الشباب يطالبون المرشحين بتوفير الزوجات مقابل أصواتهم في الانتخابات الهندية

نقص في عدد الفتيات سببه اختلال التوازن بين الجنسين نتيجة إجهاض الأجنة الإناث

تحولت قضية الرجال غير المتزوجين الذين يئسوا من التخلص من لقب العزوبية  لكنهم غير قادرين على الحصول على الزوجة المناسبة إلى قضية انتخابية (أ.ف.ب)
تحولت قضية الرجال غير المتزوجين الذين يئسوا من التخلص من لقب العزوبية لكنهم غير قادرين على الحصول على الزوجة المناسبة إلى قضية انتخابية (أ.ف.ب)
TT

الشباب يطالبون المرشحين بتوفير الزوجات مقابل أصواتهم في الانتخابات الهندية

تحولت قضية الرجال غير المتزوجين الذين يئسوا من التخلص من لقب العزوبية  لكنهم غير قادرين على الحصول على الزوجة المناسبة إلى قضية انتخابية (أ.ف.ب)
تحولت قضية الرجال غير المتزوجين الذين يئسوا من التخلص من لقب العزوبية لكنهم غير قادرين على الحصول على الزوجة المناسبة إلى قضية انتخابية (أ.ف.ب)

«وفروا لنا الزوجات وسوف نصوت لصالحكم في الانتخابات». هذا ما يطلب الشباب، في ولاية هاريانا الواقعة في شمال الهند، من المرشحين من جميع الأحزاب السياسية تحقيقه إذا أرادوا الحصول على دعمهم خلال سباق الانتخابات البرلمانية الحالي، الذي ينقسم إلى تسع مراحل تجري خلال ستة أسابيع. يدير رافي، البالغ من العمر 35 سنة، متجرا لبيع الخضراوات والفواكه في قريته الصغيرة. ورغم تقدمه في العمر، تلقى رافي عرض زواج واحدا خلال السنوات الست الماضية، إلا أن الأمر لم يكتب له النجاح. وعلى بعد أقل من مائة متر من منزل رافي، يعيش مادان، الذي يبحث أيضا عن زوجة منذ أربع سنوات، لكن دون جدوى.
ليست هذه حالات فردية، حيث إن هناك خللا خطيرا في نسبة الذكور إلى الإناث في الكثير من الولايات الهندية، مثل هاريانا والبنجاب وأجزاء من ولايتي راجستان وأتر برديش.
وحسب تعداد عام 2011 وصل متوسط عدد الإناث في ولاية هاريانا إلى 877 لكل ألف ذكر، وهو الأقل بين ولايات الهند الثمانية والعشرين، حيث يبلغ المعدل المحلي 943 أنثى لكل ألف ذكر. ويقل المعدل إلى 836 أنثى لكل ألف ذكر في أماكن معينة من هاريانا. لكن الرقم الأكثر إثارة للقلق على مستوى الولاية يتمثل في انخفاض متوسط عدد الأطفال الإناث في المرحلة العمرية من سنة إلى ست سنوات إلى 834 فتاة لكل ألف ذكر.
وعليه، تحولت قضية الرجال غير المتزوجين، الذين يئسوا من التخلص من لقب العزوبة لكنهم غير قادرين على الحصول على الزوجة المناسبة، إلى قضية انتخابية، حيث يريد ذلك الجيش الجرار من غير المتزوجين هدية انتخابية تدوم إلى آخر العمر. عند مدخل كثير من قرى ولاية هاريانا، جرى تعليق لافتة كبيرة تستقبل السياسيين الذين يزورون تلك القرى ضمن حملاتهم الانتخابية. تحمل تلك اللافتة رسالة تقول: «أيها السياسيون، من فضلكم ألقوا نظرة على البيانات الخاصة بأعداد الشباب غير المتزوجين في الولاية، وضمنوها في برنامجكم الانتخابي».
وتزداد صعوبة الحصول على زوجة بمرور الوقت في تلك الولايات بسبب اختلال التوازن بين الجنسين الذي يرجع إلى مشكلة إجهاض الأجنة الإناث ومعدل البطالة الكبير.
وقد أجبر اختلال التوازن بين الجنسين، الذي يعانيه المجتمع في ولاية هاريانا، الكثير من الشباب على البحث عن فتيات من خارج الولاية ذوات خلفيات ثقافية واقتصادية - اجتماعية ولغوية مختلفة. ويسعى الرجال للارتباط بفتيات من الولايات الأخرى، مثل تريبورا وبنغال الغربية وأوديشا وبيهار، وفي بعض الحالات يسعون للزواج من فتيات من بنغلاديش.
وهكذا، أصبح الشعار السائد خلال الانتخابات لا تطلقه الأحزاب السياسية، بل يطلقه الناخبون. يقول الشعار: «وفروا لنا الزوجات، نعطكم أصواتنا».
وقد قام غير المتزوجين بإنشاء جمعية للرجال العزاب. يقول سونيل جاغلان، رئيس الجمعية: «في هذا الوقت من الانتخابات، يوحد الرجال غير المتزوجين في ولاية هاريانا جهودهم لحث الأحزاب السياسية على تقديم حلول لمشكلتهم المستعصية».
كما قامت الجمعية بإرسال خطابات إلى مرشح حزب بهاراتيا جاناتا لمنصب رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ونائب رئيس حزب المؤتمر راهول غاندي، وزعيم حزب عامة الشعب أرفيند كيجريوال، تحثهم على توجيه جزء من اهتمامهم لحل المشكلة الاجتماعية المسؤولة، حسب أعضاء الجمعية، عن بقاء عدد كبير من الشباب في ولاية هاريانا من دون زواج.
وتعليقا على الشعار الذي جرى تعليق لافتة تحمله في إحدى ساحات القرية، يقول جاغلان: «هذا الشعار لا يعني أن جميع الشباب سيحصلون على زوجات في الحال، غير أنه يبقى جزءا من الجهود المبذولة لجذب اهتمام الأحزاب السياسية تجاه مشكلة العدد الكبير للرجال غير المتزوجين».
يقول راندهير سينغ، رئيس تكتل نافذ يضم 24 قرية تقع في تقسيم روهتاك الإداري التابع لولاية هاريانا: «حيث إن السياسيين يدعون أنهم قادرون على فعل أي شيء، فإنه من الأفضل أن يقوموا بطرح حلول لمشكلة العدد المتزايد من الرجال غير المتزوجين في كل قرية». ويحظى تكتل القرى ذلك بنفوذ كبير، حيث إنه باستطاعته صنع أو تشويه مستقبل أي شخصية سياسية في الولاية.
ويشير سينغ إلى أنه «ينبغي أن يتوقف نشاط شراء الزوجات، كما ينبغي على الأحزاب السياسية أن تطرح حلولا ناجعة لمسألة الخلل الخطير في نسبة الذكور إلى الإناث»، مضيفا أنه سيتوجب على الأحزاب السياسية معالجة القضية، حيث إنه لم يعد عدد الرجال غير المتزوجين هو الهم الرئيس، فقد باتت عائلاتهم وجميع القرى من الداعمين الرئيسين لتلك القضية.
وقد أفيد أخيرا بأن هناك 50 شابا غير متزوجين في المتوسط في كل قرية من قرى ولاية هاريانا، البالغ عددها سبعة آلاف قرية، مما يعني أنه هناك نحو 350 ألف ذكر من دون شريكة حياة في تلك الولاية فقط، كما أن مجالس تكتلات القرى تمنع الزواج من نفس القرية، وهو ما يضع قيودا شديدة على مسألة اختيار شريك الحياة.
وقد انبرت السيدة رادو ديفي، البالغة من العمر 55 سنة، لمواجهة مرشحي الأحزاب السياسية المختلفة، الذين يأتون لزيارة قريتها بغرض الدعايا الانتخابية، من أجل أن تضمن حصول اثنين من أبنائها (33 و35 سنة) على زوجات، حيث إنهم لا يتلقون عروض زواج. وكانت ديفي قد استأجرت شخصا وأوكلت إليه مهمة البحث عن زوجة لابنها الأكبر في الجزء الآخر من الهند من أجل الحفاظ على سلالة عائلتها.
تقول ديفي: «سأمنح صوتي الانتخابي للحزب الذي يقدم وعودا بأنه في المستقبل القريب سيستطيع أبنائي الحصول على زوجة»، مضيفة أن زوجها أرغمها مرتين منذ ثلاثين عاما على إجهاض جنين أنثى، قائلة إن ما يواجهه أبناؤها من صعوبات في الحصول على شريكة حياة هو عقاب إلهي جزاء عمليات إجهاض الأجنة الإناث.
تقول ديفي: «تعد (مسألة إجهاض الأجنة الإناث) مشكلة كبيرة، وإذا لم تجر معالجتها في الوقت الحالي، أو لم يجر اتخاذ إجراء فعال تجاهها، فسوف نشهد عواقب وخيمة في المستقبل القريب».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.