مهمة ألاراديس تزداد صعوبة في إنقاذ {كريستال بالاس}

الفريق يعاني رغم تدعيمه بعناصر مهمة في فترة الانتقالات الشتوية

مهمة إنقاذ أخرى لألاراديس (رويترز) - الإيفواري الأمين كوني يفتتح رباعية سندرلاند في شباك كريستال بالاس (رويترز)
مهمة إنقاذ أخرى لألاراديس (رويترز) - الإيفواري الأمين كوني يفتتح رباعية سندرلاند في شباك كريستال بالاس (رويترز)
TT

مهمة ألاراديس تزداد صعوبة في إنقاذ {كريستال بالاس}

مهمة إنقاذ أخرى لألاراديس (رويترز) - الإيفواري الأمين كوني يفتتح رباعية سندرلاند في شباك كريستال بالاس (رويترز)
مهمة إنقاذ أخرى لألاراديس (رويترز) - الإيفواري الأمين كوني يفتتح رباعية سندرلاند في شباك كريستال بالاس (رويترز)

بدت علامات الترقب والخوف على أعين مجموعة من لاعبي كريستال بالاس أثناء صعودهم الدرج باتجاه قاعة الاجتماعات الرئيسية الأحد الماضي، وهو اليوم التالي للهزيمة القاسية على يد ضيفهم سندرلاند. أما الساعات القليلة التي أعقبت ذلك، فجرى خلالها استعراض الرعب الذي سيطر على صفوف الفريق خلال الشوط الأول من مباراة سندرلاند، ومشهد التعرض للهزيمة على يد الفريق القابع في قاع الدوري، وحالة الشلل التي أصابت صفوف الفريق وقوضت أي أمل في استعادة عافيته. وبذلك، جاءت الهزيمة التاسعة للفريق على أرضه لتحصره في آخر مركزين بقاع جدول ترتيب الأندية.
وعبر شاشة تلفزيونية عملاقة تعمل باللمس، عمد مدرب بالاس سام ألاراديس وأفراد الطاقم الفني المعاون له إلى كشف جميع نقاط الضعف التي ظهرت بصفوف الفريق وأثارت التساؤلات حول قدرة اللاعبين على تقدير المواقف فيما يخص كل من الأهداف الأربعة التي مني بها مرماهم خلال الشوط الأول من المباراة. في الواقع، بدا الأمر برمته أشبه بجلسة للتخلص من روح شيطانية تلبست الفريق عبر العودة إلى أساسيات كرة القدم في محاولة أخيرة لإنقاذ ما تبقى من الموسم.
ومن الواضح أن الفوز الذي تحقق منتصف الأسبوع على بورنموث كان بمثابة فجر كاذب، فمع العودة إلى ملعب سلهرست سرعان ما تسببت العقبة الأولى بطريق الفريق إلى انهياره، والتي تمثلت في مزيج من هدف قلب دفاع سندرلاند الإيفواري الأمين كوني وتعرض الفرنسي يوهان كابايي للإصابة، الأمر الذي شكل حافزًا للانفجار الأخير الذي شهده الفريق. وبدا وكأن جميع المعلومات والاستعدادات تلاشت من أذهان اللاعبين بمجرد إحراز الخصم هدف التقدم الأول، في الوقت الذي نجح سندرلاند في إبداء الصبر انتظارًا للفرص التي سيستثمرها حتمًا حالة القلق التي سيطرت على لاعبي الخصم. وفي تعليقه على المباراة، قال ألاراديس: «لم أر سوى حالة من الضعف منذ اللحظة التي تقدم فيها الخصم علينا. لم يكن هناك سوى الخوف».
والواضح أن كريستال بالاس يحمل ندبات الأداء السيئ الذي قدمه هذا الموسم على أرضه - حصد سبع نقاط من إجمالي 36 محتملة - بجانب ثلاثة أعوام ونصف العام من الإنجاز الهزيل. أما الجماهير التي تعاين هذا الأداء، فما تزال تحمل بداخلها ذكريات الأداء المذهل أمام ليفربول وكذلك الانتصارات الكبرى أمام توتنهام هوتسبير ومانشستر سيتي. ورغم أن الجو العام داخل سلهرست بارك ما يزال صاخبًا، فإن الفرق الزائرة وجدت الطريق عليه ممهدًا نسيبًا، ذلك أن الأرقام تكشف نجاح كريستال بالاس في الفوز في 22 مباراة فقط من إجمالي 69 مباراة خاضها على أرضه في إطار الدوري الممتاز منذ صعوده إليه عام 2013.
والمؤكد أن نجاح كريستال بالاس في المشاركة بالدوري الممتاز على امتداد أربعة مواسم متتالية رفع سقف تطلعات جماهير النادي. وحتى بعد التراجع الشديد الذي تعرض له أداء الفريق خلال النصف الثاني من الموسم الماضي، قليلون توقعوا أن يستمر الموسم في حالة اضطراب بعد الاستثمارات الضخمة التي ضخها النادي تجاه استقدام لاعبين جدد خلال الصيف. ورغم أن فريق كريستال بالاس يملك مهارات حقيقية ورغبة صادقة في تصحيح المسار، فإنه يعاني كذلك من هشاشة ذهنية جراء 14 شهرًا من النتائج المريعة.
وفي خطابه الذي ألقاه بعد المباراة داخل غرفة تغيير الملابس، السبت، شدد رئيس النادي ستيف باريش، على مشاعر الإحباط التي سيطرت على الجماهير. أما الرسالة التي أطلقها ألاراديس بعدما تولى تشريح وتحليل الأخطاء التي وقعت بالمباراة أثناء الاجتماع الذي انعقد في السابعة صباح الأحد، فتركزت حول منع حدوث موجة من الذعر صفوف اللاعبين مرة أخرى.
من ناحية أخرى، تكشف الإحصاءات أن كريستال بالاس اخترقت شباكه تسعة أهداف خلال الدقائق الثماني الأخيرة من المباراة هذا الموسم، ما كبده تسع نقاط ثمينة. وربما تشير أصابع الاتهام هنا إلى غياب التركيز أو اللياقة البدنية. وكثيرًا ما وجد الفريق نفسه ممزقًا ما بين الحاجة إلى السعي الدؤوب وراء تحقيق الفوز أو الرضا بالتعادل. وتفتق عن مزيج القلق والطموح حالة من غياب الانضباط.
واليوم، يبدو أن الفريق يعقد جل آماله في البقاء بالدوري الممتاز على أربعة وجوه جديدة بالفريق ضمهم النادي مقابل مبالغ ضخمة. في الواقع، كان كريستال بالاس النادي الأكثر إنفاقًا على صفقات ضم لاعبين جدد خلال موسم انتقالات اللاعبين بمنتصف الشتاء. ومع ذلك، فإن واحدًا فقط من اللاعبين الأربعة الجدد المأمول فيهم شارك في مباراة السبت. ويرى فريق التدريب أن اللاعبين أمثال قلب الدفاع مامادو ساكو المعار من ليفربول والصربي لوكا ميليفوجفيتش، بل وحتى الظهير الأيسر الغاني جيفيري شلاب والمدافع الهولندي باتريك فان آنهولت، لم يعانوا من عقدة الخوف من الفشل على أرض كريستال بالاس. وبالتالي، فإنهم لن يشاركوا باقي اللاعبين حالة الذعر وغياب الثقة بالنفس لدى المشاركة على أرض هذا الاستاد.
بوجه عام، من الواضح أن الحاجة كانت المحرك الرئيسي وراء سياسة الانتقالات داخل كريستال بالاس، خاصة أن الفريق عانى انعدام التوازن جراء غياب ظهير أيسر منذ حادث السيارة الذي تعرض له بابي سواري في سبتمبر (أيلول). ورغم أن ساكو ربما بدا محدود التأثير في صفوف ليفربول، لكن من غير المتوقع أن يفرض عليه ألاراديس المطالب ذاتها. في الواقع، ساكو يمثل نمطًا بالغ الجدية من المدافعين، إضافة إلى تميزه بشخصية كاريزمية بمقدورها توفير حماية خلفية لصفوف الفريق بمفردها. وهناك أيضًا ميليفوجفيتش الذي ربما يعيد إلى الأذهان القدرات التدميرية المذهلة لمايل جيديناك في دور دفاعي بوسط الملعب.
ومع ذلك، ورغم ما يحملانه من إمكانات واعدة، يبقى ساكو وميليفوجفيتش بمثابة عنصرين مجهولين في معادلة الفريق، خاصة أن أحدهما لم يشارك في مباراة تنافسية منذ أبريل (نيسان). أما الصربي فقد جرى ضمه مقابل مبلغ ضخم من نادي أوليمبياكوس، وليس لديه سابق خبرة بالدوري الإنجليزي الممتاز. من جانبه، علق ألاراديس على لاعبه الجديد بقوله: «أعتقد أنه سيضفي بعضًا من الاستقرار على الفريق. لقد لاحظت أن الفرق الأخرى تخترق منتصف الملعب لدينا بسهولة بالغة للغاية وبمعدل كبير».
على المدى القصير، ينبغي أن يشارك اللاعبون الجدد في مباراة ستوك سيتي، غدا، إذا ما سمحت لياقتهم البدنية بذلك. في المقابل فإن أمثال داميان ديلاني وجويل وورد وجيسون بونشون ارتبطوا عاطفيًا بالنادي لفترة طويلة، لكن أداءهم تراجع تحت وطأة إخفاقات الشهور الـ14 الأخيرة. وتنتظر كريستال بالاس مواجهات على أرضه أمام ميدلسبرة وليستر سيتي وهال سيتي، لكن بالنظر إلى أن مواجهاته خارج أرضه أمام أندية كبرى هي ليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، فإن من الواضح أن على لاعبيه ضمان الفوز على المباريات الثلاث على أرضهم على الأقل إذا ما رغبوا في ضمان فرصة حقيقية للهروب من شبح الهبوط.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».