مصر تسترد غطاءين لتابوتين من «الأسرة الـ 21»

«الخارجية المصرية»: نتطلع لاستعادة باقي القطع الأثرية المهربة إلى إسرائيل

غطاءان للتابوتين يرجعان إلى «الأسرة الـ 21» مصنوعان من الخشب الملون («الشرق الأوسط»)
غطاءان للتابوتين يرجعان إلى «الأسرة الـ 21» مصنوعان من الخشب الملون («الشرق الأوسط»)
TT

مصر تسترد غطاءين لتابوتين من «الأسرة الـ 21»

غطاءان للتابوتين يرجعان إلى «الأسرة الـ 21» مصنوعان من الخشب الملون («الشرق الأوسط»)
غطاءان للتابوتين يرجعان إلى «الأسرة الـ 21» مصنوعان من الخشب الملون («الشرق الأوسط»)

استعادت مصر غطاءي تابوتين أثريين، كانا مهربين إلى إسرائيل، وقالت وزارة الخارجية المصرية أمس، إنها «تتطلع لاستعادة باقي القطع الأثرية المصرية المهربة لإسرائيل». الغطاءان من الخشب الملون وخرجا من البلاد بطريقة غير شرعية.
وقال مصدر أثري مصري إن «الغطاءين على شكل آدمي ومصنوعين من الخشب والكارتوناج الملون، وعليهما عدد من النقوش والزخارف الملونة»، لافتا إلى أن «الغطاءين بحالة جيدة، وكانا قد خرجا من مصر بطريقة غير شرعية عن طريق أعمال الحفر خلسة، وتم تهريبهما عن طريق تاجر آثار إسرائيلي».
وأكدت السفيرة إيمان الفار، مساعدة وزير الخارجية للعلاقات الثقافية، أمس، أن «عودة الغطاءين تأتي في إطار الجهود المبذولة من جانب وزارتي الخارجية والآثار والجهات المصرية المعنية لاسترداد القطع الأثرية التي خرجت من مصر بطرق غير شرعية، معربة عن تقدير الجانب المصري لقيام إسرائيل بإعادة هاتين القطعتين، وتطلعها إلى تسليم باقي القطع الأثرية المصرية».
وأعلنت وزارة الآثار المصرية عن استرداد غطاءين لتابوتين قادمين من إسرائيل على شكل آدمي مصنوعين من الخشب ويرجعان إلى عصر الدولة الحديثة، وتحديدا إلى «الأسرة 21» التي حكمت مصر من 1085 - 950 ق.م.
وقال المصدر الأثري إن «الغطاءين تم ضبطهما في إحدى صالات المزادات بالقدس عام 2012 عن طريق سلطة الآثار في إسرائيل».
وأكد الدكتور خالد عنانى، وزير الآثار المصري، أن غطاءي التابوتين، تكمن أهميتهما في استردادهما من إسرائيل لأول مرة منذ عشرين عاما، ورصدت سرقة هاتين القطعتين الأثريتين عام 2012، وتم إبلاغ السلطات المصرية والإنتربول والتعامل مع الملف على مدار السنوات الماضية بالتنسيق بين وزارتي الآثار والخارجية، لسرعة عودتهما إلى مصر، لافتا إلى أن هناك جهودا تبذل من أجل استرداد أي أثر نهب من مصر من قبل اللصوص وتم تهريبه للخارج، وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة آثار مصر المنهوبة في الخارج من أي دولة من العالم.
وأشار وزير الآثار إلى «قرار نقل غطائي التابوتين إلى المتحف المصري بميدان التحرير بالقاهرة للاستعداد لأعمال الترميم والصيانة قبل عرضهما للجمهور»، مشيرا إلى أن استرداد هذه القطع الأثرية من إسرائيل بداية لعودة مجموعة من الآثار المسروقة بالخارج، و«تبذل اللجنة المشكلة من قبل الوزارة جهودا لاسترداد الآثار المسروقة من دول العالم».
وقال المصدر الأثري إن «المتحف المصري استقبل غطاءي التابوتين مساء أول من أمس (الثلاثاء)، وإنه تم إيداعهما مخازن المتحف لحين البدء في إجراء أعمال الصيانة والترميم اللازمة لهما تمهيدا لعرضهما في صالة العرض بالمتحف».
يذكر أن من أهم الآثار المصرية التي تهتم وتسعى وزارة الآثار المصرية لاستردادها من الجانب الإسرائيلي القطع الأثرية التي تم تهريبها من «معبد حتحور» في «سرابيط الخادم» في جنوب سيناء أثناء فترة احتلال سيناء بعد حرب عام 1967، وتعرف بـ«مجموعة موشي ديان» وزير الدفاع الإسرائيلي السابق.
و«سرابيط الخادم» تقع جنوب غربي شبه جزيرة سيناء بجوار مدينة أبو زنيمة، وحتحور، معبودة مصرية قديمة استعان بها المصريون القدماء لحماية الصحراء (سرابيط الخادم) حيث الطريق إليها بالغ الوعورة، وقد عثر في هذه المنطقة على تماثيل كثيرة تحمل أسماء الملك سنفرو من الأسرة الرابعة، والملك منتوحتب الثالث، والملك منتوحتب الرابع من ملوك الأسرة الحادية عشرة.
وقال المصدر الأثري إن «معبد حتحور» يقع على سطح هضبة من الحجر الرملي ترتفع نحو 1200 متر عن مستوى سطح البحر، وقد عثر فيها على بعض أدوات الحياة اليومية، وكرس المعبد للإلهة حتحور، وكان يضم حجرة لعبادة الإله سوبد، لافتا إلى أن بقايا معبد حتحور في سرابيط الخادم تضم ثلاثة مداخل: الأول من روض العير، والثاني من وادي الخصيف، والثالث من وادي الطليحة، وكان المدخل الرئيسي يتضمن لوحتين؛ إحداهما من عهد الملك رمسيس الثاني، والأخرى من عهد الملك ست نخت أول ملوك الأسرة العشرين.
وسبق أن عرضت بإحدى صالات المزادات في إسرائيل قطعة أثرية مصرية مدون أسفلها أنها من «سرابيط الخادم» ومن «مجموعة موشي ديان»، ولم يرجع منها إلا «عمود حتحور» بالإضافة إلى عدد 4 قطع أثرية أخرى فقط.
من جانبه، قال شعبان عبد الجواد، المشرف العام على إدارة الآثار المستردة بوزارة الآثار، إن هذه المرة الثانية لاستعادة قطع أثرية من إسرائيل، لافتا إلى أن المرة الأولى كانت في التسعينات، حيث نجحت مصر في استعادة القطع الأثرية التي تم التنقيب عنها في سيناء عن طريق بعثات أثرية إسرائيلية وقت الاحتلال، مضيفا أن «عودة غطاءين يعد نجاحا لمساعي الدبلوماسية والأثرية في إثبات ملكية مصر لهما وأحقيتها في استردادهما».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.