أولويات «الشرعية» ثلاث... إنهاء الانقلاب ومكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار

الوزير الإرياني يتهم «إعلام الميليشيات» بتهويل أحداث عدن الأخيرة

أولويات «الشرعية» ثلاث... إنهاء الانقلاب ومكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار
TT

أولويات «الشرعية» ثلاث... إنهاء الانقلاب ومكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار

أولويات «الشرعية» ثلاث... إنهاء الانقلاب ومكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار

كشف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني عن تحركات واتصالات دولية يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي في سبيل الحصول على المزيد من الدعم السياسي في الحرب التي تخوضها قوات الشرعية لاستعادة السيطرة على ما تبقى من المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، دون أن يكشف عن طبيعة تلك التحركات، لكنه اكتفى بالإشارة إلى «مفاجآت قادمة».
وتحدث الوزير اليمني، خلال لقاء له أمس مع مراسلي وسائل الإعلام العربية والدولية في عدن، عن توجهات الحكومة اليمنية الشرعية وأولوياتها، بالتأكيد على أنها تقوم حاليا على ثلاثة مرتكزات رئيسية، تتمثل في إنهاء الانقلاب واستعادة سيطرت الحكومة الشرعية على باقي المناطق التي ما زالت تحت سيطرة الانقلابيين، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والبدء بعملية إعادة الإعمار والتنمية، وبخاصة بعد الدمار الكبير الذي لحق بالمحافظات اليمنية على يد ميليشيات الانقلاب.
على هامش اللقاء، قلل وزير الإعلام اليمني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط «من أهمية بعض التناولات التي تتحدث عن عدن وبأنها تشهد صراعا مسلحا»، مشيرا إلى أن الأوضاع طبيعية، وإلى أنه «إذا حدث أي شيء، فإنه يحل في إطاره الشرعي والقانوني، لكن إعلام الانقلابيين يسعى دائما إلى تهويل أي أحداث في المناطق المحررة». وأضاف بأن كل ما تتعرض له المناطق اليمنية «هو ناتج من الانقلاب الذي قادته ميليشيات الحوثي وصالح على الشرعية وعلى اليمنيين».
وقال الوزير اليمني إن «الحكومة اليمنية تعمل على حل المشكلات المتراكمة أولا بأول، وهي الآن في طور إطلاق مرحلة إعادة إعمار ما دمرته حرب الميليشيات على المدن والمحافظات والبدء في مرحلة التنمية»، مضيفا بأن «الانقلابيين دمروا كل شيء، تقريبا، في المناطق التي دارت فيها الحرب، ومنها العاصمة المؤقتة عدن».
وثمّن الإرياني جهود دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، ووقوف الرياض وأبوظبي إلى جانب الشعب اليمني.
وتطرق وزير الإعلام اليمني إلى جملة من الصعوبات التي واجهت الحكومة اليمنية، خلال الفترة الماضية، وبخاصة فيما يتعلق بإعادة الخدمات الأساسية للمواطنين، مشيرا إلى وجود بعض الأطراف المدعومة من الانقلابيين، التي كانت تعمل على عرقلة تلك الجهود، لكنه أكد أن معظم القضايا المتصلة بحياة المواطنين في طريقها للحل، بعد القرارات التي اتخذتها الحكومة برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، والمتمثلة في توفير المشتقات النفطية لمحطات الكهرباء بشكل منتظم، وغيرها من المشكلات.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».