«حزب الله» يسلم ضابطًا منشقًا للنظام السوري

منظمة حقوقية تؤكد تسجيل عشرات العمليات المماثلة منذ بدء الأزمة

«حزب الله» يسلم ضابطًا منشقًا للنظام السوري
TT

«حزب الله» يسلم ضابطًا منشقًا للنظام السوري

«حزب الله» يسلم ضابطًا منشقًا للنظام السوري

أعلنت «الرابطة السورية لحقوق الإنسان» عن قيام ما سمتها «عصابات طائفية موالية للنظام السوري» في منطقة جبل محسن بمدينة طرابلس شمال لبنان باختطاف الضابط السوري المنشق عن النظام السوري العقيد الطيار سليمان عبد الرحمن سلوم بتاريخ 19 يوليو (تموز) الماضي. وأكد هذا الأمر مدير المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان (لايف)، نبيل الحلبي، مشيرا إلى أنها لبست المرة الأولى التي يسجّل فيها عمليات اختطاف مماثلة من قبل ما يسمى «حزب الله» وجماعات موالية له.
وبحسب «الرابطة السورية» فإن عملية الخطف نفذت بعد تنسيق ودعم كاملين من مجموعة تابعة لـ«حزب الله» الذي قام بدوره بتسليم العقيد سلوم إلى أجهزة المخابرات السورية.
واعتبرت «الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان» هذه العملية خرقا فاضحا للحقوق الأساسية للمواطن السوري اللاجئ سليمان سلوم الذي يتمتع بالحماية بموجب الاتفاقية الدولية لحماية اللاجئين لعام 1952، معربة عن قلقها البالغ إزاء المخاطر الجسيمة التي تهدد حياة الضابط المخطوف جراء تسليمه لأجهزة المخابرات السورية.
وأبدت «الرابطة» تخوفها الشديد في بيان لها، من مغبة تكرار هذه الجريمة بحق المزيد من المعارضين والناشطين السوريين المقيمين في لبنان، نظرا للنفوذ المتنامي لـ«حزب الله» بعيدا عن سلطة الدولة المركزية وحمّلت السلطات اللبنانية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، مطالبة إياها بفتح تحقيق رسمي لمعرفة المتورطين فيها من «حزب الله» والعصابات الطائفية المناصرة له في جبل محسن وإحالتهم إلى القضاء المختص واتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بتعزيز حماية حقوق اللاجئين السوريين على كافة الأراضي اللبنانية.
ولفت الحلبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه سبق لبعض الحالات المماثلة أن أحيلت إلى القضاء لكن تم بعد ذلك الإفراج عن المتهمين لعدم توجيه أحكام جنائية بحقهم، كما قام «فرع المعلومات» و«مخابرات الجيش» بإلقاء القبض على مجموعات ثبت أنها كانت تقوم بعمليات خطف لسوريين معارضين وتسلّمهم للنظام السوري، وأكّد تسجيل العشرات من عمليات الخطف بحق معارضين، لا سيما في بداية الثورة السورية حيث كانت المعارك بين النظام والمعارضة تجري على الحدود اللبنانية - السورية، حتى إن بعضها تم عبر إنزال معارضين جرحى من سيارات الصليب الأحمر وخطفهم إلى جهات مجهولة.
وفي حين أشار الحلبي إلى أن عمليات الخطف لم تتوقف في لبنان منذ بدء الثورة السورية ومجيء الكثير من المعارضين، الناشطين والعسكريين إلى لبنان، لفت إلى أنه في الفترة الأخيرة تراجعت بعض الشيء نتيجة مغادرة عدد كبير منهم لبنان حيث بات وجودهم مهددا وعرضة للخطر الدائم، مؤكدا في الوقت عينه أن هناك ما لا يقل عن 95 معارضا موقوفين في سجن رومية، بتهمة انتمائهم لفصائل معارضة، وليس لفصائل إرهابية مثل «القاعدة» أو «جبهة النصرة».
ولفت الحلبي إلى أن معظم عمليات الخطف التي تم توثيقها، كانت تتم بالتنسيق بين الخاطفين وأمن «حزب الله»، مشيرا إلى أن سائقي سيارات الأجرة وحافلات النقل الصغيرة، لا سيما تلك التي تعمل على الخط بين البقاع وبيروت، يعملون كمخبرين في هذا الإطار ويلعبون دورا أساسيا في تنفيذ هذه العمليات لا سيما بحق المعارضين الذين يصلون إلى لبنان بطريقة غير شرعية والهاربين من النظام.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.