تيريزا ماي تضيف إلى أزمة «بريكست» خطط توسعة «هيثرو»

قررت بناء مدرج ثالث.. وأغضبت وزير خارجيتها وأعضاء في حزبها

تيريزا ماي تضيف إلى أزمة «بريكست» خطط توسعة «هيثرو»
TT

تيريزا ماي تضيف إلى أزمة «بريكست» خطط توسعة «هيثرو»

تيريزا ماي تضيف إلى أزمة «بريكست» خطط توسعة «هيثرو»

رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في وضع لا تحسد عليه، إلى جانب معركة «بريكست»، التي أخرجت بريطانيا من التكتل الأوروبي في استفتاء 23 يونيو (حزيران) الماضي، اختارت حكومتها اتخاذ قرار آخر مثير للجدل وقاس سياسيا، وهو بناء مدرج ثالث في مطار هيثرو، مما قد يزيد من أعبائها السياسية خلال أقل من أربعة أشهر في الوظيفة. قرار بناء المدرج لا يقل أهمية من الناحية السياسية، ليس فقط بسبب موقف المعارضة؛ بينها حزبا «العمال» و«الديمقراطيين الأحرار» والتجمعات الصغيرة البيئية مثل حزب الخضر، وإنما بسبب المعارضة الداخلية في حزبها الحاكم، حزب المحافظين، وحتى من داخل حكومتها، أعضاء كبار ومتنفذين، ويقف على رأسهم وزير خارجيتها بوريس جونسون، الذي يقف في صف المعارضة حول هذا الموضوع المثير للجدل، بيئيا واقتصاديا.
وقالت وزارة النقل في بيان: «لإعطاء دفع كبير للاقتصاد البريطاني أعلنت الحكومة اليوم (أمس) دعمها لبناء مدرج جديد في (هيثرو)، هو المدرج الأول في الجنوب - الشرق منذ الحرب العالمية الثانية».
وتجمع نحو ثلاثين متظاهرا صباح (أمس) الثلاثاء أمام البرلمان، للتنديد بالمشروع وعواقبه من ناحية التلوث السمعي والأجواء على السكان في غرب لندن وجنوبي غربها. كما قد ترفع عدة دعاوى على الحكومة بعد أن أعلنت منظمة «غرينبيس»، أمس الثلاثاء، أنها «مستعدة للانضمام إلى أربع بلديات محلية بما فيها بلدية ماي لرفع شكوى ضد الموافقة على بناء مدرج ثالث»، بحسب مديرها التنفيذي في بريطانيا جون سوفن. وتؤيد معظم شركات الطيران والمؤسسات توسيع «هيثرو».
ويمثل القرار الذي اتخذته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إحدى أكبر خطواتها منذ توليها السلطة في يوليو (تموز)، ويضعها في مواجهة مع بعض كبار الوزراء الذين يعارضون التوسع في مناطق كثيفة السكان غرب لندن، ومن بينهم جونسون الذي تقع دائرته الانتخابية قرب «هيثرو».
ورغم أن المطار يعمل بأقصى طاقة له تقريبا، استبعد وزير الخارجية بوريس جونسون أن يكون المدرج الثالث قابلا للإنجاز. ونقلت وكالة «برس أسوسييشن»، أمس الثلاثاء، عن جونسون القول: «أعتقد أنه من المرجح للغاية أن يتم وقفه». وتوعد السكان المحليون والناشطون باتخاذ إجراء قانوني ضد التوسيع الذي يقولون إنه سوف يفاقم مشكلة المستويات السيئة بالفعل من تلوث الهواء والضوضاء.
وفي تعليقات نقلتها «برس أسوسييشن» أيضا، أيد عمدة المدينة صادق خان شكاوى ناشطي البيئة والسكان بأن التأثير سوف يكون «مدمرا» بالنسبة لجودة الهواء في لندن، ولمائتي ألف شخص يتعرضون لمستويات عالية من ضوضاء الطائرات. وقال خان إن الخطوة «قرار خاطئ»، وإنه سوف يسعى لرد قانوني.
كما تواجه حكومتها التي تتمتع بأكثرية بسيطة تهديدات بالاستقالة من الحزب لبعض الأعضاء مثل المليونير والناشط البيئي زاك غولدسميث، الذي سيفرض انتخابات تكميلية في دائرة ريتشموند بجنوب غربي لندن. وكان قد وعد غولدسميث أنه سيستقيل من الحزب في حالة موافقة الحكومة خططها لبناء مدرج ثالث في «هيثرو». وفي أمس قرر الاستقالة، والوقوف مرشحا مستقلا في دائرته الانتخابية. وقد يخسر الحزب هذا المقعد في حالة انقسام أصوات المحافظين في المنطقة.
وأمس أعطت الحكومة رسميا إشارة البدء لبناء مدرج ثالث لمطار هيثرو في لندن، وذلك رغم المعارضة القوية من سكان المدينة والجماعات المعنية بالدفاع عن البيئة. وكانت خطط بديلة بتوسيع أحد المدرجين الحاليين في «هيثرو» أو بناء مدرج آخر في أحد المطارات الأخرى بلندن قد قوبلت بالرفض.
ونقلت وكالة «برس أسوسييشن»، أمس الثلاثاء، عن وزير النقل كريس غريلينغ وصف الخطوة بأنها «عظيمة حقا». وأضاف: «أشعر بالفخر لأنه بعد أعوام من المشاورات والتأجيل، اتخذت هذه الحكومة قرارا حاسما للحفاظ على مكانة المملكة المتحدة في سوق الطيران العالمية، وتأمين الوظائف وفرص الاستثمار خلال العقد المقبل وما بعده».
وكان قد صرح غرايلينغ لهيئة الإذاعة البريطانية، بأن الحكومة البريطانية ستتخذ قرارا يوم الثلاثاء بشأن المكان الذي سيسمح فيه بتوسيع المطار في جنوب شرقي إنجلترا. وكان من المقرر أن تتخذ الحكومة قرارا بشأن خطط إقامة مدرج جديد للطائرات، إما غرب لندن في «هيثرو»، وهو أكثر مطارات بريطانيا وأوروبا ازدحاما، وإما في غاتويك بجنوب والقريب من لندن. وتجري مناقشات بشأن القرار منذ أكثر من 25 عاما. وقال غرايلينغ لـ«بي بي سي»: «أمامنا قرار صعب بحق.. سيكون هناك قرار يوم الثلاثاء».
وكانت خطط زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار الكائن في غرب لندن قد أعلن عنها للمرة الأولى قبل عقد من الزمان في ظل حكومة سابقة لحزب العمال.
وكانت قد ذكرت صحافية في «بي بي سي»، أن لجنة تضم وزراء بارزين في الحكومة البريطانية بقيادة رئيسة الوزراء تيريزا ماي أيدت أمس الثلاثاء توسيع مطار هيثرو. وقالت لورا كوينسبرغ، محررة الشؤون السياسية في «بي بي سي»، في حسابها على موقع «تويتر»: «أبلغني مصدر بأن (هيثرو) نال الموافقة في اللجنة هذا الصباح». لكنها لم تحدد موافقة الحكومة على أي من الخيارين المتعلقين بـ«هيثرو»، وهما بناء مدرج جديد للطائرات أو توسيع أحد المدرجين الموجودين.
وتنافس «هيثرو» مع مطار غاتويك الأصغر على الحق في التوسع، بعدما أخفقت حكومات متعاقبة في اتخاذ قرار بخصوص بناء مدرج جديد للطائرات، بسبب احتجاجات سياسية وبيئية.
وتقدر تكلفته التوسعة 22 مليار دولار، لتنهي بذلك ترددا استمر 25 عاما بأكثر الخيارات المتاحة طموحا، لتعزيز العلاقات التجارية العالمية في أعقاب التصويت بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وقال غرايلينغ: «هذا قرار كبير في حقيقة الأمر لهذا البلد، ولكنه أوضح إشارة بعد الاستفتاء إلى أن هذا البلد مستعد بشكل واضح جدا للتجارة». لكن صادق خان، رئيس بلدية لندن، قال إن قرار بناء مدرج جديد خطأ، وتعهد بالاستمرار في معارضة المشروع.
ومن المرجح الآن أن يواجه هذا المشروع تحديات قانونية، وسيصوت عليه البرلمان بشكل نهائي خلال عام، مما يعني أنه لا يمكن افتتاح هذا المدرج إلا بحلول 2025 على أقرب تقدير. ويعد هذا أحد أكبر برامج البنية الأساسية في أوروبا بتكلفة 18 مليار جنيه إسترليني.
وكانت دراسة أجرتها لجنة حكومية حول المشروع في 2015 قدرت بـ17. 6 مليار جنيه تكلفة بناء المدرج الجديد، وتتوقع أن تجني منه إيرادات إضافية بقيمة 147 مليارا على 60 عاما، وأن تجد سبعة آلاف وظيفة جديدة بحلول 2050.
ومن المتوقع أن يفقد «هيثرو» تصنيفه باعتباره أكبر مطارات أوروبا لصالح مطار شارل ديغول بباريس بحلول 2020، ومع وجود مدرجين فقط يقتصر عدد رحلات «هيثرو» على 480 ألف رحلة سنويا بالمقارنة مع ما تعرضه مطارات أوروبية منافسة تملك عددا أكبر من المدارج من إمكانية تسيير 600 ألف رحلة سنويا.
وفي بداية هذا الشهر، تظاهر عشرات من المواطنين في إحدى صالات مطار هيثرو احتجاجا على إنشاء مدرج جديد. ويأتي الاحتجاج الذي استلقى خلاله العشرات على الأرض متظاهرين بالموت قبل أسابيع من قرار منتظر لحكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بشأن المكان الذي سيتم فيه بناء مدرج جديد للطائرات.
ويعترض سكان وبعض المشرعين على خطط التوسع في المطارين. واستقطبت الاحتجاجات كثيرا من المشاهير. واستلقى المحتجون على الأرض في الصالة الثانية بمطار هيثرو متظاهرين بالموت، وارتدى كثير منهم كمامات بيضاء، تعبيرا عن تأثير السفر جوا على التغير المناخي ومستويات التلوث.
واستلقت سيدة مرتدية الكمامة بجانب لافتة كتب عليها «ممنوع إقلاع الطائرات.. لا مدارج جديدة». ووفقا لصور نشرت على موقع «تويتر»، شارك آخرون في جولة بالدراجات بالقرب من المطار مرتدين قمصانا حمراء كتب عليها «لا مدرج ثالثا».
كان المطار قد أكد أنه سيمتثل لقرار الحظر على رحلات الطيران الليلية، التزاما بالمعايير الأوروبية لجودة الهواء إذا تمت الموافقة على المشروع.
وأضاف المطار أنه سيلتزم بأحد عشر شرطا وضعتها لجنة المطارات البريطانية، بما في ذلك شرط بشأن جودة الهواء ينص على عدم السماح برحلات جديدة، إلا إذا كانت جودة الهواء لا تنتهك الحدود التي وضعها الاتحاد الأوروبي.



