من داخل مخيم اليرموك.. «الشرق الأوسط» تكشف كيف اخترقته استخبارات الأسد وهجرت سكانه

فوضى سلاح وقوى متطرفة أنهت وجود الجيش الحر

سكان مخيم اليرموك جنوب دمشق ممن لم يغادروا المخيم ينتظرون وصول المساعدات من الأونروا ومنظمة الفيفا في فبراير 2014 (غيتي)
سكان مخيم اليرموك جنوب دمشق ممن لم يغادروا المخيم ينتظرون وصول المساعدات من الأونروا ومنظمة الفيفا في فبراير 2014 (غيتي)
TT

من داخل مخيم اليرموك.. «الشرق الأوسط» تكشف كيف اخترقته استخبارات الأسد وهجرت سكانه

سكان مخيم اليرموك جنوب دمشق ممن لم يغادروا المخيم ينتظرون وصول المساعدات من الأونروا ومنظمة الفيفا في فبراير 2014 (غيتي)
سكان مخيم اليرموك جنوب دمشق ممن لم يغادروا المخيم ينتظرون وصول المساعدات من الأونروا ومنظمة الفيفا في فبراير 2014 (غيتي)

بدأت مأساة مخيم اليرموك في النصف الثاني من العام 2012، عندما كانت الأحداث والمظاهرات المناهضة للنظام تشتعل في المناطق المحيطة به، كأحياء: التضامن، والحجر الأسود، ويلدا، والقدم، والعسالي، وبيت سحم، وغيرها من الأحياء السورية، وهي مناطق شعبية مُكتظة ومهمشة، شاركت منذ اللحظات الأولى في المظاهرات المناهضة للنظام. وترافقت تلك الأحداث مع تساقط مُتقطع لقذائف الهاون على مناطق مختلفة من مخيم اليرموك، وبخاصة شارع الجاعونة، حيث وقعت مجزرة رهيبة مساء الثاني من أغسطس (آب) 2012، فقبل أذان المغرب بدقائق محدودة في يوم فضيل من شهر رمضان المبارك، أُطلقت على شارع الجاعونة المكتظ بالناس، 3 قذائف من مدفع هاون، سقطت على النقطة ذاتها في المخيم بغرض إيقاع أكبر الخسائر الممكنة. المجزرة تمخضت عن 29 شهيدًا من أبناء المخيم من الفلسطينيين والسوريين، مع سقوط أعداد مضاعفة من الجرحى.
وكان قيام 3 طائرات «ميغ» تابعة لسلاح الجو السوري بقصف 3 مواقع باليرموك في لحظة واحدة ظهر يوم 16 ديسمبر (كانون الأول)، سببا كبيرا في حدوث حالة التهجير من المخيم. فقد قصفت الطائرات مسجد عبد القادر الحسيني وسط اليرموك، ومركزا حكوميا غرب اليرموك، كما قصفت تجمعا لمدارس «أونروا». وبرر إعلام النظام عمليات القصف الجوي وسقوط عدد كبير من الضحايا، بوجود مسلحين من المعارضة وعائلاتهم كانوا قد التجأوا إلى تلك الأماكن بعد القصف العنيف من مدفعية النظام للمناطق المحيطة باليرموك.
وأمام تلك الحالة دخلت إلى اليرموك مجموعات الجيش الحر والقوى المعارضة من المناطق المحيطة باليرموك، وبكميات كبيرة من حيث العدد والعدة، وكانت تحت مسميات مختلفة (الجيش الحر وفصائله مثل: أبابيل حوران، وصقور الجولان، ومجموعة زهرة المدائن، ومجموعة العهدة العمرية، وكتائب ابن تيمية، وكتائب العز بن عبد السلام، ولواء الأنفال، وجبهة النصرة...)، وجميع منتسبي تلك المجموعات سوريون ما عدا قلة فلسطينية كانت تعمل تحت إمرة «العهدة العمرية» و«زهرة المدائن».
وأدت الأحداث في عامي 2013 و2014 وحتى عام 2015 إلى وقوع أضرار كبيرة لحقت باليرموك وسكانه من الفلسطينيين والسوريين، وانتشار للمجاعة، وسقطت أعداد كبيرة من الضحايا، فضلاً عن وقوع دمار كبير جدًا في المربع الأول من اليرموك، فقد دمرت تلك المنطقة بشكل كامل نتيجة الأعمال العسكرية التي وقعت على مداخل المخيم. وسقط من الفلسطينيين في سوريا منذ بدايات الأزمة حتى مطلع يوليو (تموز) 2016 أكثر من 3950 شهيدًا، وأكثر من 940 مفقودًا، وأعداد مضاعفة من الجرحى والمصابين، جلهم من مخيم اليرموك، وبعضهم من فصائل فلسطينية مختلفة.
ويرجح عارفو الأمور من الفصائل المقربة من النظام والتي تقاتل إلى جانبه، أن النظام قام بلعبة أمنية كبيرة في مخيم اليرموك، كأسلوب للقضاء على وجود قوى المعارضة المسلحة وغير المسلحة في المربعات التي يسميها «مناطق العصاة» المحيطة باليرموك في الجنوب الدمشقي الملاصق، وذلك من خلال اختراق تلك القوى وزرع عسكريين تابعين للنظام على أنهم من الجيش الحر أو المنشقين عن جيش النظام، واستدراج تلك المجموعات نحو الدخول لليرموك وإطباق المنطقة عليهم ومحاصرتهم داخل اليرموك وتهجير سكانه. وبتلك الخطة أصبحت المنطقة الجنوبية لدمشق غير مزعجة للنظام، وسمح فراغ اليرموك السكاني بالسيطرة العسكرية والأمنية بشكل مريح ومن دون أثمان، وبالتالي تراجعت درجات التهديد عن العاصمة من جبهة الجنوب الدمشقي، بينما تبقى تهددها الغوطة الشرقية (دوما وجوبر وتوابعها)، والغوطة الغربية (داريا وتوابعها).
واتضحت خطة إخلاء وإفراغ اليرموك ومحاصرته والإطباق عليه لحماية المداخل الجنوبية للعاصمة، بعد 4 أعوام من خروج الناس منه، وعندما انتهت مهمة العسكريين والأمنيين التابعين للنظام، والذين دخلوا مع الجيش الحر ومجموعاته إلى اليرموك، إذ عاد الجزء الكبير منهم لحضن النظام تحت اسم «التسوية»، ومنهم النقيب بيان مزعل، الذي قاد قوات كبيرة في حي الحجر الأسود الملاصق، مثل مجموعات «صقور الجولان» التابعة للجيش الحر، والمجلس العسكري لجنوب دمشق التابع للمعارضة، ليتبين بعد ذلك أنه كان من ضباط أمن جهاز الاستخبارات العسكرية للنظام، غير أن هناك كثيرين غيره من المعروفين في المنطقة.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.