واصلت البعثة الأثرية السورية التابعة لدائرة آثار مدينة دمشق عملها التنقيبي في موقع «حوريات الماء» الأثري المجاور للمسجد الأموي في مدينة دمشق والملاصق لسوق الصاغة القديمة، الذي كان قد اكتشف قبل أربعين عامًا، ولم تتم فيه أعمال تنقيب متواصلة إلاّ في الأعوام الخمسة الأخيرة، وذلك في مواسم نصف سنوية، حيث ما زالت الأعمال التنقيبية مستمرة.
ويشرح صلاح شاكر الخبير في دائرة آثار مدينة دمشق ورئيس البعثة الأثرية العاملة في الموقع المذكور لـ«الشرق الأوسط» الأعمال التي أنجزت والنتائج التي توصلت إليها بعثته: «الأعمال التي تمت في موقع حوريات الماء في دمشق القديمة قرب المسجد الأموي كثيرة، فقد وصلنا للسوية الأساسية تحت الرومانية، حيث تأكدنا أن بناء المعبد كان هنا، وتأكدنا أيضًا أن المبنى المكتشف والأحدث يعود للعصور الإسلامية الوسطى السلجوقية أو الأيوبية، وبشكل عام وصلنا لنتيجة مهمة أن المبنى ذو أهمية استثنائية، وقد لا يكون قصرًا، ولكن البيت مبني بطريقة فنية جميلة، وكان بمساحة كبيرة وأكبر من المساحة التي نعمل عليها حاليًا، وهذه المساحة المفقودة قد تكون ذهبت تحت المباني الحديثة في حي الحمراوي المجاور وتحت سوق الذهب، الذي بني في الجهة الغربية والشمالية، والخان المجاور للموقع، ولكن الأكيد أن المبنى الذي كان في الموقع بالعصور الوسطى كان لأحد الوجهاء أو أحد الأعيان».
«كذلك سبرنا - يتابع شاكر - السويات جميعها في الموقع من الرومانية القديمة وحتى العثمانية ومن ثم العصر الحديث قبل الحريق الذي حصل في المكان (سوق الصاغة) سنة 1960 (حيث تعرضت السوق لحريق كبير نقلت على أثره إلى مكانها الحالي في منطقة الحريقة وسمّيت سوق الصاغة الجديدة) كان هناك مبنى كبير يعود للفترة العثمانية، كشفنا جزءًا كبيرًا منه محفوظًا في الجهة الشمالية من الموقع، وسيتم استثماره مع الموقع للزيارة، كذلك عثرنا على أقسام منه في الجهة الغربية والجنوبية كانت تغطي كامل مساحة العقار، وخلال الفترة الرومانية تأكدنا من معطيات تدل على استخدام المبنى خزانًا للمياه، واستمر هكذا حتى الفترات السلجوقية والأيوبية، إذ وجدنا مبنى كبيرًا يستخدم خزان مياه من خلال العثور على قنوات فخارية مقبلة من نهر بردى كانت تغذي المدينة كاملة كما تغذي الخزان، وهناك أنابيب ممتدة من الخزان لكامل الموقع والبيوت حوله لتغذيتها بالمياه، حيث كانت توجد مجموعة قصور توضع حاليًا تحت كتلة قصر العظم التاريخي الذي بني في القرن الثامن عشر».
وحول المقتنيات التي اكتشفت في الموسم الأخير للتنقيب في موقع حوريات الماء يوضح شاكر: «اكتشفنا فخاريات متكسرة وعثرنا على حوجلات معدنية وفخارية كانت تستخدم في تصنيع الجواهر الذهبية».
مكتشفات هامة وأعمال أخرى في موقع المعبد، حيث سوق الصاغة القديمة - يتابع شاكر: «وثّقنا كل العناصر المعمارية التي تتضمن زخارف كالأعمدة والأحجار وتلك المتعلقة بمعبد جوبيتر، وهذا يؤكد استخدام عناصر من المباني القديمة في إشادة المباني الأحدث، ولكن هناك فترة لم نلاحظ فيها أي شيء في الموقع، وهي الفترة البيزنطية، فمن المحتمل أن يكونوا في تلك الفترة منشغلين ببناء الكنيسة في الجزء الغربي من الجامع الأموي الحالي».
أخيرًا فإن تسمية الموقع جاءت من الماء المقدس الذي كان يستخدم في فترات تاريخية سابقة، وهو جزء من معبد جوبيتر الذي بقيت منه أعمدته، وكان مكان الجامع الأموي. وأهمية معبد حوريات الماء تأتي من كونه المكان الأثري الوحيد المفتوح بدمشق القديمة الذي يستطيع المنقبون العمل به، وقد بدأت الحفريات فيه بداية سبعينات القرن الماضي من خلال بعثة سورية ألمانية مشتركة، وتواصلت فيما بعد ولكن بشكل متقطع.
14:11 دقيقه
دمشق: اكتشافات جديدة في معبد حوريات الماء المجاور للمسجد الأموي
https://aawsat.com/home/article/691136/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82-%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%AD%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%88%D8%B1-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%88%D9%8A
دمشق: اكتشافات جديدة في معبد حوريات الماء المجاور للمسجد الأموي
بدأت العمل به بعثة أثرية ألمانية في سبعينات القرن الماضي
جانب من معبد حوريات الماء الأثري بجانب المسجد الأموي بدمشق القديمة - أعمال التنقيب متواصلة في موقع معبد حوريات الماء - حوجلة جميلة اكتشفت في موقع المعبد
- دمشق: هشام عدرة
- دمشق: هشام عدرة
دمشق: اكتشافات جديدة في معبد حوريات الماء المجاور للمسجد الأموي
جانب من معبد حوريات الماء الأثري بجانب المسجد الأموي بدمشق القديمة - أعمال التنقيب متواصلة في موقع معبد حوريات الماء - حوجلة جميلة اكتشفت في موقع المعبد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

