايات المتحدة، التي حصلت على جائزة «مارتن لوثر كينغ العالمية للتعايش السلمي» عام 2015، وهي تعد من أرقى الجوائز في الوسط الجامعي الأميركي.
إلى جانب المخترعة السعودية هديل أيوب، التي ابتكرت قفازاً ذكياً له القدرة على تحويل لغة الإشارة إلى نص مكتوب أو كلام مقروء لتسهيل التواصل بين فاقدي السمع ومن يتعاملون بالإشارة مع الناس، وكسر الحواجز اللغوية، علما بأن أيوب تحضر درجة الماجستير حاليا في جامعة جولدسميث في لندن.
ولا يمثل بروز السعوديات عالميا مفاجأة لمن يتابع الحراك السريع الذي تخطوه نسوة البلاد في تطوير أنفسهن، علما بأن عدد الشابات السعوديات الحاصلات على مؤهل جامعي يفوق عدد الذكور، بحسب إحصائية وزارة التعليم السعودية لعام 2015، فإن 52 في المائة من الشبان الحاصلين على مؤهلات جامعية بالمملكة هن فتيات سعوديات، في حين تمكنت نساء السعودية من الانتقال للعيش في نحو 50 دولة حول العالم لاستكمال تعليمهن والحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه في كافة التخصصات.
سعوديات يكسرن حدود المألوف ويبرزن عالمياً
https://aawsat.com/home/article/930431/%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%8A%D9%83%D8%B3%D8%B1%D9%86-%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A3%D9%84%D9%88%D9%81-%D9%88%D9%8A%D8%A8%D8%B1%D8%B2%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%8B
سعوديات يكسرن حدود المألوف ويبرزن عالمياً
أثبتن الجدارة في مختلف المجالات المهنية والأكاديمية
- الدمام: إيمان الخطاف
- الدمام: إيمان الخطاف
سعوديات يكسرن حدود المألوف ويبرزن عالمياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

