«تأثيرات محدودة» على الأسواق الروسية بعد صدمة الاستفتاء البريطاني

وسط دعوات للتريث في اتخاذ القرارات

«تأثيرات محدودة» على الأسواق الروسية بعد صدمة الاستفتاء البريطاني
TT

«تأثيرات محدودة» على الأسواق الروسية بعد صدمة الاستفتاء البريطاني

«تأثيرات محدودة» على الأسواق الروسية بعد صدمة الاستفتاء البريطاني

دعا وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إلى التريث في الحديث عن الآثار التي قد تخلفها نتائج الاستفتاء البريطاني على الاقتصاد الروسي، لا سيما فيما يخص خطط الحكومة الروسية بخصخصة حصص من أسهم شركات نفطية كبرى وشركة للألماس بغية الحصول على موارد لتغطية العجز في الميزانية. وفي حين بدت بعض الأوساط الاقتصادية قلقة حيال تأثير الوضع الناجم عن الاستفتاء البريطاني على تلك الخطط الحكومية الروسية، رأى وزير الطاقة الروسي أنه من السابق لأوانه تقييم هذا الأمر، داعيًا إلى التريث، والانتظار «لنرى كيف ستكون حال السوق»، ومشددا على عدم جدوى إظهار رد فعل مفاجئ على ما سيجري خلال فترة قصيرة من الزمن، وإنما «يجب مراقبة السوق خلال فترة طويلة لمعرفة رد فعلها» على الوضع الناجم عن إعلان فوز دعاة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء.
ومنذ الساعات الأولى للإعلان عن نتائج التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي برز اهتمام رسمي روسي واضح بالآثار التي سيخلفها هذا الوضع على الاقتصاد الوطني الذي ما زال في حالة أزمة. وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف قد أشار، أول من أمس، إلى أن الاستفتاء سيترك أثرًا على الاقتصاد العالمي كله، وذلك خلال مشاركته في اجتماع صباحي للمجلس الرئاسي للتحديث الاقتصادي، وأشار مدفيديف إلى أن «التقلبات في أسواق المواد الخام قد ازدادت، وهذا أمر لا يسعدنا»، موضحًا أن «نتائج ذلك الاستفتاء ستشكل أهمية وليس بالنسبة لبريطانيا والاتحاد الأوروبي فقط، بل للاقتصاد العالمي بشكل عام». ودعا رئيس الحكومة الروسية إلى تحليل الوضع مؤكدًا أن «الحكومة الروسية ستتخذ قرارها حول التدابير الضرورية للاقتصاد الروسي».
كما حذر وزير المالية، أنطون سيلوانوف، من احتمال تراجع أسعار النفط في الأسواق على خلفية نتائج التصويت في بريطانيا، الأمر الذي سيؤدي حتمًا إلى هبوط قيمة الروبل الروسي حسب رأيه. وبعد وصفه نتائج التصويت بأنها «حدث غير مريح»، أعرب الوزير سيلوانوف عن قناعته بأن «هذه التقلبات أضعف بكثير من تلك التي اجتازتها روسيا، ولهذا فإن تأثير هذا الحدث على الديناميكية الاقتصادية الداخلية ستكون محدودة». وحسب قوله، فإن «الاستفتاء في بريطانيا أظهر أن الآمال بشأن إمكانية استعادة الأسواق والاقتصادات عافيتها بسهولة كانت آمالا سقفها مرتفع»، محذرًا من أن «هذا الوضع سيؤدي إلى نتيجتين رئيسيتين، الأولى تزايد التقلبات في الأسواق، والثانية عدم الوضوح بخصوص مستقبل تطور وتنمية الاقتصاد العالمي». بناء على رؤيته هذه للوضع الراهن، يؤكد سيلوانوف أن «مهمة السياسة الاقتصادية الروسية حاليًا أن تكون مستعدة للسيناريو السلبي لنمو الاقتصاد العالمي»، داعيًا إلى الانطلاق من أسس موضوعية في التخطيط الاقتصادي.
من جانبه، رأى بنك روسيا المركزي أن «رد فعل الأسواق العالمية على نتائج التصويت في بريطانيا أمر متوقع ولا يحمل أي خطر مباشر على الاقتصاد الروسي»، ونقلت وكالة «إنتر فاكس» عن المكتب الصحافي للبنك المركزي تعليقًا على الوضع في الأسواق الروسية صباح أول من أمس، جاء فيه أن «بنك روسيا يراقب الوضع باهتمام، وتتوفر لديه جملة الأدوات الضرورية للعمل في ظل عدم استقرار الأسواق». ويتفق مع وجهات النظر السابقة الاقتصادي الروسي المخضرم أليكسي كودرين، عضو المجلس الاقتصادي الرئاسي، ومدير مركز الأبحاث الاستراتيجية، الذي، وإن لم يشكك في أن «الاتحاد الأوروبي سيستفيق من الصدمة»، لكنه رأى أن «بريطانيا وكذلك الاتحاد الأوروبي سيصبحان اقتصاديا أضعف من السابق» نتيجة الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أما بالنسبة للاقتصاد الروسي فقد بدا كودرين واثقا في أن «الاستفتاء لن يؤثر بشكل ملحوظ على روسيا»، موضحًا أنه «لدينا مشكلاتنا وهي أكثر حساسية»، وختم بالتعبير عن أسفه لاتخاذ البريطانيين قرارًا بالخروج من الاتحاد الأوروبي، معربًا عن قناعته بأن «هذا الأمر لن يؤدي إلى كارثة، لكن ستكون هناك مرحلة قصيرة من عدم الاستقرار في الأسواق المالية».



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.