الإرهاب يؤرّق العالمَ في أعياد الميلاد

يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

الإرهاب يؤرّق العالمَ في أعياد الميلاد

يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)

أطلَّ الإرهاب بوجهه مجدداً في أكثر من قارة وتحت أكثر من سبب، مع اقتراب أعياد نهاية السنة الميلادية؛ ففي وقت كُشف فيه أنَّ الاستخبارات الأسترالية سبق لها أن حقَّقت في ارتباط أحد منفذي هجوم شاطئ بونداي في سيدني بتنظيم «داعش»، أعلن هذا التنظيم المتطرف مسؤوليتَه عن هجوم على قوات الأمن السورية بمعرة النعمان في محافظة إدلب، غداة هجوم آخر تسبب في مقتل 3 أميركيين، ونفذه عضو «متطرف» في الأمن العام السوري.

وأفيد أمس بأنَّ منفذي هجوم سيدني الذي أوقع 15 قتيلاً خلال احتفال يهودي؛ هما ساجد أكرم وابنه نافيد أكرم، في وقت كشفت فيه هيئة الإذاعة الأسترالية أنَّ الاستخبارات حقَّقت قبل 6 سنوات في صلات نافيد بـ«داعش». وتزامناً مع ذلك، وصف والدا أحمد الأحمد، السوري الذي صارع نافيد وانتزع منه سلاحه خلال هجوم سيدني، ابنهما، بأنَّه بطل.

وأعلن «داعش» أمس، مسؤوليته عن قتل 4 عناصر أمن سوريين بهجوم في محافظة إدلب، ما يشير إلى أنَّه يحاول إحياء نشاطه في سوريا.

وفي لوس أنجليس، أعلنت السلطات اعتقال 4 أشخاص يُشتبه في أنَّهم أعضاء في جماعة متطرفة، يُعتقد أنَّهم كانوا يخططون لتنفيذ تفجيرات منسقة في ليلة رأس السنة بكاليفورنيا. وأشارت وكالة «أسوشييتد برس» إلى أنَّ الشكوى الجنائية ضدهم ذكرت أنَّهم أعضاء في فصيل منشق عن جماعة مؤيدة للفلسطينيين. (تفاصيل ص 3)


الشرطة: العثور على علمين لـ«داعش» داخل سيارة منفذي هجوم سيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
TT

الشرطة: العثور على علمين لـ«داعش» داخل سيارة منفذي هجوم سيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الثلاثاء إن الهجوم على حشد كان يحتفل بعيد حانوكا اليهودي على شاطئ بوندي في سيدني يبدو أنه «مدفوع بأيديولوجية تنظيم داعش».

وقالت الشرطة الأسترالية الثلاثاء إن السيارة التي استخدمها المسلحان اللذان يشتبه في تنفيذهما الهجوم على شاطئ بوندي، وهما رجل وابنه، كانت تحتوي على علمين لتنظيم داعش بالإضافة إلى قنابل. وأوضح مفوض شرطة نيو ساوث ويلز مال لانيون لصحافيين، أن السيارة التي عُثر عليها قرب شاطئ سيدني مسجلة باسم الابن وتحتوي على «علمين محليي الصنع لتنظيم داعش» بالإضافة إلى عبوات ناسفة.

وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصا في عملية إطلاق نار جماعي استهدفت احتفالا يهوديا بعيد حانوكا على الشاطئ الشهير مساء الأحد. ووصفت السلطات الهجوم بأنه عمل إرهابي معادٍ للسامية، لكنها لم تقدم حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول الدوافع الأعمق للاعتداء.

من جهتها أكدت إدارة الهجرة في مانيلا الثلاثاء أن الرجل وابنه اللذين كانا وراء واحدة من أكثر عمليات إطلاق النار الجماعي دموية في أستراليا، أمضيا نوفمبر (تشرين الثاني) بأكمله تقريبا في الفلبين حيث دخل الأب البلاد بصفته «مواطنا هنديا». ووصل ساجد أكرم وابنه نافيد في 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، وكانت مقاطعة دافاو الجنوبية مدرجة كوجهتهما النهائية.وقالت الناطقة باسم إدارة الهجرة دانا ساندوفال لوكالة الصحافة الفرنسية «وصل ساجد أكرم (50 عاما) وهو مواطن هندي، ونافيد أكرم (24 عاما)، وهو مواطن أسترالي، إلى الفلبين معا في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025 من سيدني، أستراليا»، مضيفة أنهما غادرا البلاد في 28 نوفمبر (تشرين الثاني).

