انتهاكات مستمرة للإعلاميين.. وتراجع التغطية من داخل سوريا هذا العام

مقتل 45 إعلاميًا واعتقال وخطف 27 وإصابة 38 في النصف الأول من 2016

بلال الحسين مصور برنامج «خبرني يا طير» في التلفزيون الرسمي السوري قضى تحت التعذيب بعد 4 سنوات من اعتقاله في الفرع «215» الذي كان يشرف على التلفزيون أمنيًا (كلنا شركاء)
بلال الحسين مصور برنامج «خبرني يا طير» في التلفزيون الرسمي السوري قضى تحت التعذيب بعد 4 سنوات من اعتقاله في الفرع «215» الذي كان يشرف على التلفزيون أمنيًا (كلنا شركاء)
TT

انتهاكات مستمرة للإعلاميين.. وتراجع التغطية من داخل سوريا هذا العام

بلال الحسين مصور برنامج «خبرني يا طير» في التلفزيون الرسمي السوري قضى تحت التعذيب بعد 4 سنوات من اعتقاله في الفرع «215» الذي كان يشرف على التلفزيون أمنيًا (كلنا شركاء)
بلال الحسين مصور برنامج «خبرني يا طير» في التلفزيون الرسمي السوري قضى تحت التعذيب بعد 4 سنوات من اعتقاله في الفرع «215» الذي كان يشرف على التلفزيون أمنيًا (كلنا شركاء)

وثق المركز السوري للحريات الصحافية في رابطة الصحافيين السوريين وقوع 30 انتهاكًا خلال شهر يونيو (حزيران) 2016، منها مقتل 12 إعلاميًا، كان تنظيم داعش مسؤولاً عن قتل 5 منهم في دير الزور.
بينما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 45 إعلاميًا، واعتقال وخطف 27 وإصابة 38 آخرين في النصف الأول من عام 2016، وكشف تقريرها عن العمل الإعلامي في سوريا أنه يسير من سيئ إلى أسوأ في ظل عدم رعاية واهتمام كثير من المنظمات الإعلامية الدولية لما يحصل في سوريا، وتراجع التغطية الإعلامية بشكل كبير من سوريا في السنة الأخيرة مقارنة بالسنوات الماضية.
ونشر تنظيم داعش شريط فيديو تضمن تصويرًا لعمليات قتل بأساليب وحشية مختلفة لإعلاميين في دير الزور.
أما النظام السوري فقد قتل كلاً من أُسامة جمعة، بعد استهداف سيارة الإسعاف التي كانت تقله في حلب، والمصور التلفزيوني بلال الحسين الذي قضى تحت التعذيب بعد 4 سنوات من اعتقاله. كما قتل عبد الواحد عبد الغني الذي كان يقوم بتغطية المعارك في ريف حلب الشمالي، في حين توفي الإعلامي خالد العيسى في تركيا بعد أسبوع من إصابته بجراح مع زميله هادي العبد الله، في انفجار لم تتضح طبيعته بعد، استهدف مقر إقامته في حلب الواقع في منطقة تسيطر عليها جبهة النصرة. كذلك قتل 3 من إعلاميي الكتائب المسلحة هم: حسان المصري، وهو إعلامي في لواء شهداء الإسلام بريف دمشق، وكل من عبد الخالق حجو وعقيل عبد العزيز، وهما إعلاميان في حركة نور الدين الزنكي في حلب.
الانتهاكات التي أشار إليها بيان مركز الحريات لم تقتصر على عمليات القتل، فقد تعرض 7 إعلاميين لجروح مختلفة خلال عمليات عسكرية كانوا يقومون بتغطيتها، بينما أصيب هادي العبد الله مع زميله الراحل خالد العيسى بجروح مرتين خلال يومين في حلب، إحداهما نتيجة عملية عسكرية جوية والثانية عبر انفجار، في حين تعرض أحمد عبد القادر لمحاولة اغتيال في تركيا، وأصيب خليل رشيد بجروح بعد هجوم تبناه «داعش» على مقر قناة روداو في إقليم كردستان العراق، كما أصيب الإعلامي عبد المنعم الخليل من درعا بجروح ورضوض نتيجة اعتداء عناصر من الجيش الحر عليه.
ووقعت خلال شهر يونيو الماضي عمليتا اختطاف، فقد اختطف هزاع عدنان الهزاع في بلدة كفرنبل من قبل مجموعة مسلحة أطلقت سراحه بعد 10 أيام، في حين أطلق سراح وسيم الخطيب بعد 4 أيام من الاختطاف من قبل مجموعة مسلحة في ريف دمشق، ونجا كل من الصحافي الأميركي بلال عبد الكريم من الموت بعد استهداف سيارته في إدلب، كما نجا فراس المشهدي بعد استهداف منزله في حلب، وقامت جبهة النصرة بإغلاق راديو فريش في ريف إدلب منذ منتصف الشهر، وإلى أجل غير مسمى بداعي «تعيين كادر نسائي» في الإذاعة.
ودعا المركز السوري للحريات الصحافية في رابطة الصحافيين السوريين إلى احترام حرية العمل الإعلامي في سوريا، والعمل على ضمان سلامة العاملين فيه، مع محاسبة كل المتورطين في الانتهاكات. كما طالب مختلف الأطراف والجهات الدولية المعنية بتفعيل القوانين الدولية الخاصة بحماية الإعلاميين، ومحاسبة كل من ارتكب جرائم بحقهم، والعمل على الدفاع عنهم وعن حرية الصحافة وحق نقل المعلومات في سوريا.
ونبه التقرير إلى أن قرار إيقاف بث الإذاعة، وإغلاق موقع «فرش نت» وتعليق عمل اتحاد المكاتب الثورية، سيؤثر على حياة 400 موظف كانوا يعملون في تلك المؤسسات، ويعطل عمل إحدى أوائل الإذاعات التي بدأت البث بعد الثورة السورية.
أما تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقدم حصيلة الانتهاكات بحق الإعلاميين في النصف الأول من 2016، وسجل مقتل 45 إعلاميًا في النصف الأول من 2016، إذ قتلت قوات النظام منهم 14 بينهم امرأة وقضى 3 بسبب التعذيب. بينما قتلت قوات يزعم بأنها روسية 6 إعلاميين، وقتل تنظيم داعش 14 إعلاميًا، بينهم امرأة، فيما قتلت فصائل المعارضة المسلحة 6 إعلاميين. كما قُتل إعلاميان على يد قوات الإدارة الذاتية. و3 إعلاميين على يد جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها.
ووفق التقرير فقد تم تسجيل 27 حالة ما بين اعتقال وخطف في النصف الأول من 2016 تم الإفراج عن 25 منها. واعتقلت قوات النظام إعلاميين ثم أفرجت عنهما لاحقًا، فيما اعتقلت جبهة النصرة 7 إعلاميين بينهم امرأة وأفرجت عنهم لاحقًا. وسجل التقرير اعتقال فصائل المعارضة المسلحة 6 إعلاميين أفرج عن 5 منهم. واعتقلت قوات الإدارة الذاتية 4 إعلاميين أفرجت عن 3 منهم.



هل تعتزم مصر المطالبة بتسليمها أحمد المنصور؟

المصري المقبوض عليه في سوريا أحمد المنصور (إكس)
المصري المقبوض عليه في سوريا أحمد المنصور (إكس)
TT

هل تعتزم مصر المطالبة بتسليمها أحمد المنصور؟

المصري المقبوض عليه في سوريا أحمد المنصور (إكس)
المصري المقبوض عليه في سوريا أحمد المنصور (إكس)

قال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن هناك أمر ضبط وإحضار صادراً من السلطات القضائية بمصر ضد المصري أحمد المنصور الذي أطلق تهديدات لبلاده من سوريا، وأفادت الأنباء بالقبض عليه من جانب السلطات الأمنية بدمشق.

ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصدر بوزارة الداخلية السورية، الأربعاء، أن السلطات الحاكمة الجديدة في سوريا ألقت القبض على المنصور عقب بثه تسجيلات هدد وأساء فيها للسلطات المصرية، ودعا لاحتجاجات.

وكان المنصور أثار جدلاً واسعاً بعد ظهوره في مقطع فيديو مصور وخلفه علم مصر القديم قبل ثورة «23 يوليو»، وبجواره شخصان ملثمان، معلناً تأسيس حركة مسلحة باسم «ثوار 25 يناير»، وهدد بإسقاط النظام المصري بقوة السلاح أسوة بما حدث في سوريا.

دعوة أحمد المنصور قوبلت بالرفض حتى من معارضين مصريين، الذين وصفوها بأنها تسيء لسلمية ثورة 25 يناير 2011.

ومن خلال بحث قامت به «الشرق الأوسط»، لم تتوصل لأحكام قضائية مسجلة ضد أحمد المنصور سواء بتهم إرهابية أو جنائية. فيما أوضح المصدر المصري المطلع أن سلطات التحقيق أصدرت أمر ضبط وإحضار للمنصور بتهمة الانضمام لجماعات إرهابية مسلحة والتحريض على قلب نظام الحكم بقوة السلاح وتهديد الأمن القومي المصري، ويجري تجهيز ملف لطلب تسلمه من السلطات في سوريا.

وبحسب المصدر فليس شرطاً وجود أحكام قضائية لطلب تسليم المنصور من سوريا، بل يكفي وجود قرارات بضبطه للتحقيق معه خاصة حينما يتعلق الأمر باتهامات جنائية وليست سياسية.

وفي تقدير البرلماني المصري مصطفى بكري، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، فإن «السلطات السورية لن تسلم أحمد المنصور لمصر، هي فقط ألقت القبض عليه لمنعه من الإساءة للسلطات في مصر لأنها لا تريد صداماً مع القاهرة».

إلا أن الإعلامي والناشط السوري المقرب من الإدارة الجديدة بدمشق عبد الكريم العمر قال لـ«الشرق الأوسط» إن «السلطات السورية الحالية لديها حرص على عدم تحويل سوريا الجديدة كمنطلق تهديد لأي دولة، كما أنها حريصة على العلاقة مع مصر».

وأشار إلى «أنه لا يعلم ما إذا كانت هناك نية لدى الإدارة في سوريا لتسليم المنصور لمصر من عدمه، ولكن المؤكد أنها حريصة على التقارب مع القاهرة».

وبحسب تقارير إعلامية محلية فإن المنصور من مواليد محافظة الإسكندرية، لكنه يتحدر من محافظة سوهاج، وانضم إلى «حركة حازمون»، التي أسسها القيادي السلفي المسجون تنفيذاً لأحكام قضائية حازم صلاح أبو إسماعيل.

كما شارك أحمد المنصور في اعتصامي «رابعة» و«النهضة» لأنصار الرئيس «الإخواني» الراحل محمد مرسي عام 2013، وعقب سقوط «حكم الإخوان» فر من مصر وانضم إلى «جيش الفتح» و«هيئة تحرير الشام» في سوريا، وبعد سقوط نظام بشار الأسد بدأ في بث مقاطع فيديو يهاجم فيها الدولة المصرية.