بدءًا من اليوم ولمدة ثلاثة أيام، تشهد بيروت، مؤتمرها التكنولوجي الثامن الذي يحمل اسم «عرب نت» والذي صار يعقد سنويًا أيضًا في كل من السعودية والإمارات والكويت، بهدف التشبيك بين التكنولوجيين العرب، وتطوير ريادة الأعمال، واكتشاف المشاريع الجديدة، والتعرف إلى آخر المستجدات. نحو 300 محاضر، أتوا من بلدان مختلفة سيتحدثون عن تجاربهم. مسؤولون رسميون سيحضرون المؤتمر بينهم وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري ووزير الاتصالات جمال الجراح.
ثلاثة مسارات مهمة سيركز عليها المؤتمر، مسار الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني، الابتكار في القطاع المصرفي، وريادة الأعمال والاستثمار. يحضر هذا اللقاء الكبير مستثمرون إقليميون من قطاع المصارف السعودية وتركيا والكويت والإمارات، إضافة إلى مستثمرين عالميين. وللمؤتمر بعد يتجاوز لبنان بطبيعة الحال، خاصة أن المشاريع التكنولوجية لا تحتاج إلى جواز عبور لتعميم فائدتها. فموقع «شهية» الذي أسسته هالة لبكي في لبنان مع تطبيقه، كان له رواج سعودي وعربي كبير، واشترته شركة يابانية بمبلغ 14 مليون دولار. فالتطبيقات الرقمية تتجاوز حدود المكان الذي تنشأ فيه، وهو ما يشجع على أعمال مشتركة.
ويقول عمر كرستيدس وهو المؤسس والمدير التنفيذي لـ«عرب نت» إن التركيز هو على «ريادة الأعمال والابتكار خاصة أن دراسة قمنا بها تظهر أن 450 استثمارًا لما يقارب 400 مشروع بمبلغ 750 مليون دولار، تمت بين عامي 2013 ولغاية 2015 في المنطقة. وأن لبنان احتل المرتبة الخامسة بين عامي 2013 و2014 في عدد الصفقات ليقفز إلى المرحلة الثانية، بقليل من الجهد، في عام 2015 وهو أمر مشجع، خاصة أن الطاقات البشرية متوفرة، والخريجين وأصحاب الأفكار من المبدعين موجودون في لبنان».
ويعطي «مصرف لبنان» اهتمامًا خاصًا للشباب الراغبين في بدء أعمالهم في مجال التكنولوجيا وللشركات الناشئة، وكان قد أصدر تعميمًا يحمل الرقم 331 يقضي باستثمار 400 مليون دولار في مجال «اقتصاد المعرفة» من خلال البنوك، لتنمية القطاع الرقمي في لبنان. وهو ما أعطى دعمًا هائلا للراغبين في العمل في هذا المجال.
ويتحدث كرستيدس عن قصة نجاح شركة «foo» التي أسسها شابان لبنانيان شاركا في «عرب نت» وابتكرا عددًا من التطبيقات، وصار لهما اليوم، نحو 50 موظفًا، وأصبحا بسبب نجاحهما جزءًا من شركة «زين» للاتصالات.
وسيطرح المؤتمر موضوع الإعلام والإعلان، الذي يشهد تحولاً كبيرًا وإرباكًا في فترة مفصلية. ويعتبر كرستيدس أن «هذا القطاع هو اليوم موضع نقاش خاصة أن الإعلانات هي في صعود والإنفاق زاد على المليار و200 مليون دولار، والسؤال هو كيف يمكن للإعلام أن يجتذب جزءًا من هذه الأموال، في ظل استحواذ (فيسبوك) و(غوغل) على جانب كبير منها، بسبب تحولهما إلى منصتين رئيسيتين، ينطلق منهما الأشخاص للاطلاع على الأخبار».
والمشكلة في رأي كرستيدس عالمية، وليست وقفًا على المنطقة العربية. «كل صناع المحتوى يعانون بسبب تحول هاتين المنصتين إلى مكانين رئيسيين، للانطلاق صوب القراءة أو الأخبار أو البحث عن معلومة. والناشرون في كل العالم بشكل عام باتوا في مأزق بسبب هذه المعضلة، لذلك هم يبحثون عن مصادر جديدة لتنمية المداخيل وتغطية الاحتياجات. وهو ما دفع بـ«نيويورك تايمز»، على سبيل المثال، إلى تنظيم المعارض والمؤتمرات، وفتح باب النقاش عريضًا على إيجاد سبل جديدة للتوزيع. تخصص إحدى القاعات يوم 22 لمناقشة هذا الموضوع ويوم لريادة الأعمال وآخر للقطاع المصرفي. إضافة إلى عدد من المحاور بين البنوك الذكية، كما مجال الصحة وغيرها، إضافة إلى مسابقة خاصة للشباب.
«عرب نت» في بيروت للمرة الثامنة بحضور 300 متحدث و1300 مشارك
الإنفاق على الإعلانات تجاوز مليار دولار و«فيسبوك» و«غوغل» التهما الحصة الأكبر
«عرب نت» في بيروت للمرة الثامنة بحضور 300 متحدث و1300 مشارك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة