تضرب موجة برد مصحوبة بثلوج وعواصف قوية منذ أيام مختلف دول أوروبا مخلفة حتى الآن عشرات القتلى فيما حبس سكان مناطق شرق بريطانيا أنفاسهم أمس تحسبا لفيضانات.
وانقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 330 ألف منزل في فرنسا ليل الخميس الجمعة بينما تسببت العواصف بمقتل أكثر من 60 شخصا بالإجمال منذ نهاية الأسبوع الماضي في أوروبا. وفي ألبانيا، عثر على امرأة في الحادية والستين من العمر ميتة أول من أمس أمام منزلها في ساراندا (جنوب)، كما ذكرت الشرطة. وباتت الحصيلة ثمانية قتلى في هذا البلد منذ السبت.
وتعرضت فرنسا من جانبها منذ مساء أول من أمس «لعاصفة شتائية قوية بالغة العنف» سميت ايغون، وتسببت بمصرع امرأة في الثالثة والأربعين من العمر لقيت حتفها صباح أمس من جراء سقوط شجرة اقتلعتها الرياح في حديقة بيتها في سان - جانيت (الألب - ماريتيم). ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن جهاز الدرك أن «شجرة السرو سقطت عليها بينما كانت تستعد لإيصال أولادها إلى المدرسة، ولقيت حتفها على الفور». وفي خضم العاصفة، انقطع التيار الكهربائي عن نحو 330 ألف منزل، كما أعلنت شركة اينيديس المشغلة لشبكة توزيع الكهرباء الفرنسية.
وفي بريطانيا، دفع تشكل برك كبيرة من الماء والعواصف الوكالة البيئية على إصدار اثني عشر إنذارا من مخاطر حصول فيضانات خطيرة. واستنفر نحو مائة جندي في مدينة سكيغنس (شرق بريطانيا) لمساعدة الناس واستعدادا لاحتمال إجلاء 3000 شخص. وقالت تيريزا كوفي وزيرة الدولة لشؤون البيئة المسؤولة عن الأوضاع في الأرياف، إن «أولويتنا على الإطلاق هي حماية الأشخاص والمنازل والمؤسسات». وأضافت: «لذلك استعنا بجنود يساهمون في إبلاغ الناس بالخطر وإجلائهم».
وفي ألمانيا، تسببت العاصفة ايغون بأضرار في عدد كبير من مناطق البلاد التي كانت تتوقع أمس سقوط كميات كبيرة من الثلوج - نحو 30 سنتيمترا - في الوسط والغرب، كما ذكرت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية.
وفي بلجيكا، حرمت آلاف المنازل من التيار الكهربائي خلال الليل، وخصوصا في منطقة نامور. ووقع عدد من حوادث السير في ضواحي بروكسل بسبب الثلوج التي تتسبب أيضا في ازدحامات خانقة.
وفي هولندا، استعدت إدارات المناطق الساحلية لمواجهة ارتفاع مستويات المياه الناجمة عن العاصفة والأمطار في الأيام الأخيرة. وأغلقت السدود في عدد كبير من المناطق الساحلية. وقد تعمد السلطات أيضا إلى إقفال سد ماسلانتكيرينغ الكبير القريب من مرفأ روتردام. وفي أمستردام وضواحيها، تم تشغيل المضخات لخفض مستوى المياه في الأراضي المستصلحة، كما ذكرت وكالة الأنباء الهولندية.
وفي سويسرا، ضربت عاصفة عنيفة البلاد ليل الخميس الجمعة، قبل وصول الثلوج المتوقع في نهاية الأسبوع، وأربكت العواصف في وقت مبكر الجمعة رحلات السكك الحديد على عدد كبير من الخطوط في شمال البلاد، قرب بازل.
من جهتها، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس إن لاجئين ومهاجرين يموتون جراء موجة البرود في أوروبا وحثت الحكومات على بذل المزيد من الجهود لمساعدتهم بدلا إعادتهم عند الحدود وتعريضهم للعنف. ونقلت وكالة رويترز عن سارة كرو، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن «الأطفال على وجه الخصوص عرضة لأمراض الجهاز التنفسي في وقت كهذا. الأمر يتعلق بإنقاذ الأرواح وليس بالإجراءات الإدارية والالتزام بالترتيبات البيروقراطية... الوضع قاس الآن في اليونان».
بدورها، قالت سيسيل بويلي المتحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين إن خمس حالات وفاة سجلت حتى الآن بسبب البرد وأشارت إلى وجود ألف شخص في خيام ومساكن غير مزودة بوسائل للتدفئة في جزيرة ساموس اليونانية ودعت إلى نقلهم إلى مأوى أفضل على البر الرئيسي. وأضافت بويلي أن جثتي رجلين عراقيين وامرأة صومالية شابة وجدت على مقربة من الحدود التركية في بلغاريا كما نقل مراهقان صوماليان إلى المستشفى جراء الصقيع بعد قضائهما خمسة أيام في غابة.
إلى ذلك، قالت الهيئة الوطنية الأميركية للأرصاد الجوية إن عاصفة جليدية في طريقها إلى وسط الولايات المتحدة وتنذر بانقطاع الكهرباء وجعل السفر والتحرك على الطرق خطيرا. ونقلت وكالة رويترز عن الهيئة في تقرير إرشادي أن التحذير من الجليد والأمطار المتجمدة والعاصفة الشتوية يسري على قطاع كبير من منطقة السهول من أقصى شمال ولاية تكساس إلى ولاية أيوا وشرقا عبر وسط ولاية إنديانا. وتابعت: «تراكم كميات كبيرة من الجليد سيجعل التنقل خطيرا أو مستحيلا. والتنقل غير محبذ بشدة ومن المرجح أن تتضرر التجارة كثيرا».
عواصف ثلجية ورياح عاتية تضرب أوروبا وتتسبب بعشرات القتلى
قلق أممي على أوضاع المهاجرين في مخيمات اليونان
عواصف ثلجية ورياح عاتية تضرب أوروبا وتتسبب بعشرات القتلى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة