عضو مجلس بلدية لندن تنافس لتمثيل «قرية لندن العربية» في البرلمان البريطاني

ليندسي هول: أعضاء المجلس من قوميات مختلفة بدءا من اليهود والمسلمين والهندوس

ليندسي هول مع بابك اماميان من مؤيدي حزب المحافظين البريطاني
ليندسي هول مع بابك اماميان من مؤيدي حزب المحافظين البريطاني
TT

عضو مجلس بلدية لندن تنافس لتمثيل «قرية لندن العربية» في البرلمان البريطاني

ليندسي هول مع بابك اماميان من مؤيدي حزب المحافظين البريطاني
ليندسي هول مع بابك اماميان من مؤيدي حزب المحافظين البريطاني

ليندسي هول، عضو مجلس بلدية لندن المرشحة في الانتخابات البرلمانية عن منطقة وستمنستر سيتي الراقية التي يقطن فيها الكثير من الأثرياء العرب والإيرانيين، ذكرت في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن مجلس بلدية وستمنستر بالمقارنة مع مجالس البلديات الأخرى في العاصمة البريطانية يتميز بكونه الأكثر تنوعا والأكثر عالمية. فعلى سبيل المثال تستقبل محطة فيكتوريا ملايين من الناس القادمين من أوروبا، وهذا يعني أن المنطقة تتميز بالتنوع. فباعتقادي أن هذه ميزتنا الأساسية التي تجذب الزوار.
وأوضحت هول في مقابلة مع «الشرق الأوسط» دورها في إصلاح السياسات المحلية، وبرامجها للحملة الانتخابية في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في عام 2015 للحصول على المقعد الرئيس في هذه المنطقة في البرلمان البريطاني. وفيما يلي نص الحوار

* ما الميزة الأساسية لمجلس بلدية وستمنستر بالمقارنة مع مجالس البلدية الأخرى في لندن؟
- يُعد مجلسنا من المجالس الرائدة باعتباره يتمتع بخلفية سياسية قوية. ويتألف مجلس بلدية وستمنستر من 60 عضوا، 48 منهم من المحافظين، و12 من حزب العمال. وحسب ما أتذكر، كان التقسيم دوما كما يلي: ستة أقسام للمحافظين، وأربعة أقسام لحزب العمال. تتطلب عملية تنفيذ السياسات والخطط فترة زمنية طويلة جدا. وخلافا للمسؤولين المحليين الآخرين الذين يتأرجحون في مواقفهم السياسية فإننا تمتعنا وخلال أعوام كثيرة بمواقف ثابتة، ولهذا نجحنا في الحفاظ على سياساتنا وتنفيذها. فعلى سبيل المثال، وستمنستر لديها أقل نسبة للضرائب على مستوى البلاد كلها.
* ما الميزانية التي تتسلمونها من الحكومة، وكم هي التي تأتي من الضرائب التي يفرضها مجلسكم؟
- الميزانية التي تأتي من ضرائب المجلس قليلة جدا، وتبلغ نحو 50 مليون جنيه إسترليني. فهذه النسبة أقل بكثير من الميزانية التي نتسلمها من الحكومة، والأرباح التي نحققها من الأسعار التجارية، والتجارة والمنابع الأخرى للإيرادات. لا يشكل هذا الرقم إلا 5.5 في المائة من ميزانيتنا، في حين تشكل الميزانية المخصصة لنا من قبل الحكومة المركزية 53 في المائة.
* بما أن وستمنستر تحظى بنسيج ديموغرافي متنوع في بريطانيا، ونظرا للعدد الكبير من الزوار لهذه المنطقة، ما الخطط الحالية أو المستقبلية لمجلس بلديتكم من أجل المساهمة في تطوير هذه الإمكانيات والطاقات الهائلة التي يوفرها هذا النسيج المتنوع؟
- صحيح، يمكن اعتبارنا من المناطق البريطانية الأكثر تنوعا والأكثر عالمية، يتوجه الناس يوميا من أوروبا إلى محطة فيكتوريا. يدخل الملايين من الأفراد يوميا هذه المدينة. وهذا يعني مجتمعا يتميز بالتنوع ويقدم التنوع. فباعتقادي أن هذه ميزتنا الأساسية التي تجذب الزوار.
* ما خطط مجلسكم البلدي من أجل توظيف هذه الطاقات؟ على سبيل المثال في مجال خلق فرص عمل أكثر، واستقطاب نسبة أكبر من رؤوس الأموال، والأنشطة التجارية، والقيام باستثمارات مشتركة، بل وحتى تصدير (إذا صح التعبير) الإدارة الجيدة لقلب لندن الكبرى؟
- أحد الأعمال الجيدة التي نقوم بها هي تطبيق خطة West End Partnership. نتمتع بعلاقات وثيقة مع الباعة المحليين، والنشطاء في مجال الثقافة، والفن، والمسرح في الأحياء الأخرى. كما نبذل ما بوسعنا من أجل تنشيط التجارة، وتنظيف الشوارع، وإرساء الأمن فيها. ونقيم برامج على غرار West End Live، حيث نقدم من خلالها إنتاجات مسرحية استثنائية. علاوة على ذلك، نحن نتعاون مع المجتمعات الصغيرة في لندن وندعم «قراها» كالحي الصيني. في الواقع، نحن في معظم الأوقات عندما نتحدث في مجلسنا البلدي عن وستمنستر نعني بذلك عددا من «القرى» التي تتمتع كل واحدة منها بميزات خاصة، فعلى سبيل المثال، نحن نصف عادة منطقة Edgware Road بجزيرة العرب الصغيرة.
* هل يجري ذلك دون تعاون دولي مشترك ودون أي استثمارات من الشرق الأقصى أو الشرق الأوسط؟ كاستثمار «شارد» الذي جرى برعاية قطرية في قلب لندن.
- المشروع العملاق الوحيد لإعادة البناء الذي أعرفه في وستمنستر الذي جرى برعاية شرق أوسطية هو مشروع تطوير تشيلسي بروكس الذي يجري برعاية دولة قطر.
* على سبيل المثال، فإن مشروع «شارد» جرى باستثمار أجنبي كامل أو محطة «باترسي» للكهرباء الذي قام مستثمر ماليزي بتأمين تكلفة بنائه ويجري تشييده حاليا، فما برنامجكم لمثل هذه الاستثمارات؟ فهل تنوون استقطاب الاستثمارات الأجنبية، وتصدير العلوم الخاصة بتحسين معايير الحياة إلى المجالس البلدية في سائر أنحاء العالم؟ على سبيل المثال، فهناك جامعات جرى تصديرها إلى الشرق الأوسط مثل جامعة جورج تاون في الشارقة أو جامعة نيويورك في أبوظبي.. ويبدو أن وستمنستر قادرة على مشاطرة طاقاتها مع المجالس البلدية في الشرق الأوسط، فما تعليقكم؟
- نحن لم نطبق هذه الفكرة حتى الآن، لكنها تستحق التفكير بجدية! إن ممثلنا في الشؤون الدولية هو رئيس البلدية، لكن هذه الأمور ترتبط بقضايا البلدية. فهو على سبيل المثال يتوجه كل عام إلى النرويج لإحضار معه شجرة احتفالات عيد الميلاد التي توضع في ميدان في لندن. معظم هذه الأمور التي تحدثت عنها تتولى الوجوه البارزة مسؤولية إدارتها، ولكننا حتى الآن لم نصدر شيئا باسم مدينة وستمنستر. لدينا ما نسميه West Co، وهو يعني القسم التجاري لوستمنستر.
* لنعد إلى قضية التنوع في وستمنستر، وفقا للإحصاءات، في دائرتك الانتخابية، وستمنستر الشمالية، يستفيد 33 في المائة من السكان من المساعدات والمزايا الخاصة بالسكن. ونظرا للعدد المرتفع للأشخاص الذين يستفيدون من هذه المساعدات ما خططكم في هذا المجال؟
- يمكننا ملاحظة التغييرات الديموغرافية خلال الأعوام 2001 - 2011. لدينا في وستمنستر سيتي ستة أحياء تابعة للمحافظين وأربعة تابعة لحزب العمال. والأحياء التابعة لحزب العمال هي: تشرتش ستريت، هارو رود، كوينز بارك، ووستبورن، التي تضم منذ القدم الأبنية السكنية الكبرى. مع ذلك لا تزال هناك عدة مجموعات سكانية اجتماعية في منطقة سنت جونز رود الراقية والتابعة للمحافظين. فأحد أهم الأمور في الحياة اللندنية هي أننا نتقبل في مجتمعنا ذوي الدخول المتواضعة أو الذين يحتاجون إلى مساعدات اجتماعية، وهذا ما لا نراه في باريس مثلا.
* هل تنوون الاستمرار في هذا المشروع؟
- نعم، أنا أعتقد أن الحياة في مدينة نابضة بالحياة مثل لندن يجب ألا تقتصر على الأثرياء ورجال الأعمال، وينبغي أن تضم الأشخاص الذين يساهمون في دوران عجلة الحياة في المدينة مثل عمال تنظيف الشوارع، وسائقي الحافلات، والممرضات، وعمال الإطفاء، والمعلمين. أين يسكن ذوو الدخل المحدود؟ يجب أن نفكر في توفير شقق سكنية لهم لا تكلفهم كثيرا، حتى لا يضطر هؤلاء من قطع مسافات طويلة للوصول إلى مقر عملهم.
يشهد المجتمع البريطاني استقطابا حادا، وهذا من التبعات غير قابلة للغفران لإدارة المجتمع من قبل حزب العمال. وقد ازداد الشرخ بين الفقراء والأغنياء في فترة حكومة حزب العمال. وتصاعدت نسبة استفادة العاطلين عن العمل من الخدمات السكنية في هذه الفترة، لأنهم لم يرغبوا في الذهاب إلى العمل حاليا بسبب امتلاكهم للبيوت. كما أن الدعم المالي الذي وفرتها الحكومة في قطاع السكن أدى إلى عدم الثبات في السوق، وارتفاع نسبة إيجار السكن، التي أسفرت عن مشكلات لذوي الدخل المحدود والمتوسط.
أسهمت هذه الأجواء في خلق ظروف لا تخرج عن حالتين، إما أن يكون السكان يستفيدون من المساعدات الحكومية، ويسكنون في البيوت المدعومة من طرف دافعي الضرائب إيجارها. أو أن يكون المواطنون من الأثرياء. حسنا، أين يسكن الذين يذهبون إلى العمل؟ سمّيت هؤلاء بـ«الطبقة المتوسطة التي تتعرض للضغوط». يسكن هؤلاء، حيث يتمكنون من دفع نفقاته، وهذا بالضبط ما فعلته في فترة شبابي. كنت أسكن في بيوت أتمكن من دفع إيجارها. لم أكن أتمنى أن يتولى شخص آخر مسؤولية دفع نفقاتي، أو لم أكن أسمح لنفسي بالتفكير في الانتقال للعيش في مركز العاصمة.
* لماذا يعتمد صناع القرار تطبيق مثل هذه السياسات؟
- لدينا مسؤولية فرضتها علينا القانون بتوفير السكن للناس. نحن لا نرغب في أن نرى الأفراد وهم ينامون في الشوارع، وذلك خلافا لبعض الدول التي قد تجد هذه الظاهرة أمرا عاديا.
* ما تقييمك للتأثير الذي تتركه الجالية المتحدرة من الشرق الأوسط في السياسات والقرارات التي يعتمدها مجلس البلدية؟
- إن تأثيرها واضح جدا. يتمتع فريقنا الذي يصل عدد أعضائه إلى 46 عضوا في مجلس البلدية بالتنوع، وثلثان منهم من الرجال، في حين تشكل النساء الثلث المتبقي. ويتحدرون الأعضاء من قوميات مختلفة بدءا من اليهود، والمسلمين، والهندوس، مرورا بالمسيحيين ذي بشرة بيضاء، والبريطانيين، والآيرلنديين، والأسكوتلنديين، وغيرهم. أنا لا أميز بين الأفراد وفقا لموطنهم الأصلي. كلنا أصدقاء ويجمعنا هدف مشترك، ونطمح لتحسين وضع مدينتنا رغم وجود تباينات في المواقف السياسية.
* لقد أشرت سابقا إلى أنك تعارضين المد الطائفي القائم الذي اجتاح بريطانيا بسبب السياسات المعتمدة بشأن المهاجرين.. ما النهج الذي ستعتمدينه للحيلولة دون انتشار الطائفية في المنطقة التي ستمثلينها في البرلمان وهي منطقة يتحدر معظم سكانها من أصول غير بريطانية؟ هذا ويقطن في هذه المنطقة مواطنون من منطقة الشرق الأوسط، وهم اندمجوا في الوقت الراهن في النسيج السكاني للمجتمع البريطاني. كيف سيؤثر هذا الأمر على الدور الذي ستؤدينه كنائبة برلمانية؟
- يثير المد الطائفي استياء في المجتمع. ولقد أشارت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد إلى أن موجة الهجرة العشوائية من الدول الفقيرة إلى الدول المتقدمة قد تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية في هذه الدول، خاصة في الدول التي لا يندمج فيها المهاجرون بشكل جيد مع النسيج المجتمعي. وأما ردا على سؤالك فإن اللغة هي أهم وسيلة للتواصل بين أفراد المجتمع. لا يتمكن أحد من الذهاب للعمل أو العيش في بريطانيا ما دام عاجزا عن التواصل من خلال اللغة الإنجليزية. أعتقد أن المسؤولين ارتكبوا خطأ بتوفير خدمات الترجمة للأشخاص الذين لا يتقنون اللغة الإنجليزية. على سبيل المثال، إذا توجهت أنا إلى بلد لا أتقن اللغة التي يتحدثون بها سكانه، فعليّ أن أدفع للمترجم، الأمر الذي يدفعني إلى التسريع في تعلم اللغة. علينا أن نعتمد سياسات أكثر صرامة، ونرفع من سقف توقعاتنا، كما علينا القضاء على فكرة «مناطق الأقليات» أو ما يعرف بـ«الغيتوهات».
على المستوى المحلي، تتولى مدرسة برعاية المؤسسات الخيرية وبدعم الحكومة البريطانية إدارة «مشروع بترفلاي لتعليم القراءة» في أحد المباني التابعة لنا في صباح أيام الأحد. ونرحب بالوالدين والأطفال في هذه الصفوف التي توفر لهم خدمة تعليم القراءة والكتابة، والتحدث باللغة الإنجليزية. وتوفر هذه الصفوف ما يؤهلهم للانخراط في المجتمع.
* إعداد {الشرق الأوسط}
بالفارسية (شرق فارسي)



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».