بعد أربع دورات وبعد مئات الأفلام المشاركة في مهرجان أفلام السعودية يبقى السؤال الحاضر دائماً «هل لدى الفيلم السعودي هوية تميزه عن غيره؟».
في إحدى ندوات مهرجان أفلام السعودية الذي يقام خلال هذه الفترة في خيمة مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» سعى المشاركون من مخرجين ومنتجين وسيناريست الإجابة عن السؤال، عبر الحديث عن تشتت مقومات هذه الصناعة.
مهرجان أفلام السعودية بحد ذاته فكرة خلاقة وعمل منظم يقوم به محبو ورواد هذا الفن لتقوم صناعة سينما تستوعب المئات من الشباب السعودي المهتم بالإنتاج والإبداع السينمائي، حيث تشير إحصاءات المهرجان إلى مشاركة 2040 من صناع الأفلام السعوديين في هذه الدورة.
وفي ندوة نظمها المهرجان حاول المشاركون فيها الإجابة عن هذا التساؤل في ندوة «هوية الفيلم السعودي، البوادر والتحديات» التي استضافت الدكتور محمد البشيّر، رئيس لجنة تحكيم مسابقة السيناريو، والمخرج بدر الحمود، والمخرج علي الكلثمي، والمنتج الإبداعي محمد سندي، وأدارها أحمد الشايب.
المخرج علي الكلثمي الذي قدم من خلال أعماله على «يوتيوب» قادر على أن يقدّم قصصاً مستساغة ورائجة لكنها في نفس الوقت تحمل قيمة فنية، يقول: «بصراحة لا أعلم كيف أفعلها لكني أعتقد أنني استفدت من والدي الذي كان روائي القبيلة الذي لا يزال يحكي قصصاً طريفة ولكنها تحمل العبر والحكم».
وأضاف: «القيمة الفنية ليست هي الهم الأول للمشاهد وإنما التسلية والمتعة، واجب المخرج أن يصل إلى المنطقة التي في المنتصف بين ما يسلي المشاهد ويرفع ذائقته».
الدكتور محمد البشيّر أوضح أن عددا لا يستهان به من الأفلام السعودية يكون كاتب الفيلم هو مخرجه، لأنه يرى أن إخراج سيناريو حق هو أولى به.
لا بد من تضافر الجهود وتكاملها، لذلك أطلق المهرجان فكرة 5 في 5 وهي خمسة أفلام يتشارك المنتجون والمخرجون والكتاب إنتاجها بتمويل من وزارة الثقافة والإعلام، وهي خطوة أولى لدمج الجهود وجمع الطاقات.
الدكتور محمد البشير يقول ليس لدينا كتّاب أكفّاء لنحاسبهم كما نحاسب المخرجين، لذلك إدارة المهرجان منذ أطلقت نسخته الأولى عام 2008 عملت على تنظيم ورشة للسيناريو، مع أن هذا الفن يمكن أن يعتبر من أقدم الفنون، في إشارة منه لقيام المشتغلين في السينما بأدوار قد لا تناسب العمل، وبالتالي لا تخدمه من الناحية الفنية.
المخرج بدر الحمود قال إننا ما زلنا نحبو مع أن إدارة المهرجان صرحت قبل أسابيع من إطلاقه بأن عدد المشاركات كان كبيراً، وأنها رفعت معايير المشاركة في هذه الدورة لقبول الأفلام.
من أبرز التساؤلات التي تطرح في السعودية هل نحن بحاجة فعلية لدور السينما وقد اكتسحت أفلام يوتيوب ونيتفلكس العالم، هنا يقول المخرج علي الكلثمي بأن وجود يوتيوب ضرورة لكنه لا يغني عن تجربة صالة السينما الاجتماعية، بعكس مشاهدة الأفلام على الإنترنت التي تطوّر حس الوحدة.
المهرجان الذي وصل عدد الأفلام المشاركة في دورته الرابعة 59 فيلماً، 38 منها تعرض لأول مرة، و89 سيناريو غير منفذ تتنافس على جوائز المهرجان، ما ينبئ عن صناعة سينمائية سعودية في طور التشكل والنهوض.
في هذه الدورة أطلق القائمون على المهرجان التجربة الثانية لسوق الإنتاج، وذلك بإنتاج خمسة أفلام هذا العام ستكون بشكل تشاركي بين المنتجين والمخرجين ووزارة الثقافة والإعلام، وسيتم عرضها في الدورة الخامسة للمهرجان العام المقبل.
في حين يسعى القائمون على المهرجان لتحويل مهرجان أفلام السعودية إلى مؤسسة تمارس عملها في تطوير صناعة الأفلام على مدار العام، وتختتم أعمالها سنوياً بالمهرجان، وستكون المؤسسة ذراعا استثمارية لجمعية الثقافة والفنون من خلال استثمار جزء من رأس مال الصندوق السعودي للفنون في قطاع السينما، فهل كل هذه الجهود والأفكار ترسخ هوية الفيلم السينمائي السعودي.
الأفلام السعودية تبحث عن هويتها في مهرجانها
بعد أربع دورات وعشرات المشاركات ما زالت الجهود مبعثرة
الأفلام السعودية تبحث عن هويتها في مهرجانها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة