التشكيلي محمد المرابطي يحتفي في مراكش بأفريقيا «بلا حدود»

محمد المرابطي الفنان التشكيلي المغربي بين لوحات معرضه  «بلا حدود» بمراكش («الشرق الأوسط»)
محمد المرابطي الفنان التشكيلي المغربي بين لوحات معرضه «بلا حدود» بمراكش («الشرق الأوسط»)
TT

التشكيلي محمد المرابطي يحتفي في مراكش بأفريقيا «بلا حدود»

محمد المرابطي الفنان التشكيلي المغربي بين لوحات معرضه  «بلا حدود» بمراكش («الشرق الأوسط»)
محمد المرابطي الفنان التشكيلي المغربي بين لوحات معرضه «بلا حدود» بمراكش («الشرق الأوسط»)

يحتضن «رواق فويس»، بمراكش، إلى غاية 3 يونيو (حزيران) المقبل، معرضاً تشكيلياً للفنان المغربي محمد المُرابطي، اختار له عنوان «بلا حدود».
ويتمحور موضوع المعرض حول قارة أفريقيا التي يقترحها الفنان المغربي على الزوار، من خلال لوحاته، مركزاً للعالم.
وقال المرابطي، لـ«الشرق الأوسط»، إن من يتابع تجربته الفنية، سيجد في المعرض لمحات من أعماله السابقة، خصوصا على مستوى العمق الفني، مشيراً إلى أنّه ينقل لزيارات سابقة قام بها إلى عدد من دول القارة، خصوصا السنغال وموريتانيا، حيث أخذ فكرة عن الطقوس المرتبطة بالأولياء والأضرحة، ليقارنها بالطقوس المغربية، المرتبطة بهذا المجال.
ولم يخف المرابطي أنّ معرضه ينقل رسالة سياسية، تدعو إلى أفريقيا بلا حدود، مشدداً على أنّه لن يكون هناك مستقبل للقارة السمراء في ظل الحدود الموروثة عن الاستعمار. وزاد موضحاً أنّه ليس من عادته أن يقترح خطاباً سياسيا في أعماله الفنية، وأنّ المعرض الحالي يقترح خطاباً سياسيا صريحاً وواضحاً، بصدد مستقبل أفريقيا، مشيراً، في هذا السياق، إلى الزيارات التي قام بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى عدد من بلدان القارة، وإلى نظرة الغرب إلى هذه القارة، وكيف ينظر إليها كمستقبل.
ويقترح المعرض نحو 38 لوحة تركز على قارة أفريقيا بأحجام وألوان مختلفة، يربط من خلالها الفنان بين الفن والخرائطية بشكل يبرز انتماءه الأفريقي، وبلده المغرب في القارة، موظفاً منسوجات تنقل لحنين ونوستالجيا شخصية، مقدماً عملاً حول الذاكرة والتذكر والزمن الذي يمر، في علاقة بالمقدس، منتهياً إلى شكل رفيع منحوت لخريطة القارة الأفريقية وقد أحيط بالبحر وباللون الأزرق الطبيعي في أغلب اللوحات، حيث نكون مع أفريقيا مركزاً للعالم، أو قل هي العالم، وحيدة، قوية، فارضة ذاتها بمختلف الألوان، فإذا هي خضراء محاطة بالأزرق، أو سوداء محاطة بالأخضر أو الأحمر القاني، أو غيرها من الألوان؛ بحيث تتأكد وتؤكد ذاتها بلا حدود، أرضاً لما قبل الاستعمار وما قبل حروب التجزئة: أفريقيا أصيلة.
واعتبر الفنان التشكيلي أحمد بنسماعيل أنّ المرابطي دخل، من خلال معرضه الجديد تجربة مغايرة، سواء من حيث الألوان أو السند، مقارنة بأعماله السابقة، لكنه بقي وفياً للرموز، فاستعمل الألوان الأفريقية مع تنوع في الأحجام والاشتغال على الدائرة.
ورأى بنسماعيل أنّه ربما هي الظروف الحالية المرتبطة بمستجدات علاقة المغرب مع القارة الأفريقية، من فرض العمل الجديد على المرابطي، أي أنّ الفنان المغربي قد تفاعل مع ما وقع ويقع في محيطه القاري، وهي تجربة، وصفها بنسماعيل بـالشجاعة.
وجواباً عن سؤال إن كان التوظيف السياسي للمعرض قد أثر سلباً أو إيجابًا على نوعية العمل الذي يقترحه المرابطي، رأى بنسماعيل أنّ الفنان يبقى وحده القادر على ملامسة هذا التقييم في عمله الجديد مقارنة بما رسخه في أعماله السابقة، وبالتالي يبقى هو المؤهل ليرى إن كان سيطور تجربته الجديدة فيواصلها، أم يعتبرها مرحلة معزولة أملتها ظروف طارئة ومستجدة، فيعود إلى ما عرف عنه من اختيارات فنية.
ويبقى المرابطي، الذي ولد بمراكش في 1968 كما قال عنه الشاعر والفنان التشكيلي عزيز أزغاي: «صاحب تجربة صباغية متميزة في مدونة الفن الحديث في المغرب، وأحد الأسماء النشطة المنخرطة في بلورة طموح التشكيل المغربي للخروج إلى العالم»؛ يعرف عنه أنّه راهن، منذ بداية مساره لتعزيز خياراته التشكيلية والجمالية على «صياغة جملة تشكيلية خاصة ترتكز على توظيف الأثر المقدس والصوفي والمرتفع، وعلى علاقة ذلك بالكائن الأعزل الذي بات عرضة لهجمة التقنية وتحوّل الزمن إلى آلة رهيبة»، فـ«استطاع، بجهد فردي وروح منصتة، أن يلفت الانتبــــاه باكراً إلى طاقته الإبداعية الخلاقة والمتجددة التي ما فتئ يعبّر عنها في أعماله الفنية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.