إلى ذلك، قدم ألبانيزي الثلاثاء أحد التلميحات الأولى بأن الرجلين جُنّدا قبل ارتكاب «مذبحة جماعية»، وقال «يبدو أن ذلك كان مدفوعا بأيديولوجية تنظيم داعش... الأيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد والتي أدت إلى أيديولوجية الكراهية هذه، وفي هذه الحالة، إلى الاستعداد للانخراط في القتل الجماعي».

وأوضح ألبانيزي أن نافيد أكرم البالغ 24 عاما لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 «بسبب صلته بآخرين» لكن لم يُعتبر تهديدا وشيكا وقتها. وأشار إلى أنه «تم توجيه الاتهام إلى اثنين من الأشخاص الذين كان على صلة بهم وأودعا السجن، لكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصا محل اهتمام».

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد البالغ 50 عاما وتقتله. أما نافيد الذي أصيب برصاص الشرطة فنقل إلى المستشفى حيث يرقد في حالة حرجة.


زيلينسكي: مواقفنا مختلفة مع الأميركيين بمسألة الأراضي في محادثات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي: مواقفنا مختلفة مع الأميركيين بمسألة الأراضي في محادثات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن مسألة الأراضي لا تزال قضية شائكة في محادثات السلام لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنه عبّر عن اعتقاده أن الولايات المتحدة ستساعد كييف في التوصل إلى حل وسط.

وأضاف في حديثه للصحافيين في برلين أن أوكرانيا مستعدة للعمل العادل الذي يؤدي إلى اتفاق سلام قوي، وأن مفاوضي كييف سيواصلون التحدث إلى نظرائهم الأميركيين، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يعقدان مؤتمراً صحافياً في المستشارية ببرلين 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

«قضايا معقّدة»

وتحدث الرئيس الأوكراني عن موقفين «مختلفين» بين بلاده والولايات المتحدة حول إمكان تنازل كييف عن أراضٍ لموسكو بهدف إنهاء الحرب.

وقال زيلينسكي إثر اجتماع بين مفاوضين أوكرانيين وأميركيين في برلين «هناك قضايا معقدة، خصوصاً تلك المتصلة بالأراضي... فلنقل بصراحة إن مواقفنا لا تزال مختلفة».

وأكد زيلينسكي أن المحادثات بين مفاوضي السلام الأميركيين والأوكرانيين لم تكن سهلة، لكنها كانت مثمرة، وإن روسيا تستخدم هجماتها على أوكرانيا كوسيلة ضغط في تلك المحادثات.
وأضاف زيلينسكي أنه لم تَسلَم محطة طاقة واحدة في أوكرانيا من الضربات الروسية على منظومة الطاقة في البلاد

«إحراز تقدم حقيقي»

من جهته، أعلن كبير المفاوضين الأوكرانيين في المحادثات مع الولايات المتحدة حول الخطة الهادفة إلى إنهاء الحرب مع روسيا، الاثنين «إحراز تقدم حقيقي»، وذلك إثر الاجتماع المغلق في برلين.

وكتب رستم عمروف على منصة «إكس» أن «المفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة كانت بناءة ومثمرة، مع إحراز تقدّم حقيقي. نأمل أن نتوصل إلى اتفاق يقرّبنا من السلام بحلول نهاية هذا اليوم».

لكن المكتب الإعلامي لرستم عمروف عاد وأوضح للصحافيين أنه من غير المتوقع التوصل لأي اتفاق، الاثنين، وأن المقصود هو أنه «يأمل في مواءمة مواقفه» مع موقف الوفد الأميركي.

وقال عمروف إن الموفدين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر «يعملان بشكل بنَّاء جداً لمساعدة أوكرانيا في إيجاد طريق نحو اتفاق سلام دائم».

