غارات جوية روسية تقتل 23 مدنيًا في مدينة إدلب السورية

غارات جوية روسية تقتل 23 مدنيًا في مدينة إدلب السورية
TT

غارات جوية روسية تقتل 23 مدنيًا في مدينة إدلب السورية

غارات جوية روسية تقتل 23 مدنيًا في مدينة إدلب السورية

أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم (الثلاثاء)، أنّ غارات روسية مكثفة استهدفت ليلا مدينة ادلب في شمال غربي سوريا، قتلت 23 مدنيا على الاقل وأصابت العشرات بجروح.
وفي محافظة الرقة (شمال)، وسعت قوات سوريا الديمقراطية نطاق عملياتها ضد تنظيم "داعش" من الشمال باتجاه شمال غربي مدينة الرقة، وتمكنت أمس، من السيطرة على 12 قرية ومزرعة، حسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية "قتل 23 مدنيا على الأقل وأصيب العشرات بجروح جراء غارات مكثفة شنتها طائرات روسية ليلا على أحياء عدة في مدينة إدلب" مركز محافظة أدلب التي يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو تحالف فصائل اسلامية ابرزها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا).
وحسب المرصد، فان خمسة أطفال وسيدتين هم في عداد القتلى.
من جانبها، نفت روسيا، اليوم، شن طائراتها ضربات جوية الليلة الماضية في مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. وفي ذلك، قال ايغور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع في بيان "لم تنفذ الطائرات الروسية أي مهام قتالية ولا أي ضربات جوية في محافظة ادلب".
وفي صور التقطها مصور وكالة الصحافة الفرنسية داخل مشفى في إدلب، تم نقل الضحايا إليه، يحمل رجل طفلا يبكي في قسم الإسعاف فيما يعمل مسعفون على رعاية طفلة في ثياب النوم أصيبت جراء القصف. كما يمكن رؤية جثتين ملفوفتين بأغطية وملقيتين على الارض فيما ينتظر مصابون يجلسون على مقاعد، دورهم لتلقي العلاج.
ويظهر شريط فيديو نشره المرصد، عمال أنقاذ وهم يتسلقون إلى الطبقة العليا من مبنى تضرر بشكل كبير جراء القصف، ويحاولون بصعوبة البحث عن ضحايا تحت الانقاض.
وحسب عبد الرحمن، فإن "سربا من الطائرات نفذ الغارات في وقت واحد على مناطق عدة في المدينة"، لافتا إلى أنّ "هذا القصف الجوي هو الاعنف على المدينة منذ بدء سريان وقف الأعمال القتالية في 27 فبراير (شباط)".
وعلى الرغم من أنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه بموجب تفاهم روسي - اميركي وبرعاية الأمم المتحدة، يستثني مناطق سيطرة جبهة النصرة وتنظيم "داعش"؛ لكن مدينة أدلب شهدت وفق عبد الرحمن "هدوءا نسبيا في ظل غارات متقطعة" منذ بدء الهدنة.
وأعلنت روسيا في وقت سابق أنّها كانت ستبدأ الاربعاء الماضي، ضرب مقاتلي جبهة النصرة، لكنّها عادت وأعلنت تأجيل بدء القصف.
وتسيطر فصائل "جيش الفتح" التي تضم النصرة وفصائل اسلامية أبرزها حركة احرار الشام، منذ الصيف الماضي، على محافظة ادلب بشكل شبه كامل. وبات وجود قوات النظام يقتصر فقط على قوات الدفاع الوطني ومسلحين موالين في بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية.
وفي شمال البلاد، تخوض قوات سوريا الديمقراطية اليوم، اشتباكات عنيفة ضد تنظيم "داعش"، بعدما وسعت نطاق عملياتها انطلاقا من عين عيسى باتجاه مدينة الطبقة التي يسيطر عليها المتطرفون غرب مدينة الرقة، وفق المرصد.
وتأتي هذه المعارك غداة تمكن قوات سوريا الديمقراطية بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركية من السيطرة على 12 قرية ومزرعة على محور الطبقة، ليرتفع إلى 23 قرية ومزرعة عدد المناطق التي سيطرت عليها هذه القوات منذ بدء هجومها في ريف الرقة الشمالي قبل أسبوع.
وأحصى المرصد مقتل 18 عنصرًا من التنظيم خلال معارك أمس، جثث 15 منهم لدى قوات سوريا الديمقراطية.
وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ العام 2011 بمقتل اكثر من 280 الف شخص وتدمير هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.