البنتاغون يعلن نقل اثنين من معتقلي غوانتانامو إلى صربيا

بقاء 76 معتقلاً في السجن الأميركي

مدخل المعسكر السادس في غوانتانامو حيث يُحتجز عدد من المعتقلين غير الخطرين «أ.ف.ب»
مدخل المعسكر السادس في غوانتانامو حيث يُحتجز عدد من المعتقلين غير الخطرين «أ.ف.ب»
TT

البنتاغون يعلن نقل اثنين من معتقلي غوانتانامو إلى صربيا

مدخل المعسكر السادس في غوانتانامو حيث يُحتجز عدد من المعتقلين غير الخطرين «أ.ف.ب»
مدخل المعسكر السادس في غوانتانامو حيث يُحتجز عدد من المعتقلين غير الخطرين «أ.ف.ب»

أعلن البنتاغون أمس نقل اثنين من معتقلي غوانتانامو، أحدهما يمني والآخر من طاجيكستان إلى صربيا، ما يخفض عدد المعتقلين في السجن الأميركي حاليًا إلى 76 معتقلاً. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن ست وزارات وأجهزة أميركية وافقت بالإجماع على نقل الطاجيكستاني محمدي دافلاتوف، واليمني منصور أحد سعد الضيفي.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أول من أمس، أيضا أن الولايات المتحدة نقلت المعتقل اليمني المولد فايز أحمد يحيى سليمان إلى إيطاليا، وسط مساعي الرئيس باراك أوباما لإغلاق المعتقل الواقع في قاعدة أميركية عسكرية في كوبا. وكانت لجنة مراجعة أوضاع معتقلي غوانتانامو الأميركية أوصت في يناير (كانون الثاني) 2010 بنقل سليمان من المعتقل الذي يقبع فيه منذ يناير 2002. وتعهد الرئيس باراك أوباما بإخلاء وإغلاق المعتقل الذي يقول الناقدون إنه شوه سمعة الولايات المتحدة بسبب المعاملة اللاإنسانية للمعتقلين. وجاء في بيان البنتاغون أنه «بناء على الأمر الرئاسي الذي أصدره الرئيس في 22 يناير 2009، فقد أجرى فريق المهمات لمراجعة غوانتانامو الذي تشارك فيه الكثير من الأجهزة مراجعة شاملة» لقضية داوفلاتوف ووافقت بالإجماع على نقله.
وقرر مسؤولون من وزارات الدفاع والأمن القومي وغيرهم من المسؤولين العام الماضي أن استمرار سجن الضيقي «لم يعد ضروريا للحماية من أي تهديد كبير مستمر على أمن الولايات المتحدة». وشكرت الوزارة صربيا «على بادرتها الإنسانية واستعدادها لدعم جهود الولايات المتحدة المستمرة لإغلاق معتقل غوانتانامو». كما عبر وزير الخارجية جون كيري عن شكره لصربيا، وقال في بيان إن «الولايات المتحدة تقدر هذه المساعدة السخية من صربيا، مع استمرار الولايات المتحدة في جهودها لإغلاق المعتقل». وفي الأشهر الأخيرة سرعت الولايات المتحدة وتيرة نقل معتقلي غوانتانامو الذين كان يبلغ عددهم عند افتتاحه في أواخر 2001 نحو 780 معتقلا».
إلى ذلك، تشعر إدارة الرئيس الأميركي أوباما بالحرج بسبب اختفاء أحد المعتقلين السابقين في غوانتانامو، كان قد وُضع قيد الإقامة الجبرية في أوروغواي، مما يثير مخاوف من أن المحتجزين المفرج عنهم من المعتقل قد يحملون السلاح ضد الولايات المتحدة».
وكانت إدارة أوباما قررت نقل السوري جهاد دياب (44 عامًا) من غوانتانامو إلى أوروغواي التي غادرها قبل أسابيع عابرًا الحدود مع البرازيل ومتجنبًا أجهزة المراقبة. وقد اختفى عن الأنظار منذ ذلك الحين. وردًا على انتقادات الجمهوريين الكثيرة، أقر لي وولوسكي، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية لإغلاق غوانتانامو، خلال جلسة استماع في مجلس النواب، بأنه يتمنى «لو بقي (دياب) في أوروغواي مع المعتقلين الخمسة الآخرين الذين انتقلوا إليها من معتقل غوانتانامو».
وبحسب جيف دنكان، النائب الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية، فإن دياب «عضو في تنظيم القاعدة» متخصص في تزوير الأوراق، وهو قد يكون حاليًا في البرازيل يساعد متطرفين آخرين «ربما من تنظيم داعش» في الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية أو استهداف الألعاب الأولمبية في ريو. لكن اختفاء دياب يعقد المشهد السياسي بالنسبة إلى الرئيس الأميركي، إذ إنه يحيي المخاوف من أن يعاود بعض المعتقلين الاتصال بشبكات متطرفة. وتشير إحصاءات الإدارة الأميركية إلى أن نحو 13 في المائة من السجناء المفرج عنهم من غوانتانامو منذ وصول أوباما إلى السلطة عاودوا أو يشتبه في أنهم عاودوا القتال، غير أن نسبة المعتقلين المفرج عنهم خلال عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بلغت 35 في المائة. وقال مبعوث وزارة الدفاع الأميركية لإغلاق معتقل غوانتانامو بول لويس الخميس الماضي إن 14 سجينًا سابقين شاركوا بعد الإفراج عنهم في هجمات أدت إلى مقتل أميركيين. لكن إطلاق سراحهم من غوانتانامو سبق وصول أوباما إلى السلطة، وفق ما قال المسؤول. من جهته أوضح وولوسكي أن «أجهزة الاستخبارات تعتقد أن المعتقلين المفرج عنهم بعد عام 2009 غير مسؤولين عن مقتل أميركيين». ومن بين المعتقلين الـ29 في غوانتانامو الذين قد ينقلون إلى بلد آخر، هناك 22 يمنيًا، وهو ما يعقد مهمة إدارة أوباما، لأنها لا تريد إعادتهم إلى بلدهم الذي يشهد حالة من الفوضى».



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.