نادي كبار الطهاة في العالم باستضافة الرئيس الهندي.. ابتداء من اليوم

طهاة الرؤساء وملكة انجلترا.. كلهم في الهند هذا الشهر

أهم طهاة العالم يتجمعون في الهند هذا الشهر بضيافة رئيس البلاد ({الشرق الأوسط})
أهم طهاة العالم يتجمعون في الهند هذا الشهر بضيافة رئيس البلاد ({الشرق الأوسط})
TT

نادي كبار الطهاة في العالم باستضافة الرئيس الهندي.. ابتداء من اليوم

أهم طهاة العالم يتجمعون في الهند هذا الشهر بضيافة رئيس البلاد ({الشرق الأوسط})
أهم طهاة العالم يتجمعون في الهند هذا الشهر بضيافة رئيس البلاد ({الشرق الأوسط})

هذا الشهر ستكون المطابخ الخاصة لكل من الرئيس الأميركي، ورئيس موناكو، وملكة إنجلترا، والمفوضية الأوروبية، والكرملين، والرئيس الفرنسي، والمستشارة الألمانية، والرئيس الهندي، والمجلس المحلي لبكين، وغيرهم بلا مدير لمدة أسبوع، حيث سيتجول رؤساؤها من الطهاة في أنحاء الهند.
للمرة الأولى سيسافر الطهاة، الذين استضافهم البيت الأبيض، وقصر الإليزيه، وفي برلين، وستوكهولم، وأوتاوا، وموناكو من قبل الأمير ألبرت الثاني، وفي روما، وموسكو، وغيرهم من رؤساء الدول الأخرى، في وقت سابق، إلى الهند ليكونوا في ضيافة الرئيس الهندي.
* ما هو نادي كبار الطهاة؟
نادي كبار الطهاة، هو أهم تجمع نخبوي لخبراء الطعام على مستوى العالم، وقد تم تأسيسه في مطعم بول بوكوز، معبد فن تذوق الطعام الأسطوري في «كوولنج أو مون دور» Collonges Au Mont D›or عام 1977 على يدي رجل الأعمال الفرنسي جيل براغارد، الذي يعد بمثابة المعلم بالنسبة إلى الطهاة، وفن الضيافة العالمي.
منذ ذلك الحين، يجتمع كبار الطهاة في دولة مختلفة كل عام، حيث يستكشفون تذوق الطعام المحلي، ويشاركون في عدة أنشطة في مجال الطهي، وبطبيعة الحال يكشفون عن بعض أسرار مطابخهم.
ويعتمد النادي معايير عضوية صارمة، فحتى يتم قبول عضوية الفرد في نادي النخبة، لا بد أن يكون العضو هو الطاهي الشخصي الحالي لرئيس دولة. ولا يتم قبول سوى طاهٍ واحد من كل دولة، باستثناء الصين، حيث إن لها عضوين في النادي.
* من سيزور الهند من نادي كبار الطهاة؟
ستحضر هذا التجمع كريستيتا كامرفورد، من مطبخ البيت الأبيض، وهي واحدة من الطاهيتين الوحيدتين في النادي. وكانت لورا بوش هي من عينت كريستيتا، الطاهية فلبينية المولد، عام 2005، لتعد وجبات العشاء الرسمية، وقوائم الطعام خلال العطلات الرسمية. ومن باريس يأتي الطاهي المخضرم برنارد فوسيان، طاهي القادة الفرنسيين لنحو 40 سنة. كذلك يحضر هذا الحدث مارك فلاناغان، كبير الطهاة في قصر باكنغهام، الذي يقدم للملكة قائمة طعام اليومية المغلفة بالجلد الأحمر، ودو جيانلين، وزو شوانيو، الطاهيان اللذان يعملان لدى الرئيس الصيني شي جين بينغ. كذلك سيأتي طهاة رؤساء إسرائيل، وإيطاليا، وجنوب أفريقيا، وسريلانكا، وغيرها من الدول. سيكون من بين الحضور أولريخ كيرز، طاهي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إضافة إلى طهاة ملوك تايلاند، والدنمارك، والسويد، وإسبانيا.
وسيقوم مونتو سايني، طاهي الرئيس الهندي، بدور المضيف. ويعد سايني، البالغ من العمر 31 عامًا، هو أصغر أعضاء النادي. سيقوم خمسة من هؤلاء الطهاة، ومن بينهم مونتو سايني، طاهي الرئيس الهندي، بطهي عشاء خيري سيقام في فندق الـ«إمبيريال». وسيتم تخصيص عائد هذا العشاء لتمويل أعمال خيرية إنسانية في الهند.
وقال جيل براغارد، رجل الأعمال الفرنسي، الذي زار دلهي أخيرا للتفاعل مع وسائل الإعلام: «يأتي الرؤساء ويرحلون، بينما يبقى الطهاة». ويلتقي أعضاء النادي للمرة الأولى في الهند خلال الفترة من 23 إلى 28 أكتوبر (تشرين الأول) . وسوف يتم بسط السجاد الأحمر في منزل الرئيس الهندي لاستقبال الرجال والنساء الذين يصنعون السحر والأعاجيب في مطابخ العالم المهمة. مع ذلك لن يكون العمل هو كل ما ينتظر الطهاة، حيث سيسافرون إلى أغرا، وجايبور، وسيتم دعوتهم لتناول الشاي مع الرئيس الهندي براناب مخرجي.
وقال مخرجي: «إنها طريقة لجعلهم يشعرون لمدة أسبوع بما يشعر به رؤساء الدول، الذين يخدمونهم، وليسترخوا بعد العمل الشاق الذي يقومون به طوال العام».
* الطعام والدبلوماسية
ما أهمية الطعام بالنسبة للدبلوماسية؟ لا يمكن للمرء أن يتجاهل دور تذوق الطعام في السياسة، ويدرك أهمية الطعام في الوصول إلى حسن المعاملة على حد قول براغارد خلال مؤتمر صحافي في الهند. وصرح خلال المؤتمر قائلا: «يلعب تذوق الطعام دورًا سياسيًا مهمًا. السياسة تفرق الرجال، في حين توحدهم طاولات الطعام. والطهاة هم أفضل دبلوماسيين».
الأكلات الفاخرة هي ما تحرك السياسة العالمية حاليًا. وأشار براغارد إلى أنه يتم مناقشة الاتفاقيات في الغرف الهادئة، وخلف الأبواب المغلقة، بينما عادة ما تتم إقامة الروابط الحقيقية على موائد الطعام. وأضاف قائلا: «الأمر يصدق كذلك على رؤساء الدول وأسرهم، فالمأكولات والمشروبات الجيدة تجمع الناس». وأوضح أن الطعام الجيد يقدم إلى النخبة من الزوار، وكذلك يعد تأكيدا على ما تتمتع به الدولة المضيفة من حسن ضيافة، وكذلك على قوتها.
* عادات الطعام لدى قادة العالم
رغم محاولات وسائل الإعلام لمعرفة عادات الطعام الغريبة لقادة العالم، عادة ما يحافظ الطهاة على ما يعرفونه من أسرار. ففي النهاية، كما يذكر براغارد: «لا يريد قادة العالم أن يعرف الناس أطباقهم المفضلة، خوفًا من إطعامهم الصنف نفسه في كل مرة، وهو أمر يبعث على السأم».
مع ذلك تمكن براغارد من معرفة بعض الأسرار، حيث لا يعلم سوى قليل من الأفراد حول العالم أن المستشارة الألمانية تحب الذهاب إلى باريس بسبب عشقها للمطبخ الفرنسي، وأنه من الأفضل تفادي تقديم الخرشوف إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وقد منع نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، دخول الجبن إلى قصر الإليزيه، بينما يعد حب هولاند لمنتجات الألبان أمرًا معروفًا.
من الأسرار الأخرى تنوّع أذواق أفراد الأسر المالكة، وزيارة ألبرت الثاني، أمير موناكو، للمطبخ كل صباح ليمنح موافقته على الوجبات، ويقدم خضراوات حديقته العضوية من مسقط رأسه خارج مونت كارلو، في حين أن الملكة إليزابيث الثانية، تفضل طبق الفواغرا، بينما تبتعد زوجة حفيدها، كيت ميدلتون، عن مثل هذه الأطعمة الغنية بالدهون.
تحتاج المهمة إلى أن يحافظ الطاهي على سرية وخصوصية القائد في كل الأوقات. وأضاف: «هناك مخاطر من الكشف عن الكثير، فقد كشف طاهي جاك شيراك، الرئيس الفرنسي الأسبق، ذات مرة عن حب الرئيس للحم العجل، وكانت النتيجة أنه أينما كان يذهب الرئيس، كان يتم تقديم رأس عجل له. وعلى الجانب الآخر، عندما كشف بوش عن مدى كرهه للبروكلي، شعر المزارعون بالغضب الشديد».
* هل لا يزال هناك متذوقو طعام لقادة العالم؟
هناك متذوقون معينون، لكن لا توجد وظيفة مختبر طعام رسمية إلا في الكرملين فقط، ومن مهام الوظيفة تناول جزء من الطعام المقدم إلى الرئيس الروسي، والتأكد من عدم التلاعب فيه بأي شكل من الأشكال.
