«التعاون الإسلامي» تعتبر ما يحدث في حلب إبادة للمدنيين

ألمانيا تحمّل روسيا المسؤولية بشأن سوريا وتقول إن العقوبات لا تزال مطروحة

متظاهرون أمام السفارة الروسية لدى الكويت أمس احتجاجًا على دعم موسكو لنظام الأسد في تدمير حلب (أ.ف.ب)
متظاهرون أمام السفارة الروسية لدى الكويت أمس احتجاجًا على دعم موسكو لنظام الأسد في تدمير حلب (أ.ف.ب)
TT

«التعاون الإسلامي» تعتبر ما يحدث في حلب إبادة للمدنيين

متظاهرون أمام السفارة الروسية لدى الكويت أمس احتجاجًا على دعم موسكو لنظام الأسد في تدمير حلب (أ.ف.ب)
متظاهرون أمام السفارة الروسية لدى الكويت أمس احتجاجًا على دعم موسكو لنظام الأسد في تدمير حلب (أ.ف.ب)

اعتبرت منظمة التعاون الإسلامي الأحداث الجارية بمدينة حلب ترقى إلى حملة إبادة للمدنيين الأبرياء، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة بشكل فوري ليتحمل كل من ارتكب هذه الجرائم تبعات انتهاك قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني.
ودعت المنظمة في بيان لها مساء الأربعاء إلى «اجتماع طارئ بناء على طلب الكويت للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية مفتوح العضوية الخميس المقبل 22 ديسمبر (كانون الأول)»؛ وذلك لبحث الوضع في سوريا في ظل تطورات الأوضاع المأساوية في مدينة حلب.
وأشارت المنظمة إلى أنه «تعجز الكلمات عن وصف ما آلت إليه أوضاع الشعب السوري، وبخاصة حلب المدمرة والجريحة في ظل عجز وفشل دولي يدعو للأسف والخجل». لافتة إلى أن «ما يحدث في حلب يمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي وعلى جبين مجلس الأمن بشكل خاص، حيث تم انتهاك القانون الدولي الإنساني فيها بشكل ممنهج في مشهد من أفظع ما شهدته المنطقة منذ عقود طويلة».
وأفادت منظمة التعاون الإسلامي بأن «استمرار فشل مجلس الأمن في تحقيق وقف إطلاق النار، والدفع نحو التوصل إلى تسوية سياسية على مدى سنوات، ووصول الأوضاع إلى ما آلت إليه، يتطلب قيام الدول الأعضاء بالمنظمة ببحث الخطوات التي ينبغي أن تتخذ لوقف شلالات الدماء ووقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية للملايين المتأثرين بهذه المأساة التي يجب أن توضع نهاية لها».
في برلين، قالت ألمانيا، أمس، إن روسيا تتحمل جانبا من المسؤولية عن تدمير شرق مدينة حلب السورية، وأن خيار فرض العقوبات عليها لا يزال مطروحا، لكن الأولوية القصوى تنصب على مساعدة المدنيين في المدينة.
وقال المتحدث باسم الحكومة، شتيفان زايبرت، خلال مؤتمر صحافي حكومي إن روسيا وقوات الرئيس بشار الأسد والمقاتلين الذين تدعمهم إيران جميعها أطراف تتحمل المسؤولية عن دمار شرق حلب.
وقال: «نعرف أن هذا الدمار الوحشي لشرق حلب لم يكن ممكنا دون الدعم العسكري الهائل من روسيا، روسيا لم تمنع الجرائم التي ارتكبت خلال الأيام القليلة الماضية رغم أنه كان في استطاعتها عمل ذلك».
وأضاف أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تحدثت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول من أمس، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.
في الكويت، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية، أمس، إن بلاده دعت إلى عقد دورة طارئة لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، كما تدعو منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد اجتماع عاجل للجنة التنفيذية للمنظمة على المستوى الوزاري لبحث الوضع في سوريا، في ضوء تطورات الأوضاع المأساوية في مدينة حلب. وأضاف المسؤول، في بيان صحافي، أمس، أن دولة الكويت دعت اليوم المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته التاريخية في وقف نزيف الدم وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة حلب السورية في ضوء الأوضاع المأساوية فيها.
وقال المسؤول الكويتي إنه استكمالا لمساعي دولة الكويت في هذا الشأن، فقد أجرى الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، اتصالات مع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ومع عدد من نظرائه في الدول العربية والإسلامية لبحث الدعوة التي قدمتها دولة الكويت وحثهم على الاستجابة معها.
من جانبها، قالت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بوزارة الداخلية الكويتية: إن الوزارة تلقت كتابًا خطيًا للقيام باعتصام سلمي أمام السفارة الروسية على خلفية الأحداث في مدينة حلب السورية، وأنه تمت الموافقة على ذلك الطلب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».