تعقد الهيئة العليا للمعارضة السورية، اجتماعا في الرياض غدا، لتقييم المستجدات، ونتائج الجهود التي بذلتها خلال الأيام الخمسة والأربعين الماضية على المستويين الإقليمي والدولي.
وتتطلع الهيئة إلى أن تتمكن من إعادة ترتيب أوراقها للمرحلة المقبلة، والوقوف على مباحثات منسقها العام الدكتور رياض حجاب وجولاته الأخيرة في أوروبا، وقراءة التكتيكات الروسية – الإيرانية – الأميركية حيال الأزمة السورية، مع تأكيدها على التمسّك بإبعاد بشار الأسد عن المشهد السياسي الانتقالي، وعدم تقديم أي تنازلات تتعلق بهذا الملف مهما كانت الظروف، إضافة إلى التشديد على توصيل المساعدات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار عن المناطق المتأثرة بالحرب، واعتبارها شروطا غير قابلة للتفاوض في أي استئناف للمفاوضات.
وكشفت الدكتور رياض نعسان، المتحدث باسم الهيئة العليا لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الهدف من اجتماع الغد في الرياض، تقديم الرؤية العامة للفترة الانتقالية، إضافة إلى تقييم الوضع العام وما آل إليه عملية الحل السياسي والتطورات الإقليمية والدولية.
وقال نعسان: «بحثنا أمس في لجنة خاصة رؤية الهيئة العليا للمفاوضات في المرحلة المقبلة، لتقديمها للمؤتمر العام للهيئة في الاجتماع غدا، ومن ثم تقديمها للدول الداعمة وللمبعوث الأممي لدى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وهناك أمور أخرى ستطرح في الاجتماع تشمل تقييم الوضع العام وما آلت إليه عملية الحل السياسي والتطورات الإقليمية والدولية، ولكن الأساس الذي سيقدم في هذا الاجتماع هو رؤية الهيئة العامة للفترة الانتقالية».
من جهته، قال جورج صبرا، نائب رئيس الوفد السوري المفاوض في جنيف لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف الحل السياسي متوقف؛ لأن عقبات حقيقية وكبيرة تعترض طريقه من قبل النظام وحلفائه، وعبّر عن ذلك المبعوث الأممي لدى سوريا ستيفان دي ميستورا بشكل من الأشكال، ويبقى الواقع حرجا جدا، علما بأن هناك مطالبات يجب اتخاذ موقف سياسي بشأنها، ولا يزال النظام السوري وحلفاؤه يراوغون فيها، ويقفون حجر عثرة أمام تحقيقها».
وأضاف، أن «التراخي الدولي منح الأسد وحلفاءه فرصة استغلال الفراغ السياسي، من خلال الضغط على المعارضة في الميدان في مختلف الجبهات العسكرية؛ أملاً في تغيير ميزان القوى والتأثير في المفاوضات في المستقبل»، مشيرا إلى أن العقبة الأساسية لا تزال تتمثل في عدم وجود توافق دولي وإقليمي على الحل السياسي للأزمة السورية.
واعتبر أن «ميوعة» الموقف الأميركي تجاه القضية السورية، مكّنت الروس من إحداث خلل في ميزان القوى على الأرض، والتشويش في الفضاء الإقليمي، وبالتالي احتلال سوريا فعليا، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تمارس لعبة الخذلان ضد الشعب السوري، وعدم الوفاء بكل ما صرحت به والتزمت به من خلال عدد من المسؤولين الأميركيين من أعلى هرم في السلطة حتى أسفله.
وشدد صبرا على تمسك المعارضة بالشروط المطلوبة المتمثلة في توصيل المساعدات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المتأثرة بالحرب، قبل الذهاب إلى أي محادثات جديدة، مشيرا إلى أن الاتصالات مستمرة مع دي ميستورا.
وقال: «خلال الأسبوع الماضي، جرى لقاء بين الدكتور رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمعارضة، ودي ميستورا في روما، ووضع النقاط على الحروف، وهي التمسك بما ورد في البنود الـ12 والـ13 والـ14 التي تناولت هذه الشروط، وهي من صلب قرار الأمم المتحدة (2254)، مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن لا يتحدث عن مفاوضات فقط، وإنما عن عمليات فك الحصار عن المناطق المحاصرة ومنع قتل السوريين جوعا.
ولفت إلى أن النظام مستمر في نهج سياسة التجويع والحصار والاعتقال بشكل فظ أمام أعين المجتمع الدولي، والسوريون ما زالوا يموتون في مضايا من الجوع، والأرقام تتزايد في حين أن الحصار في داريا مستمر، فضلا عن محاولة اقتحامها أمام أعين العالم، رغم أن هذه المناطق قررت الأمم المتحدة فك الحصار عنها وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها هناك.
المعارضة السورية تجتمع في الرياض لتقييم نتائج 45 يومًا من الجهود
مصدر لـ «الشرق الأوسط» : التراخي الدولي مكّن موسكو من احتلال سوريا
المعارضة السورية تجتمع في الرياض لتقييم نتائج 45 يومًا من الجهود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة