الميليشيات تنفذ حملة اختطافات انتقامية للمدنيين بعسيلان شبوة

تواصل قصف الانقلابيين على قرى لحج

الميليشيات تنفذ حملة اختطافات انتقامية للمدنيين بعسيلان شبوة
TT

الميليشيات تنفذ حملة اختطافات انتقامية للمدنيين بعسيلان شبوة

الميليشيات تنفذ حملة اختطافات انتقامية للمدنيين بعسيلان شبوة

في ظل الهزائم التي تتلقاها في عموم جبهات المحافظات القتالية مع المقاومة والجيش الوطني، تلجأ ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح إلى تنفيذ عمليات اختطافات عشوائية للسكان المحليين بمديريات بيحان التابعة لمحافظة شبوة شرق البلاد، والتمادي في ارتكاب جرائمها باستمرار قصفها العشوائي للمناطق السكنية القريبة من الجبهات الملتهبة بمحافظتي لحج والبيضاء.
وأشار الناطق الرسمي باسم «قوات اللواء 19 ميكا» بمحافظة شبوة، عبد الكريم البرحي، إلى أن جبهات مناطق بيحان وعسيلان تشهد معارك ضارية تستخدم فيها بشراسة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، لا سيما بعد انكسار الحوثيون في آخر هجوم لهم على مواقع الجيش والمقاومة التي حصدت منهم ما يقارب السبعين قتيلا واعترفوا في إعلامهم بـ37 قتيلا فقط، على حد قوله.
وأكد البرحي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات الانقلابية تعيش حالة تخبط ومواجهات بعضها مع بعض وسط انسحاب أفرادها في عدد من جبهات مديريات بيحان الثلاث؛ العين، وعسيلان، والعلياء، من أجل مساندة عناصرهم في محافظة البيضاء، ناهيك بنشوب خلافات فيما بينهم وصلت في إحدى المرات إلى اشتباك بالأسلحة الخفيفة، مشيرًا إلى تعمد الميليشيات شن قصف عشوائي بصواريخ الكاتيوشا على القرى والمناطق المكتظة بالسكان.
وأوضح ناطق «اللواء 19 ميكا» قيام الحوثيون بأسر مواطنين ومسافرين مدنيين بطريقة انتقامية، كما أنهم يقومون بزرع مزيد من الألغام في الطرقات والمزارع، وكأنهم راحلون بأفعالهم تلك، مشيرًا إلى وصول أعداد كبيرة من المقاتلين من أبناء بيحان لمساندة إخوتهم في الجبهات بعد فشل الميليشيات في تحقيق أي تقدم لها ناحية مناطق الذهب الأسود في عسيلان ووادي بلحارث، حسب تعبيره.
وعلى صعيد تطورات الأحداث على جبهات محافظة لحج، تواصل ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، شن قصفها العشوائي على مزارع وقرى السكان المدنيين، وسط استمرار تواصل تعزيزاتها العسكرية من تعز بعد الخسائر الفادحة التي تتلقاها في جبهات شبوة والبيضاء والمحافظات الشمالية.
وقال ناطق المقاومة والجيش الوطني بجبهات كرش قائد نصر الردفاني إن مدفعية التحالف العربي ردت بقصف عنيف استهدف مواقع ميليشيا الحوثيين والمخلوع صالح في مناطق شمال غربي كرش، منها مواقع في المشجورة وشمال الجريبة، وتم تدمير مستودع ذخائر وقذائف مدافع «هاون» وتدمير عربة «كاتيوشا»، وإنه وسقط عدد من عناصر الميليشيات بين قتلى وجرحى.
وأوضح نصر أن الميليشيات الانقلابية دائمًا وبعد كل ضربات موجعة تتلقاها تعمد إلى قصف مزارع ومساكن المواطنين بكرش، «الأمر الذي تسبب بإحراق حقول زراعية بعد أن استهدفتها الميليشيات»، مشيرًا إلى أنه تم الرد على مصادر القذائف والقصف العشوائي بصواريخ كاتيوشا الجيش الوطني.
وقال الردفاني إن عمليات المقاومة والجيش الوطني بجبهات مديرية كرش الحدودية بلغت قوات التحالف العربي عن وصول تعزيزات للميليشيات المعادية إلى منطقة الاعمور بحيفان وإلى أطراف منطقة الزبيرة بتعز لمحاولة الالتفاف على مواقع للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في منطقة الصلو، على حد قوله.
وتشهد جبهات المضاربة وراس العارة وباب المندب هدوءا حذرا بعد أن فشلت ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح في تحقيق أي تقدم أو نجاح لها في تلك الجبهات خلال الأسبوعين الماضيين، فيما تشهد جبهات محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات جنوب شرقي صنعاء معارك متقطعة، في ظل اعتماد المقاومة الشعبية بالبيضاء على أسلوب حرب العصابات والكمائن، وهو الأسلوب القتالي السائد بالمحافظة، والذي تتكبد من خلاله الميليشيات خسائر بشرية ومادية فادحة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».