تغير الأذواق وانفتاح أسواق عالمية جديدة يستدعيان تغييرات جذرية

قطاع الأزياء الرجالية.. بين شد وجذب

من عرض «بيرلوتي» لربيع وصيف 2016 - حتى دار «إرمينيغيلدو زينيا» باتت تتوخى أسلوبًا شبابيًا - من تصاميم أليساندرو ميشال لدار «غوتشي» - من عرض «بيربري» - من عرض وتشي»
من عرض «بيرلوتي» لربيع وصيف 2016 - حتى دار «إرمينيغيلدو زينيا» باتت تتوخى أسلوبًا شبابيًا - من تصاميم أليساندرو ميشال لدار «غوتشي» - من عرض «بيربري» - من عرض وتشي»
TT

تغير الأذواق وانفتاح أسواق عالمية جديدة يستدعيان تغييرات جذرية

من عرض «بيرلوتي» لربيع وصيف 2016 - حتى دار «إرمينيغيلدو زينيا» باتت تتوخى أسلوبًا شبابيًا - من تصاميم أليساندرو ميشال لدار «غوتشي» - من عرض «بيربري» - من عرض وتشي»
من عرض «بيرلوتي» لربيع وصيف 2016 - حتى دار «إرمينيغيلدو زينيا» باتت تتوخى أسلوبًا شبابيًا - من تصاميم أليساندرو ميشال لدار «غوتشي» - من عرض «بيربري» - من عرض وتشي»

أعلنت أمس محلات «نيو لوك» الشعبية أنها سجلت ارتفاعًا في مبيعاتها للأزياء الرجالية بأكثر من 17 في المائة، مقارنة بالعام الماضي. وردت نجاحها إلى تصاميمها الشبابية وكسبها ود الزبون الصيني. فهذا الزبون بات يريد أزياء أنيقة بأسعار معقولة، لأنه بات يفهم الموضة أكثر، ولا يمانع في مزج الغالي بالرخيص، فضلاً أن الطبقات المتوسطة لا تتمتع بقدرات مالية عالية تسمح لها باقتناع قطع أو إكسسوارات من بيوت أزياء عالمية طوال الوقت، فتكتفي بما هو متاح أمامها.
الإشارة هنا أن قطاع الأزياء الرجالية منتعش رغم كل ما يقال عن الأزمة، وكل ما تحتاجه بيوت الأزياء العالمية أن تفهم احتياجاته وميوله لكسبه. فالرجل الآن لم يعد مجرد متلقٍّ لأي شيء يُقترح عليه، بل يتابع جديد الموضة ويطوعها حسب مزاجه وأسلوب حياته. وهذا ما حوَّله إلى قوة لا يُستهان بها، ليس من الناحية الشرائية فحسب بل أيضًا الإبداعية، من حيث تأثيره بشكل مباشر على الطريقة التي تتعامل بها بيوت الأزياء الكبيرة مع مصمميها. مع حلول موسم أسابيع الموضة الرجالية، حيث سينطلق أسبوع لندن غدا، يليه معرض «بيتي أومو» في فلورنسا ثم أسبوعا ميلانو وباريس ونيويورك، فإن الخوف أن تتأثر هذه الأسابيع بما يجري حاليًا في الساحة من تغيرات أشبه بالانقلابات، لا سيما نيويورك ولندن، اللتان ولدتا من رحم الانتعاش الذي شهدته الموضة في السنوات الأخيرة قبل أن تعصف بها الأزمة الحالية. لندن مثلا، انطلق أسبوعها منذ بضع سنوات محققًا نجاحًا كبيرًا في بداياته، لكنه سينطلق غدًا وهو باهت إلى حد ما، بسبب غياب عدة أسماء مهمة، اكتفى بعضها بتقديم عروض جانبية بسيطة، مثل «بيربري» و«توم فورد»، وغيرهما. أول ما يتبادر إلى الذهن أن السبب يعود إلى تأثر مبيعات المنتجات المترفة، بسبب الأزمة وتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني والمشكلات السياسية الروسية وغيرها، لكن الحقيقة، حسب الخبراء، هي أن ظهور الجيل الجديد من الزبائن هو الذي غيّر الموازين، لأنه يريد مفهومًا جماليًا جديدًا يختلف عن ذلك الذي ورثوه عن آبائهم، علما بأن هذا التغيير في الأذواق والميول لم يظهر على السطح فجأة، بل كانت له عدة مقدمات تنبهت لها بيوت كبيرة منذ مدة، وتفاعلت معها بتغيير مصمميها وعدم إعطائهم فرصة طويلة يبرهنون فيها على قدراتهم. فقد استغنت دار «إرمينيغلدو زيغنيا» مثلاً عن مصممها ستيفانو بيلاتي، الذي التحق بها في عام 2013 بعد خروجه من دار «إيف سان لوران». لم يمر سوى يومين حتى أعلنت «زيغينا» أن أليساندرو سارتوري مصمم دار «بيرلوتي» سيكون خليفته. «بريوني» أيضًا أعلنت، وفي الفترة نفسها تقريبًا، استبدال مصممها براندون مولان بجاستين أوشيه. هذا الأخير لا يتمتع بأسلوب شبابي حداثي فحسب بل له حساب على الإنستغرام يخاطب به ما لا يقل عن 85 ألف متابع. التغييرات شملت بيوت أزياء أخرى مثل «سالفاتوري فيراغامو» التي أعلنت انتهاء عقدها مع مصممها الفني ماسيمليانو جيورنيتي، و«كوستيم ناسيونال» التي أعاد الأخوان إينيو وكارلو كاباسا سبب خروجهما منها إلى اختلاف الرؤية الفنية بينهما وبين الشركة الاستثمارية الآسيوية التي تملكها. إينيو كاباسا ذهب إلى القول في لقاء له مع وكالة أسوشييتد برس إن الماركة بالنسبة لهما فقدت جانب الإبداع، وأصبحت «مثل شركة لبيع مواد غسيل.. هذا ليس موضة».
ثم لا ننسى خروج هادي سليمان، الذي هز أوساط الموضة، خصوصًا أن مجموعة «كيرينغ» التي تملك «إيف سان لوران» لم ترمش لها عين، بحيث لم يمر سوى وقت وجيز حتى أعلنت عن اسم خليفته، أنطوني فاكاريللو، وكأنها كانت تنتظر هذه الخطوة منه حتى تباركها، ولم يشفع له نجاحه أو ما حققه لها من أرباح.
لا يختلف اثنان على أن التغيير مقبول، وأحيانًا لا بد منه لتحريك المياه الراكدة، لكن هذه التغييرات المتتالية مثيرة للتساؤل، لأنها تشير إلى استراتيجيات جديدة تتبناها بيوت الأزياء الكبيرة والمجموعات التي تنضوي تحتها. استراتيجيات إما لا تريد مصممين نجومًا قد يشعرون، في فترة من الفترات، بأنهم أكبر من الدار التي يعملون فيها، وإما أنها تتسرع الربح، ولا تؤمن بالاستثمار بعيد المدى. ما يعزز صحة هذه الاستراتيجيات القاسية أنها أعطت نتائج إيجابية، إذا أخذنا دار «غوتشي» مثالاً. فقد رقت مجموعة «كيرينغ» المالكة لها ولـ«إيف سان لوران» وغيرها، أليساندرو ميشال، الذي لم يكن أحد قد سمع باسمه من قبل، وتحول بين ليلة وضحاها إلى نجم يحقق لها أرباحًا لم تكن تتصور تحقيقها في غضون عام واحد من تسلمه زمام الأمور. وهذا ما يؤكد أن تغير الاستراتيجيات لا علاقة وطيدة بتغير أذواق الناس، والحاجة إلى فهم الأسواق التي يتوجهون لها، بغض النظر عن الفنية والإبداع. طبعًا إذا ترافقت النظرة التسويقية مع الإبداع، فهذا هو عز الطلب، كما هو الحال بالنسبة لأليساندرو ميشال، الذي يمكن القول إنه قصة نجاح نادرة في عصرنا. وصفته السحرية أنه خلق في عروضه مظهرًا مختلفًا للرجل، حيث أدخله عالمًا لم يكن يخطر على باله أنه سيدخله في يوم ما، سواء من حيث الألوان المتوهجة والمعدنية، أو التصاميم الرشيقة والمحددة بشكل أنثوي مرورًا بالإكسسوارات والتفاصيل التي تزين هذه الأزياء، مثل الفيونكات التي تعقد حول العنق، وتُغني عن الربطة والكشاكش التي تغطي القمصان وغيرها.
لهذا، وفي خضم تغييرات الكراسي المتتالية، وخفوت وهج بعض أسابيع الموضة الرجالية، يُطمئن نجاح «غوتشي»، إضافة إلى زيادة صافي أرباح «نيو لوك»، إلى أن قطاع الأزياء الرجالية لا يزال بخير، وقد تكون التغييرات ضرورية لتلبي متطلبات الأسواق العالمية لمنتجات شبابية بلغة جريئة.
وحسب خبراء ومحللين مثل توماس شوفيه، من «سيتي بنك الاستثمارية» بلندن، فإن «معدل نمو قطاع المنتجات الرجالية المترفة لا يزال قادرًا على التفوق على قطاع الأزياء النسائية بالنظر إلى تاريخه القصير بالمقارنة». فرغم تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، لا يزال الرجل يملك إمكانيات لا يستهان بها، ويريد أن يستمتع بالموضة، سواء تعلق الأمر بالأزياء والإكسسوارات أو بمستحضرات العناية بالبشرة والشعر.
ما أصبحوا يعرفونه أن هذا الرجل ناجح بكل المقاييس، ويحتاج إلى بدلات رسمية في عمله، لكنه في أوقاته الخاصة يريد مظهرًا شبابيًا منطلقًا يعبر عن شخصيته الحقيقية بعيدًا عن أجواء العمل وإملاءاتها، التي قد تفرض عليه أسلوبا رسميا. وربما هذا ما يجعل بيوت أزياء رجالية مهمة مثل «بريوني»، و«إريمينغلدو زيغنيا» ومثيلاتهما، تريد مصممين يحقنونها بجرعة شبابية قوية باتت مطلوبة من قبل الجيل الجديد من الزبائن.
للأسف كان هذا الجيل ينظر إلى هذه البيوت المتخصصة في التفصيل على أنها للآباء والأجداد ولا تفهم احتياجاتهم، الأمر الذي استدعى تدخلا عاجلا وجذريا لإقناعهم بالعكس، أو على الأقل بأنها لكل الأعمار. الآن هذه البيوت تتفنن في طرح الإكسسوارات والقطع المنفصلة المتنوعة.
مصمم «كوستيم ناسيونال» السابق، إينيو كاباسا، فسر هذه النقطة قائلا إن «أسهم البدلة تتعرض دائما لشد وجذب.. لضعف وقوة، لكن لا خوف عليها رغم ما تتعرض له من منافسة شديدة من قبل القطع المنفصلة الشبابية».
كاباسا ينطلق من مفهوم أن الموضة تتغير، وما يتصدر اليوم الواجهة ويحقق شعبية، يتراجع غدا لصالح مظهر جديد، لأن الموضة لا تبقى على حال، وكل موضة تزيد شعبيتها أو تنتشر انتشار النار في الهشيم، تصيب بالتخمة والملل مع الوقت، ومن ثم يصبح البحث عن مضاد لها ضروريا.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.