توقع مسؤولون من الحكومة الروسية انخفاض سعر الفائدة على القروض العقارية في البلاد خلال العام الحالي إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، بنسب تتراوح بين 1.5 إلى 3 في المائة.
وفي الفترة الحالية لا يوجد سعر فائدة مستقر أو ثابت على العقود العقارية (للعقارات السكنية حصرًا)، وتنطلق البنوك الروسية من سعر الفائدة الأساسي الذي يحدده البنك المركزي في وضع سعر الفائدة على القروض العقارية، وتتفاوت الفائدة من بنك لآخر حسب تقديرات المخاطر على القروض العقارية ما بين 11 إلى 13 في المائة.
وكان نيكيتا ستاسيشين، نائب وزير الإعمار والخدمات الروسي، قد قال في تصريحات صحافية أمس، إن الفائدة على القروض العقارية قد تنخفض في روسيا العام الحالي حتى 9.8 - 9.7 في المائة سنويًا، بغض النظر عن توقف خطة الدعم الحكومي في مارس (آذار) المقبل.
علمًا بأن قيمة الفائدة في بداية منح القروض العقارية بلغت 40 في المائة، وتراجعت بحلول عام 2000 حتى 14 في المائة، ومع تطور سوق القروض العقارية تراجع سعر الفائدة حتى متوسط 12 في المائة.
وكان سعر الفائدة على القروض العقارية قد ارتفع عام 2008 متأثرًا بالأزمة الاقتصادية حينها، وتكرر هذا الأمر عام 2014؛ حيث عاد سعر الفائدة وسجل ارتفاعًا مع بداية الأزمة التي تعصف بالاقتصاد الروسي، ومن ثم رفع البنك المركزي حينها سعر الفائدة الأساسي، حينها ارتفع سعر الفائدة على القروض العقارية حتى 15 في المائة، واضطرت الحكومة الروسية للتدخل وأقرت خطة لتمويل القروض العقارية، وبذلك تمكنت من إبقاء السعر عند مستويات ما قبل الأزمة، إلا أن الحكومة الروسية قررت خلال اجتماعها مطلع فبراير (شباط) الحالي عدم تمديد فترة العمل بالبرنامج الحكومي الخاص، الذي يشمل جملة تدابير لتمويل القروض العقارية، حيث سيتوقف العمل بها ابتداء من الأول من مارس المقبل. وبينما حذر البعض من ارتفاع الفائدة على القروض العقارية إثر ذلك القرار الحكومي، يرى غالبية الخبراء في السوق أن القرار لن يسبب أي نمو على سعر الفائدة. من جانبه يرى نيكيتا ستاسيشين أن سعر الفائدة على القروض العقارية قد ينخفض إلى مستويات غير مسبوقة في حال واصل البنك المركزي خلال عام 2017 نهجه في مجال تخفيض سعر الفائدة الأساسي.
ويتفق عدد كبير من العاملين في القطاع المصرفي مع توقعات نائب وزير الإعمار والخدمات الروسي، بأن توقف الدعم الحكومي للقروض العقارية لن يؤدي إلى ارتفاع سعر الفائدة، وأن السعر سينخفض عام 2017.
وحسب صحيفة «إزفستيا» الروسية أشار بنك «سبير بنك» إلى أن سعر الفائدة على بعض سلع القروض العقارية بدأ ينخفض منذ الآن إلى مستويات أقل من المتوقعة في إطار برنامج الدعم الحكومي. أما بنك «في تي بي»، فيتوقع تعديلات جدية على معايير صياغة سعر فائدة القروض العقارية. ويرى غيورغي تير – أريستوكيسيانيتس، مدير قسم القروض العقارية في «في تي بي»، أن «سعر الفائدة على القروض العقارية قد يشهد تغيرًا باتجاه الانخفاض على مدار العام»، موضحًا أن «نمو سوق القروض العقارية خلال العام الحالي سيكون على حساب الطلب المؤجل على تلك القروض، والخطة الحكومية للتنمية الاقتصادية، وارتفاع القدرة الشرائية» لدى المواطنين الروس.
في الشأن ذاته تشير توقعات «وكالة الإقراض العقاري السكني» الروسية إلى أن سعر الفائدة على القروض العقارية سيتراجع خلال العام الحالي، وربما يصل إلى أقل من 11 في المائة مع نهاية العام، وفي عام 2008 سينخفض السعر حتى 10 في المائة وما دون ذلك.
أما أندريه أوسيبوف مدير قسم القروض العقارية في مصرف «في تي بي 24»، فيذهب في توقعاته إلى أبعد من ذلك، ويقول إن سعر الفائدة العقارية على المدى البعيد سيستقر عند 7 - 8 في المائة، لكن هذا ممكنا وواقعيا في حال تمكن البنك المركزي من تحقيق المستوى المستهدف من التضخم بقدر 4 في المائة، وهو يتفق في ذلك مع توقعات أطلقها إيغور شوفالوف، نائب رئيس الحكومة الروسية منذ عام 2015، حينها قال شوفالوف: «إذا بقي التضخم تحت السيطرة، وفي حال تحققت التوقعات على المدى المتوسط للتضخم عام 2018، فإننا سنرى في 2018 - 2019 سعر فائدة على القروض العقارية عند مؤشر 7 - 8 في المائة»، مؤكدًا: «هذا واقعي جدًا».
توقعات بتراجع سعر الفائدة العقارية في روسيا بنسبة تصل إلى 3 %
توقعات بتراجع سعر الفائدة العقارية في روسيا بنسبة تصل إلى 3 %
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة