لا يبدو اسم «الحرس القومي العربي» مألوفا بالنسبة إلى كثير من المعارضين السوريين؛ السياسيون منهم والعسكريون، لكن الإعلان عن مقتل 8 عناصر منه قبل أيام قليلة طرح علامة استفهام حول دور هذا الفصيل الذي تشير المعلومات إلى أن مقاتليه الذين يحاربون إلى جانب النظام ينحدرون من بلدان عربية عدّة، تحديدا الجزائر وتونس ومصر وفلسطين ولبنان.
وفي حين تجمع المعلومات على أن عدد عناصر «الحرس» الذي يتخذ من «القومية العربية» شعارا له، لا يتجاوز المئات، ارتكزت معاركه منذ تأسيسه عام 2012 في رد فعل على التهديد بالتدخل الأميركي، في مناطق أرياف دمشق وحمص وحماه، قبل أن تمتد أيضا إلى جنوب حلب حيث يخوض معارك محدودة إلى جانب قوات النظام والميليشيات الإيرانية التي تتولى قيادة المعارك بعد تراجع ما يسمى «حزب الله»، بحسب ما يقول القيادي في «الجيش الحر» أبو أحمد العاصمي.
ويلفت العاصمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن معظم المقاتلين في صفوف «الحرس القومي العربي» هم من الجنسية الجزائرية.
مع العلم بأن «الحرس» كان قد أعلن عن سقوط أول جزائري في سوريا في صفوفه في 15 مايو (أيار) الماضي، داعيا إياه بـ«القائد البارز»، خلال مشاركته في معارك على مشارف مدينة داريا بريف دمشق الغربي.
وقالت صفحة تابعة له، إن «القائد حسين عيسى (أبو عدي)» قتل «في سبيل الوحدة العربية»، لكن مصدرا في المعارضة قال لـ«الشرق الأوسط»، إنّ عيسى ليس جزائري الأصل إنما هو فلسطيني - سوري يعرف بـ«الجزائري» لقتاله في الجزائر في وقت سابق.
ويعتبر العاصمي أنّ التسمية التي أطلقت على هذا الفصيل لا تعدو الهدف إلى إبعاد الصبغة الطائفية التي تطغى على كل الفصائل المقاتلة إلى جانب النظام، وتحديدا الشيعية. ويضيف: «التسمية ليس لها أي قيمة، ويبدو أن إظهاره على الإعلام في الفترة الأخيرة، يأتي تحت هذا الهدف، في وقت يعتمد فيه النظام السوري ورئيسه بشار الأسد على إطلاق الشعارات التي تدعي ابتعاده عن الطائفية». في المقابل، يرى مصدر معارض آخر، أنّ حضور «الحرس القومي» إعلامي أكثر منه «عسكريا - سياسيا»، وهو ما يستفيد منه النظام السوري للقول إن هناك «قوميين» يقاتلون إلى جانبه وليس فقط مقاتلين محسوبين على طائفة معينة، لافتا في الوقت عينه إلى أن معظم مقاتلي الحرس هم من الطائفة السنية.
وفي هذا الإطار، يبدو واضحا أن هناك اختلافا في بعض التعريفات والمصطلحات المعتمدة على الصفحات الخاصة بـ«الحرس»، ولا سيما في عدم اعتماد صفة واحدة في التعريف عن قتلاه؛ إذ في حين يتم استخدام تسمية «المجاهدين»، يستخدم في حين آخر «المناضلين» إضافة إلى «المقاومين».
ويقول ناشط في الغوطة الشرقية حيث يسجّل حضور لـ«الحرس القومي» إلى جانب قوات النظام، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ مقاتليه مدربين ويتمتعون بقدرة قتالية عالية، ولا سيما الفلسطينيين اللاجئين في سوريا. ولفت إلى مشاركة الحرس أيضا في معارك «الست زينب» بدمشق، ودرعا والقنيطرة حيث سجّل مقتل عناصر له من الجنسية المصرية، إضافة إلى حضور محدود في حمص وحلب.
وفي تعريفه، على صفحة «فيسبوك» يقول «الحرس القومي» إنه فصيل عسكري قومي عربي أسسه مجموعة من الشباب القومي العربي عام 2012 عقب التهديدات الأميركية بالحرب على سوريا، لمساندة النظام في حربه على الإرهاب. وعيّن أسعد حمود المعروف بـ«الحاج ذو الفقار»، قائدا عاما للحرس، إضافة إلى مجلس عسكري وناطق رسمي باسمه. وحمود، بحسب المعلومات المتداولة لبناني من الجنوب، الأمر الذي يرى فيه معارضون أن هناك ارتباطا بين «الحرس» وإيران، إضافة إلى ما يسمى «حزب الله» وحلفائه في لبنان، لا سيما أن مكتبه الإعلامي موجود في لبنان، مما يؤكده رقم الهاتف الموجود على صفحة «الحرس» على موقع «فيسبوك» التي تنشط في نشر الأخبار عن الحرس، لا سيما معاركه وقتلاه ونشاطاته في سوريا، إضافة إلى نشرها صورا للمقاتلين وقائده أسعد حمود خلال مشاركته في تأبين عناصره.
وكانت وسائل إعلام موالية للنظام، أعلنت الأسبوع الماضي عن مقتل 8 عناصر من ميليشيات «الحرس القومي العربي» المساندة لقوات النظام في سوريا خلال معارك ضد المعارضة وتنظيم داعش على جبهات تدمر وأثريا وداريا، وهم: القيادي محمد حربلي، مع 7 آخرين هم: محمود محمد علوش، ومعاذ حسن الحسين، وأحمد محمود عمر، وحسام حسن رشواني، وعادل مصطفى القاسم، وعبد الله رفيق الحايك، وخالد حسن مسعود.
وعلى صفحته يشير «الحرس القومي» إلى «تقديمه كثيرًا من (الشهداء)؛ أبرزهم: أبو بكر المصري، الذي قتل في معركة القلمون، وهو أول مصري يقتل في سوريا إلى جانب قوات النظام، والعميد سعيد النصر أو كما يلقب بـ«الأسد الختيار»، وهو من أشهر فدائيي الثورة الفلسطينية في لبنان، حيث نفذ محاولة اغتيال لآرييل شارون عام 1982 في بيروت. وقد قتل، أخيرا، عن عمر 65 عامًا في ريف دمشق. كذلك القائد أبو محمد أثرية قائد «كتيبة محمد البراهمي»، الذي قتل في معركة طريق حلب – أثرية.
وبحسب المعلومات التي نشرت على الصفحة، ينقسم الحرس القومي العربي إلى 4 مجموعات عسكرية، وتتفرع من الوحدات القتالية، المجموعة الأولى «كتيبة وديع حداد»، والثانية «كتيبة حيدر العاملي»، والثالثة «كتيبة (الشهيد) محمد البراهمي»، أما الكتيبة الرابعة، فهي كتيبة «جول جمال».
أما أبرز عمليات «الحرس القومي» في سوريا، فهي عملية قرية المليحة بريف دمشق، وعملية مخيم السبينة الفلسطيني بريف دمشق، وعملية الجمرك القديم في درعا. كذلك يشير الموقع إلى أن «الحرس القومي» شارك في عمليات في الجولان المحتل حيث قصف مواقع إسرائيلية عقب العدوان الأخير على غزة، إضافة إلى مشاركته في معارك الرقة وريف حماه.
«الحرس القومي العربي»: مئات المقاتلين لدعم النظام السوري تحت شعار «القومية»
غالبية عناصره جزائريون.. وشكوك في علاقته بـ«حزب الله»
«الحرس القومي العربي»: مئات المقاتلين لدعم النظام السوري تحت شعار «القومية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة