الاتحاد الأوروبي يتسلم خطاب لندن ويحضر فريق التفاوض

الاتحاد الأوروبي يتسلم خطاب لندن ويحضر فريق التفاوض
TT

الاتحاد الأوروبي يتسلم خطاب لندن ويحضر فريق التفاوض

الاتحاد الأوروبي يتسلم خطاب لندن ويحضر فريق التفاوض

أعلن دونالد توسك، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، عن تلقيه طلباً رسمياً من بريطانيا لتفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة، حول الخروج من عضوية التكتل. وبدا توسك متأثراً بعض الشيء أمام الصحافيين في بروكسل، وتحدث مرتجلاً ثم عاد وقرأ من بيان، وقال: «إن بريطانيا رسمياً أعلنت أنها ستترك الاتحاد الأوروبي، وسوف تنطلق المفاوضات بين الجانبين حول العلاقة المستقبلية».
وأشار توسك إلى أنه سيعلن يوم الجمعة، في مالطا حيث الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد، عن مجموعة من المقترحات التي سيتعاون مع المفوضية الأوروبية في إعدادها ودراستها، تمهيداً لطرحها على قادة دول الاتحاد الأوروبي خلال قمة استثنائية بهذا الصدد، ستنعقد نهاية أبريل (نيسان) المقبل.
وألمح توسك إلى أن الشيء الإيجابي من خروج بريطانيا هو أن باقي الدول الأعضاء لديها العزم الآن لتقوية التكتل الموحد، وسنبذل كل الجهود لتحقيق الأهداف التي نسعى إليها، والتي تستجيب لرغبات المواطنين في باقي دول التكتل الـ27.
وحسب ما جاء في بيان أوروبي، صدر ببروكسل: «نأسف لأن بريطانيا ستغادر الاتحاد، ونحن مستعدون لعملية التفاوض التي ينبغي اتباعها الآن».
وأشار البيان إلى أن الخطوة الأولى ستكون اعتماد مبادئ توجيهية للمفاوضات التي ستحدد المواقف والمبادئ العامة التي سيجري التفاوض بشأنها.
وتعهد البيان الأوروبي بأن الاتحاد سيعمل على الحفاظ على مصالحه، وسيركز في أولوياته على التقليل إلى أدنى حد من حالة عدم اليقين الموجودة لدى المواطنين والمؤسسات التجارية، والناجمة عن قرار بريطانيا، ولهذا سيبدأ بالتركيز على جميع ترتيبات الانسحاب المنظم.
كما جاء في البيان أن الاتحاد سيعمل على أن تكون مفاوضات بناءة، وسيبذل قصارى الجهود لإيجاد اتفاق يضمن في المستقبل أن تكون بريطانيا شريكاً وثيقاً.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال ديفيد هيلبورن، مدير مؤسسة شومان لخطط مستقبل المشروع الأوروبي، ومقرها بروكسل: «لا شك أن خروج بريطانيا شكل صدمة للنظام الأوروبي الذي وقع في أخطاء كثيرة خلال السنوات الماضية، شكلت أحد أسباب ما وصلت إليه الأمور، وأعتقد أن مسار خروج بريطانيا سوف يستغرق وقتاً، وستكون هناك ملفات معقدة، سياسية وقانونية، مرتبطة بالأمر».
وعلى الجانب الآخر، تؤكد المفوضية أنها جاهزة لتلقي التفويض اللازم من الدول الأعضاء، لتشرع بمفاوضات «الطلاق» مع بريطانيا. وحسب تعبير المتحدث باسم المفوضية، ماغاريتس شيناس، فإن «فريقنا التفاوضي جاهز، وليس لدينا أي سبب للشعور بالقلق».
كان رئيس مجموعة الحزب الشعبي الأوروبي، مانفريد فيبير (ألمانيا)، قد وصف قرار بريطانيا بـ«الخطأ التاريخي».
وأكد البرلماني الأوروبي، ومجموعته هي أكبر المجموعات في الجهاز التشريعي الأوروبي، أن على أوروبا وبريطانيا التفاوض أولاً على آليات «الطلاق»، ثم على تحديد العلاقة المستقبلية بين الطرفين، مبيناً أن «مزج الأمرين معاً سيعقد الأمور».
هذا، ويقود الدبلوماسي الفرنسي ميشال بارنييه المفاوضات عن الجانب الأوروبي، وسيكون مدعوماً بفريق من الخبراء والدبلوماسيين الأوروبيين. كما أكد البرلمان الأوروبي نيته لعب دور هام في هذه المرحلة للحصول على الاتفاق الأفضل بالنسبة للأوروبيين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».