جاريد كوشنر (يمين) صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف (يسار) يغادران فندق أدلون في برلين في 15 ديسمبر 2025 لحضور اجتماع في المستشارية لإجراء محادثات حول كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية (أ.ف.ب)

«ضمانات أمنية قوية»

إضافة إلى ذلك، قالت الولايات المتحدة، الاثنين، إنها عرضت على أوكرانيا ضمانات أمنية قوية أشبه بما يوفّره حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأبدت ثقة بأن روسيا ستقبل بذلك، بينما وصفته واشنطن بأنه اختراق على مسار إنهاء الحرب.

ووصف مسؤولون أميركيون المحادثات التي استمرت ساعات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في برلين بأنها إيجابية، وقالوا إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيتصل في وقت لاحق، الاثنين، بكلّ من زيلينسكي والأوروبيين للدفع قُدماً بالاتفاق.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقي مع المفاوضين الأميركيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والقائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال أليكسوس غرينكويتش من القوات الجوية الأميركية... في برلين 14 ديسمبر 2025 (رويترز)

ولفت المسؤولون الأميركيون إلى أنه يتعيّن على أوكرانيا أيضاً القبول بالاتفاق الذي قالوا إنه سيوفّر ضمانات أمنية مماثلة للمادة الخامسة من معاهدة حلف «الناتو» التي تنص على أن أي هجوم على أحد الحلفاء يُعد هجوماً على الجميع.

وقال مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته إن «أسس ذلك الاتفاق تستند بشكل رئيسي إلى وجود ضمانات قوية حقاً، على غرار المادة الخامسة (من معاهدة الحلف)، إضافة إلى ردع قوي للغاية» بحجم الجيش الأوكراني.

وأضاف: «تلك الضمانات لن تبقى مطروحة على الطاولة إلى الأبد. إنها مطروحة الآن إذا جرى التوصل إلى خاتمة جيدة».

وسبق أن استبعد ترمب انضمام أوكرانيا رسمياً إلى الحلف الأطلسي، وتماهى مع روسيا في اعتبارها أن تطلعات كييف للانضواء في التكتل هو أحد أسباب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في عام 2022.

خلال المفاوضات الأوكرانية الأميركية بحضور المستشار الألماني فريدريش ميرتس في قاعة مؤتمرات في المستشارية ببرلين 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

«ثقة» بقبول روسي للاتفاق

وأعرب مسؤول أميركي آخر عن ثقته بقبول روسيا بالاتفاق. وقال هذا المسؤول: «أظن أن الأوكرانيين سيقولون لكم، وكذلك سيقول الأوروبيون، إن حزمة البروتوكولات الأمنية هذه هي الأكثر متانة التي اطلعوا عليها على الإطلاق. إنها حزمة قوية جداً جداً».

وتابع: «أعتقد، ونأمل، أن الروس سينظرون إليها ويقولون في قرارة أنفسهم، لا بأس، لأن لا نية لدينا لانتهاكها»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

لكنه شدّد على أن «أي انتهاكات ستُعالَج من خلال حزمة الضمانات الأمنية».

وأقرّ المسؤول الأول بعدم التوصل لاتفاق بشأن الأراضي. ويتحدّث ترمب عن حتمية تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا، وهو ما يرفضه زيلينسكي تماماً.

وقال المسؤول الأميركي الأول إن الولايات المتحدة ناقشت مع زيلينسكي طرح «المنطقة الاقتصادية الحرة» في المنطقة المتنازع عليها عسكرياً في الوقت الراهن.

وأضاف: «أمضينا وقتاً طويلاً في محاولة تحديد ما سيعنيه ذلك وكيف سيُطبَّق. وفي نهاية المطاف، إذا تمكّنا من تحديد ذلك، فسيكون الأمر متروكاً للأطراف لحلحلة القضايا النهائية المتّصلة بالسيادة».

وقاد الوفد الأميركي المفاوض في برلين المبعوث الخاص لترمب ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر.