«ألعاب المخ» تزيد معدلات الذكاء لدى الأطفال

برامج تدريبات فكرية تطور مهاراتهم الإدراكية

«ألعاب المخ» تزيد معدلات الذكاء لدى الأطفال
TT

«ألعاب المخ» تزيد معدلات الذكاء لدى الأطفال

«ألعاب المخ» تزيد معدلات الذكاء لدى الأطفال

من المؤكد أن الألعاب تفيد الطفل صحيا وبدنيا وفكريا أيضا، خاصة تلك التي تعتمد على التنبؤ بشيء معين أو استدعاء شيء محفوظ في الذاكرة، سواء كانت مجرد ألعاب بسيطة يلعبها الأطفال في كل مكان أو كانت ألعابا معقدة وإلكترونية تم تصميمها من قبل علماء النفس، وهو ما يفيد الطلاب في دراستهم ومستقبلهم لاحقا.
وقد كشفت دراسة حديثة عن أن البرامج التي تستخدم في تنمية المهارات الإدراكية والتي يطلق عليها ألعاب المخ brain games تؤدي إلى زيادة معدلات الذكاء في الأطفال، وتتعدى فوائدها مجرد تنمية مهارة استدعاء المعلومات، وهذه الدراسة تم نشرها مؤخرا في نسخة شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) من مجلة علم النفس الإدراكي والتطبيقي Applied Cognitive Psychology وسوف تعرض نتائج هذه الدراسة في المؤتمر السنوي لطب الأعصاب في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم في الولايات المتحدة.
* تطور المخ
من المعروف أن المخ ينمو بشكل سريع جدا في أول 3 أعوام من حياة الطفل، التي يكتمل فيها النمو العصبي والوظيفي ويتطور النمو الإدراكي بشكل كبير، وفي هذه الفترة يتعلم الطفل الكثير من الأشياء والمهارات المختلفة ويمكنه الاستفادة من كل العوامل البيئية المحيطة به مثل الألعاب، خاصة أن الطفل يكون شديد الفضول ويحاول التعرف على العالم من حوله.
وتعتبر المرحلة التي يبدأ فيها الطفل الدراسة هي المرحلة التي تتبلور فيها الخبرات المعرفية المختلفة ويتم التطور بشكل أكبر. وفي هذه المرحلة تتطور الألعاب لتناسب ذكاء الطفل وتنميه أيضا، ومن هنا تأتي أهمية هذه الألعاب.
وكان الباحثون قد قاموا بإجراء دراسة على عينة عشوائية من أطفال تتراوح أعمارهم بين أعمار 8 و14 عاما، تم تطبيق برنامج مهارات معين عليهم ThinkRx في مقابل عينة أطفال عادية، لمعرفة لأي مدى يكون تطبيق هذا البرنامج مفيدا في تنمية معدلات الذكاء. وأظهرت الدراسة أن البرنامج يفيد في تنمية ست من المهارات المعرفية (الذاكرة المرتبطة بأشياء بعينها associative memory - الذاكرة العاملة working memory - والذاكرة طويلة المدى long - term memory - الذاكرة السمعية والبصرية visual and auditory processing - التفكير المنطقي logic and reasoning - سرعة الاستيعاب processing speed) وزادت معدلات الذكاء بمقدار 21 نقطة بشكل عام في اختبارات الذكاء.
وتعتبر هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تقيم برنامجا تدريبيا لتنمية المهارات والذي يفترض أن ينمي عدة مهارات ترتبط كلها بالذكاء وليس بالشكل التقليدي لاستدعاء معلومة معينة، خاصة أن ألعاب المخ تختلف عن بعضها البعض بشكل كبير. وأشار الباحثون إلى أن العلاقة الإنسانية والعامل البشري كان لهم دور كبير في تنمية المهارات الإدراكية، بمعنى أن المدرب الذي يجلس مع الطفل يجب أن يتعامل بشكل حيوي وتفاعلي مع الطفل ولا يجب أن يتفاعل مثل آلة تلقي بالأسئلة أو التوجيهات فقط.
وقام الباحثون بتتبع برنامج ThinkRx الذي يستهدف تنمية 7 مهارات للذكاء لمدة 60 ساعة. وفي هذه التجربة كان الباحثون قد اختاروا 39 من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و14 عاما بشكل عشوائي خضعوا لهذا التدريب بشكل مسبق في مقابل مجموعة أخرى عادية لم تخضع للاختبار، وبعد ذلك تم عمل اختبار ذكاء للمجموعات وظهرت فروق في النقاط لصالح المجموعة التي خضعت للتدريب المسبق في جميع اختبارات الذكاء المعتمدة.
* مضاعفة المهارات
وكانت أكبر فجوة بين المجموعات في التفكير المنطقي وبلغت 28.31 درجة، وحدث تفوق في كل النواحي باستثناء الانتباه والتركيز. وجدير بالذكر أن المجموعة التي اجتازت التدريب أثناء الدراسة تحسنت إجابة أفرادها وبالتالي مهارتهم الإدراكية بمقدار الضعف أو ثلاثة أضعاف عن المجموعة العادية وتحسنت الذاكرة بعيدة المدى لديهم بمقدار 27 درجة والذاكرة المرتبطة بأشياء معينة بمقدار 23 درجة.
وتعتبر هذه الدراسة واحدة من سلسلة دراسات أخرى سوف يتم عقدها على مدار السنة لتقييم برامج التدريب وقدرتها على تحسين الأداء الأكاديمي للأطفال. وأوضحت الدراسة أن معظم برامج التدريب تركز على تحسين الذاكرة العاملة، بينما أثبتت هذه العينة العشوائية أن هذه البرامج يمكنها تنمية مهارات كثيرة فضلا عن الذاكرة العاملة. ولتأكيد ذلك قام الباحثون بإجراء أشعة رنين مغناطيسي لقياس التغيرات الوظيفية في المخ لهؤلاء الأطفال الذين اجتازوا البرنامج التدريبي وتبين زيادة في نشاط المخ وتحسن وظائفه بعد اجتياز البرنامج.
وأشار العلماء إلى أن هذه البرامج قادرة على جعل المخ يرتب أفكاره بشكل سريع، خاصة تلك الألعاب التي تكون محددة بوقت معين وتمثل نوعا من أنواع الوقاية من الإصابة بالأمراض المتعلقة بالذاكرة (مثل الزهايمر) على المدى البعيد. كما أن ممارسة هذه الألعاب يمكن أن تساعد في إفراز مواد تحسن من أداء خلايا المخ (تم تأكيد هذه المعلومات على فئران التجارب، ولكن لم يتم تأكيدها على الإنسان حتى الآن).
وبالطبع يمكن الاستفادة من تنمية هذه المهارات في الأداء الأكاديمي، وعلى سبيل المثال فإن الألعاب التي تعتمد على الأرقام (مثل السودكو) يمكنها أن تزيد من قدرات المخ على حل المسائل الحسابية، ولذلك يجب تشجيع الطلاب على ممارسة مثل هذه النوعية من الألعاب وتنميتها وتوظيفها بشكل جيد لتفيد الأطفال في الدراسة ولاحقا في مستقبلهم.
* استشاري طب الأطفال



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.