{الداخلية} التونسية ترصد 75 مليون دولار لمكافحة الإرهاب

في ظل تقلص الميزانية العامة للوزارة

{الداخلية} التونسية ترصد 75 مليون دولار لمكافحة الإرهاب
TT

{الداخلية} التونسية ترصد 75 مليون دولار لمكافحة الإرهاب

{الداخلية} التونسية ترصد 75 مليون دولار لمكافحة الإرهاب

رصدت حكومة الوحدة الوطنية في تونس مبلغ 186 مليون دينار تونسي (نحو 75 مليون دولار) خلال ميزانية 2017، لمقاومة الإرهاب والتهريب ولتوفير الحماية وضمان أمن المؤسسات والأعوان. ووعدت الحكومة بتعميم التجهيزات الواقية للأعوان من الرصاص، وتجهيز جميع المقرات الأمنية بمعدات المراقبة مع اقتناء مدرعات ومروحيات للتدخل السريع.
غير أن الميزانية المخصصة لوزارة الداخلية عرفت تراجعا كبيرا مقارنة بميزانية السنة الماضية، إذ قدرت بنحو 2557 مليون دينار تونسي (نحو ألف مليون دولار)، وعلى الرغم من أهميتها فقد سجلت تراجعا بنحو 340 مليون دينار تونسي (160 مليون دولار). وتنفق نسبة 90 في المائة من الميزانية المخصصة لوزارة الداخلية لتأمين أجور قوات الأعوان، وقد خصصت كذلك اعتمادات مقدرة بنحو 214 مليون دينار تونسي لنفقات الوسائل والإمكانيات المادية للوحدات الأمنية.
وخلال النقاش الدائر تحت قبة البرلمان التونسي، قال عامر العريض، القيادي في حركة النهضة، إن الأمنيين الموجودين في المناطق الحدودية يحتاجون إلى قدر أعلى من التجهيز والحماية، باعتبار أن تلك المناطق في مواجهة مباشرة مع التنظيمات الإرهابية ومحترفي التهريب. وطالب الحكومة بتمكين قوات الأمن العاملة على الشريط الحدودي من ترقيات مهنية استثنائية تترجم تضحياتهم المتنوعة، على حد تعبيره.
وانتقدت مباركة عواينية أرملة محمد البراهمي، القيادي في تحالف الجبهة الشعبية اليساري، ما سمته «الرعب الذي تبثه وزارة الداخلية لدى التونسيين، مما يجعلهم يترددون في رفع شكاوى ضد الأعوان المرتكبين للتجاوزات». وأضافت أن وزارة الداخلية ما زالت تحافظ على السمعة السيئة نفسها المرتبطة بالانتهاكات الحاصلة في العهد السابق، على حد قولها.
وطلبت يمينة الزغلامي، النائبة عن حركة النهضة، من وزير الداخلية تمكين أعضاء البرلمان من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب لمناقشتها وإبداء الرأي فيها وعدم الاكتفاء بحبسها داخل أروقة الإدارات الأمنية. ودعت إلى تنفيذ حملات أمنية دورية أمام المعاهد التربوية بهدف الوقاية من التطرف وجرائم تعاطي المخدرات، على حد تعبيرها.
في السياق ذاته، وفي نطاق القرارات الحكومية المتخذة للحد من التطرف، كشف مهدي بن غربية، الوزير التونسي المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، عن اتخاذ السلطات التونسية قرارات صنفت من خلالها 157 جمعية تونسية ضمن التنظيمات الإرهابية، وذلك حسب انتماءات أعضائها ونشاطهم.
وكشف بن غربية أمام أعضاء البرلمان التونسي عن توجيه تنبيه لـ84 جمعية بغية الالتزام بقانون الأحزاب. وقال إن الكتابة العامة للحكومة التونسية طلبت من القضاء حل 74 جمعية ومنعها من النشاط. كما أشار إلى إصدار إذن بتعليق نشاط 77 جمعية وثلاث جمعيات صدرت أحكام قضائية بحلها، اثنتان منها بسبب تلقي تمويلات أجنبية.
وأفاد المصدر ذاته بأن وزارة العلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، بادرت بتنظيم مشاورات لتعديل القانون المنظم لعمل الجمعيات في اتجاه إيجاد قانون جديد يحافظ على النفس التحرري للقانون القديم، ويقلص من التعقيدات المعطلة لتشكيل الجمعيات، ويتضمن في المقابل آليات رقابة تزيد من شفافية معاملات الجمعيات خصوصا على مستوى النشاط والتمويل المالي. على صعيد متصل، ذكرت تقارير أمنية تونسية أن عدد الإرهابيين التونسيين الذين قتلوا داخل بؤر الإرهاب في سوريا والعراق وليبيا تجاوز الألف قتيل منذ سنة 2012. وأكدت أن العدد مرشح للارتفاع نتيجة الهجمات المسلحة القوية التي تشنها هذه البلدان على تنظيم داعش الإرهابي. وكان العدد في السابق لا يتجاوز حدود 600 قتيل، إلا أن عدد القتلى بات مرشحا للزيادة تحت وقع الهجمات الكبرى اللذين تشنها سوريا على مدينة حلب والعراق على مدينة الموصل، إضافة إلى محاصرة قوات خليفة حفتر للعناصر الإرهابية في خليج سرت الليبي.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».