حياة المسلمين في الصين بمتحف الشارقة

بعدسة البريطاني بيتر ساندرز

المعرض يتضمن 50 صورة ذات حجم كبير تسلط الضوء على ثراء حياة المسلمين وتنوعها
المعرض يتضمن 50 صورة ذات حجم كبير تسلط الضوء على ثراء حياة المسلمين وتنوعها
TT

حياة المسلمين في الصين بمتحف الشارقة

المعرض يتضمن 50 صورة ذات حجم كبير تسلط الضوء على ثراء حياة المسلمين وتنوعها
المعرض يتضمن 50 صورة ذات حجم كبير تسلط الضوء على ثراء حياة المسلمين وتنوعها

يعرض متحف الشارقة للحضارة الإسلامية أعمال المصور الفوتوغرافي البريطاني المعروف بيتر ساندرز التي تقدم لمحة فريدة عن الحياة اليومية في المجتمعات المسلمة في أرجاء الصين.
لا بد من الإشارة قبل الحديث عن المعرض الذي انطلق الأسبوع الماضي ويستمر حتى 11 يونيو (حزيران) المقبل، إلى أن الدين الإسلامي قد وصل إلى الصين منذ 1400 سنة، ثم صار الدين الجديد شيئا فشيئاً جزءاً لا يتجزأ من النسيج الرُّوحي والاجتماعي لهذه البلاد الشاسعة، الثرية بالتنوع، ما جعله يزدهر منذ ذلك الحين؛ حيث رآه الصينيون أسلوب حياة مستقيماً يدعو إلى السلام والتسامح.
وأدى اعتناق بعض الصينيين الإسلام إلى نمو ثقافات إقليمية مدهشة للأقليات المسلمة، نذكر منها الأويغور، وهي أقلية تركية تقطن شمال غربي سنجان، ومقاطعة خونان جنوب الصين الوسطى. وكذلك شعب هوي، وهم مجموعة عرقية صينية، يتحدثون لغة الماندارين الصينية، ويمثلون أغلبية المسلمين في البلاد ويقطنون شمال غربي الصين، ولكن منهم من يعيش في بعض المجتمعات الصغيرة في مختلف أنحاء الصين.
ويقدم هذا المعرض «لحظات من حياة المسلمين في الصين - بعدسة بيتر ساندرز»، الذي يستضيفه متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، مجموعة مختارة من صور شاملة عن المسلمين في الصين، يتضمن 50 صورة ذات حجم كبير تسلط الضوء على ثراء حياة المسلمين وتنوعها خلال حياتهم اليومية: في المدرسة، والعمل، وأوقات الراحة، وبالطبع أوقات العبادة. وكان المصور البريطاني المسلم بيتر ساندرز، الذي يعد أبرز مصور فوتوغرافي في العالم الإسلامي، قد أعد هذه الأعمال على مدار 20 عاماً من أجل تسليط الضوء على التفاصيل والقصص التي ترويها هذه الصور. وقد أكدت منال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة: «نحن فخورون بهذا التعاون مع المصور الفوتوغرافي الموهوب بيتر ساندرز، وتغمرنا السعادة لحصولنا على هذه الفرصة لعرض أعماله المتميزة». وأضافت: «يسلط هذا المعرض الضوء على ثقافات المسلمين حول العالم من خلال الأعمال المصورة التي تزخر بمستوى فني مذهل، والتي لا يعرف الكثير عنها في منطقتنا وحتى في مختلف أرجاء العالم. إنها حقاً فرصة فريدة بالنسبة للمجتمع الإماراتي من أجل الاطلاع على نماذج للثقافات المتنوعة في العالم الإسلامي».
وكان المصور بيتر ساندرز قد بدأ مسيرته المهنية في ستينيات القرن الماضي، وأضحى أحد أبرز مصوري الروك آند رول في لندن. وبعدما انطلق في رحلات إلى الهند والمغرب في السبعينات، اكتشف شغفه الذي تمثل بمشاركة صور الأشخاص والأماكن والطابع الذي يتميز به العالم الإسلامي.
وعلى مدى عقدين من الزمن، طاف بيتر ساندرز في أرجاء البلاد، واختلط مع سكان هذه المجتمعات، والتقط الصور التي تجسد الحياة اليومية فيها، كما صوّر الهندسة المعمارية المذهلة التي تتمثل بالمساجد الصينية. ولم يقتصر عمله على تصوير البيئة التي يعيش فيها السكان، ولكنه التقط أيضاً الجوانب الإنسانية لشخصياتهم وأحاسيسهم.
وتتنوّع الموضوعات التي يصورها بيتر ساندرز حول المحاور التالية: التصميم الخارجي لمسجد نانجينغ الكبير، مدينة لانتشو، مقاطعة غانسو، مسلمو مدينة لينشيا، مقاطعة غانسو، عامل زراعي في مدينة كوينهاج (يعتنق 90 في المائة من سكانها الإسلام)، مقاطعة غانسو، صورة لإمام المسجد المحلي وهو يشرح الفنون القتالية في قرية شينغوان، مدينة تشينيانغ، مقاطعة هينان، إمام مسجد كاو كياو بمدينة نانغينغ، مقاطعة جيانغسو، صورة لإمام شابٍّ وهو يعتلي منبر مسجد ناغياهو القديم، مقاطعة نينغشيا، الاستراحة في باحة المسجد الكبير الخارجية، محافظة تونغشين، مقاطعة نينغشيا، أطفال يتلون القرآن الكريم ويُغنُّون في دار الحضانة، مدينة شيان، مقاطعة شانشي، السوق الرئيسية، مدينة كاشغر، مقاطعة شينغيانغ، أطفال يلعبون في مسجد السيدات في نانغينغ، مقاطعة يوننان.
وفي لقاء «الشرق الأوسط» مع المصور بيتر ساندرز خلال افتتاح المعرض، قال: «خلال الأعوام الطويلة التي أمضيتها في أرجاء هذا البلد، كنت أشعر بالدهشة من عمق إيمان المسلمين، ومستوى الاندماج الثقافي. ويغمرني السرور لحصولي على فرصة لاستعراض حياة المسلمين في الصين أمام جمهور جديد. إن مشاهدة هذه الأعمال التي يتضمنها المعرض اليوم تسترجع الكثير من الذكريات من الأوقات التي أمضيتها في الصين». ثم أضاف: «الإسلام دين السلام والتسامح، وبعيد عن التطرف بكل أشكاله، وما نراه اليوم من تطرف لا يمت بصلة إلى الإسلام الحقيقي».
وعن مشاريعه المستقبلية، قال إنني «أعدّ كتاباً فوتوغرافياً شاملاً عن حياة المسلمين في بقاع العالم، والهدف منه هو التعريف بالمجموعات الإسلامية التي تعيش في أصقاع العالم، وخاصة في البيئات المختلفة عن الإسلام، ولكن المسلمين استطاعوا، من خلال ما لمسته من تجاربي، التأقلم في البيئات المختلفة بشكل بارع، وأيضاً قدرتهم الكبيرة على استيعاب الآخر والتفاهم معه».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.