رامي صبري: هدفي أن أكون المطرب الأكثر شعبية في الوطن العربي

قال إن عمرو دياب طالبه بالاجتهاد والعمل الجاد

رامي صبري ({الشرق الأوسط})
رامي صبري ({الشرق الأوسط})
TT

رامي صبري: هدفي أن أكون المطرب الأكثر شعبية في الوطن العربي

رامي صبري ({الشرق الأوسط})
رامي صبري ({الشرق الأوسط})

صوت يحمل خصوصية من بين أبناء جيله، حيث استطاع بعد مرور عشر سنوات تقريبا على مشواره الفني حجز مكانه وسط «الكبار» ومنافسه المطربين الذين سبقوه.
إنه المطرب رامي صبري، الذي قدم خلال هذه السنوات 4 ألبومات، قدم فيها ألوانا موسيقية مختلفة أثرت في عالم الغنائي، كما شهدت فترات منها نجاحات لأعماله كما شهدت توقفا عن إصدار أعمال جديدة بسبب مشكلات مع شركات؛ مما عطل مسيرته لبعض الوقت.
وفي حواره مع «الشرق الأوسط» يكشف صبري عن تفاصيل ألبومه المقبل، موضحا أنه سيبدأ من خلاله مرحلة فنية جديدة، كما أكد أنه سيعمل جاهدا في المستقبل لتعويض الفترة السابقة بتقديم أعمال فنية كثيرة، مؤكدا أن هدفه أن يكون المطرب الأول والأكثر شعبية في الوطن العربي.
وكشف صبري، عن أنه ما زالت تلاحقه اتهامات بتقليد المطرب عمرو دياب، كما تحدث عن لقائه الأول مع دياب، الذي أبدى إعجابه بالأعمال الذي يقدمها طالبا منه الاجتهاد والعمل الجاد.. واليكم نص الحوار:
* ماذا عن تحضيرات ألبومك المقبل؟
- أوشكت على الانتهاء من تجهيزات جزء كبير منه، وقد بدأت التحضير منذ شهر فبراير (شباط) الماضي عقب إصدار ألبومي الأخير؛ لأن عقدي مع المنتج محسن جابر ينص على تقديم ثلاثة ألبومات خلال ثلاث سنوات، وبدأت من عام 2013 تنتهي بنهاية هذا العام» 2016، وقدمت منها ألبومين «وأنا معاه» و«أجمل ليالي عمري»، ثم الألبوم الحالي الذي أعمل عليه والذي سأقدم فيه «مزيكا» وموضوعات مختلفة في الكلمة واللحن، وأيضا في هذا الألبوم لن يقول أحد إنه يوجد تشابه بين ما سأقدمه وأي شخص على الساحة الغنائية، وبعد هذا الألبوم سأبدأ مرحلة جديدة من حياتي الفنية، ولدي النية في الفترة المقبلة بالعمل باستمرار ودون تقيد وتوقف من أي أحد، وتنتهي فكرة طرحي ألبوما كل عامين أو ثلاثة وسأطرح ألبوما كل عام أو عام ونصف على الأكثر، ورغم أن سبب تأخر طرحي الألبومات لم يكن لي طرف فيه، لكن كان لها علاقة بالمشكلات الإنتاجية في الشركة التي تعاقدت معها سابقًا.
* ولكنك صرحت من قبل بأنك ضد تقديم ألبوم كل عام؟
- ما زالت ضد أن أطرح ألبوما كل عام؛ وذلك بسبب التعب والإرهاق الشديد، وقد تعبت خلال الأشهر الست الماضية؛ نظرا لتحضيري ألبومي الحالي بعد طرح آخر إصدارتي فورا وطول الوقت داخل الاستديو دون نوم ولا راحة، وأواصل بالـ24 ساعة لقيامي بعمل بروفات والتسجيل والتحضير، وأتابع كل شيء بنفسي، وأكون موجودًا في كل مراحل تكوين الأغنية؛ ولذلك قررت أن أقوم بعمل ألبوم كل عام ونصف العام، هذه فترة مناسبة، وأسعى جاهدا لتعويض الفترة السابقة مستقبلا.
* ما تقييمك لما قدمته من أعمال بعد مرور عشر سنوات تقريبا على مسيرتك الفنية؟
- مبسوط جدًا بما وصلت إليه وحققته من نجاح ومكانة حتى الآن، وسعيت طول هذه الفترة لبذل مجهود كبير من أجل ظهور عمل يليق بجمهوري، وشعرت بما قدمته من أعمال ناجحة بلقائي بالجمهور في الشارع، واعتبر نفسي لست ناجحًا النجاح الذي يأتي من الإعلام أو الذي تصنعه الصحافة ولا أنتظر من يخرج من الصحافيين ليقول: إنني أفضل مطرب أو غير ذلك؛ هذا لا يهمني، ولا اعتبره مقياسًا للنجاح، إنما نجاحي يأتي من جمهوري، وذلك بتقديم الأغاني المحترمة والموسيقي الجيدة،، وأنوي في السنوات العشر المقبلة أن أعمل على تلافي الأخطاء السابقة، وبالتأكيد لن يكون في رصيدي 4 ألبومات فقط، قد مررت بالكثير من الصعوبات والاضطرابات «عطلتني»، ولكني قادر على تخطي هذه الصعوبات للوصول لهدفي وهو «أن أكون المطرب الأول والأكثر شعبية في مصر والوطن العربي».
* هل لديك شعور بالظلم لمرورك بمشكلات إنتاجية مما جعلت رصيدك الفني 4 ألبومات فقط خلال عشر سنوات؟
- بالعكس، الذي يهمني نجاح هذه الألبومات ووصولها للجمهور وتركها أثرا لديهم، ليس مهمًا الكم بقدر ما يهمني جودة ومضمون هذه الأعمال وهو مقياس نجاحي، النجاح لدي ليس أغاني كثيرة أو ألبومات متعددة، ليس مقياسا كما كان في الماضي، الآن الأغنية «الحلوة» هي التي تنجح؛ وهذا ما جعلني موجودا ومطلوبا بين جمهوري، وهذا هو مقياس النجاح، أما فكرة أن أكون رقم «1» أو «2» أعتقد أن هذه المكانة لا تأتي بكثرة الأغاني أو جودتها وإنما تأتي بعمل كثير ومكتبة كبيرة ورصيد هائل من الأعمال الجيدة، وكذلك الدعم الإنتاجي الكبير وربما بعض الدويتوهات العالمية التي تصل بالمطرب إلى جائزة عالمية وتساعده على أن يكون الأول، وهذه مرحلة لم أصل إليها بعد، ولكني أعمل على أن أصل إليها فيما بعد، أما الأغاني السهلة والسريعة وألبومات «السبوبة» التي تخرج في شهرين أو ثلاثة لا أستطيع أن أقدمها.
* ماذا عن ردود الأفعال التي صاحبت ألبومك الأخير «أجمل ليالي عمري»؟
- بالتأكيد راض تمامًا عن ردود الأفعال التي جاءت بعد طرح الألبوم أواخر العام الماضي، وحقق ناجحا رغم عدم وجود دعاية واقتصر الأمر على حفل لإعلان طرح الألبوم من قبل الشركة المنتجة، والشركة لا تهتم بعمل الـMarkting المطلوب وتكتفي فقط بإذاعة الأغنيات على قناتها بموقع «يوتيوب»؛ لذلك في المستقبل سأركز على الـMarkting بشكل أفضل مع الشركة الجديدة التي سيتم التعاقد معه في المستقبل، رغم أني من أنصار إنتاج المطرب لنفسه؛ لأن شركات الإنتاج تأخذ حقوقا كثيرة من مجهود الفنان ولا تعطي له حقه، فتريد أن تكسب من ورائه فقط، ولا تعطي له ما يستحقه.
* وهل حقق الألبوم مبيعات؟
- لا يوجد في مصر والوطن العربي شيء اسمه «مبيعات»، ليس هناك ألبوم يحقق مبيعات منذ أكثر من عشر سنوات، وحجم مبيعات «السي دي» للألبومات «صفر» لأي مطرب كبير وصغير، نحن ننسخ نحو 30 سي دي فقط لوضعها بالمحال للإعلان عن طرح الألبوم، لكن في المقابل يتم تسريبه على مواقع الإنترنت، وأصبح الديجيتال هو الذي يحقق ربحا، وأعتبر من أعلى المطربين التي تحقق نسبة استماع على مواقع الإنترنت.
* هل ما زال يلاحقك اتهامك بتقليدك الفنان عمرو دياب؟
- بالتأكيد، عايش مع هذا الموضوع حتى الآن وفي كل شيء، سواء في الأغاني التي أقدمها أو البوستر أو الألحان أو الكليب، وما زال يراني البعض أقلد عمرو دياب، ولم يضايقني ذلك على الإطلاق فهم يشبهوني بنجم وصاحب تاريخ فني كبير، وفي النهاية أعلم أنني أشبه نفسي وأن من يشبه أحدًا فقط من حيث الشكل لن يستمر نجاحه ولم يكون مطلوبًا أو محبوبًا؛ لذلك التشابه بين النجوم لا يصنعهم ولا يستطيع فنانا أن يستمر لمجرد تشابه بينه وبين نجم كبير.
* هل التقيت عمرو دياب من قبل ؟
- التقيت به في إحدى المرات، وهو شخصية رائعة وفنان كبير وعظيم، وقد سألته عن أنه سخر مني، وقال إن الصين صنعت له شبيها فضحك «دياب»... وقال لي إنه لم يقل ذلك أبدا، وإنها مجرد شائعات تخرج عن لسانه، وطالبني بالاجتهاد والعمل الجاد وقال لي جملة «إنني لو ركبت فلن يستطيع أحد أن ينزلك مرة أخرى».. ولكن لكي تركب فلا بد من تخطي الكثير من الصعوبات والمطبات، وهذا ما أحاول أن أقوم به في الفترة المقبلة.. دياب هو الفنان رقم «1» على مدار سنين وله خبرة كبيرة والفنان الذي يصل إلى هذه المكانة لا بد أن يكون متابعا لكل ما يقدم على الساحة ويركز مع الجيد منهم ولديه رؤية صائبة من خلال الخبرات التي مر عليه.
* ماذا عن الأخبار التي تداولتها بعض المواقع الإلكترونية بتهربك الضريبي؟
- بدأت القصة عندما كنت أتعامل مع محاسب يعمل مع المنتج طارق العريان، وهذا المحاسب يدعى ياسر، وتوفي العام الماضي وكان يقدم كل عام قيمة الأرباح التي أكسبها ولا يقدم المصروفات التي أقوم بصرفها، وهذا الذي خلق هذه المشكلة؛ فلا بد من تقديم الأرباح والمصروفات التي يقوم الشخص بصرفها حتى تخصم من الأرباح وتحسب الضريبة على الربح الصافي الحقيقي، وليس على كل الأرباح من دون حساب المصروفات التي يتم صرفها، وقد تم حلها بسرعة بمجرد توضيح الخطأ وليس هناك مشكلة في هذا.
* ما رأيك في أداء نقابة الموسيقيين؟
- لم أتابعهم ولا أعلم شيئا عن عملهم؛ ولذلك لا أهتم بأداء النقابة أو معرفة أي شيء عنها، وأعتقد أنها لا تقدم شيئا ملموسًا للفنانين والمطربين، جميع ما تفعله هو أخذ أموال من الموسيقيين لاشتراكات النقابة ونسبة على الحفلات لتقديمها إلى من يحتاج إليها.
* لماذا تراجعت عن خوض تجربة التمثيل؟
- لم أتراجع، ولكنها خطوة مؤجلة حتى يأتي عرض مناسب، جميع الأعمال التي تأتيني ليست بالمستوى المطلوب وليس فيه جديد عما يقدمه غيري من المطربين؛ لذلك أفضل عدم خوض التجربة من تقديم عمل لا يضيف لتاريخي، وبرغم جلوسي مع شركات إنتاج كبيرة وقدموا لي عروضا مغرية من الناحية المادية، ومهما كانت الإغراءات ولم أقدم إلا عملا يليق بجمهوري، والعروض تأتي علي وتيرة الأعمال التي تقدم حاليا، ولم تناسب تكويني الفني. لا أريد أن أظهر «بشكل أهبل»، وكنت أنوي دخول التمثيل من بوابة الأعمال الدرامية عن طريق مسلسل «حالة عشق» الذي قدم رمضان الماضي للفنانة مي عز الدين، ولكني اختلفت مع الشركة المنتجة لعدم موافقتها وضعي اسمي على أفيش العمل وهذا من حقي؛ فولدي مكانة في مجال الموسيقي تجعلني أفرض شروطي، ولست مضطرا إلى قبول أي دور في مسلسل أو فيلم لمجرد التواجد، أنا في مهنتي «شاطر ومبسوط» بما أقدمه، وإذا عرض عليّ فيلم أو مسلسل ليس لدي أي مانع، ولكن يجب أن يكون بطريقتي وليس بطريقة أحد آخر.
* هل تابعت الأعمال الدرامية التي قدمت رمضان الماضي؟
- كنت حريصا على متابعة جميع حلقات مسلسل «الأسطورة» للفنان محمد رمضان، ومعجب بكل ما يقدمه من أعمال فهي بالفعل تعكس الواقع الذي نعيش فيه؛ لذلك موضوعاته تدخل قلوب الشباب وتعبر عنهم في الفترة الحالية، وكل ما يقدمه سواء في الدراما أو السينما موجود في واقعنا ونعيشه كل يوم، ورغم أنه في الواقع يكون أكثر مما نراه على الشاشة، في المقابل تقدم أعمال بعيدة عن عاداتنا ومجتمعنا يصيبه الفشل، وهذا هو سر نجاح محمد رمضان الكبير يقدم ما يريده الجمهور، والنقد الذي يتعرض له هذا نجاح وهناك الكثير الذين يسمون بأعداء النجاح وتعرضت في بداياتي الفنية لهذا النقد، وأيضًا تابعت الزعيم عادل أمام في مسلسل «مأمون وشركاءه»
* هل أزعجك تصريح الفنانة فردوس عبد الحميد بأنها لا تعرفك؟
- أعتز بتاريخ هذه الفنانة ولم أتضايق من هذا التصريح؛ فهي من الجيل القديم وأنا من الجيل الجديد، ونحن من جيلين مختلفين، وطبيعي ألا تعرفني أو تسمع عني.
* ما رأيك في موجة الأغاني «الشعبي» التي تسيطر على الساحة الآن؟
- من الواضح أنه أصبح الآن ذوق الجمهور «كده»، وهذا أمر طبيعي يحدث كل فترة، وفكرة تقديم الأغنيات الشعبية موجودة من زمن طويل «طول عمرنا بنسمع شعبي وبنحبه»، ولكن المشكلة أن يكون هذا هو المنتج الوحيد الموجود، أو الذي يريد الجمهور سماعه فهذا هو الخطأ، ويجب أن يكون هناك كل أنواع الأغاني لترضي كل الأذواق، وشخصيًا بحب أسمعه وهذا جعلني أفكر في تقديم أغنية قريبة من اللون الشعبي ولكن على طريقتي، كما فعل العندليب «عبد الحليم» وقدم اللون الشعبي بطريقته مع الفرق بين شعبي زمان وشعبي الوقت الحالي، وهذا هو الفارق بين الفن الراقي حتى لو كان شعبيا وبين الرديء الذي يقدمه أغلب مطربي الشعبي الآن.
* من يعجبك من الزمن القديم في الغناء؟
- عاشق جميع أعمال الملحن بليغ حمدي، وكنت أتمنى أن أكون في عصره لكي أغني من ألحانه، وأيضا موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم؛ فهم فنانون كبارًا وعملوا تاريخًا للأغنية المصرية.
* هل من الممكن أن تقدم أغنيات باللهجة الخليجية؟
- قمت بالغناء باللهجة الخليجية العام الماضي مع المطربة اليمنية بلقيس داخل استوديو «كوك ستوديو»، وقد نالت إعجابًا شديدًا من الجمهور الخليجي، وبعد ذلك طالبني البعض بتقديم ألبوم خليجي، ولكنه شيء صعب أن أقدم ألبومًا كاملاً؛ فهي لهجة مختلفة تمامًا عن لهجتي وتحتاج إلى مجهود كبير لإتقانها، لكن من الممكن أن أقدم أغنية «سنجل».



منال ملّاط لـ«الشرق الأوسط»: التجارب لا تكسرنا... بل تزيدنا قوة

ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
TT

منال ملّاط لـ«الشرق الأوسط»: التجارب لا تكسرنا... بل تزيدنا قوة

ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)

تكمل الفنانة منال ملّاط نجاحاتها في المجال الفني. أصدرت أخيراً «ميني ألبوم» غنائياً بعنوان: «حياتي الثالثة»، ويتضمن 5 أغنيات، ترسم من خلاله خريطة امرأة في طريقها إلى الحرّية. فمَنال فنانة تجيد التمثيل والغناء. وتمتلك خلفية موسيقية غربية وعربية أهّلتها لتكون في الصفوف الأمامية، بما تملكه من ثقافة فنية واسعة.

وفي «حياتي الثالثة» تعبر ملّاط نحو أول عمل غنائي لها من هذا النوع. سبق أن أصدرت أغنيات عربية فردية. ولكنها اشتهرت أكثر بأدائها الأغاني الأجنبية. وقد حصدت أخيراً جائزة «الأداء المتميز» في حفل «موركس دور»، وذلك عن عملها الاستعراضي الغنائي «نشيدي إلى بياف». وتقدم فيه لفتة تكريمية للمغنية الفرنسية الرائدة إديث بياف.

تخاطب منال في عملها الجديد النساء عامة، وتنقل مشاعرهن كما تذكر لـ«الشرق الأوسط»، وذلك تحت عناوين: «ما تلمحني» و«انت الأصلي» و«بديل» و«حياتي الثالثة». وتكرر غناء «ما تلمحني» في نفس الألبوم ضمن رؤية مغايرة عن الأولى تميل إلى الحلم بشكل أكبر.

ميني ألبوم {حياتي الثالثة} هو الأول في مشوارها الفني (منال ملاط)

وتعاونت ملّاط مع أنطوني أدونيس الذي كتب ولحّن الأغنيات. في حين تولّى الإنتاج الموسيقي داني بومارون وألكس ميساكيان. واختار المخرج كريستيان أبو عني تقديم الألبوم في «كليب» مصور يؤلف ثلاثية ذات حكاية واحدة. فجاءت في قالب بصري مبتكر يشبه مسلسلاً قصيراً من ثلاث حلقات.

وتقول ملّاط في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الألبوم يعني لها الكثير، مضيفة: «إنه أول ألبوم أصدره في مشواري الفني. وأعدّه جزءاً من فكري وعقلي. وهو يجمع كل القصص التي عشتها في حياتي ضمن حكاية واحدة».

بدأت ملّاط في التحضير لأغاني الألبوم منذ عام 2021. يومها كانت تجلس مع الكاتب والملحن أنطوني أدونيس يتبادلان الأحاديث: «أذكر جيداً تلك اللحظات، عندما كان يتلقف أنطوني قصصي بانتباه شديد. وكنت أرويها له بعفوية وصدق. فحوّلها إلى أغنيات، وقولبها كريستيان أبو عني بكاميرته لتكون بمثابة فيلم قصير».

في أغنية «ما تلمحني» تروي منال قصة امرأة على عتبة الحب. وتختبئ من نظرات الحبيب إلى أن تصبح جاهزة لمواجهتها. وتجتاز بذلك مرحلة من الخوف والتردد.

في حين تتطرّق في «انت الأصلي» إلى الصدق في المشاعر. فتعبّر عن فرحة امرأة بالعثور على شخص يقدّرها. أما في أغنية «بديل» فتحكي عن الانكسار والخيانة، وكيف يمكن لامرأة أن تعيش معاناة الحب في حالة من الإنكار والألم في آن.

وتأتي أغنية «حياتي الثالثة» لتختصر مراحل حياة سابقة. فتستعيد فيها المرأة شريط ذكريات فيه من الأخطاء والدروس والشجاعة ما يكوّن نجاحها اليوم.

وترى منال أن هذه التجارب التي مرت بها على مرّ السنين، أسهمت في نضجها كامرأة وكفنانة. وتتابع في سياق حديثها: «لطالما حلمت بإصدار عمل من هذا النوع وبهذه الصورة والرؤية الفنية التي تغلّفه. وأعتبر أنه يجمع كل مراحل حياتي بأسلوب شاعري ودافئ».

تؤكد بأنها قلبت صفحة من حياتها لتبدأ بأخرى (منال ملاط)

وعما إذا هي تشعر بتأخرها في القيام بهذه الخطوة، تردّ: «سمعت كثيراً هذه العبارة. ففي الماضي القريب كان كثيرون يطالبونني بإصدار ألبوم غنائي. ولكن لا تهمني هذه التعليقات. وأولي كل الاهتمام لحسّ داخلي أتمتع به. ويدلّني بصورة غير مباشرة على ما يجب أن أقوم به، من دون تردد. وأستطيع القول إن هذه الفترة اختبرت فيها إحساسي هذا. ولذلك وُلد الألبوم في الوقت المناسب. وربما لو سبق أن قمت بهذه الخطوة من قبل، لما كان حمل كل هذا النضج الفني».

لا يمثّل «حياتي الثالثة» بالنسبة لمنال ملّاط مجرد عمل فني تحبّه. تذهب إلى أبعد من ذلك لتصفه بعلاج أسهم في شفائها. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «لقد نقلت من خلال أغاني هذا الألبوم تجارب مررت بها. وشددت على أن يحاكي المرأة عامة، ويخرج منها قوتها الضائعة، والباحثة عنها بشكل دائم. وأوصلت رسالة بصريح العبارة واضحة كما الشمس، مفادها أن التجارب لا تكسر، بل تزيدنا قوة. وهو ما حصل معي بالفعل، وأعدّه العلاج الشافي».

وعن سبب تسمية ألبومها «حياتي الثالثة»، تجيب: «لأنه يمثّل لي المستقبل والتفاؤل الذي يحمله الغد. وأنا فخورة بحياتي الأولى التي شهدت ولادتي كفنانة وإنسانة. وبحياتي الثانية التي تجاوزت فيها آثار مرض خطير. وجميع هذه الحيوات تمثّلني، وتعنون مراحل مهمة في حياتي اليوم».

يكلل هذا العمل خطوة أساسية أقدمت عليها منال ملّاط من خلال ارتباطها بشريك العمر داني بومارون. وتعلّق: «هذا ما قصدته عندما قلت إني أعيش اليوم حياتي الثالثة. فكل ما أخوضه اليوم عنوانه التجدد. وهناك تغييرات وإنجازات عديدة استطعت تحقيقها في هذه الفترة. وأنا سعيدة؛ كوني وصلت إلى هذه النتيجة بعد مشوار صعب». وكانت منال ملّاط قد أصيبت في فترة سابقة بمرض عضال. وأعلنت شفاءها منه عبر حساباتها الإلكترونية.

ألبومي الغنائي يجمع كل القصص التي عشتها في حياتي ضمن حكاية واحدة

منال ملّاط

تحقق ملّاط عبر الـ«ميني ألبوم» الغنائي «حياتي الثالثة» خطوة رئيسية في مشوارها الفني. فتدخل عالم الأغنية العربية من بابها العريض. وتعلّق: «لقد قلبت صفحة كبيرة من حياتي لأبدأ مرحلة جديدة. وأتمنى أن تصل موضوعات هذا العمل إلى قلوب الناس أجمعين. فتنصهر مع أعماقهم لتنبت بذور شفاءٍ وصلابة».

وعما إذا كانت تعتبر استعراضها الغنائي «نشيدي إلى بياف» حمل لها فأل خير، تقول: «بالفعل أعدّه كذلك، ولا سيما أني حصدت عنه جائزة الـ(موركس دور). وهذا الأمر يذكّرني بأني أسير على الطريق الصحيح».

وهل تتخلين بعد اليوم عن الغناء بالأجنبية؟ ترد: «لا أبداً، فأن أغني بالعربية هو أمر بديهي ويدلّ على هويتي الحقيقية. ولم أقدم على هذه الخطوة من باب الحاجة لإثبات ذلك، ولكن انطلاقاً من لحظة إحساس غمرتني وأشارت لي بذلك. شعرت بأنه آن الأوان لتقديم مجموعة أغنيات تشبهني وتمثّلني بالعربية».

وعن أعمالها المستقبلية تختم لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نشاطات عدة أحضّر لها بمناسبة الأعياد. كما بدأت في التجهيز لأعمال غنائية قد ترى النور في العام المقبل. وإلى أن يحين ذلك الوقت أستمتع اليوم بإصداري الجديد (حياتي الثالثة). وأتمنى أن يلاقي التجاوب من قبل المستمعين».


رامي صبري: أحافظ على هويتي الفنية ولا أنظر إلى الأرقام ونسب الاستماع

برأي صبري أن نجاح الفنان لا يتحقق من مرة واحدة فقط (حسابه على {إنستغرام})
برأي صبري أن نجاح الفنان لا يتحقق من مرة واحدة فقط (حسابه على {إنستغرام})
TT

رامي صبري: أحافظ على هويتي الفنية ولا أنظر إلى الأرقام ونسب الاستماع

برأي صبري أن نجاح الفنان لا يتحقق من مرة واحدة فقط (حسابه على {إنستغرام})
برأي صبري أن نجاح الفنان لا يتحقق من مرة واحدة فقط (حسابه على {إنستغرام})

يرى الفنان رامي صبري أن ألبومه الجديد «أنا بحبك إنت» قد حقق كل ما كان يطمح إليه، مؤكداً أنه قدم من خلاله رؤيته الفنية الكاملة، سواء على مستوى الأفكار الشعرية أو الألحان أو التوزيعات الموسيقية التي حرص على تنويعها وتطويرها.

وفي حواره مع «الشرق الأوسط»، تحدّث صبري عن تقييمه لأغنيات الألبوم وردود الفعل حوله، كما كشف عن استعداداته لخوض تجربة التحكيم في برنامج المواهب الغنائية للأطفال «ذا فويس كيدز»، وتناول أيضاً علاقته بالفنانتين أنغام وشيرين عبد الوهاب، بالإضافة إلى حديثه عن ارتباطه بالجمهور السعودي، وتجربته مع الحفلات والأمسيات الغنائية في السعودية.

يشعر الفنان رامي صبري بالسعادة لنجاح أعمال زملائه من المطربين (حسابه على {إنستغرام})

يقول الفنان رامي صبري إنّه يشعر بامتنان كبير تجاه ردود الفعل حول ألبومه الأخير «أنا بحبك إنت»، مضيفاً: «حرصت على تقديم لون موسيقي مختلف، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الهوية الفنية التي اعتاد الجمهور أن يحبّني من خلالها»، وتابع: «بذلت مجهوداً كبيراً في هذا الألبوم، وحاولت أن أقدّم طرحاً موسيقياً جديداً يضيف إلى مسيرتي، من دون أن أتخلى عن بصمتي الخاصة التي يعتمد عليها نجاحي منذ سنوات. ونال العمل إعجاب عدد كبير من المستمعين».

وأكد رامي صبري أنّ مسألة تصدّر القوائم ليست هي الهدف الرئيسي بالنسبة له، حيث قال: «بصراحة، لا يشغلني كثيراً ترتيبي في قوائم الاستماع، سواء كنت في المركز الأول أو الخامس. ما يهمني حقاً هو أن يُقدّر الجمهور الجهد الذي أبذله، وأن يشعر بأنني أقدم موسيقى جديدة وجميلة تُحترم فنياً. أنا لا أعمل من أجل الأرقام، بل من أجل أن أكون راضياً عمّا أقدمه، وأن يحب الناس ما يسمعونه مني».

يؤكد رامي دائماً على أنّ مسألة تصدّر القوائم ليست الهدف الرئيسي بالنسبة له (حسابه على {إنستغرام})

وتحدّث المطرب المصري عن الروابط القوية التي تجمعه بزملائه من أبناء جيله، قائلاً: «جيلنا الفني مميز للغاية، ونمتلك علاقات صداقة ومحبة حقيقية، سواء مع حسام حبيب الذي تعاونت معه في أغنية (بحكيلك عن الأيام)، أو مع رامي جمال الذي احتفلت معه أخيراً. نحن بوصفنا فنانين يجب أن نضع الأخلاق قبل الفن، وهذا المبدأ أحافظ عليه منذ سنوات طويلة مع كل زملائي؛ مع تامر حسني، وسامو زين، وأحمد سعد، ومحمد حماقي، وغيرهم من النجوم الكبار. جميعهم فنانون ناجحون ومجتهدون، وأشعر بالفخر عند مشاهدة نجاحاتهم، كما يسعدني نجاح حفلاتهم وألبوماتهم. نحن جيل واحد ومن الطبيعي أن ندعم بعضنا».

يخوض صبري تجربة جديدة في {ذا فويس كيدز} وينتظر أن يراها الجمهور مع بداية العام الجديد (حسابه على {إنستغرام})

وأشار صبري إلى أنّ شخصيته شهدت تحولاً واضحاً في السنوات الأخيرة، قائلاً: «بعد جائحة (كورونا) تغيّرت كثيراً، وأصبحت أكثر تركيزاً وهدوءاً. وبعد سن الأربعين يبدأ الإنسان في إعادة تقييم نفسه وترتيب أولوياته».

وأضاف: «النجاح في رأيي لا يتحقق مرة واحدة؛ يجب أن تنجح ثلاث أو أربع مرات كي تثبت نفسك. والغريب أنني أعمل بأقصى طاقتي، عندما أرى زميلاً يحقق نجاحاً كبيراً أشعر بالحماس. فإذا نجح أحمد سعد أو تامر عاشور أو عمرو دياب، تجدني فوراً أتجه إلى الاستوديو لأقدّم عملاً جديداً، وغالباً ما يخرج منه شيء قوي ويحقق صدى كبيراً».

وعن تجربته الجديدة في برنامج «ذا فويس كيدز»، والتي يخوضها إلى جانب الفنان الشامي والفنانة داليا مبارك، قال رامي صبري: «التجربة جميلة ولطيفة جداً، وننتظر أن يراها الجمهور مع بداية العام الجديد. اخترنا مجموعة مميزة من الأطفال ذوي المواهب الاستثنائية، فهم يغنون بطريقة رائعة ولديهم حضور قوي. بالطبع لم نستطع اختيار الجميع، لكن البرنامج راقٍ ومحترم، وتقدمه قناة «إم بي سي» التي نعتبر العمل معها شرفاً كبيراً كونها قناة عربية عريقة تمتلك تاريخاً مُهماً في إنتاج البرامج الفنية».

وأعرب رامي صبري عن محبته الكبيرة للفنانة أنغام، مؤكداً أنه على تواصل دائم معها، وقال: «أنا دائم المتابعة لأنغام، لكنني لا أحب أن أظهر تفاصيل العلاقات الشخصية عبر (السوشيال ميديا)، أنغام فنانة عظيمة أثّرت فينا جميعاً، والحمد لله تجاوزت الأزمة الصحية الأخيرة، وأتمنى لها دوام العافية والسلامة».

كما أشاد بصوت الفنانة شيرين عبد الوهاب قائلاً: «شيرين تعدّ من أقوى الأصوات المصرية، وما زالت تحقق أعلى نسب المشاهدات على منصات موسيقية، رغم غيابها عن الساحة لنحو ست سنوات، ورغم أن آخر ألبوم لها صدر بطريقة غير رسمية، فإن نجاحه مستمر حتى اليوم».

وعن مشاركاته في الحفلات الغنائية بالوطن العربي تحدث صبري عن تجربته في الحفلات بالمملكة العربية السعودية قائلاً: «في السعودية كل شيء مجهز على أعلى مستوى، وكل ما عليك فعله هو أن تقف على المسرح وتغني. من تجهيزات الصوت إلى المسرح نفسه، كل شيء كامل، والجمهور السعودي لديه طاقة لا تُصدّق، يعطي الفنان قوة مضاعفة». كما تحدث عن حفله في دبي قائلاً: «الحفل كان كامل العدد قبل ثلاثة أيام من موعده، وهذا الأمر يسعدني كثيراً. أنا لا أقدم حفلات كثيرة في دبي، لكنني سأركز خلال الفترة المقبلة على الحضور هناك بشكل أكبر، وسعادتي كبيرة بأن جمهوري في الخارج ما زال يدعمني بقوة».


مصطفى الجارحي: أغنياتي مُحمّلة بطاقات شعرية لا تخضع لحسابات السوق

الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)
الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)
TT

مصطفى الجارحي: أغنياتي مُحمّلة بطاقات شعرية لا تخضع لحسابات السوق

الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)
الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)

كان لأغنيات الشاعر مصطفى الجارحي التي لحنها وغناها الفنان مصطفى رزق، مطرب الجاز المصري، حضور كبير في النسيج الدرامي لمسلسل «ولاد الشمس»، الذي قام ببطولته الفنان محمود حميدة، حيث كانت من ضمن أدواته لتعميق الشخصية وإثراء الدراما والأحداث.

وقد لحن له الموسيقار نصير شمة خمس أغنيات، واستعان المخرج خالد يوسف بأغنية «بتميل» ليكون لها حضورها في فيلمه «إنت عمري» الذي قامت ببطولته الممثلة نيللي كريم وهاني سلامة، وعن حكايتها يقول الجارحي لـ«الشرق الأوسط»: «البداية كانت بالصدفة حين التقيت المطرب محمد حمام قبل وفاته بفترة قصيرة، وكان استمع لبعض قصائدي، وطلب مني كتابة أغنية له، فكانت (بتميل)، لكن المشروع أُجهض بوفاته».

الجارحي بصحبة المطرب مصطفى رزق والملحن أحمد الصاوي (الشرق الأوسط)

ويضيف الجارحي: «أخذت الأغنية طريقها للمطرب محمد بشير، ولحنها أكرم مراد، لكنها تعطلت أيضاً. ثم بعدها تركت القاهرة للإقامة بالإسكندرية، ولم يكن لي عنوان معروف أو تليفون. في هذه الأثناء بحث عني المنتج صبري السماك (وكان يعمل مدير إنتاج لأفلام يوسف شاهين) بعد ترشيحي لكتابة أغاني فيلم (إسكندرية نيويورك)، هكذا أخبرني حين استطاع أخيراً أن يعرف طريقي، قال لي وقتها إنهم يجهزون لفيلم (إنت عمري)، وإن الشاعرة كوثر مصطفى تعاقدت على الأغاني، وتقاضت أجرها وانتهى الأمر. لكن في استراحة التصوير كان أكرم مراد يدندن مطلع (بتميل)، ورأى المخرج خالد يوسف أنها الأنسب للاستعراض، فأخبره أكرم أنه نسي كلماتها، ولما علم خالد يوسف أنني كاتبُها تذكر موضوع اختفائي، لكن صبري السماك طمأنه بأنه سيفعل المستحيل هذه المرة ليجدني وهو ما حدث».

يطرب الجارحي لصوت الفنان الراحل نجيب الريحاني (الشرق الأوسط)

وعن مشاركته في كتابة أغنيات لأفلام أخرى، يقول الجارحي كتبت أغنية (وومان ومان) في فيلم (مش رايحين في داهية) بطولة بشرى وإخراج أحمد صالح. وكتبت أغنيات لبعض الأفلام الكنسية أهمهما كان فيلم (بداية تاني) بطولة النجم ماجد الكدواني.

وعن علاقته بالفنان النوبي حمزة علاء الدين، قال الجارحي: «إنه كان فناناً جميلاً. يهتم بالشعر أكثر، وهو ما أسعدني، ولما طلب أن أكتب له لم أتردد، فكانت أغنية (الزمان لحظة) وفرح بها كثيراً».

ورداً على شعوره بعدما عرف أن أغنياته مع المغني مصطفى رزق مستخدمة في مسلسل (ولاد الشمس)، وهل كانت موظفة درامياً ومناسبة لشخصية محمود حميدة؟ أشار الجارحي إلى أن فرحته لم تكتمل، موضحاً: «هي بعض من كلمات أغانيَّ يستمع إليها الملايين ولا أحد يعرف أنني صاحبها. كان خطأ من إدارة الإنتاج، تم تعويضي مالياً، لكن غاب التعويض الأدبي. والمدهش أن كاتب السيناريو وظّفها بشكل درامي رائع، فلم تكن مجرد زخارف إنما بدت من نسيج العمل».

يقول الجارحي إن الموسيقار نصير شمة لحّن له ست أغنيات (الشرق الأوسط)

وعن سر ذهاب الكثير من أغنياته للمطرب مصطفى رزق، قال: «رغم علاقتي الوطيدة به منذ سنوات فإنني لم أكتب له منذ البداية. لكنه حين قرر تغيير جلده كنت أنا في الموعد؛ لأنني أرفع شعار (كتابة مختلفة حتى لو لم تكن جيدة)، فمع الوقت والتراكم سيأتي التجويد، المهم أن أبتعد عن تقليد النماذج السائدة المستهلكة. كما أنني أهتم بصناعة (ستايل) للمطرب، ووجدنا ضالتنا في البلوز والجاز، وهو ما جعل إطلالة رزق أكثر اتساقاً مع شخصيته بوصفه فناناً، وكان معنا الموزع الموسيقي المتفرد أحمد الصاوي، فقدمنا ألبوم (باب اللوق)».

وقال إنه رغم أعماله الكثيرة مع مصطفى رزق فإن له الكثير من الأغنيات مع الفنان فايد عبد العزيز، وهو صاحب النصيب الأكبر في تلحين أغنياتي، لكن معظمها لم تعرف طريقها للإنتاج بعد، كما أن الموسيقار نصير شمة لحن لي ست أغنيات؛ خمس منها في برنامج للفضائية المصرية.

جهات الإنتاج الساعية للربح على حساب الذوق العام هي سبب أزمة الأغنية

مصطفى الجارحي

وعن فائدة الشعر في كتابة أغنية مختلفة، قال الجارحي إن الشعر يجبره على كتابة أغنية مختلفة لا تتعاطى مع متطلبات السوق، وأوضح: «كلما فكرت في التنازل يعيدني الشعر إلى صوابي، فمن شروط أغنيتي أن تكون محملة بطاقات شعرية نابعة من أرض القصيدة».

مؤكداً إعجابه بشعراء أغانٍ يتبنّون المنطق نفسه، «ومن بينهم بديع خيري ومرسي جميل عزيز وحسين السيد وعبد الرحيم منصور ومجدي نجيب، وبعض أغنيات عصام عبد الله، فضلاً عن كتابات علي سلامة وإبراهيم عبد الفتاح، وجميعهم يقف على أرضية الشعر أولاً»، وفق قوله.

الشاعر مصطفى الجارحي مع الملحن أحمد فايد (الشرق الأوسط)

وعن رأيه في الأغنية الجماعية، وهل يمكنها أن تحل أزمة الأغنية المصرية، قال: «لن يتوقف الحديث عن أزمة الأغنية. رفع المنتجون لافتة مضللة (الجمهور عايز كده)، في حين أن الجمهور يستقبل الأغاني الجيدة ويحتفي بها. وما زال يستمع إلى أم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز ومحمد قنديل ومحمد فوزي وعبد المطلب، لكن بعض جهات الإنتاج الساعية للربح على حساب الذوق العام داخل وخارج مصر هي سبب الأزمة، فهي تفرض ذائقة هدامة، فيما تخلت جهات الإنتاج الرسمية عن دورها».

وتابع: «ربما يكون بعض الحل في الأغنية الجماعية، أنا شخصياً أعشقها وأعشق الدويتو، وأستمتع حتى الآن بأغنيات (الثلاثي المرح) الخفيفة المبهجة والمدروسة. لكن لي وجهة نظر مختلفة، وأرى أن المطرب مجرد آلة ضمن آلات الأوركسترا فقط يجب توظيفه جيداً.

فماذا يفيد الصوت الجميل حين يغني هراء. يطربني كثيراً صوت نجيب الريحاني. انظر كيف وظفه عبد الوهاب مع ليلى مراد في (عيني بترف) من كلمات حسين السيد، وكيف وظف كمال الطويل صوت عبد المنعم مدبولي في (طيب يا صبر طيب) التي كتبها مرسي جميل عزيز».