منظمة حقوقية: ضحايا الاستعمار الفرنسي للجزائر9 ملايين شهيد

وزير المجاهدين الجزائري يشكك في «صدق نيات باريس» إقامة علاقات طبيعية مع بلاده

منظمة حقوقية: ضحايا الاستعمار الفرنسي للجزائر9 ملايين شهيد
TT
20

منظمة حقوقية: ضحايا الاستعمار الفرنسي للجزائر9 ملايين شهيد

منظمة حقوقية: ضحايا الاستعمار الفرنسي للجزائر9 ملايين شهيد

أفادت «الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان»، المستقلة عن الحكومة، بمناسبة مرور 54 سنة على استقلال البلاد 5 يوليو (تموز) 1962، أن الجزائريين الذين قتلهم الاستعمار الفرنسي من بداية الاحتلال عام 1830 إلى 1962، يفوق 9 ملايين شهيد. واستندت في ذلك إلى كتابات وتصريحات خبراء بالتاريخ، فرنسيين وجزائريين.
وقالت «الرابطة» أمس في تقرير تناول جرائم الاستعمار الفرنسي بالجزائر، إن «شهداءنا منذ أن وطأت أقدام الفرنسيين تجاوزوا المليون ونصف المليون، لأن عددهم فاق 9 ملايين استنادًا إلى الأرشيف الفرنسي الخاص بفترة الاحتلال، وإلى كتابات مؤرخين فرنسيين، من بينهم المؤرخ اليساري جاك جوركي الذي يخبرنا بأن فرنسا قتلت 10 ملايين خلال الحقبة الاستعمارية. كما ذكر الباحث في التاريخ، الجزائري محمد الحسن زغيدي أن عدد الشهداء يفوق 9 ملايين».
وتمثل الإحصائية الرسمية مليون ونصف المليون شهيد، خلاصة بحوث حول قتلى الجزائر خلال حرب التحرير التي دامت 7 سنوات (1954 - 1962). أما عن الفترة بين 1830 و1954 فلا يعرف عدد الجزائريين الذين سقطوا خلالها بسبب الاستعمار، على الرغم من أن المئات من المعارك والمقاومات قامت ضد الاحتلال، وبخاصة في الأرياف خاضها قادة بارزون ضد الاحتلال، أهمهم الأمير عبد القادر الجزائري مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، ومعارك الشيخ المقراني ولالا فاطمة نسومر.
وأعاب التنظيم الحقوقي على السلطات الجزائرية، «غض الطرف عن الشهداء الذين سقطوا في مرحلة ما بعد الاحتلال حتى اندلاع الثورة». وقال في تقريره: «لا يمكن أن ينسى الشعب الجزائري، مهما طال الزمن، جرائم فرنسا بحقه التي تشبه مجازر (داعش) في أيامنا». وتحدث عن «غياب إرادة سياسية من جانب المسؤولين الجزائريين، لتجريم فرنسا الاستعمارية رسميًا».
وأطلق برلمانيون من الأغلبية عام 2009، مبادرة لتجريم الاستعمار بواسطة قانون. غير أن رئاسة الجمهورية أجهضت المسعى، بعد أن أظهر قطاع من الطبقة السياسية في فرنسا استياء منه. وفهم من ذلك أن الحكومة الجزائرية تجنّبت أزمة سياسية مع فرنسا، نظرًا لحساسية ملف ما يعرف بـ«الذاكرة المشتركة بين البلدين». وحول نفس الموضوع، قال وزير المجاهدين الطيَب زيتوني في مقابلة مع الإذاعة الحكومية، أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا «لن تكون طبيعية إلا إذا تمت معالجة ملف الذاكرة الوطنية والتاريخ، بما في ذلك الأرشيف والمفقودين والتعويضات، خاصة المتعلقة بالتجارب النووية في الصحراء (1963 - 1966). فإذا كانت لفرنسا نية صادقة إقامة علاقات مع الجزائر وفق مبدأ الند للند، فما عليها إلا معالجة هذا الملف بشكل نهائي»، في إشارة إلى مطالب كثير من الجزائريين بخصوص أن تعترف فرنسا بجرائمها وتدفع التعويض للضحايا الذين لازلوا أحياء، أو لأبنائهم وأحفادهم. وفي قضية تجارب الذرة، يتهم الجزائريون فرنسا بـ«اعتماد مقاييس مزدوجة» في التعويض. فقد حصل ضحايا التفجيرات النووية الفرنسية بالمحيط الهادي عام 1996 على التعويض، فيما استثني منه الجزائريون.
وبخصوص أرشيف حرب التحرير الموجود لدى السلطات الفرنسية، والذي تطالب به الجزائر، أوضح الوزير زيتوني أن «القضية لم تتعد مرحلة جس النبض والاجتماعات، بسبب عدم تفعيل الجانب الفرنسي لنياته في هذا المجال. وبصراحة لم نحرز أي تقدم يرضينا نحن الجزائريين. صحيح أن هناك تصريحات ونيات فرنسية لتسليمنا الأرشيف، لكن عمليا لا شيء ملموس».
وعن المفقودين الجزائريين خلال الفترة الاستعمارية، قال زيتوني إن الإحصاء على مستوى وزارة المجاهدين يتحدث عن أكثر من ألفي مفقود، وأن السلطات الفرنسية ترى أن العدد أقل بكثير.
وسئل الوزير عن قضية إعادة جماجم المجاهدين الذين قتلوا في بداية الاستعمار، الموجودة حاليًا في متاحف باريسية، فقال: «إن هذا الأمر دليل إضافي على بشاعة الاستعمار الفرنسي الذي لم يكتف بقطع رؤوس مجاهدينا الأبطال، بل وضعها في متاحف كأنها أشياء».
ولم يقدم توضيحًا بشأن مبادرة تم إطلاقها قبل شهر تتعلق باستعادة هذه الجماجم، واكتفى بالقول بأن «هناك تنسيقًا منذ مدة مع وزارة خارجيتنا للاشتغال على هذا الملف».



الجيش الإسرائيلي يشيد مواقع له في غزة مع السيطرة على مساحات واسعة

القوات الإسرائيلية تمهد أراضي وتشيد أبراج مراقبة ضمن مناطق من قطاع غزة (رويترز)
القوات الإسرائيلية تمهد أراضي وتشيد أبراج مراقبة ضمن مناطق من قطاع غزة (رويترز)
TT
20

الجيش الإسرائيلي يشيد مواقع له في غزة مع السيطرة على مساحات واسعة

القوات الإسرائيلية تمهد أراضي وتشيد أبراج مراقبة ضمن مناطق من قطاع غزة (رويترز)
القوات الإسرائيلية تمهد أراضي وتشيد أبراج مراقبة ضمن مناطق من قطاع غزة (رويترز)

شوهدت القوات الإسرائيلية، اليوم الاثنين، وهي تمهد أراضي، وتشيد أبراج مراقبة ضمن مناطق من قطاع غزة سيطرت عليها في الأيام القليلة الماضية في عملية عسكرية تقول الأمم المتحدة إن الجيش سيطر خلالها بالفعل على ثلثي مساحة القطاع، أو أخلاها من السكان.

وأصدر الجيش تحذيرات متكررة بالإخلاء لمئات الآلاف من الفلسطينيين في المناطق الجنوبية، والوسطى، والشمالية منذ استئناف عملياته في غزة في 18 مارس (آذار)، مما أجبرهم على النزوح إلى منطقة ضيقة المساحة على شاطئ البحر.

وقالت زكية سامي (60 عاماً)، وهي أم لستة أطفال من مدينة غزة، إنها شاهدت الدبابات تنتشر بمناطق مرتفعة أثناء فرارها من منزلها بعد أن أمر الجيش عائلتها بمغادرة حي الشجاعية.

وقالت لـ«رويترز» عبر تطبيق للدردشة: «سيطروا على تلة المنطار اللي كنا ناخد أولادنا ليلعبوا هناك، وهلقيت متمركزين عليها ومن هناك بيقدروا يقصفوا أي بيت بدهم إياه في الشجاعية».

وأضافت: «غزة في الأساس مكان صغير والإسرائيليين قاعدين بيقلصوا مساحتها أكتر وأكتر، إحنا قاعدين بيخنقونا في وقت لا فيه أكل والقنابل بتتساقط فوق روسنا».

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن إجمالي المساحة التي استولت عليها إسرائيل أو أصدرت أوامر بإخلائها بلغ 65 في المائة من قطاع غزة. وفي رفح وحدها أوضحت لجنة الإنقاذ الدولية أن 140 ألف شخص نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين.

وقُتل صحافي فلسطيني اليوم الاثنين، وأصيب تسعة آخرون، بعضهم في حالة حرجة، عندما أصابت غارة جوية إسرائيلية خيمة تستخدمها وسائل الإعلام داخل مجمع ناصر الطبي في خان يونس.

وأظهرت لقطات مصورة أشخاصاً يحاولون إخماد النيران التي اندلعت في الخيمة خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين. وانتشرت على نطاق واسع صور تظهر صحافياً تشتعل فيه النيران، وشخصاً آخر يحاول إنقاذه.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استهدف حسن إصليح، ووصفه بأنه «إرهابي يتخفى في العمل الصحافي»، وعضو في كتيبة خان يونس التابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وأوضح مسعفون أن إصليح، وهو صحافي فلسطيني معروف في غزة، ويتابعه مئات الألوف على مواقع التواصل، أصيب بجروح بالغة في الغارة.

وأعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي عزمها إقامة «منطقة أمنية» على أطراف قطاع غزة، وذلك بعد شهر من انهيار وقف إطلاق النار. ولم توضح ما خطتها طويلة الأمد للمنطقة التي سيطرت عليها مجدداً؟ لكن الفلسطينيين يخشون من أنها تهدف إلى احتلالها بصورة دائمة.