مكتبة الإسكندرية تتألق بمقتنياتها الفنية في عيدها الـ15

بينها نسخة جديدة من «الإلياذة والأوديسة» وتمثال طه حسين للفنان عبد الهادي الوشاحي

سراج الدين مع أميرة فهمي زوجة الفنان الراحل عبد الهادي الوشاحي وبينهما تمثال طه حسين  -  الفنانة عزيزة فهمي والعمل الفني المهدى منها
سراج الدين مع أميرة فهمي زوجة الفنان الراحل عبد الهادي الوشاحي وبينهما تمثال طه حسين - الفنانة عزيزة فهمي والعمل الفني المهدى منها
TT

مكتبة الإسكندرية تتألق بمقتنياتها الفنية في عيدها الـ15

سراج الدين مع أميرة فهمي زوجة الفنان الراحل عبد الهادي الوشاحي وبينهما تمثال طه حسين  -  الفنانة عزيزة فهمي والعمل الفني المهدى منها
سراج الدين مع أميرة فهمي زوجة الفنان الراحل عبد الهادي الوشاحي وبينهما تمثال طه حسين - الفنانة عزيزة فهمي والعمل الفني المهدى منها

على مدار 15 عاماً مضت، جمعت مكتبة الإسكندرية منذ افتتاحها عام 2002 مجموعة هائلة من المقتنيات الفنية، ممهورة بأيدي أشهر الفنانين المصريين والعرب والعالميين، تنوعت ما بين منحوتات، وتماثيل، ولوحات، وصور فوتوغرافية، لتعكس التنوع الفني والثقافي حول العالم.
ومن بين 4 آلاف قطعة فنية، انتقت مكتبة الإسكندرية 200 قطعة من مقتنياتها لتعرضها أمام زوارها في القاعتين الشرقية والغربية بقاعة المؤتمرات؛ لتقدم لهم نبذة عن فعالياتها الفنية التي أثرت بها الساحة الثقافية. هذا بالطبع إلى جانب مقتنياتها من المجموعات الفنية الخاصة التي تضم ما يزيد على 2000 قطعة فنية موجودة في شكل معارض دائمة في أماكن مخصصة لها من بينها: «متحف الفنان والمخرج شادي عبد السلام، ومعرض الإسكندرية عبر العصور، ومتحف آدم حنين»، وغيرها التي تتم زيارتها بكثافة، خاصة من الشباب المصريين الناشئين، وتضم ما يزيد على ألفي قطعة فنية موزعة على 12 معرضاً فنياً دائماً.
يتوسط المعرض تمثال من خامة البوليستر لعميد الأدب العربي طه حسين عمره أكثر من 20 عاماً، للفنان الراحل عبد الهادي الوشاحي (1936 - 2013)، أحد رواد الفن التشكيلي المصري الذي سجل اسمه في موسوعة «كمبريدج» البريطانية كأحسن نحات دولي لعام 2001. يجسد التمثال طه حسين شاخصاً إلى الأفق اللامحدود بأبعاد جسدية وخطوط كونتورية ترمز لمكانته الأدبية والثقافية، حيث يمتد النصف الأعلى من جسده نحو ضعف النصف السفلي، فلكي يراه المتلقي فعليه أن يرفع رأسه عالياً كي يرى رأس التمثال. وقد حرص الوشاحي على أن يترك فجوات في رأس التمثال الضخم ليتسرب منها نور يشع عبر عيني التمثال؛ كناية عن العلم والثقافة الرفيعة التي تمتع بها طه حسين رغم كونه كفيفاً. وقالت أميرة فهمي، زوجة الفنان الوشاحي، لـ«الشرق الأوسط»: «قررت الأسرة إهداء التمثال لمكتبة الإسكندرية لدورها في إثراء الحركة التشكيلية المصرية وتقديم جيل الرواد بالشكل اللائق للأجيال الجديدة من الفنانين. وقد استغرق الفنان الوشاحي 5 سنوات للانتهاء من هذا التمثال، وقد ظل هذا التمثال حبيساً لمدة 20 عاماً».
