حماس تنفي دخول عناصر من «داعش» إلى غزة عن طريق الأنفاق

مشعل: ننادي بترتيب البيت الداخلي عبر استعادة وحدة النظام السياسي

حماس تنفي دخول عناصر من «داعش» إلى غزة عن طريق الأنفاق
TT

حماس تنفي دخول عناصر من «داعش» إلى غزة عن طريق الأنفاق

حماس تنفي دخول عناصر من «داعش» إلى غزة عن طريق الأنفاق

قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: إن حركته ليست جزءا من «إقليم أو منطقة تحكمها المصالح كما أريد لها»، مناديا بترتيب البيت الفلسطيني الداخلي عبر استعادة وحدة النظام السياسي.
وقال مشعل في مؤتمر «الثوابت» في غزة أمس «نحن لسنا جزءا من منطقة، بل هوية وانتماء.. نحن جزء أصيل وفي قلب أمة عربية وإسلامية ننتمي إليها».
وجدد مشعل رؤية حركته حول الوضع العام الفلسطيني، موضحا أن أبرزها هو ترسيخ واستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام البائس، وكذلك وحدة النظام السياسي في إطار السلطة ومنظمة التحرير، مبينا أن السلطة الحقيقية هي بعد تحرير الأرض وليس قبلها، مضيفا: إن «المهم الآن هو ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وإعادة بناء مؤسساته ومرجعياته السياسية على أسس ديمقراطية.. ونحن شركاء في المسؤولية». كما دعا مشعل الجميع إلى العمل معا، وفق استراتيجية وطنية مشتركة قائمة على «ثوابت شعبنا، وحقوقه المشروعة وخيار المقاومة، والتمسك بأرضنا وإدارة القرار وفق هذه الثوابت.. ونحن لدينا قواسم مشتركة عملنا عليها، ولكن نحتاج إلى إرادة وقرار؛ وحماس تمد يدها للجميع».
ونفى مشعل وجود أي خطط أو نية لحركته بالانفراد بقطاع غزة، قائلا: «إنه لا دولة في غزة ولا دولة في الضفة الغربية، وإنما الدولة والقيادة الفلسطينية هي المسؤولة عن كل الشعب الفلسطيني». كما شدد مشعل على أنه لا شرعية للاحتلال الإسرائيلي، ولا اعتراف بهذه الشرعية الوهمية، مؤكدا أن حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال حق مشروع وواجب وطني وديني، والطريق الاستراتيجي للتحرير.
وكان مشعل يتحدث إلى قيادة حماس وجمهور واسع من قادة الفصائل في فعاليات مؤتمر الحفاظ على الثوابت، الذي أقيم في غزة إحياءً للذكرى الـ68 للنكبة. وجاء حديث مشعل عن المصالحة في وقت توترت فيه العلاقة بين فتح وحماس، وذلك بعد تبادل الاتهامات بشأن حصار غزة.
وشنت حماس هجوما غير مسبوق الأسبوع الماضي على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، واتهمته بحصار غزة وقتل الأطفال فيها بعد حادثة احتراق 3 أطفال أشقاء بسبب استخدام الشموع بديلا للكهرباء. ورفعت حماس صورا في غزة لعباس، وإلى جانبه صور الأطفال المحترقين، وقالت: «إن دماءهم في عنقه»، ومن جانبها ردت فتح باتهام حماس بالسيطرة على القطاع وعلى شركة الكهرباء وجباية الأموال لصالحها، ومنع الحكومة من العمل هناك.
وواصل مسؤولو حماس أمس الهجوم على فتح، وتحدث في المؤتمر القيادي في حركة حماس محمود الزهار، الذي وصف برنامج فتح بالفاشل؛ إذ قال: إن «برنامج حل الدولتين وحدود الـ67 فشل في حل قضايا الشعب الفلسطيني»، مضيفا إن «برنامج المقاومة الذي طرد الاحتلال من قطاع غزة هو ذاته البرنامج الذي جعل الانتفاضة مستمرة بالسكاكين وعمليات الدهس، وهو البرنامج الأنجح في إعادة حقوق الشعب الفلسطيني». وتابع مؤكدا عدم التنازل عن «أي شبر من أرض فلسطين حتى العودة إلى الأراضي المحتلة».
إلى ذلك، نفت حماس دخول عناصر من تنظيم داعش إلى قطاع غزة عن طريق الأنفاق من مصر؛ إذ قال الناطق الحمساوي سامي أبو زهري: «إن التصريحات عن دخول عناصر (داعش) إلى غزة باطلة، وتستهدف التحريض على قطاع غزة، وتبرير أي هجوم جديد عليه».
وكان أبو زهري يرد على تقارير إسرائيلية أكدها الجنرال الإسرائيلي يؤاف مردخاي، منسق أعمال الحكومة في الضفة الغربية، والذي صرح بأن نشطاء من تنظيم داعش دخلوا قطاع غزة قبل بضعة أيام عبر الأنفاق من أجل إجراء تدريبات عسكرية في القطاع، وذلك بتنسيق مع أحد المقربين من حماس في رفح يدعى سعيد عبد العال. وجاءت أقوال مردخاي في حديث للموقع الإخباري «إيلاف» الذي أورد أن تنسيقا عسكريا يجري على مستوى قادة ميدانيين بين الجانبين بعلم القيادات العسكرية والسياسية الحمساوية.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.