أفلام وأغانٍ ولوحات فنية تنتقد سياسات الرئيس الأميركي

ارتبطت طائرات {الدرون} بأوباما وأصبحت إلهاما فنيا

مشهد من فيلم {كابتن أميركا وطائرة درون عملاقة}
مشهد من فيلم {كابتن أميركا وطائرة درون عملاقة}
TT

أفلام وأغانٍ ولوحات فنية تنتقد سياسات الرئيس الأميركي

مشهد من فيلم {كابتن أميركا وطائرة درون عملاقة}
مشهد من فيلم {كابتن أميركا وطائرة درون عملاقة}

أعلنت صحيفة «واشنطن بوست» وتلفزيون «إيه بي سي»، الأسبوع الماضي، نتائج استفتاء دوري مشترك عن شعبية الرئيس باراك أوباما، أوضح أنها انخفضت إلى 40 في المائة، وهي أقل نسبة منذ أن صار رئيسا، قبل خمس سنوات. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن من أسباب ذلك، أولا: استمرار المشكلات الاقتصادية. ثانيا: تردده في السياسة الخارجية. ثالثا: عدم قدرته على إدارة برنامج التأمين الصحي الشامل (رغم أنه صاحبه).
وبعدها نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا عن سبب آخر لانخفاض شعبية أوباما. سبب لم يتوقعه كثير من الناس، ولا يتحدثون عنه: انخفاض شعبيته وسط الفنانين، والمخرجين، والمنتجين، والمغنين، خصوصا المغنين الذين غنوا أغاني تشيد به عندما صار رئيسا، لكن أصيبوا بخيبة أمل وخصوصا بسبب «حرب الدرون» التي كثفها في أفغانستان، وباكستان، واليمن، والصومال.
كتب مايكل شير، واحد من أشهر مخبري صحيفة «نيويورك تايمز»، تقريره تحت عنوان «ماستر أوف درون» (سيد الدرون). يشير العنوان إلى أفلام ومسلسلات «ماسترز أوف يونيفرس» (سادة العالم). وقال فيه: «بعد خمس سنوات ونصف سنة على توليه الرئاسة، أثر أوباما تأثيرا قويا على الثقافة الشعبية في البلاد. لكن لم يركز كثير من كتاب السيناريو والروائيين والفنانين التشكيليين على قصة ملهمة عن أول رئيس أميركي أسود. ركزوا على قصة أكثر إقناعا، قصة قاتمة، وفيها انتقادات أخلاقية، صارت جزءا من تراث أوباما».
مع استفتاء «واشنطن بوست» وتقرير «نيويورك تايمز»، ظهر فيلم «كابتن أميركا». هذا فيلم جديد في سلسلة أفلام تعتمد على قصص شخصيات كرتونية أنتجتها شركة «مارفيل» (تتخصص في كرتونات الصغار والكبار). في الفيلم يواجه «كابتن أميركا» العدو الشرير «هايدرا»، وفي الفيلم أطنان من الصواريخ والقنابل، وأيضا طائرات «درون» عملاقة، تساوي الواحدة حجم «درون» العادية ربما مائة مرة، وتقدر على قتل ملايين الناس (تحلق فوق مدينة، وتقتل كل سكانها). وقال ناقدون سينمائيون أميركيون إن «درون» صارت مقترنة بأوباما، في الفيلم وفي الواقع، وأيضا مقترنة بأي إشارة إلى طائرات تقتل الناس، وإن أوباما «ألهم» المخرجين والمنتجين والفنانين والمغنين بشيء ما كانوا يعرفونه، شيء مثير، لكن ليس أخلاقيا.
وقال جو روسو، الذي أخرج، مع أخيه أنتوني روسو، فيلم «كابتن أميركا»: «حاولنا العثور على نفس التفسيرات التي يحاولها أوباما. إذا قال شخص إن ضربة واحدة بطائرة واحدة دون طيار يمكن أن تقتل واحدا من أعدائنا، أو بعضهم، فكم ستقتل مائة طائرة؟ كم ستقتل ألف طائرة؟ متى سنصل إلى النهاية؟ كم طائرة نحتاج إليها لقتل كل أعدائنا؟».
وفي الفيلم، يقول سياسي في الكونغرس: «لا بأس إذا قتلت طائرات (درون) 20 مليون شخص. ستنقذ سبعة مليارات شخص، هم بقية سكان العالم».
مثل في فيلم «كابتن أميركا»، صار «درون أوباما» إلهاما فنيا، في مهرجانات وأفلام وكتب ومسرحيات وعروض كوميدية وبرامج تلفزيونية ولوحات تشكيلية. وكما قال صحافي «نيويورك تايمز»: «صار إلهامهم واقعا كئيبا لرئاسة أوباما».
ورغم سعادة الأميركيين الهائلة لقتل أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، وأخطر عدو شخصي في تاريخ أميركا، ورغم أن أوباما هو الذي أمر بقتله، تحول القتل إلى إلهام فني لا ينضب. ليس بالضرورة من ناحية سياسية، ولكن كموضوع فني، يتفنن الفنانون في تفسيره وتصويره وتطويره، وأيضا تغييره.
في مسلسلات «غودزيلا» الكرتونية أمر الرئيس الخيالي «أوغدين» بقتل عدوه بنفس الطريقة التي أمر بها أوباما فريق «كوماندوز» الذي قتل بن لادن. وفي المسلسل التلفزيوني «غود وايف» (الزوجة الطيبة)، أمر رئيس خيالي وكالة الأمن الوطني (إن سي إيه) بالتجسس على عائلة أميركية. وربط المسلسل في أذهان المشاهدين هذا بدفاع أوباما عن التجسس الذي كشفه إدوارد سنودن (فني التكنولوجيا السابق في الوكالة، الموجود حاليا في روسيا).
وفي هوليوود (عاصمة السينما الأميركية)، تجمع نحاتون ومصممون وصمموا طائرة «درون» عملاقة من الطين، وبعد أيام جاء آخرون ووضعوا بالقرب من الطائرة صورة مرسومة لأوباما وأمامه قائمة فيها أسماء، وهو يشير على بعض الأسماء. تشير هذه إلى أخبار في السنة الماضية بأن أوباما يجتمع كل ثلاثاء مع مستشاريه في الأمن والاستخبارات لاختيار الإرهابيين الذين ستقتلهم طائرات «درون»، وتعرف باسم «كيل ليست» (قائمة القتل). كانت من بين الذين صمموا «درون الطين» نادية أفغاني، وهي أميركية أفغانية قالت إن الفنانين والفنانات «ليس عندهم نفاق السياسيين».
وقال تريفور باغلين، الذي رسم رسومات تشكيلية عن عمليات طائرات «درون»: «صارت كلمة (درون) ملازمة لكلمة (أوباما) في السياسة الخارجية. نحن نعيش في عصر المراقبة الشاملة، والقتل المستهدف من السماء». وأضاف: «أعتقد أن الفن يمكن أن يساعدنا على لفت الانتباه إلى أشياء معينة. يمكن أن يساعدنا على مزيد من المفردات الثقافية التي نستخدمها».
وفي السنة الماضية، عرضت مكتبة نيوارك (ولاية نيوجيرسي) لوحات للرسامة كارا ووكر، منها لوحة فيها أوباما يخطب في الناس، وخلفه صليب يحترق والعبارة الآتية: «يميل قوس التاريخ الأخلاقي نحو الحق. لكن يميل بنفس الطريقة نحو البربرية والسادية والفوضي». قال الجزء الأول الزعيم الأسود مارتن لوثر كينغ. ويبدو واضحا قصد الرسامة.
إذا ارتبط اسم أوباما باسم «درون» في عالم الفنانين والسينمائيين والمخرجين والمبدعين، فليس هو أول رئيس أميركي يربطونه بسياسة معينة، بل ربطوا الرئيس ريغان بالعداء للشيوعية، وظهر ذلك فيلم «ريد دون» (الفجر الأحمر)، وربطوا سياسات ريغان المحافظة، والموالية للشركات، بمسلسلات ولوحات فنية وأغانٍ، وألهم الرئيس كلينتون المبدعين في مسلسل «ويست وينغ» (الجناح الغربي، للبيت الأبيض) الذي نوه بالعلاقة الجنسية بين كلينتون وسكرتيرة البيت الأبيض مونيكا لونسكي. والآن، جاء دور أوباما. لكن يبدو أنه دور دموي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.