البشير والسيسي يتفقان على عدم إثارة قضية حلايب

الرئيسان أكدا حرصهما على التنسيق الثنائي... والثلاثي مع إثيوبيا

البشير والسيسي يتفقان على عدم إثارة قضية حلايب
TT

البشير والسيسي يتفقان على عدم إثارة قضية حلايب

البشير والسيسي يتفقان على عدم إثارة قضية حلايب

اتفق كل من السودان ومصر على ألاّ يشغل النزاع بينهما على تبعية مثلث حلايب الطرفين عن تقوية العلاقات بين الشعبين، وعلى رفض وقوف القضايا ذات الطابع الخلافي في وجه تمتين علاقات البلدين، وعلى التنسيق المشترك على المستوى الثنائي بين مصر والسودان وعلى المستوى الثلاثي مع إثيوبيا.
وأجرى الرئيسان السوداني عمر البشير والمصري عبد الفتاح السيسي جولة مباحثات بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس، وذلك على هامش قمة الاتحاد الأفريقي الثامنة عشرة، اتفقا خلالها على ألاّ تشغل قضية منطقة حلايب المتنازع عليها بلديهما عن جهود تقوية العلاقات بينهما، وعلى تنسيق مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية وأفريقيا والشرق الأوسط، وسبل دفع العلاقات الثنائية بينها وتطويرها وتعزيز التعاون والتنسيق المشترك.
وذكر بيان مشترك صدر عن قمة الرئيسين أنهما أكدا الحرص على التواصل والتنسيق في المناسبات الإقليمية والدولية، وأن القمة أكدت خصوصية وقوة العلاقات الشعبية والرسمية، ودور قيادتي البلدين في التشاور والتنسيق.
وقال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور في تصريحات أعقبت لقاء الرئيسين: «قضية حلايب ممتدة، واتفق البشير والسيسي على ألاّ تشغل القضايا الخلافية البلدين عن الوصول إلى ما يمكن أن يؤدي إلى تمتين العلاقة بينهما»، وأضاف: «إنها قضية ممتدة». ونقلت الوكالة الرسمية «سونا» عن غندور قوله إن الرئيسين وجها وزيري خارجية البلدين لإعداد أطر تنفيذية وهيكلية لرؤى تكاملية، بما في ذلك التنسيق على كل المستويات السياسية والبرلمانية والشعبية.
جاء ذلك عقب إعلان الخرطوم قبل أسبوع أنها جددت شكواها لمجلس الأمن المتعلقة بتبعية مثلث حلايب، الذي تسيطر عليه مصر منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، للسودان. وأعلن السودان في وقت سابق اللجوء للتحكيم الدولي، حال فشل عملية التفاوض مع الجانب المصري على تبعية المثلث، لكن القاهرة ظلت ترفض التحكيم والتفاوض المباشر منذ احتلالها مثلث «حلايب وشلاتين»، وجددت الرفض في أبريل (نيسان) الماضي لطلب الخرطوم بإجراء تفاوض مباشر حول المنطقة المتنازع عليها بينهما، أو اللجوء إلى التحكيم الدولي.
من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن اللقاء تناول مجالات التعاون بين البلدين، وإن الطرفين توصلا إلى أن التعاون هو الأسلوب الأمثل لمواجهة التحديات التي تواجه البلدين، وأضاف: «التعاون هو الذي يؤدي إلى تحقيق التقدم، ويمكّن البلدين من تجاوز التحديات التي تواجههما»، وأضاف: «القمة تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة بين البلدين، والتنسيق المشترك على المستوى الثنائي بين مصر والسودان والمستوى الثلاثي مع إثيوبيا أيضًا»، مشيرًا إلى ما أطلق عليه «الترابط والتضامن بين البلدين» اللذين يؤديان إلى مزيد من التقدم وحماية مصالح الدولتين في مواجهة التحديات التي تحيط بهما.
يذكر أن القاهرة كانت قد دعت الخرطوم يوم الجمعة الماضي إلى رفع القيود التي فرضتها على الصادرات الزراعية المصرية إلى السودان، وإعادة النظر في قوائم السلع السلبية، بعد أن كانت الخرطوم قد حظرت استيراد جميع الخضراوات والفاكهة والأسماك من مصر مؤقتا منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، إثر ذيوع تقارير أميركية زعمت أن المنتجات المصرية تتسبب في مشكلات صحية، مثل التهاب الكبد الوبائي، فضلاً عن تلوثها ببقايا وفضلات حيوانية وبشرية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.