أيَّدَت كل من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر ودولة الكويت، العمليات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد أهداف عسكرية داخل سوريا، رداً على استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد المدنيين الأبرياء أودت بحياة العشرات، من بينهم أطفال ونساء.
مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية أوضح، أمس، أن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين الأبرياء «استمرار للجرائم البشعة التي يرتكبها النظام منذ سنوات ضد الشعب السوري الشقيق»، مشيراً إلى تأييد السعودية الكامل للعمليات العسكرية الأميركية على أهداف عسكرية سورية، منوهاً بالقرار الشجاع للرئيس الأميركي دونالد ترمب «الذي يمثل رداً على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده».
وحمّل المصدر السعودي، النظام السوري مسؤولية تعرّض سوريا لهذه العمليات العسكرية «التي جاءت رداً على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين الأبرياء، مما أودى بحياة العشرات من بينهم أطفال ونساء في بلدة خان شيخون (محافظة إدلب)، التي تأتي استمراراً للجرائم البشعة التي يرتكبها هذا النظام منذ سنوات ضد الشعب السوري الشقيق». وتُعَد السعودية، أول دولة أعلنت تأييدها للعملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة، فجر أمس، ضد قاعدة الشعيرات الجوية بمحافظة حمص، مستهدفة طائرات سوريا ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار، في رد أميركي على قصف نظام بشار الأسد خان شيخون في إدلب بالأسلحة الكيماوية.
هذا، وصرح السفير عبد الله المعلمي مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة خلال اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» معه بأن الموقف السعودي «ثابت من فترة طويلة، حول تأييد الشعب السوري وتأييد تطلعاته المشروعة، وهذا البيان الصادر من الخارجية السعودية، يعيد التأكيد على هذه المواقف السعودية التي لم تتغير على الإطلاق». وأشار السفير المعلمي إلى أن هذا البيان «يأتي في المقام الأول تأكيداً على ثبات الموقف السعودي، إلا أنه يُستفاد منه في توضيح دور السعودية، الذي من خلاله نعمل على جذب وتأسيس قاعدة عريضة للتأكيد على الموقف السعودي وموقف الشعب السوري»، لافتاً إلى أن السعودية نجحت في عدد من القرارات التي طرحت من الجمعية العامة. وقال المندوب السعودي إن «التحركات الآن تجري في أروقة مجلس الأمن، ورغم أن السعودية ليست عضواً فيه، فإنها ستعمل في هذا الجانب لدعم الأشقاء في سوريا، وسيكون تحركنا في مجلس الأمن من خلال الدول الشقيقة والصديقة، ونراقب ما يحدث في مجلس الأمن ونرقب أن يحدث الأفضل».
وشدد السفير المعلمي، على أن العملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة الأميركية لمواقع سورية «رسالة موجهة إلى النظام السوري بأن التصرفات التي يقوم بها النظام لم تعد مقبولة على الساحة العالمية وعلى مستوى الرأي العام، وأن هذه الأعمال غير مقبولة، وستواجَه بعواقب شديدة، وسيشاهد النظام السوري هذه العواقب». وحول ما قدم من مشاريع قرارات منها مشروع قرار «أميركي - بريطاني - فرنسي» لمشروع روسي وآخر سويدي، قال المعلمي إن «جلسات التشاور ما زالت مستمرة منذ الخميس، ولم يكن هناك أي إجماع على كل المشاريع التي قُدّمت في الشأن السوري، وقد تستمر هذه الجلسات لساعات مقبلة».
وفي المنامة، نوهت وزارة الخارجية البحرينية في بيان لها أمس بمضامين كلمة الرئيس دونالد ترمب «التي تعكس العزم والرغبة في القضاء على الإرهاب بكل أشكاله»، مشيرة إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها الولايات المتحدة، في هذا المجال، كما أكدت وقوف مملكة البحرين إلى جانب أميركا في حربها ضد الإرهاب أينما وُجِد وبكل حزم. وأكدت الخارجية البحرينية أن «هذا الموقف الأميركي الواضح يشكل دعماً لجهود إنهاء الأزمة السورية، ويشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف بإعلاء مصلحة الشعب السوري والعمل بكل جدية وشفافية لإنهاء معاناته، وأن تتضافر جميع الجهود من أجل ضمان وقف إطلاق النار، والتهيئة لمفاوضات تفضي لحل سياسي شامل، استناداً إلى بيان مؤتمر (جنيف1) لعام 2012، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبما يحفظ لسوريا سيادتها ووحدة أراضيها وسلامة شعبها».
وفي أبوظبي أعربت الإمارات عن تأييدها الكامل للعمليات العسكرية الأميركية على أهداف عسكرية في سوريا، وحمّل الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، النظام السوري مسؤولية ما آل إليه الوضع السوري، كما نوَّه بالقرار الذي وصفه بالشجاع والحكيم «والذي يؤكد حكمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ويبرز ويعزز مكانة الولايات المتحدة بعد تقاعُس مجلس الأمن الدولي عن أداء دوره في حماية السلم والأمن الدوليين، ويجسِّد تصميم الرئيس الأميركي على الرد الحاسم على جرائم هذا النظام تجاه شعبه وإيقافه عند حده».
إلى ذلك، ذكر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويت، أن دولة الكويت تؤكد رفضها القاطع واستنكارها الشديد لاستخدام جميع أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة الكيماوية لما تمثله من انتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية. وأوضح المصدر في تصريح صحافي، أمس، أن «هذه الخطوة تأتي نتيجة عجز المجتمع الدولي، ممثلاً بمجلس الأمن، عن وضع حد لمأساة الشعب السوري الشقيق»، مؤكداً على «ضرورة إلزام كل الأطراف وحَملِهم على التجاوب مع المساعي الدولية للوصول إلى الحل السياسي المنشود الذي يعيد لسوريا أمنها واستقرارها ويحقن دماء شعبها».
وأخيراً أعربت دولة قطر عن تأييدها للعمليات العسكرية، إذ أكدت وزارة الخارجية في الدوحة، في بيانٍ لها أمس، أن «استمرار الجرائم البشعة التي يرتكبها هذا النظام منذ سنوات ضد الشعب السوري الشقيق، والتي أودت بحياة الآلاف، بينهم أطفال ونساء، تتطلب منا تكثيف الجهود لوضع حد لمأساة الشعب السوري الشقيق». وحمّلت الخارجية القطرية، النظام السوري مسؤولية تعرُّض سوريا لهذه العمليات العسكرية. ومن ثم، دعت قطر، المجتمع الدولي إلى ضرورة الاضطلاع بمسؤولياته لوقف جرائم النظام واستخدامه للأسلحة المحرمة دولياً، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم للعدالة الدولية، وإيجاد حل للأزمة يستجيب لإرادة الشعب السوري، وتشكيل حكومة انتقالية تضمن الحفاظ على وحدة سوريا ومؤسساتها.
تأييد خليجي كامل للضربات الأميركية رداً على جرائم الأسد
المعلمي لـ «الشرق الأوسط»: نراقب عن كثب التحركات في مجلس الأمن... وسندعم سوريا عبر الأصدقاء
تأييد خليجي كامل للضربات الأميركية رداً على جرائم الأسد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة