اتفق كل من السودان ومصر على ألاّ يشغل النزاع بينهما على تبعية مثلث حلايب الطرفين عن تقوية العلاقات بين الشعبين، وعلى رفض وقوف القضايا ذات الطابع الخلافي في وجه تمتين علاقات البلدين، وعلى التنسيق المشترك على المستوى الثنائي بين مصر والسودان وعلى المستوى الثلاثي مع إثيوبيا.
وأجرى الرئيسان السوداني عمر البشير والمصري عبد الفتاح السيسي جولة مباحثات بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس، وذلك على هامش قمة الاتحاد الأفريقي الثامنة عشرة، اتفقا خلالها على ألاّ تشغل قضية منطقة حلايب المتنازع عليها بلديهما عن جهود تقوية العلاقات بينهما، وعلى تنسيق مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية وأفريقيا والشرق الأوسط، وسبل دفع العلاقات الثنائية بينها وتطويرها وتعزيز التعاون والتنسيق المشترك.
وذكر بيان مشترك صدر عن قمة الرئيسين أنهما أكدا الحرص على التواصل والتنسيق في المناسبات الإقليمية والدولية، وأن القمة أكدت خصوصية وقوة العلاقات الشعبية والرسمية، ودور قيادتي البلدين في التشاور والتنسيق.
وقال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور في تصريحات أعقبت لقاء الرئيسين: «قضية حلايب ممتدة، واتفق البشير والسيسي على ألاّ تشغل القضايا الخلافية البلدين عن الوصول إلى ما يمكن أن يؤدي إلى تمتين العلاقة بينهما»، وأضاف: «إنها قضية ممتدة». ونقلت الوكالة الرسمية «سونا» عن غندور قوله إن الرئيسين وجها وزيري خارجية البلدين لإعداد أطر تنفيذية وهيكلية لرؤى تكاملية، بما في ذلك التنسيق على كل المستويات السياسية والبرلمانية والشعبية.
جاء ذلك عقب إعلان الخرطوم قبل أسبوع أنها جددت شكواها لمجلس الأمن المتعلقة بتبعية مثلث حلايب، الذي تسيطر عليه مصر منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، للسودان. وأعلن السودان في وقت سابق اللجوء للتحكيم الدولي، حال فشل عملية التفاوض مع الجانب المصري على تبعية المثلث، لكن القاهرة ظلت ترفض التحكيم والتفاوض المباشر منذ احتلالها مثلث «حلايب وشلاتين»، وجددت الرفض في أبريل (نيسان) الماضي لطلب الخرطوم بإجراء تفاوض مباشر حول المنطقة المتنازع عليها بينهما، أو اللجوء إلى التحكيم الدولي.
من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن اللقاء تناول مجالات التعاون بين البلدين، وإن الطرفين توصلا إلى أن التعاون هو الأسلوب الأمثل لمواجهة التحديات التي تواجه البلدين، وأضاف: «التعاون هو الذي يؤدي إلى تحقيق التقدم، ويمكّن البلدين من تجاوز التحديات التي تواجههما»، وأضاف: «القمة تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة بين البلدين، والتنسيق المشترك على المستوى الثنائي بين مصر والسودان والمستوى الثلاثي مع إثيوبيا أيضًا»، مشيرًا إلى ما أطلق عليه «الترابط والتضامن بين البلدين» اللذين يؤديان إلى مزيد من التقدم وحماية مصالح الدولتين في مواجهة التحديات التي تحيط بهما.
يذكر أن القاهرة كانت قد دعت الخرطوم يوم الجمعة الماضي إلى رفع القيود التي فرضتها على الصادرات الزراعية المصرية إلى السودان، وإعادة النظر في قوائم السلع السلبية، بعد أن كانت الخرطوم قد حظرت استيراد جميع الخضراوات والفاكهة والأسماك من مصر مؤقتا منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، إثر ذيوع تقارير أميركية زعمت أن المنتجات المصرية تتسبب في مشكلات صحية، مثل التهاب الكبد الوبائي، فضلاً عن تلوثها ببقايا وفضلات حيوانية وبشرية.
البشير والسيسي يتفقان على عدم إثارة قضية حلايب
الرئيسان أكدا حرصهما على التنسيق الثنائي... والثلاثي مع إثيوبيا
البشير والسيسي يتفقان على عدم إثارة قضية حلايب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة