«الرسم بقش القمح».. إبداعات فنية ببريق ذهبي

فنان فلسطيني يعيد إحياء مهنة يدوية من خمسينات القرن الماضي

أبدع عابد 120 لوحة فنية من عيدان قش القمح منذ عام 2007
أبدع عابد 120 لوحة فنية من عيدان قش القمح منذ عام 2007
TT

«الرسم بقش القمح».. إبداعات فنية ببريق ذهبي

أبدع عابد 120 لوحة فنية من عيدان قش القمح منذ عام 2007
أبدع عابد 120 لوحة فنية من عيدان قش القمح منذ عام 2007

يمضي الفنان الفلسطيني حسام عابد ساعات طوالا جالسا أمام مكتبه يقطع ويلون أو يحرق ثم يلصق عيدان قش القمح بالغراء ليبدع لوحات متقنة بأسلوب فني فريد من نوعه، يقول إنه في سبيله للاختفاء. وجاءت فكرة استخدام عيدان القمح في أعمال فنية لحسام أصلا من أمه التي كانت تبدع لوحات من هذا النوع في شبابها.
الفنان عابد من سكان مدينة رفح، ذو 43 عامًا، أجبره شغفه وحبه للرسم بـ«قش القمح» أن يُعيد من جديد أجمل وأرقى المهن اليدوية، التي يُستخدم فيها «قش القمح» الجاهز أساسًا لرسم لوحات فنية، كأنها تُرسم بـ«ماء الذهب».
وعن ذلك، قال الفنان الفلسطيني: «أمي كانت تعمل وهي صغيرة بالألوان كما هي في لوحاتي اليوم وأعجبتني جدًا فكرة القش من القمح». وكشف عابد عن أن هذا الفن يعود لعصر الخمسينات. ويقول عابد إنه آخر فنان في غزة ما زال يمارس هذا الشكل التقليدي من الفن الذي يختفي تدريجيا. فكل قطعة من هذا الفن لا بد أن تمر بعملية دقيقة وطويلة تبدأ بفصل عيدان قش القمح طوليا ثم تنظيفها وتقطيعها. بعد ذلك تُضاف أصباغ للعيدان بطريقتين، أولاهما غمسها في ألوان، وثانيتهما حرقها للحصول على اللون الأسود. وأخيرا تصبح العيدان جاهزة للصقها بالغراء من أجل تكوين الشكل الفني المطلوب. وأبدع عابد 120 لوحة فنية من عيدان قش القمح منذ عام 2007. ويستغرق عمل كل لوحة منه نحو أسبوع كي تكتمل وتُباع بنحو 400 شيقل (نحو 105 دولارات أميركية).
واعتاد عابد إبداع لوحات عيدان القمح وتقديمها هدايا لأصدقائه وأقربائه، لكنه يأمل الآن في أن يتمكن من فتح صالة عرض لأعماله بهدف المساعدة في إحياء ذلك الفن القديم، الذي يقول إنه وسيلة لتفريغ الطاقة السلبية التي تنجم عن قسوة الحياة في أوضاع مثل تلك التي يعيشها قطاع غزة.
وأضاف: «في ظل الضغط الذي يواجهه قطاع غزة، وفي ظل الاحتلال والحصار وانقطاع التيار الكهربائي يأتي هذا الفن فرصة لتفريغ طاقاتي لأشعر أنني منتج وفعال».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.