صدمة في كندا بعد هجوم إرهابي استهدف مسجدا

مسلح أسقط 6 قتلى و8 جرحى > المشتبه به الرئيسي فرنسي ـ كندي لم يكن معروفا لدى السلطات

شرطيون كنديون من القوات الخاصة يصطحبون مواطنين  بعيدًا عن موقع الاعتداء على المسجد أمس (إ.ب.أ)
شرطيون كنديون من القوات الخاصة يصطحبون مواطنين بعيدًا عن موقع الاعتداء على المسجد أمس (إ.ب.أ)
TT

صدمة في كندا بعد هجوم إرهابي استهدف مسجدا

شرطيون كنديون من القوات الخاصة يصطحبون مواطنين  بعيدًا عن موقع الاعتداء على المسجد أمس (إ.ب.أ)
شرطيون كنديون من القوات الخاصة يصطحبون مواطنين بعيدًا عن موقع الاعتداء على المسجد أمس (إ.ب.أ)

قتل ستة أشخاص وجرح ثمانية آخرون في إطلاق نار على مصلين في مسجد في كيبك، في اعتداء وصفه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في بيان أمس بـ«الإرهابي».
وأفادت الشرطة الكندية، أمس، بأنها تحتجز شخصًا للاشتباه به في حادث إطلاق النار داخل المسجد وهو فرنسي - كندي يدعى ألكسندر بيسونيت، فيما أفاد مصدر مطلع لـ«رويترز» بأن الشخص المحتجز الثاني ليس مشتبها به وإنما شاهد وهو من أصل مغربي ويدعى محمد خضير.
وقال مفتش الشرطة في كيبيك، دينيس توركوت، إن الشرطة ضبطت أحدهما في المسجد، حين استدعيت نحو الساعة الثامنة، بالتوقيت المحلي، بينما سلم الآخر نفسه للشرطة بعد ذلك بساعة تقريبًا.
وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أن اثنين من مواطنيها قتلوا في «الاعتداء الإرهابي» الذي استهدف المصلين في مسجد كيبيك الكبير بكندا والذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين، حسب بيان بثه التلفزيون الجزائري الاثنين.
وقال التلفزيون: «أكدت وزارة الخارجية الجزائرية وجود جزائريين اثنين ضمن ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مصلين بالمركز الثقافي الإسلامي بمقاطعة كيبيك». وأضاف: «المصالح القنصلية لدى كندا تعمل على تحديد هويتهما بالتنسيق مع السلطات الكندية». كما نددت الخارجية الجزائرية بـ«هذا العمل الإرهابي الذي استهدف أبرياء».
وأشارت تقارير إعلامية كندية أمس إلى أن مغربيا وتونسيا كانا بين الضحايا كذلك.
بدورها، أعلنت الناطقة باسم إدارة الأمن في كيبك كريستين كولومب للصحافيين أن الشرطة تمكنت من القبض على الشخصين المشتبه بتنفيذهما الاعتداء الذي تتعامل معه «كعمل إرهابي».
من جهته، قال ترودو: «ندين هذا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسلمين موجودين في مكان عبادة وملاذ»، معبرا عن «تعازيه الحارة إلى عائلات وأصدقاء القتلى»، وتمنياته «بالشفاء العاجل للجرحى». وقال ترودو في بيانه إن «التنوع هو قوتنا، والتسامح الديني بالنسبة لنا ككنديين من القيم العزيزة علينا». وأضاف أن «المسلمين الكنديين يشكلون عنصرا مهما في نسيجنا الوطني، وأن أعمالا جنونية مثل هذه لا مكان لها في مجتمعاتنا ومدننا وبلدنا».
وذكر شهود عيان كانوا موجودين في المكان وقت وقوع الاعتداء أن رجلين ملثمين دخلا إلى المركز الثقافي الإسلامي في كيبك (جنوب شرقي كندا)، نحو الساعة 19:30 من الأحد (00:30 بتوقيت غرينيتش أمس) أثناء أداء صلاة العشاء.
ولم تتضح بعد دوافع الاعتداء، فيما انتشرت الشرطة التي لم تستبعد احتمال وجود مهاجم ثالث تمكن من الفرار. وذكرت كولومب أن أعمار القتلى تتراوح بين 35 و70 عاما.
ودوليا، أدان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الهجوم «بأكبر قدر من الحزم»، معتبرا أن «الإرهابيين» أرادوا «ضرب روح السلم والانفتاح لدى الكيبكيين». فيما أفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية بأن باريس ستطفئ أنوار برج إيفل ترحمًا على أرواح ضحايا الاعتداء الإرهابي. أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فأدانت الاعتداء «الحقير» على مسجد كيبيك.
كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الكندي بأنه تلقى اتصالا من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقال المكتب في بيان إن «الرئيس ترمب أعرب عن تعازيه لرئيس الوزراء وشعب كندا عقب حادث إطلاق النار المأساوي في المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك». كما عرض ترمب «تقديم المساعدة في حال دعت الحاجة لذلك». أما رئيس حكومة مقاطعة كيبك الناطقة باللغة الفرنسية، فيليب كويار، فكتب على حسابه على موقع «تويتر» «بعد هذا العمل الإرهابي، طلبت من الجمعية الوطنية تنكيس علم كيبك».
وأكد أن «كيبك ترفض رفضا باتا هذا العنف الهمجي. نتضامن بالكامل مع أقارب الضحايا ومع الجرحى وعائلاتهم». وأضاف: «فلنتحد ضد العنف. فلنتضامن مع أبناء كيبك من أتباع الديانة الإسلامية».
وأوضح أفراد من عناصر الشرطة المنتشرين حول المسجد أنهم كانوا يتحضرون لاعتداءات كهذه «باتت تحصل في كل أنحاء العالم». وقال رجل كان في الجامع وقت الهجوم: «لا أفهم لماذا هنا. إنه مسجد صغير».
وكان المركز نفسه المعروف أيضا باسم مسجد كيبك الكبير تعرض في السابق لهجوم معاد للمسلمين، ولكنه لم يوقع ضحايا بل اقتصر على تدنيس المكان عبر وضع مجهولين رأس خنزير أمام أحد أبوابه أثناء شهر رمضان.
ووجدت كتابات عنصرية خلال الأشهر الأخيرة على جدران عدة مساجد في أنحاء كندا. وحمل الغموض الذي أعقب إطلاق النار في مسجد كيبك البعض على التعبير عن غضبه، والبعض الآخر على الإعراب عن خوفه وخشيته في بلد يعتبر آمنا، ودفع بالكنديين إلى توجيه رسائل وحدة ومحبة إلى المسلمين.
وقال لويس - غابرييل كلوتييه، الذي يملك مخبز «لا بوات أ بان»، وقرر أن يبقي محله مفتوحا: «وصلوا مذعورين. كانوا يؤدون الصلاة عندما سمعوا إطلاق النار. وصلوا حفاة». واعترف بأنه في منتصف الليل «كان منهكا»، ويقوم بإقفال مخبزه عندما شاهد مصلين يركضون من المسجد الذي يبعد نحو مائة متر.
ووصل رجل يؤم مسجدًا آخر من المساجد العشرة في المدينة، مذعورا، ممتقع اللون. وقال هذا الثلاثيني الذي امتنع عن الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية: «أعرف أشخاصا كانوا في الداخل، ولم يخطر في بالي قط أن شيئا من هذا النوع يمكن أن يحصل».
وبدا ريجي لابوم عمدة كيبك متحكما بصعوبة بانفعالاته، ليل الأحد إلى الاثنين. وقال: «أريد أن أعبر عن غضبي، غضبي حيال هذا العمل الدنيء». وأضاف: «يجب ألا يدفع أي إنسان حياته ثمنا لعرقه ولونه وخياره الجنسي أو معتقده الديني».
وحاول عمدة كيبك الذي استبد به الغضب بعد إطلاق النار في المسجد، أن يخفف أيضا هواجس آلاف المسلمين «جيراننا، مواطنينا ومواطناتنا». وقال: «أريد أن أقول لهم إننا نحبهم»، لدى استقبالهم أمس في دار البلدية، وأضاف: «كما نشجعهم ونقف إلى جانبهم، لأن صدمات غير معقولة ستطول بالتأكيد» في نفوس هؤلاء الأشخاص.
وسارع حميد ناجي الذي يؤم المسجد أحيانا والذي اتصل به أحد أصدقائه، بالمجيء إلى المركز الثقافي الإسلامي في كيبك، حيث حصل إطلاق النار. لكنه يجد صعوبة، على غرار عدد كبير من الفضوليين الذين توافدوا، على رغم البرد القارس، في الاقتراب من المسجد الكائن على تقاطع «شومان سانت فوي» وطريق الكنيسة، في هذا الحي الذي يبعد نحو عشرة كيلومترات غرب الوسط التاريخي لكيبك.
وطوقت الشرطة محيطا أمنيا واسعا، ولجأ حميد ناجي إلى «لا بوات أ بان». وناجي لا يؤم المسجد «باستمرار»، لكنه يأتي فقط للمشاركة في «المناسبات الكبيرة» ولقد «جاء إلى المخبز حتى يفهم ما حصل»، كما قال.
وردا على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية، قال حميد ناجي: «نعتبر نحن المسلمين أن كيبك وكندا كانتا من قبل منطقة آمنة»، ملمحا بذلك إلى النقاش الحاد في المجتمع حول العلمانية في 2014 مع مشروع «ميثاق القيم» الذي كان سيمنع ارتداء الرموز الدينية في المراكز الرسمية. لكن هذا الميثاق قد أجهض.
ويأتي الاعتداء في وقت تعهدت أوتاوا بأن تستقبل المسلمين واللاجئين بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المثير للجدل بحظر دخول مواطني سبع دول ذات غالبية سكانية مسلمة إلى الولايات المتحدة.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.