وحول المعرض وأهميته، يقول جمال حسني، مدير إدارة المعارض والمقتنيات بالمكتبة، لـ«الشرق الأوسط»: «تكونت مجموعات مكتبة الإسكندرية من إهداءات دول، ومؤسسات رسمية، وفنانين وأبناء فنانين راحلين، و(سمبوزيوم المكتبة الدولي)، و(بينالي كتاب الفنان)، وغيرها من المعارض والمهرجانات التي لطالما أنعشت الحركة الفنية والثقافية في مصر». ويضيف: «يضم المعرض هذا العام ما يقرب من 200 قطعة فنية من مقتنيات المكتبة الفنية من مجالات فنية مختلفة في النحت، التصوير، الطباعة، التصوير الفوتوغرافي، (كتاب الفنان)، والخزف. كما يضم أيضاً أعمالاً أصلية لكبار الفنانين الراحلين ومنهم: الفنان مصطفى عبد المعطي، الفنانة رباب نمر، وسيف الوشاحي نجل الفنان الراحل عبد الهادي الوشاحي، أسرة الفنان الراحل نبيل درويش، الفنانة عزيزة فهمي، والفنان عصام درويش؛ وذلك إيماناً منهم بدور المكتبة في نشر الفنون، وما حققته خلال الأعوام الماضية في مجال الفنون التشكيلة والبصرية».
يضم المعرض طبعة جديدة من «الإلياذة والأوديسة» عن دار نشر «لاديان فرانسيز» (La Diane Francaise)، بجزء جديد في نهاية الإلياذة و4 أجزاء أخرى في نهاية «الأوديسة»، صُورت بـ«26 روشماً» في الأولى و29 في الأخيرة، أنجزها الفنانون الستة أنفسهم في كلا الكتابين.
تضم «الرواشم الفنية» تجسيداً للميثولوجيا اليونانية بتقنيات فنية وغرافيكية حديثة، في مزج رائع بين إبداع الماضي والحاضر، رسمها الفنانون: «آلان ليستيه، وجو مولر، وبازو، وتوس فان هولشتين، وريمو جياتي، وإيريك ماسهولدر».
ويقول الناشر الفنان جان - بول أوريليا لـ«الشرق الأوسط»: «تتوافر بهذه الطبعة الجديدة من الإلياذة والأوديسة المعايير الأساسية للكتب الثمينة النادرة؛ وذلك من حيث جودة الطباعة بواسطة الحروف المتحركة، وندرة الإصدار، والتقديم المتميز لطبعة ورقية مجلدة تأتي في علبة مكسوّة بالقماش». ويشير: «اعتمدنا على 6 فنانين من 5 دول أوروبية مختلفة، وأسندنا إليهم مهمة إنجاز (الرواشم الفنية) المصاحبة للنص والشارحة له. فجاء العمل في صورته النهائية إبداعاً حقيقيّاً لـ6 فنانين، حاملاً في طياته 6 جماليات و6 رؤى مختلفة، والكثير من التقنيات الفنية المتباينة بين الحفر على النحاس، والطباعة الخشبية، والطباعة الحجرية، والطباعة بالشاشة الحريرية».
وتختص دار نشر «لاديان فرانسيز» (La Diane Francaise)، التي تأسست عام 1949 بطباعة الكتب المصورة عن أعمال فنية أصلية تتنوع بين: «الطباعة الحجرية، الطباعة الحريرية، والنقش على النحاس والخشب والشمع». وقد داوم السيد أوريليا على المشاركة في «بينالي كتاب الفنان» منذ عام 2010 الذي يقام بالمكتبة كل عامين، من خلال إهداءات قيمة يبلغ عددها حتى الآن 76 كتاباً مصوّراً أصليّاً.
ويقول مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين: «تحتفل مكتبة الإسكندرية بالعيد الـ15 لافتتاحها وبداية نشاطاتها المتعددة في مجال الفنون التشكيلة والبصرية، والتي تعددت وتنوعت على مدى هذه السنين الماضيتين بشكل كبير. هذه الفعاليات التي أقامتها ورعتها المكتبة تمت باشتراك مئات الفنانين من مصر والدول العربية والعالم، وبتضافر جهود الكثير من المؤسسات المحلية والدولية» ويضيف: «جميعهم آمنوا بدور المكتبة المحوري في صنع وتقديم الثقافة والمعرفة للجمهور، والمساهمة بشكل فعال في تقريب وجهات النظر بين الشعوب، خاصة عن طريق الفنون. وهذا الإيمان بقيمة رسالة المكتبة هو ما حدا بهؤلاء الفنانين، فرادى ومجتمعين، بشكل شخصي أو عن طريق مؤسسات، إلى الاهتمام بإهداء أعمالهم الفنية القيّمة لتبقى ضمن مقتنيات المكتبة الفنية الدائمة، وذلك سواء عن طريق الإهداء المباشر أو من خلال الاشتراك في مشروعات المكتبة الفنية». هذا ويستمر المعرض يومياً حتى السادس من مايو (أيار) المقبل، في إطار احتفال المكتبة بـ15 عاماً من عمرها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.