وليس هذا من المستغرب، فقد كان لدى جورج بوش عميلان سابقان من مكتب التحقيقات الفيدرالي في مطابخ البيت الأبيض. يبدو أن القادة الأميركيين يشكون بشكل خاص في الطعام غير الأميركي، بينما يترك قادة العالم الآخرون معداتهم في أيدي طهاتهم.
ويحظى الطهاة، الذين يتعاملون يوميًا مع صناع القرار في العالم، بثقة أصحاب العمل المطلقة.
مع ذلك يتجاوز الأمر النميمة، حيث يحاول براغارد وسايني رسم صورة لشكل الحياة بالنسبة إلى أعضاء نادي كبار الطهاة الذين يتعاملون مع السيدات الأول، وأبناء القادة، ومتذوقي الطعام، ومختبريه. ويتم فحص الطهاة أمنيًا من قبل أجهزة الاستخبارات، ويقومون بالطهي للحيوانات الأليفة للرؤساء الزائرين.
وأوضح ماتشيندرا كاستور، الطاهي التنفيذي السابق في منزل الرئيس الهندي وعضو نادي كبار الطهاة، كيف مثّل الهند عندما ذهب إلى البيت الأبيض، ومقرّ الأمم المتحدة، عام 2013، وطهى بشكل خاص للملكة إليزابيث الثانية أثناء زيارته إلى قصر باكنغهام. ولأنه طهى مرتين لباراك أوباما، أعد كاستور طبقًا خاصًا من لحم الضأن يسمى «ران العلي شان» في إحدى المآدب الرسمية، حيث كان يعلم جيدًا مدى حب الرئيس الأميركي للحم.
وبينما عاد إلى آشوك في دلهي، حيث بدأ حياته المهنية، لا يزال يتذكر ماضيه في عالم الرؤساء باستمتاع. ويقول: «أكثر العمل كان خلال أيام المآدب الرسمية، والمراسم المختلفة، لكن التحدي الحقيقي كان يتمثل في أيام مثل 15 أغسطس (آب)، و26 يناير (كانون الثاني)، حين كان الرئيس يدعو إلى حفلات منزلية يحضرها نحو 3 آلاف شخص من علية القوم من مختلف أنحاء العالم. ويتولى تنظيم هذه الحفلات طاقم عمل دائم يتكون من 10 إلى 12 طاهيًا».
* ما شكل قائمة الطعام التي سيقدمها الطهاة؟
سيكون لها نكهة المطبخ الهندي، وروح ثقافة البلاد المتقدة بالحيوية. وقال مونتو سايني: «سوف أتولى أمر الأطباق الرئيسية، بينما سيعد طاهي الرئيس أوباما الحساء. سوف تكون قائمة الطعام متوازنة، وأتشوق لرؤية النتيجة النهائية». وينتوي سايني تقديم كل شيء من طبق «غول غاباس»، و«تشات»، وغيرها من الأطباق الهندية المعقدة إلى نظرائه الدوليين. وكل المنتجات الزراعية المستخدمة في كل تلك الأطباق محلية.
* ما هو شعور من يقف أمام الموقد، الذي يتم طهي الطعام عليه، لبعض من أكثر شخصيات العالم نفوذًا؟
قال سايني: «أن تكون طاهي رئيس أمر مختلف للغاية، لأنك في هذه الحالة لا تبيع الطعام، مثلما تفعل في المطاعم، بل يكون التركيز هنا على الخدمة التي يجب أن تخلو من أي خطأ».
وأشار سايني إلى أن وظيفة طاهي رئيس دولة قد تكون مسببة للتوتر والضغوط النفسية. وتحدث عن الأزمة، التي وقعت خلال مأدبة في القمة الهندية - الأفريقية، التي حضرها 400 ضيف، التي كانت تعد أكبر مأدبة عشاء يقيمها الرئيس في مقرّ إقامته. وكانت الأزمة هي أن قدم الخادم، الذي كان يحمل الحلوى في أكواب زجاجية صغيرة، قد انزلقت على الدرج فسقطت من يديه الصينية. وكانت تعد أزمة لأن أهم شيء في مآدب الدولة الرسمية هو الإدارة، والتوقيت الدقيق. لا يجب أن يحدث أي خطأ، ويجب أن تعقب الخطوة الأخرى كما هو مخطط، فالأمر يتعلق بالكرامة الوطنية. لحسن الحظ كان هناك بعض الحلوى المتبقية، رغم أن هذا الأمر قد أدى إلى التأخير والتعطيل بحسب ما قال سايني، الذي يرأس فريقًا مكونًا من 40 طاهيًا، ويشرف على كل وجبة، أو مشروب، أو وجبة خفيفة في مقر الإقامة الرسمي للرئيس الهندي.



شيف كندي يحصد «جائزة جورماند» العالمية في «مهرجان الطعام السعودي»

الشيف الكندي جو ثوتونغال مستعرضا إحدى وجباته (السفارة الكندية) بالرياض
الشيف الكندي جو ثوتونغال مستعرضا إحدى وجباته (السفارة الكندية) بالرياض
TT

شيف كندي يحصد «جائزة جورماند» العالمية في «مهرجان الطعام السعودي»

الشيف الكندي جو ثوتونغال مستعرضا إحدى وجباته (السفارة الكندية) بالرياض
الشيف الكندي جو ثوتونغال مستعرضا إحدى وجباته (السفارة الكندية) بالرياض

عبر الشيف الكندي جو ثوتونغال من أصول هندية، والذي حصد «جائزة جورماند» عن كتاب My Thali يوم الجمعة الماضي في «مهرجان الطعام السعودي» الذي أقيم مؤخراً في الرياض، عن ذهوله بثراء التراث الطهوي الغني للسعودية.

وأفصح السفير الكندي لدى السعودية جان فيليب لينتو، لـ«الشرق الأوسط»: عن فخره برؤية مواهب الطهي الكندية معترفاً بها في السعودية، مضيفاً أن التنوع الكندي يغذي الابتكار في الطهي، كما أن جودة المنتجات الكندية تخلق نكهات تجمع الثقافات معاً.

وقال الشيف ثوتونغال، لـ«الشرق الأوسط»: «أقوم بزيارة هيئة فنون الطهي السعودية في الرياض كجزء من رحلتي لحضور مهرجان الطعام السعودي 2025 وحفل توزيع جوائز جورماند (الأفضل على مدار 30 عاماً)».

وأضاف ثوتونغال: «هذه هي المرة الثانية التي أحضر فيها مهرجان الطعام السعودي، وباعتباري طاهياً، فهي فرصة ثمينة لاستكشاف التراث الطهوي الغني للسعودية. أنا مهتم بشكل خاص بمعرفة المطبخ الأصيل لمختلف المناطق، بالإضافة إلى إنتاج زيت الزيتون والعسل في المملكة».

الشيف الكندي جو ثوتونغال يحضر لاحدى الوجبات الشهية (السفارة الكندية) بالرياض

ولفت إلى أن حفل توزيع جوائز جورماند الدولية يجمع مؤلفي كتب الطبخ الملهمين من جميع أنحاء العالم، مبيناً أنها منصة رائعة للتواصل مع المتخصصين ذوي التفكير المماثل، وتبادل الأفكار، واكتشاف المأكولات والثقافات المتنوعة، حيث يمثل هذا الحدث دائماً مصدراً رائعاً للتحفيز والإلهام الإبداعي بالنسبة لي.

وتابع الشيف الكندي: «إذا كنت سأوصي بأطباق ليجربها الضيوف السعوديون، فسأبدأ بشرائح لحم الضأن من كيرالا من كتاب الطبخ كوكونت لاجون. السعوديون لديهم حب عميق للحم المشوي، وهذا الطبق يربط بين عوالم الطهي لدينا بشكل جميل. يضيف التتبيلة على طريقة ولاية كيرالا - المعطرة بالبهارات وجوز الهند ولمسة من الحرارة - طبقات من التعقيد دون التغلب على الثراء الطبيعي للحوم».

الشيف الكندي جو ثوتونغال يحضر لاحدى الوجبات الشهية (السفارة الكندية) بالرياض

وأضاف: «أود أن أقدم لهم سلطة الحمص الأسود، حيث يُستخدم الحمص على نطاق واسع في المطبخ السعودي، لكن الحمص الأسود (كالا شانا) يقدم تجربة مختلفة أصغر حجماً وأكثر صلابة وأكثر نكهة بشكل مكثف من الحمص الأبيض. تُظهِر هذه السلطة الممزوجة بالبهارات وعصير الليمون وبعض الخضار المقطعة كيف يمكن تحويل المكونات المألوفة من خلال عدسة النكهات الساحلية في ولاية كيرالا».وقال ثوتونغال أيضاً: «لأن الأسماك الطازجة هي جوهر تقاليد الطعام السعودية، فإنني أوصي بطبق البلطي المقلي من ماي ثالي. مع تتبيلة التوابل النابضة بالحياة واللمسة النهائية المقرمشة، يعد هذا الطبق بمثابة تذكير بأن المأكولات البحرية لا ينبغي أبداً أن تكون لطيفة. فهو يجمع بين الروائح العطرية الجريئة والحرارة اللطيفة والمذاق النظيف للأسماك الطازجة، وهي نكهات أعتقد أن الأذواق السعودية ستقدرها حقاً». وتابع: «تحتفل هذه الأطباق معاً بالحب المشترك بين ثقافتينا للتوابل الجريئة والمكونات الطازجة والأطعمة التي تحكي قصة».


مدونة الطعام أناستازيا اكتشفت بلاد الأرز فوقعت في حبّها

في مدينة بعلبك خلال جولاتها في مناطق لبنان (إنستغرام)
في مدينة بعلبك خلال جولاتها في مناطق لبنان (إنستغرام)
TT

مدونة الطعام أناستازيا اكتشفت بلاد الأرز فوقعت في حبّها

في مدينة بعلبك خلال جولاتها في مناطق لبنان (إنستغرام)
في مدينة بعلبك خلال جولاتها في مناطق لبنان (إنستغرام)

«غايد. إل بي» هو عنوان الصفحة الإلكترونية التي تطل منها مدونة الطعام أناستازيا باكوموفسكايا على وسائل التواصل الاجتماعي، وتنشر فيها انطباعاتها حول بلاد الأرز. فقد استكشفت لبنان منذ سنوات قليلة ووقعت في حبّه.

وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «لقد زرت أكثر من 50 بلداً حول العالم. ولكن قلبي وقع في حب لبنان، فشعرت وكأنه بمثابة بيتي وعائلتي».

منذ تلك اللحظة قررت آنا كما تحب أن يناديها المقربون منها، أن تدوّن كل ما يتعلّق بميزة أطباق لبنان ومطبخه ومطاعمه. لذلك نراها تتجول بين مختلف المناطق وتنقل منها كل ما يلفتها في عالم الطعام. بالنسبة لها، فإن لبنان يتمتع بطبيعة ساحرة. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أغرمت بأهله وبطقسه المعتدل، وكذلك بأطباق طعامه اللذيذة والشهية. فليس هناك من مطبخ آخر ينافسه برأي، لأنه متنوع وصحي في آن».

أناستازيا في صورة تحكي فيها عن الخبز "المرقوق" (انستغرام)

وعن أطيب الأكلات التي تحب تناولها في لبنان، تقول: «أحب كثيراً تناول طبق الملوخية، وكذلك طبق الـ(شيش برك) باللبن والنعناع اليابس. أما في مجال الحلويات فلا شيء يضاهي طعم ونكهة الكنافة بالجبن».

بدأت قصة أناستازيا مع لبنان منذ نحو 6 سنوات. زارته نظراً لنصيحة أحد الأصدقاء لكونه من البلدان الجميلة جداً. «لم أتوقّع أن يكون بهذا الجمال من عدة نواحٍ. لذلك قررت الإقامة فيه، وصرت اليوم باحثة نهمة عن كل تفصيل يتعلّق بمطبخه».

أناستازيا الروسية الجنسية تجد نقاط تشابه قليلة بين أطباق بلادها وتلك الخاصة بلبنان. وتقول: «هناك أطباق مثل الملفوف المحشو باللحم. وكذلك قطع العجين باللحم المعروفة بالـ(سمبوسك). فهي تشبه أصناف طعام موجودة في بلادنا. ولكن عندنا تحضّر من خلال وضعها في مياه مغلية فقط. فنتناولها إثر نضجها بهذه الطريقة وليس بتقنية الطهي اللبنانية نفسها».

تحب التجوّل في شوارع بيروت (إنستغرام)

لا تتحمس كثيراً لافتتاح مطعم روسي في لبنان. «أعلم تماماً بأنه ليس في لبنان مطعم روسي مع الأسف. أحياناً، أفكر في افتتاح واحدٍ لتعريف اللبنانيين على أطباقنا. ولكن لا أتوقع له النجاح لأن مطبخنا يرتكز على الأطعمة الدسمة والساخنة جداً، فتغيب عنه السلطات والأكلات الخفيفة. فبلدي يقع في منطقة قطبية باردة جداً، فيما لبنان الواقع على البحر المتوسط يفضّل أهله الطعام الـ(لايت) والطازج».

وتستطرد: «ربما أفتتح مطعماً يقدم الأكلات الروسية واللبنانية. وبذلك أجلب روسيا إلى بيروت لمن لم يزرها بعد».

جالت أناستازيا في البترون كما في بيروت وزغرتا والجنوب. «لفتني جداً مطعم (جورجينا) وتديره النساء في بلدة زغرتا. يحضرن الطعام في حديقة غنّاء في الهواء الطلق. صحيح أن موقع المطعم يبعد عن العاصمة، ولكن أطباقه تستأهل قطع هذه المسافة الطويلة».

تعترف أناستازيا بمواجهتها تحديات كثيرة في إقامتها الأولية في بيروت. «لم أكن أعرف تفاصيل كثيرة عن يوميات هذا البلد، وما زلت أتعلم من أخطائي وأتأقلم أكثر».

تهوى آنا مقاهي لبنانية عديدة وتصفها بالرائعة. مضيفة: «هناك عدد كبير منها في مناطق الجميزة ومار مخايل والصيفي، وجميعها تراعي أذواق الناس على اختلافها. أنا مثلاً أحب مقهى (سيب) و(لوفانت) في الجميزة. فهما يتيحان لروادهما الاستمتاع بفنجان قهوة صباحي يضاهي بطعمه أهم المقاهي في العالم. خصوصاً إذا ما تناولناه مع قطعة حلوى لبنانية».

تصف لبنان بالبلد الساحر الذي وقعت في حبّه (إنستغرام)

وماذا عن المطعم الذي يقدم أطيب الأطباق اللبنانية بنظرها؟ تردّ بحماس: «أعدّ مطعم (ام شريف) هو الأهم، ويتميز بكونه يقدم الأطباق اللبنانية الأصيلة بنكهاتها التراثية».

تجري أناستازيا مقارنة سريعة بين بيروت وعواصم عربية أخرى. «زرت دولة الإمارات العربية، دبي مثلاً، ولكنني فضّلت لبنان عليها من نواح مختلفة. فلبنان بلد دافئ، مرت عليه حضارات كثيرة. وهو ما ألّف عنده هذا المزيج من الثقافات. ولكنني من ناحية ثانية أتوق لزيارة المملكة العربية السعودية. ففي السنوات الأخيرة شهدت تبدلاً وانفتاحاً كبيرين. وأتمنى أن أزور مناطق الرياض والعلا وغيرها لأكتشف تاريخ هذه البلاد وجمال حضارتها العربية الأصيلة».

ترفق المدونة الروسية منشوراتها مرات بأغانٍ لفيروز. وفي أحيان أخرى تدأب على نقل أجواء السهر في العاصمة. ولا تتوانى عن نشر مقاطع مصورة من يومياتها خلال تجولها في بيروت. وتقول: «أحب منطقة المنارة والروشة. ومن خلال حواراتي مع اللبنانيين صرت اليوم أجيد التحدث بالعربية. فشعب لبنان محب وقريب إلى القلب».

تزوّد أناستازيا متابعها بعناوين مطاعم ومقاهٍ وأماكن سياحية تحلو زيارتها من وقت لآخر. ومرات تضيف إليها معلومة مفيدة تحكي فيها عن ميزات لبنان. وتعلق: «تخيلي مثلاً أنني عرفت مؤخراً، بأن هناك منازل قديمة يعود تاريخها إلى 400 سنة خلت تقع على شاطئ البحر. وبينها (بيت البحر) للضيافة في منطقة طبرجا».

وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «الطبخ في لبنان فن، وأتمنى يوماً ما أن أجيد تقنية الطبخ اللبناني. فأصبح ضليعة في معرفة الأطباق اللبنانية من ألفها إلى يائها».


كيف وأين تتناول طعاماً رائعاً وبأسعار مناسبة حول العالم؟

ديكور مطعم فلوريج الجميل (الشرق الاوسط)
ديكور مطعم فلوريج الجميل (الشرق الاوسط)
TT

كيف وأين تتناول طعاماً رائعاً وبأسعار مناسبة حول العالم؟

ديكور مطعم فلوريج الجميل (الشرق الاوسط)
ديكور مطعم فلوريج الجميل (الشرق الاوسط)

ليس بالضرورة أن تنفق ثروة في تجربة مطعم رائد عالميّاً: إحدى طرق لتحقيق ذلك هي اختيار قائمة الغداء، التي غالباً ما تكون نسخة أقصر وأقل تكلفة من قائمة تذوق الطعام المسائية. والخيار الآخر هو اختيار مكان يقدم قائمة طعام انتقائية وقت الغداء، مما يجعلك أنت المتحكم في حجم إنفاقك. استكشف وجهات تناول الطعام الرائعة بقيمة مناسبة التي ظهرت في قوائم أفضل 50 مطعماً في العالم.

«فلوريلج» - طوكيو

يقع هذا المطعم في أطول مبنى بطوكيو، وتُعتبر قائمة تذوق الغداء ذات اللمسات الفرنسية، التي يقدمها الشيف هيروياسو كاواتي، واحدة من أفضل الخيارات من حيث القيمة في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025. في غرفة طعام ذات إضاءة خافتة، يتشارك الضيوف طاولة واحدة تتسع لـ16 مقعداً، امتثالاً لمفهوم «طاولة المضيف» الخاص بكاواتي، والمصمم لتشجيع الحوار حول الطعام. تركز القائمة على المكونات النباتية، باستخدام المكونات المحلية لخلق طابع ياباني مميز إلى جانب البراعة الفرنسية الكلاسيكية المكتسبة من فترة عمل كاواتي في مطعم «لو جاردان دي سانس» الفرنسي في مونبلييه.

الغداء في سيبتيم بباريس أرخص من العشاء (الشرق الاوسط)

«سيبتيم» - باريس

سوف تحتاج إلى التنظيم الجيد إذا أردتَ حجز طاولة في «سيبتيم»: يتم إصدار الحجوزات قبل ثلاثة أسابيع وتُحجز بسرعة في الغالب. ومع قائمة تذوق متعددة الأطباق بسعر معقول كهذه، فمن السهل أن نفهم السبب. هذا المطعم، الذي احتل المرتبة 40 في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025، هو مطعم بأسلوب «النزعة الصناعية الجديدة»، ويديره الشيف بيرتراند غريبو الذي تحوَّل من مصمم غرافيك إلى شيف، وقد أسر رواد المطعم لأكثر من عقد من الزمان، مقدماً فن الطبخ الفرنسي العصري والمبدع. توقع أطباقاً موسمية تعتمد على المكونات الطازجة مع لمسات عالمية - على سبيل المثال، الهليون الأبيض مع صلصة «البوليت» وصلصة «إكس أو»، وليمون ماير المحفوظ، أو توستادا سمك السلمون المرقط مع الورد والشمندر.

«لا كولومب» - كيب تاون

اجتذبت قوائم تذوق «لا كولومب» ذات الأسعار الجيدة اهتمام العالم، مما أكسب هذا المطعم الأشبه ببيت الشجرة المرتبة 55 في التصنيف الموسَّع لأفضل مطاعم العالم لعام 2025. يقع المطعم على قمة ممر «عنق كونستانتيا» الجبلي في مزرعة «سيلفرميست» للنبيذ العضوي، حيث ستستمتع بمناظر خلابة عبر الوادي، جنباً إلى جنب مع ثمانية أطباق من إبداع الشيف جيمس غاغ وفريقه. ترتكز الأطباق على التقنية الفرنسية وتتميز بلمسات آسيوية، مع الاعتماد بشكل كبير على المنتجات المحلية والموسمية وتقديم الأطباق بأسلوب متقن والكثير من العروض التقديمية على الطاولة.

«سيليلي» - كارتاخينا

يلتزم الشيف خايمي رودريغيز بإضفاء الطابع الديمقراطي على الطهي القائم على البحث. في عام 2021، قرر التوقف عن تقديم قوائم تذوق الطعام في مطعم «سيليلي»، الذي احتل المرتبة 48 في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025. وبدلاً من ذلك قدم قائمة طعام انتقائية تحتفي بالتنوع البيولوجي وثقافة الطهي لمنطقة الكاريبي الكولومبية. بناء على تجارب مكثفة التقى فيها بالشعوب الأصلية ووثق الوصفات، تتميز قائمة «سيليلي» بمكونات نادرة مثل الأوريخيرو (بذور الأشجار التي غالبا ما تُصنع منها عجينة حلوة) والجومبالي (فاكهة برية)، بالإضافة إلى أطباق تحتوي على زهور الكاريبي، وأوراق اليوكا، وشوكولاتة لا سييرا نيفادا دي سانتا مارتا.

من أطباق ماسك (الشرق الاوسط)

«ماسك» - مومباي

«ماسك» هو أول مطعم في مومباي يقدم تجربة قائمة تذوق متعددة الأطباق، وقد أكسبه سعيه المتطور باستمرار لإعادة ابتكار فن الطهي الهندي الكلاسيكي المرتبة 68 في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025. يدير الشيف فارون توتلاني المطعم، الذي يتخذ من منطقة مصانع النسيج الصناعية السابقة في مومباي مقراً له. تتغير قائمة التذوق المكونة من 10 أطباق حسب المواسم، وتتميز بالمنتجات التي يتم الحصول عليها من المزارعين المحليين ومن رحلات البحث عن الطعام البري. يهدف توتلاني إلى تغيير تصورات رواد المطعم عن المطبخ الهندي، مسلطاً الضوء على مكونات غير معروفة خارج النطاق المحلي للغاية، مثل الحنطة السوداء، والتوت البري.

«كول» - لندن

عندما افتتح سانتياغو لاسترا مطعم «كول»، أراد أن يتبنى تحدي ابتكار المطبخ المكسيكي في مناخ لا تنمو فيه المكونات التقليدية.

لن يجد رواد المطعم الأفوكادو، أو الليمون، أو الصبار في القائمة - بدلاً من ذلك، أسفر بحث لاسترا المكثف عن بدائل من المملكة المتحدة مثل الكرنب الساقي، ونبق البحر، وعنب الثعلب المخمر، والأعشاب البحرية. احتل مطعم «كول» المرتبة 47 في قائمة أفضل مطاعم العالم لعام 2025، ويستورد فقط الذرة والشوكولاتة والفلفل الحار من المكسيك، في حين تتبنى القائمة نهجاً بريطانياً موسمياً للغاية مستلهماً من ذكريات لاسترا عن المكسيك. وعلى الرغم من أن أغلب الأطباق تتغير باستمرار، ستجد دائماً طبق المطعم الشهير وهو تاكو الروبيان مع الفلفل الحار المدخن، والملفوف المخلل، ولمسة منعشة من نبق البحر في القائمة.

من أطباق سانت بيتر (الشرق الاوسط)

«سانت بيتر» Saint Peter - سيدني

يقع هذا المكان المغطى بالخرسانة في ضاحية بادينغتون بسيدني، وهو موطن لشيف يُنسب إليه الفضل على نطاق واسع في إعادة كتابة قواعد طهي الأسماك. لن تجد طبق سمك «دُفر سُول على طريقة مونييه» في مطعم «سانت بيتر» - بدلاً من ذلك، يفضل الشيف جوش نيلاند استخدام أجزاء السمك التي يتجاهلها الطهاة الآخرون. يدافع مطعمه، الذي يحتل المرتبة 66 في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم لعام 2025، عن تقنيات «الرأس إلى الذيل» المستخدَمة بشكل أكثر شيوعاً للحوم، مثل التعتيق الجاف، والتقطيع، واستخدام الأحشاء. وفي حين أن قائمة «طاولة الشيف» تحتوي على أطباق جريئة، مثل حساء مع نودلز عظام سمك الترويت المرجاني، وفطيرة كبد سمك «جون دوري» بالباتيه. وتقدم قائمة الغداء ذات الأسعار المعقولة الروح المبدعة ذاتها بأسعار أقل.

«روزيتا» Rosetta - مكسيكو سيتي

يُعد مطعم «روزيتا» للشيف إيلينا ريغاداس المفضل لدى السكان المحليين والمسافرين الباحثين عن تذوق الطعام على حدٍ سواء. تدربت الشيف (التي فازت بجائزة أفضل شيف أنثى في العالم لعام 2023) في المعهد الفرنسي للطهي في نيويورك، وأمضت أربع سنوات في لندن في مطعم «لوكاندا لوكاتيلي» قبل أن تعود إلى موطنها المكسيك لافتتاح مطعمها الخاص. التأثير العالمي واضح في قائمة طعام «روزيتا» — فبينما يتم الحصول على المكونات من منتجين محليين صغار، تكتسب الأطباق طابعا عالميا: خبز البريوش مع بيض النمل وصلصة بيرنيز بالتراغون، وكابيلاتشي الجبن المدخن ومرق الذرة، وتاكو الملفوف السافوي الشهير مع صلصة «بيبيان» بالفستق والروميريتوس، على سبيل المثال لا الحصر. إذا لم تتمكن من الحصول على طاولة هنا (المطعم يحتل المرتبة 45 في قائمة أفضل مطاعم العالم لعام 2025)، فإن المخبز الموجود في الموقع والمتخصص في خبز العجين المخمّر هو وسيلة أكثر اقتصادية لتجربة مواهب ريغاداس.