أطلق مترو نيويورك خدمة «سبواي ريدز» التي توفر للركاب إمكانية قراءة قصص قصيرة ومقتطفات من كتب ضخمة، بحيث تصبح متاحة عبر الهواتف الذكية أو الكومبيوترات اللوحية الخاصة بالركاب. وتكمن الفكرة في توفير إمكانية تنزيل قصة قصيرة أو فصل من كتاب ما للركاب بحيث يتمكنون من قراءتها أثناء ركوب قطار المترو.
وبدءا من الأحد الماضي، أتاحت خدمة «سبواي ريدز» للركاب حرية اختيار ما يقرأونه أثناء وجودهم بالمترو، بحيث يجري اختيار مقتطف من كتاب يبلغ 10 صفحات إذا كانت فترة استقلال قطار المترو 10 دقائق، و20 صفحة مقابل الرحلة البالغ فترتها 20 دقيقة.. وهكذا. ولا يجري هنا احتساب أوقات التأخير والتعطل.
عن هذا، قال راينيير فاليردو، (66 عاما)، الموظف المتقاعد من قسم شؤون الصرف الصحي بمدينة نيويورك والذي كان يستقل المترو في طريقه إلى قلب بروكلين: «يروق لي هذا الأمر كثيرًا».
وترمي خدمة «سبواي ريدز» للترويج لخدمة «واي فاي» داخل 175 محطة مترو، الأمر الذي يعتبره المسؤولون المعنيون واحدة من المعالم البارزة للعصر الرقمي.
وربما تتحول خدمة «سبواي ريدز» إلى وسيلة للوصول إلى القراء الأصغر سنًا والأكثر اعتمادًا على الهواتف المحمولة والذين يهتم الناشرون باجتذابهم، كما أن فكرة اختيار مقتطفات تتناسب مع فترة استقلال قطار المترو ربما تروق للأفراد الذين يملكون القدرة على تحديد الوقت الذي تستغرقه رحلتهم داخل المترو بدقة. ومن بين مزايا الخدمة الجديدة أيضًا أنها لن تجبر الأفراد الذين يقرأون ببطء على إغفال أجزاء من النص الذي يقرأونه، ذلك أنه إذا لم يتمكن شخص ما من الانتهاء من قراءة نص ما مخصص فإن النص لن يختفي.
وتتيح خدمة «سبواي ريدز» قراءة قصص قصيرة، منها ثلاثة لكتاب معاصرين «هاي هيت» من تأليف لي تشاليد، و«3 تروثيز آند إيه لاي» لليزا غاردنر و«آت ذي ريونيون بفيت» لألكسندر مكال سميث. وهناك أيضًا اثنان من الأعمال الكلاسيكية «ذي دياموند آز بيغ آز ذي ريتز» من تأليف إف. سكوت فيتزغرالد، و«ذي مردرز إن ذي رو مورغ» لإدغار آلان بو، علاوة على عشرات المقتطفات من كتب وروايات.
وتتوافر هذه النصوص القصيرة مع إمكانية التشارك في مقتطفات منها عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي.
وداخل أحد قطارات المترو، جلس هارلان كوبين، الكاتب الشهير صاحب بعض أعلى الكتب مبيعًا والمتخصص في نوعية القصص المثيرة والغامضة، وإلى جواره مسؤول تسويق من «بنغوين راندوم هاوس»، حيث أطلعه المسؤول على واحدة من المقتطفات المأخوذة من كتاب له بعنوان «ميسينغ يو»، تحديدًا نهاية الفصل الثاني.
جاء المقتطف على النحو التالي: «إنني تحت الأرض»، أخذ يفكر. «إنني تحت الأرض»، ثم انطلق في الصراخ.
وعن هذا المقتطف، قال كوبين: «إنه مخيف حقًا. في الواقع المقصود في الكتاب صورة أخرى من (تحت الأرض) لا يوجد بها خدمة (واي فاي)».
جدير بالذكر أن خدمة «واي فاي» دخلت مترو الأنفاق عام 2011. وبدأت في ست محطات مترو بحي مانهاتن. اللافت أن الجهاز المكافئ داخل محطات المترو لـ«راوتر» اللاسلكي الموجود بالمنازل يتمثل في جهاز يعلق في سقف المحطة ومتصل سلكيًا بواحد من خمسة مراكز بيانات: اثنان في مانهاتن وواحد في كل من بروكلين وبرونكس وكوينز.
وإذا كنت تشعر بالانبهار لأن جهاز الـ«راوتر» الخاص بك يضم 3 هوائيات، عليك إذن إمعان النظر فيما يلي: شبكة مترو الأنفاق هذه تضم 8.600 هوائي.
ودارت الخطة الأصلية حول توفير خدمة «واي فاي» داخل محطات المترو الـ278 بحلول عام 2018، لكن عمدة نيويورك أندرو إم. كومو، عضو الحزب الديمقراطي، أصدر أوامره بالإسراع من وتيرة تنفيذ المشروع. والملاحظ أن جميع المحطات الـ98 التي لم يجر مد خدمة «واي فاي» إليها بعد تقع في بروكلين، ويتوقع مسؤولون أن تنضم جميعها للشبكة اللاسلكية بحلول نهاية العام.
من جانبها، تتحمل «ترانزيت وايرلس»، الشركة المرتبطة باتفاق لمدة 27 عامًا مع هيئة النقل المبيتروبوليتاني، تكلفة بناء الشبكة اللاسلكية، والتي تقدر بأكثر من 250 مليون دولار، حسب مسؤولين بالشركة. كما تمكن الشبكة ذاتها الركاب من الحديث عبر الهواتف المحمولة، بجانب استقبال مكالمات من أكثر من 1.200 نقطة «هيلب بوينت» جرى تركيبها داخل المحطات.
ومن شأن خدمة «سبواي ريدز» التقريب ما بين المعنيين بمجال النشر والكتابة والقراء داخل المواصلات العامة. من ناحيته، قال تشايلد، الذي اقتطفت الخدمة بعضًا من أعماله مثلما حدث مع كوبين، إنه سيتابع كيف يسير الأمر.
وخلال حديث أجريناه معه عبر الهاتف، قال: «يمكنك التعرف على ما يجري عبر حركة أصابع الركاب، فعندما يلعبون ببعض الألعاب الإلكترونية تأتي حركة أيديهم مختلفة عما إذا كانوا يقرأون كتابًا ويقلبون صفحاته».
أما رمزي مارسي، 28 عامًا، الذي كان يقف لجانب كوبين داخل المترو بعد تجربة لـ«سبواي ريدز» في القطار «إف»، فلم يكن يسحب يده عبر شاشة هاتفه الذكي أو الكومبيوتر اللوحي الخاص به، وإنما تركزت أنظاره على الصفحة 218 من «هيروز أوف ذي فرونتير» لديف إيغرز، لكن في النسخة الورقية منها. وأشار مارسي الذي يعمل مصمم غرافيك إلى أنه ليس من محبي القراءة الإلكترونية، قائلاً: «أعشق تجربة قراءة كتاب. إنني أقضي بالفعل وقتا كافيا في التطلع إلى الشاة أثناء عملي أو عند استخدام هاتفي، لذا أعتقد أنه من اللطيف تقليب صفحات كتاب في الوقت المتبقي».
*خدمة «نيويورك تايمز»

