أعادت الولايات المتحدة تأكيدها على التزامها عسكريًا وماليًا تجاه أفغانستان، قبيل تحول السلطة إلى إدارة ترامب في يناير (كانون الثاني) العام المقبل. وأكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر دعم الولايات المتحدة المستمر لأفغانستان أمس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأفغاني أشرف غني.
ووصل وزير الدفاع الأميركي كارتر إلى أفغانستان، أمس، في زيارة لم يعلن عنها مسبقًا، ليقدم الشكر للقوات الأميركية، في الوقت الذي أوشك فيه موسم العطلات على الحلول. وشكر الرئيس غني الولايات المتحدة على إبقاء وجودها العسكري في أفغانستان. وقال: «لقد اتخذت أميركا العام الماضي قرارًا تاريخيًا بالبقاء».
والتقي كارتر بالجنرال جون نيكولسون، قائد مهمة الدعم الحازم التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وزعماء أفغان أيضًا، طبقًا لبيان على موقع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
ووفقًا لبيان صادر عن القصر الرئاسي الأفغاني، جعلت «المعركة المشتركة للجانبين ضد الإرهاب من الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لأفغانستان». وتأتي زيارة كارتر في الوقت الذي تصعِّد فيه القوات الأميركية جهود مكافحة الإرهاب من خلال دعم القوات الأفغانية في قتالها ضد الجماعات المسلحة في البلاد.
وجاءت تصريحات كارتر خلال زيارة لكابل من أجل الاجتماع مع القوات الأميركية والرئيس الأفغاني غني. ولم يذكر ترامب تفاصيل تُذكَر عن خططه للسياسة الخارجية لا سيما فيما يتعلق بأفغانستان، حيث لا يزال قرابة عشرة آلاف جندي أميركي هناك بعد أكثر من 15 عامًا من إطاحة قوات أفغانية مدعومة من الولايات المتحدة بحركة طالبان الإسلامية من السلطة.
ولم يرد ذكر أفغانستان إلا نادرًا خلال معركة انتخابات الرئاسة الأميركية بين ترامب ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، إذ ركزت الحملة الانتخابية بشكل كبير على القضايا الداخلية. وقال فريق ترامب الانتقالي في بيان إن غني تحدث مع ترامب هاتفيًا، الأسبوع الماضي، وناقشا «المخاطر الإرهابية التي تهدد البلدين».
وفي حديث مع الصحافيين في قاعدة باغرام الجوية شمال كابل في وقت لاحق أمس، قال الجنرال جون نيكولسون قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان إنه من المهم أن تظل الولايات المتحدة ملتزمة بدعم أفغانستان.
وقال: «سياستنا بمواصلة مساعي مكافحة الإرهاب إلى جانب شركائنا الأفغان هي في رأيي صائبة للغاية ويتعين علينا أن نستمر فيها». وذكر أن زعماء خمسة من 20 منظمة مصنفة بأنها متشددة في أفغانستان وباكستان قُتلوا، وأن تنظيم داعش خَسِر ثلثي أراضيه وهو شيء لا بد من استمراره في المستقبل. وقال كارتر إن فريق ترامب الانتقالي لم يطلب التحدث إلى نيكولسون لكن الرجل سيكون متاحًا إذا طلب ذلك.
ويقول مسؤولون سابقون وخبراء إن من بين أهم الأسئلة التي تواجه ترامب بشأن أفغانستان ما يتعلق بعدد القوات الأميركية التي ستبقى هناك. وفي إقرار بأن قوات الأمن الأفغانية لا تزال غير مستقرة، وأن طالبان حققت مكاسب في بعض المناطق، ألغى الرئيس باراك أوباما خططًا لتقليص الوجود الأميركي بواقع النصف بحلول نهاية العام، واختار بدلاً من ذلك أن يبقى 8400 جندي حتى نهاية رئاسته في يناير. وشكر الرئيس غني كارتر على المساهمة العسكرية الأميركية وتضحيات القوات الأميركية في الصراع. وقال جيمس دوبينز، وهو مبعوث أميركي خاص سابق إلى أفغانستان، إن أفغانستان لن تكون على رأس الأولويات بالنسبة لترامب في ظل المعركة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وأضاف أن هذا يعني على الأرجح أن أعداد الجنود الأميركيين في أفغانستان لن تتغير على الأقل في المدى القريب. وترث إدارة ترامب وضعًا أمنيًا صعبًا في أفغانستان، حيث تواجه عدة مدن تهديدات من متشددي طالبان، وتكبدت القوات الأفغانية خسائر كبيرة في الأرواح، حيث قُتِل أكثر من 5500 خلال الشهور الثمانية الأولى من 2016.
واشنطن: سنبقى ملتزمين حيال أفغانستان
زيارة مفاجئة لوزير الدفاع كارتر إلى كابل
واشنطن: سنبقى ملتزمين حيال أفغانستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة