يمضي الفنان الفلسطيني حسام عابد ساعات طوالا جالسا أمام مكتبه يقطع ويلون أو يحرق ثم يلصق عيدان قش القمح بالغراء ليبدع لوحات متقنة بأسلوب فني فريد من نوعه، يقول إنه في سبيله للاختفاء. وجاءت فكرة استخدام عيدان القمح في أعمال فنية لحسام أصلا من أمه التي كانت تبدع لوحات من هذا النوع في شبابها.
الفنان عابد من سكان مدينة رفح، ذو 43 عامًا، أجبره شغفه وحبه للرسم بـ«قش القمح» أن يُعيد من جديد أجمل وأرقى المهن اليدوية، التي يُستخدم فيها «قش القمح» الجاهز أساسًا لرسم لوحات فنية، كأنها تُرسم بـ«ماء الذهب».
وعن ذلك، قال الفنان الفلسطيني: «أمي كانت تعمل وهي صغيرة بالألوان كما هي في لوحاتي اليوم وأعجبتني جدًا فكرة القش من القمح». وكشف عابد عن أن هذا الفن يعود لعصر الخمسينات. ويقول عابد إنه آخر فنان في غزة ما زال يمارس هذا الشكل التقليدي من الفن الذي يختفي تدريجيا. فكل قطعة من هذا الفن لا بد أن تمر بعملية دقيقة وطويلة تبدأ بفصل عيدان قش القمح طوليا ثم تنظيفها وتقطيعها. بعد ذلك تُضاف أصباغ للعيدان بطريقتين، أولاهما غمسها في ألوان، وثانيتهما حرقها للحصول على اللون الأسود. وأخيرا تصبح العيدان جاهزة للصقها بالغراء من أجل تكوين الشكل الفني المطلوب. وأبدع عابد 120 لوحة فنية من عيدان قش القمح منذ عام 2007. ويستغرق عمل كل لوحة منه نحو أسبوع كي تكتمل وتُباع بنحو 400 شيقل (نحو 105 دولارات أميركية).
واعتاد عابد إبداع لوحات عيدان القمح وتقديمها هدايا لأصدقائه وأقربائه، لكنه يأمل الآن في أن يتمكن من فتح صالة عرض لأعماله بهدف المساعدة في إحياء ذلك الفن القديم، الذي يقول إنه وسيلة لتفريغ الطاقة السلبية التي تنجم عن قسوة الحياة في أوضاع مثل تلك التي يعيشها قطاع غزة.
وأضاف: «في ظل الضغط الذي يواجهه قطاع غزة، وفي ظل الاحتلال والحصار وانقطاع التيار الكهربائي يأتي هذا الفن فرصة لتفريغ طاقاتي لأشعر أنني منتج وفعال».
«الرسم بقش القمح».. إبداعات فنية ببريق ذهبي
فنان فلسطيني يعيد إحياء مهنة يدوية من خمسينات القرن الماضي
«الرسم بقش القمح».. إبداعات فنية ببريق ذهبي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة