«الجمعة السوداء» أو (بلاك فريداي) كما هي معروفة في أميركا ظاهرة وصلت لبنان مؤخرا، وبات أهله ينتظرونها تماما مثل الأميركيين في اليوم التالي لعيد الشكر (25 نوفمبر «تشرين الثاني»). وفي هذا اليوم تجري حسومات مرتفعة على منتجات المحلات، كلّ حسب نوعها، لتصل إلى نحو 70 في المائة، مستقطبة بذلك مختلف شرائح المجتمع اللبناني.
وهذا العام اتّبع عدد لا يستهان به من المراكز التجارية في لبنان هذا التقليد، لا سيما في العاصمة، الذي عادة ما يسبق عيد الميلاد بأسابيع قليلة. فيقصد الناس تلك المحلات علّهم يجدون فيها هدايا العيد بأسعار منخفضة. ومن بين المحلات التجارية التي شاركت في هذا اليوم «زارا» و«آيزون» و«آيشتي» و«آلدو» و«إكسيسورايز» وغيرها. إلا أن محلات «خوري هوم» للإلكترونيات حصدت اهتمام اللبنانيين في الدرجة الأولى، بحيث تفاجأ أصحاب هذه المحلات المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية بكثافة عدد الناس الذين قصدوها لشراء حاجاتهم بعد حسومات طالتها بدءا من 5 في المائة، وصولا إلى 70 في المائة. وتسببت «الجمعة السوداء» في بيروت بزحمة سير خانقة، لا سيما على الطرقات المؤدية إلى المكلّس والدورة وجونية وغيرها، حيث تنتشر فروع محلات «خوري هوم»، إذ اضطر الناس إلى أن يبقوا محصورين في سياراتهم لساعات طويلة تجاوزت الساعات الثلاث أحيانا.
هذا المشهد الذي أثار حفيظة بعض الذين أصيبوا بالتوتّر من جراء زحمة السير، دفع بالمتضررين منه إلى نشر رسائل إلكترونية مسجّلة بالصوت أو الصورة على مواقع التواصل الاجتماعية، تصف هذه الظاهرة بـ«الجمعة السوداء» بأنها خربت البلاد وتسببت في حوادث سير. فيما راحت بعض النسوة يسجّلن الرسالة الإلكترونية تلو الأخرى بنبرة عالية وهن يشتمن فيها هذه المحلات وأصحابها، مما ولّد أجواء توتّر على تلك المواقع انتهى بعضها بردود وخناقات لم يسلم منها آل الخوري ولا مراكز الـ(أ.ب.ث) ولا غيرها من المولات التجارية المنتشرة في لبنان، التي اعتمدت بعض المحلات فيها أسعار «الجمعة السوداء».
وأشارت ريتا، إحدى العاملات في محلات «خوري هوم» في منطقة الدورة، إلى أنها تفاجأت وزملائها بالأعداد الغفيرة من الناس التي قصدت محلاتها وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «رغم وجود مواقف ضخمة وواسعة لاستيعاب مئات السيارات في هذه المناسبة، إلا أننا شهدنا حشودات من الناس تفوق التوقعات، مما تسبب في زحمة سير خانقة على الطرقات المؤدية إلى محلاتنا لا سيما في الدورة وجونية والمكلّس».
وأكّد ماريو في الفرع نفسه، أن هذا التقليد اتّبع في محلاتهم منذ نحو السنوات الثلاث، إلا أن السنة الحالية كانت الأقوى من حيث ازدياد نسبة المبيعات، حتى إن بعض السلع اختفت من المحلات رغم أن الحسومات باقية حتى الثلاثاء المقبل.
أما علي، أحد العاملين في محلات «زارا» في مجمّع كونكورد في منطقة فردان، فقد أكّد أن غالبية الزبائن استفادوا من حسومات «الجمعة السوداء» لشراء هدايا أعياد الميلاد ورأس السنة ولو قبل حين من موعدها.
وبينما استمتع البعض بممارسة هواية التسوّق بأسعار متهاودة، إلا أن قسما آخرا وجد أن بعض المحلات لم تكن حسوماتها حقيقية، إذ ادّعت تخفيض أسعارها فيما الحقيقة تشير إلى عكس ذلك. فوضى وتدافع وزحمة سير قد تكون العناوين العريضة اللافتة لـ(الجمعة السوداء) في لبنان، إلا أنها ساهمت في المقابل في تحريك القوة الشرائية بنسبة الضعف أحيانا، وربما أكثر، كما أكد أحد العاملين في محلات «مانغو» وسط بيروت.
«عدوى الجمعة» تصل إلى لبنان وتتسبب بشتائم إلكترونية
بدأ العمل بها في عام 2014 وتتصدّر لائحتها محلات الألبسة والإلكترونيات
«عدوى الجمعة» تصل إلى لبنان وتتسبب بشتائم إلكترونية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة